شبكة انباء العراق:
2025-03-10@04:34:18 GMT

الحلبوسي لعبة الفراغ القاتل

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

بقلم: هادي جلو مرعي ..

كما وصفته في برنامج سابق تبثه فضائية الفلوجة للزميل أنور الحمداني حين كان الحلبوسي يقتحم الميدان السياسي ليكون رئيسا للبرلمان العراقي، وها أنا أعود لذات الوصف حين شرحت معنى الحلبوسي بأنه الرجل الشجاع الذي إذا أراد شيئا لايعود عنه إلا وقد تحقق له.. فهو شجاع في الحصول على المنصب، وشجاع في المقاومة لكي لايتخلى عن زعامته، وشجاع في صناعة الفراغ حين لاتجري الرياح على هوى سفنه المحملة بالأمنيات والأحلام التي جعلته يصطدم بصقور السنة وحمائمهم، وبالشيعة وزعاماتهم الذين فتحوا له الأبواب مشرعة، لكنهم توقفوا قليلا حين ذهب بإتجاه التحالف الثلاثي لتشكيل الحكومة، وبالرغم من عودته عن ذلك التحالف، وإتفاقه مع الإطار الشيعي الذي أفضى الى رئاسة ثانية للبرلمان، لكن وبمايشبه الصدمة تخلى عنه الجميع حين سمعوا لقرار المحكمة الإتحادية بإنهاء عضويته في مجلس النواب، وخروجه من الباب الضيق حيث لم يتحرك لا الحلفاء، ولا المجاملون لمنع ذلك الخروج الصادم، وبالرغم من فوزه في الإنتخابات المحلية في بغداد والأنبار، وتكسيره لأجنحة التحالفات السنية التي كانت تنتظر هزيمته، لكنها تغافلت عن كونه مايزال مؤثرا في المشهد السياسي، وقادرا على كسب ود الجمهور السني في أكثر من محافظة، ثم تمكنه من اللعب على قاعدة فرق تسد التي منحته وقتا أطول ليمنع وصول رئيس جديد للبرلمان خلفا له من الأنبار تحديدا لأنه يدرك جدية الخصوم الذين يملكون وزنا سياسيا خاصة ساسة الأنبار الذين لايطيقونه، ويرغبون في تغييبه عن المشهد.


في الفترة الماضية حاول الحلبوسي الذهاب الى أكثر من وجهة، وتمكن من جذب بعض الأطراف إليه حين رشح بديلا عنه من صلاح الدين الشيخ شعلان الكريم الذي لاينتمي الى الحواضر السامرائية، ويعود الى جنوب المحافظة، والذي كان من المؤمل أن يقتل طموح الخصوم الأنباريين الأقوياء الذين قدموا سالم العيساوي الذي يتحرج الحلبوسي كثيرا منه، وهو من صنف السياسيين الذي لو تمكن من الرئاسة فسيضعف الحلبوسي تماما، ويقوض وجوده في الأنبار مع تغير الظروف، والنزعة الى إعادة ترتيب البيت السني والذي يتطلب خروجا حزينا من المشهد، فقوة الحلبوسي الحالية تتمثل في خلو الكرسي من البديل الذي يمكن أن يحتكر الضوء، وتسلط عليه وسائل الإعلام كاميراتها،ثم رويدا يبدأ الجمهور بالتوجه إليه حين يحتكم إليه الناس، ويكون في أعلى هرم السلطة التشريعية، وغالبا مايكون الناس مع الأقوى الذي يصدر القرارات، ومن خلال رضاه تتحقق المطامح والأمنيات، وإليه يعود الأمر والنهي، ولعل غالب ماكان يشتكي منه الخصوم في الحلبوسي ماسيتوفر لبديله المنتظر.
يقود الشيخ خميس الخنجر حراكا سياسيا لجمع الفرقاء السنة على مائدة حوار تكررت فيها النقاشات دون أن تفضي الى حلول مرضية مع تمسك كل طرف بموقفه الرافض لهذا المرشح، والمتمسك بآخر، مع جملة تصورات وأفكار في الغالب هي من نوع الأفكار التي تحتشد في مخيلة كل طرف سياسي لايريد تقديم تنازلات حقيقية قد تؤدي الى خروجه من المشهد، أو بقائه بمستوى تأثير محدود، بينما الجميع يبحث عن المساحة التي يظهر فيها بوصفه الرابح، والقادر على إدارة الأمور، ولعل ذلك من أسباب تمسك الحلبوسي بلعبة الفراغ التي تشتت الخصوم، وتمنحه المزيد من الوقت ليكسب نقاطا أكثر، ويمنع القيادات السنية من الإتفاق على رؤية موحدة تفضي الى نتيجة مقنعة تنهي الجدل السائد، وتمنع تفريخ المزيد من التكتلات السياسية الصغيرة داخل وخارج البرلمان.. فقد بدأت لعبة تشكيل التكتلات تستهوي المزيد، وصار كل ثلاثة، أو أربعة من النواب، والقادة السياسيين يسارعون الى إعلان تكتل يثير إنتباه وسائل الإعلام، لكنه سرعان مايتم تجاهله ونسيانه، ويبقى الجميع يلف ويدور في حلقة مفرغة، وفي فراغ قاتل في لعبة لاندري متى تنتهي.

