ما حقيقة وجود جسر بري يمر بالأردن لتزويد إسرائيل بالبضائع؟
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
عمّان- لا يتوقف الحديث على المستوى المحلي في الأردن حول ما يسميه مواطنون ونخب حزبية وسياسية بـ"جسر بري" للشاحنات المحملة بالبضائع، يمر بالأردن باتجاه إسرائيل، قادماً من الإمارات ودول أخرى، كبديل عن السفن الإسرائيلية والأجنبية التي فرضت جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن حظرا على مرورها عبر طريق مضيق باب المندب.
وتواردت الأنباء عن وجود الجسر البري، ابتداء من الإعلام العبري ثم عبر وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف، ثم أكدت جهات شعبية وجود هذا الجسر ونشرت صورا لشاحنات تمر فيه، وتزامن ذلك مع انتشار أنباء نقص الغذاء والتهديد بحصول مجاعة في شمال قطاع غزة.
ومنذ ذلك الحين لم تتوقف الفعاليات المناهضة لهذا الجسر وتصدرت مشهد الاحتجاجات والتداول عبر مواقع التواصل، وتكرر خروج الأردنيين بشكل أسبوعي تقريبا في سلاسل بشرية عند الطريق الذي اعتبروا أنه "يمدّ الاحتلال بالبضائع"، كما قال أعضاء في "التجمع الشبابي الأردني لدعم المقاومة" للجزيرة نت إنه جرى استدعاء عدد من نشطائهم للجهات الأمنية، بغرض تحذيرهم من التركيز على موضوع "الجسر البري".
بالمقابل، استمر الرد الرسمي الأردني بالنفي القاطع لوجود هذا الجسر، معتبرا أنه دعاية لتشويه صورة الأردن وموقفه الرسمي، وهو ما جاء على لسان رئيس الحكومة بشر الخصاونة، عندما وصف الجسر البري بأنه "وحي من الخيال"، وهو النفي نفسه الذي تحدث به الناطق باسم الحكومة الأردنية مهند مبيضين للجزيرة نت.
هذا الوصف لرئيس الحكومة الأردني صار واحداً من شعارات الاحتجاجات في الشارع الأردني، إذ يهتف المحتجون خلال وقفاتهم وتظاهراتهم "كيف وحي من الخيال.. والجسر البري شغّال (يعمل)"، في حين تشهد العاصمة الأردنية عمان منذ منتصف رمضان احتجاجات قرب السفارة الإسرائيلية بشكل يومي، وهو ما أحدث ضجة في الأوساط المحليّة، ولفت نظر وسائل الإعلام العبرية والأجنبية.
رصد ميداني للجسر
وللتحقق من دقّة المعلومات وما يدور حول هذا "الجسر البري"، قامت الجزيرة نت بإعداد هذه المادة الصحفية الميدانية على عدة مراحل، امتدّت على مدى شهر من الرصد الميداني، عبر عدة جولات على الطريق الذي يجري الحديث أنه هو الذي تسلكه شاحنات الجسر البري، بداية من مركز حدود العمري على الحدود الأردنية السعودية وصولا إلى معبر الشيخ حسين على الحدود الغربية للأردن.
المرحلة الأولى: هل توجد شاحنات تمر عبر هذا الطريق؟رصدت الجزيرة نت عبر التتبع الميداني للطريق المؤدي لمعبر الشيخ حسين، وعلى 3 مرات مختلفة بأيام متعددة، وجود شاحنات تمر باستمرار عبر هذا الطريق، يقدر عددها بنحو 6 شاحنات في الساعة الواحدة، خلال الفترة ما بين ساعات ما قبل الظهر إلى غروب الشمس، بنظام مجموعات أو فردي.
تحدثت الجزيرة نت مع أهالي المناطق التي يمر بها هذا الطريق، وهي مناطق كفر يوبا وجمحا والشونة الشمالية، وأكدوا أنهم لاحظوا زيادة في عدد الشاحنات التي تمر عبر هذا الطريق، منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ورغم عدم رصد شاحنات تعبر هذا الطريق بعد الساعة الـ9 ليلا، فإن الجزيرة نت رصدت في إحدى الليالي نحو 15 شاحنة تعبر دفعة واحدة وتحمل لوحات تركية وأردنية، لكنها جاءت عبر طريق مختلف، ويعتقد أهالي المنطقة أنها محمّلة بالخضار وجاءت من جهة غور الصافي.
وبمراجعة صور الأقمار الصناعية لنهار يوم عشوائي على معبر الشيخ حسين على الحدود الأردنية الغربية، تُظهر الصور وجود ما يقرب من 48 شاحنة مصطفة على المعبر تنتظر دورها للمرور، دون معرفة مصدر هذه الشاحنات بالتفصيل على وجه الدقة، بينما رصدت الجزيرة نت مبيت بعض الشاحنات داخل مَرائب في منطقة الشونة الشمالية وعدم انتظارها أو مبيتها على المعبر.
وبالبحث عبر المصادر المفتوحة، حصلت الجزيرة نت على تقرير مسحي للتجارة والخدمات اللوجستية بين الجانبين الأردني والإسرائيلي، أعدته الوكالة اليابانية للتعاون الدولي وشركة باديكو، ويُظهر حجم التجارة عبر معبر الشيخ حسين في العامين 2016 و2017.
وأشار التقرير إلى أنه في عام 2016 عبرت 27 ألفا و752 شاحنة محمّلة، وفي عام 2017 عبرت 23 ألف شاحنة، وهو ما يعني أنه إذا تم احتساب الحد الأعلى لأيام العمل السنوي المقدرة ما بين 200 إلى 220 يوما، فيكون متوسط حجم المرور 115 شاحنة يوميا في الأعوام المذكورة.
المرحلة الثانية: ما نوعية ومصدر الشاحنات التي تمر؟رصدت الجزيرة نت عبر أيّام مختلفة وعشوائية شاحنات تحمل لوحات متنوعة، تنوعت بين لوحات أردنية (النقل بالعبور) قادمة من الإمارات، ولوحات إماراتية تحمل شعار "دبي"، ولوحات تركية.
كما حاولت الجزيرة نت التواصل مع بعض السائقين خلال عملهم بيد أنهم رفضوا الحديث، لكن استطعنا التواصل مع سائق من الجنسية التركية؛ إذ أخبرنا أن شاحنته متجهة إلى معبر الشيخ حسين.
كما رصدت الجزيرة نت خلال جولاتها شاحنة متجهة إلى معبر الشيخ حسين تحمل حاويات عليها شعار شركة "زيم" وهي شركة شحن إسرائيلية مقرّها في حيفا، وقد تردد اسمها بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، بعد أن خسرت ما قيمته 2.7 مليار دولار خلال العام الماضي، بعد أن هوت إيراداتها بنسبة 58.9% بعد اندلاع الحرب على قطاع غزة وهجمات جماعة الحوثي اليمنية في البحر الأحمر.
المرحلة الثالثة: ما المسار الذي تسلكه الشاحنات؟
حصلت الجزيرة نت من خلال أحد السائقين -دون الكشف عن اسمه- على مسار تتبعي مباشر (Live location) للطريق البري الذي تسلكه الشاحنات القادمة من حدود العمري السعودية-الأردنية، حيث تصل الشاحنات إلى منطقة الأزرق، ومنها إلى مشارف محافظة الزرقاء حيث بلدة الهاشمية فجسر "خو"، ثم إلى محافظة المفرق مرورا ببلدة البويضة.
ثم تصل الشاحنات إلى مدينة الرمثا في محافظة إربد، حيث تمر على مقربة من جامعة العلوم والتكنولوجيا قبل أن تصل لمنطقة الحصن في إربد، وتسلك طريق إربد الدائري ثم تخرج منه للطريق الرئيسي، الذي يمر ببلدات كفر يوبا وجمحا وكفر أسد، وصولا إلى الشونة الشمالية فمعبر الشيخ حسين.
تحدثت الجزيرة نت مع سائقي شاحنات تمرّ عبر هذا الطريق، حيث يقول السائق "م.ح" إنه يملك شاحنة نقل منذ سنوات ويعمل على نقل البضائع من الإمارات إلى الأردن، ويوضح "في الآونة الأخيرة، وبالتحديد بعد منع مرور السفن في البحر الأحمر، أصبح يأتينا سماسرة في دبي يطلبون منا تحميل بضائع تتجه لإسرائيل، بأجور تصل لضعفي المبلغ الذي نتقاضاه في النقل للأردن".
ويتابع "وفي حال رفضك يأتيك سمسار آخر محاولا إقناعك بطرق مختلفة، منها أن يطلب منك إيصال البضائع لمدينة الحسن الصناعية في مدينة إربد، ومن هناك يتم نقل الحاويات من شاحنتك لشاحنات أخرى تتوجه لمعبر الشيخ حسين، وهي إحدى أشكال الاحتيال".
أما السائق "س.ح" فيقول "أصبحنا نحمل أي شيء من الأردن للإمارات ولو بالمجان، وهو ما كان غير مجدٍ فيما مضى، لكن الآن أصبح المقابل المادي للنقل من الإمارات إلى إسرائيل مضاعفا، بمقدار ضعف ونصف، وهو ما دفعنا لمحاولة الذهاب محملين بأي شيء ولو بالمجان، لكي يسمح لنا بالعبور".