هادي جلومرعي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

هذا عدد أسرى الاحتلال الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة

كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم السبت، عن عدد أسرى الاحتلال الإسرائيلي الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2023.

وذكرت الصحيفة أن "41 أسيرا إسرائيليا من بين 251 أسرتهم حماس في غزة، قُتلوا في الأسر، بعضهم قُتل بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية التي شنتها على غزة".

وأضافت أن "الخرائط العسكرية تؤكد أن موقع مقتل 6 من الأسرى على يد الجيش الإسرائيلي في أغسطس/ آب الماضي، كان ضمن مناطق العمليات المحدودة".

وأشارت الصحيفة إلى أن "الجيش الإسرائيلي عندما نشر تحقيقه حول مقتل الأسرى الستة، قال إنه لم يكن يعلم بوجودهم في المنطقة"، مؤكدة في الوقت ذاته أن الجيش "كان على علم بالخطر الذي يحدق بالأسرى عندما عمل في المنطقة التي قُتل فيها الرهائن الستة".

يشار إلى أن الأسرى الإسرائيليين الستة الذين تم قتلهم هم: هيرش جولدبرج بولين، أوري دانينو، إيدن يروشالمي، أليكس لوبانوف، كارميل جات، وألموج ساروسي.



ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه "رغم قرار وقف نشاط الجيش الإسرائيلي في مدينة خانيونس (جنوب) بقطاع غزة، بسبب المخاوف على حياة الأسرى، إلا أنه بعد توقف ليوم واحد فقط، قرر الجيش مواصلة عملياته هناك بهدف تحديد مكان زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار".

وأشارت إلى أنه "بحسب مصادر أمنية إسرائيلية، تقرر أن العثور على السنوار كان أكثر أهمية من إنقاذ أرواح الأسرى الإسرائيليين (لم يتم تحديد مكانه في حينه)".

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2024 أي بعد نحو عام على بدء عملية "طوفان الأقصى" وما تبعها من حرب إسرائيلية مدمرة ضد قطاع غزة، اغتيل السنوار بمدينة رفح جنوب القطاع برصاص الجيش الإسرائيلي وهو يقاتل.

ورغم تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة من المسؤولية عن مقتل أسرى إسرائيليين في قطاع غزة وتحميل حركة حماس مسؤولية ذلك، إلا أن المعارضة الإسرائيلية تحمله مسؤولية مقتل عدد كبير من الأسرى جراء عرقلته لأشهر طويلة التوصل إلى صفقة لإعادتهم خوفا من انهيار ائتلافه الحكومي، الذي كان وزراء من اليمين المتطرف به يضغطون لمواصلة حرب الإبادة على غزة.

ومطلع آذار/ مارس الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء الحرب.

ويريد نتنياهو، مدعوما بضوء أخضر أمريكي، تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.

مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلق الاحتلال الإسرائيلي مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع كأداة ضغط على حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها، كما تهدد إسرائيل بإجراءات تصعيدية أخرى وصولا إلى استئناف حرب الإبادة الجماعية.

وبدعم أمريكي ارتكب الاحتلال بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • البابا فرنسيس: نحن بحاجة إلى ”معجزة الحنان“ التي ترافق الذين هم في محنة
  • طبيبة تحذر النساء من "العلامات الصامتة" للسرطان القاتل
  • حدث في 8ساعات| رسالة من السيسي.. وتطورات الأوضاع في سوريا.. وتفاصيل فيروس هانتا القاتل
  • هذا عدد أسرى الاحتلال الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
  • برايتون.. «الفوز القاتل» أمام فولهام
  • فيروس هانتا القاتل.. ما سر المرض النادر الذي أودى بحياة زوجة جين هاكمان؟
  • بعد يومين على جريمة صيدا القديمة المروعة.. تسليم القاتل إلى قوى الأمن
  • (الإرهاب) حين يصبح (تهمة) لتصفية الخصوم..
  • أهالي حماة يشيعون شهداء الأمن العام الذين ارتقوا يوم أمس
  • الاتحاد ينجو من سيناريو الهلال القاتل