وعن نوعية البضائع التي يتم نقلها، أشار "س.ح" للجزيرة نت أنه لا يستطيع حصر كل شيء، لكنها تتضمن ملابس وأقمشة ومواد غذائية، كما تحدّث عن كون الشاحنات مرصصة ومراقبة عبر نظام التتبع "جي بي إس".
حاولت الجزيرة نت الحصول على رد رسمي أردني حول ما تم رصده عن هذا الطريق، وعن عدد الشاحنات الذي تسلكه ومقارنته بعدد الشاحنات التي تأتي من طرق أخرى، من خلال التواصل مع الناطق باسم الحكومة الأردنية مهند مبيضين، ولم تحصل على أي رد حتى تاريخ إعداد هذا التقرير، لكنه كان قد نفى وجود هذا الجسر في تصريح سابق للجزيرة نت معتبرا أنه "زعم وادعاءات".
وكان النائب في البرلمان الأردني حسن الرياطي قد وجّه أسئلة لرئيس الحكومة بشر الخصاونة حول تفاصيل هذا الطريق، وقال الرياطي للجزيرة نت إنه لم يتلق أي إجابات من الحكومة، مما دفعه لتحويل الأسئلة إلى استجواب، مشيرا إلى أنه لا يتوقع الحصول على إجابة، إذ إن "الحكومة لا تكترث لأسئلة النواب، وهو ما يضر بالمصلحة الوطنية".
وفي حديثه للجزيرة نت، قال الرياطي "حسب النظام الداخلي لمجلس النواب، تجب الإجابة على السؤال خلال 14 يوما، وإذا لم تقم الحكومة بالإجابة تعطى مهلة ويحول السؤال لاستجواب، وهي ملزمة بالرد خلال شهر، وفي ظل المعطيات لا أعتقد أنني سأحصل على جواب".
وأضاف النائب "هناك معلومات مؤكدة عن تنامي مرور الشاحنات بشكل كبير، وكذلك تصدير الخضار"، وأشار إلى أن "تعطيل الآلة الرقابية يدل على أن هذا المجلس ضعيف، والحكومة لا تراه، وقد تنامت مخالفات الحكومة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الحکومة الأردنی معبر الشیخ حسین عبر هذا الطریق الجسر البری من الإمارات للجزیرة نت هذا الجسر وهو ما
إقرأ أيضاً:
عباس 36 في عرضين بالأردن.. قصة بيت فلسطيني تروي النكبة والتهجير
عمّان – وسط تفاعل لافت، عُرض الفيلم الوثائقي "عباس 36" من إنتاج الجزيرة الوثائقية للمخرجة مروة جبارة، والمخرجة المشاركة نضال رافع، في عرضين متتاليين بالأردن خلال الأسبوع الماضي، كان الأول في جمعية وعد الثقافية في محافظة العاصمة عمان والثاني في مساحة زوايا في محافظة إربد.
وجرى بعد العرض الأول حوار ومناقشة حول الفيلم بحضور إحدى الشخصيات الرئيسية فيه دينا أبو غيدا، كما نُظم بعد العرض الثاني حوار بحضور صانع الأفلام سائد العاروري والذي قام بأعمال المونتاج للفيلم، وشاركت أبو غيدا في الحوار عبر تقنية زووم، وأدارت الحوارين الصحفية شروق طومار.
وشهد العرضان تفاعلا كبيرا بين طاقم العمل والجمهور الذي شكل الشباب نسبة كبيرة منه، بصورة أظهرت اهتمام هذه الفئة بالبقاء على مقربة من حكايات النكبة وتهجير الشعب الفلسطيني، كما أظهرت وعيا بأهمية نقل هذه الحكايات بين الأجيال لتكرس لديهم فهم التاريخ وتعزز التمسك بحق العودة.
ثلاثية النكبة والتهجيريتناول "عباس 36" ثلاثية النكبة والتهجير والعودة بمعالجة مبتكرة من خلال رواية قصة منزل فلسطيني في شارع عباس بحيفا، سكنته عائلتان فلسطينيتان في فترتين تاريخيتين مختلفتين، ومرافقة ابنة العائلة التي تسكنه حاليا في رحلة البحث عن أصحاب البيت الأصليين وزيارتهم في مناسبات عائلية وأخرى وطنية لبناء سرد متماسك لقصة هذا البيت، الذي شُيّد في ثلاثينيات القرن الماضي، لكنه في الواقع ليس مجرد جدران وسقف، بل هو شاهد على نكبة شعب وذاكرة أجيال لا تمحى بالبعد أو التقادم.
إعلانويحكي الفيلم قصة عائلة أبو غيدا، العائلة الأرستقراطية التي بنت المنزل وسكنته حتى عام 1948، قبل أن تجبرها العصابات الصهيونية على مغادرة حيفا تحت التهديد والسلاح، ضمن واحدة من أكبر حملات التهجير القسري التي تعرض لها الفلسطينيون خلال النكبة. ومنذ ذلك الحين، تشتت أفراد العائلة في منافي 17 بلدا، لكنهم حملوا معهم العلم والكرامة ووعيا عميقا بالهوية والانتماء، وإصرارا كبيرا على النهوض والنجاح.
وبعد النكبة، سكنت البيت عائلة يهودية مهاجرة من النمسا، ثم باعته لاحقا لعائلة فلسطينية جديدة هي عائلة رافع. وهنا تبدأ الحكاية الثانية في الفيلم، حيث نتابع سيرة علي رافع، الذي فقد والده في النكبة، وزوجته سارة جودة، المنحدرة من القدس والتي تنتمي لعائلة تتولى حفظ مفتاح كنيسة القيامة منذ قرون. فالزوجان، رغم كونهما مالكي البيت، لم ينسيا أبدا أن لهذا البيت أصحابا شرعيين طُردوا منه قسرا.
ويتتبع الفيلم خطّين سرديين متوازيين ومتقاطعين: الأول عبر رحلة نضال رافع، ابنة سارة وعلي، التي تسعى لاكتشاف العائلة التي بنت البيت وسكنته قبل عائلتها، والثاني عبر رحلة دينا أبو غيدا، حفيدة أصحاب البيت الأصليين، التي تحاول استعادة ذاكرة عائلتها المرتبطة بهذا المكان، وهي لاجئة تنقلت ما بين سوريا ولبنان وأميركا والأردن، تحمل معها حنينا عميقا إلى بيت الجدّ، ورغبة في تحقيق العودة، ولو رمزية، إلى الوطن.
واستذكرت دينا أبو غيدا خلال الحوار الذي أعقب العرضين أجواء تصوير الفيلم والمشاعر المختلطة التي كانت تشعر بها كلما زارت بيت عائلتها التي اقتلعت منه، في حين تسكنه اليوم عائلات أخرى، ووصفت قسوة الشعور بالغربة عن بيت هو في الأصل بيتها لكنها اليوم لا تعرف الطريق المؤدية إلى غرفه ومرافقه.
إعلانوقالت أبو غيدا إن التمسك بحق العودة من المهم أن يقترن بممارسات على أرض الواقع وألا يقتصر فقط على التذكير المستمر بهذا الحق على أهمية حفظ الذاكرة، وأن هذه الممارسات قد تختلف من شخص لآخر وفقا لما يتوفر لديهم من إمكانيات، لكن المهم هو استخدام جميع الأدوات المتاحة التي يمكن أن تشكل خطوات، ولو كانت رمزية، على طريق العودة.
وتحدث المخرج وصانع الأفلام سائد العاروي عن تجربته كأحد أفراد فريق العمل في الفيلم حيث قام بأعمال المونتاج، قائلا إن مونتاج هذا العمل لم يكن مجرد ترتيب للقطات، بل محاولة لإعادة جمع ذاكرة لعائلتين تمثلان شعبا بأكمله، وكان علينا أن نمنح للبيت نبضا إنسانيا، وأن نُظهر كيف يمكن لمكان أن يكون رمزا للتهجير والبقاء والتمسك بالعودة في آن.
وأشار العاروري إلى ضرورة أن يستمر الحراك السينمائي الموجه لتوثيق القضية الفلسطينية وإلى أهمية ذلك في بناء السردية الفلسطينية المضادة لسردية الاحتلال، قائلا إن قضية الشعب الفلسطيني هي قضية واحدة لكن قصص معاناة هذا الشعب لا تنتهي لذلك ينبغي ألا تنتهي الأعمال التي تحكي تلك القصص.
وعقبت شروق طومار مديرة الحوار في نهايته قائلة إن "عباس 36" يقدم عرضا بصريا وتوثيقيا غنيا بصور قديمة، رسائل مكتوبة، وثائق رسمية تفصّل مراحل بناء البيت، ومشاهد إنسانية مليئة بالعواطف والرسائل، فهو يعرض مشاهد لأفراد عائلة رافع الذين يحرصون في كل مناسبة على رواية قصة النكبة وقصة أصحاب البيت الأصليين للجيل الجديد من أبناء العائلة، كما يعرض مشاهد لأفراد عائلة أبو غيدا في الشتات وهم يشمّون تراب حيفا أو يلمسون أغصان زيتون منها، في محاولات لاستعادة الاتصال مع الأرض والوطن.
والأهم، أن الفيلم يُظهر كيف يتحوّل البيت إلى رمز أكبر من مجرد عقار. فهو مساحة للذاكرة، والتاريخ، والألم المشترك. ويرصد تقاطعات المصير بين من بقي في الوطن ومن شُرّد عنه، ويؤكد أن الاحتلال قد يغيّر الخارطة، لكنه لا يستطيع محو الذاكرة أو كسر ارتباط الفلسطيني بأرضه وبيته.