ما سيناريوهات الرد الإيراني على (إسرائيل) واحتمالات المواجهة؟
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
سرايا - أثار التهديد الإيراني بالرد على (إسرائيل) جراء الهجوم الذي طال قادة عسكريين إيرانيين في دمشق، مخاوف من نقل الصراع إلى "مستوى مختلف" باندلاع حرب مباشرة بين الجانبين، خاصة مع تصاعد مستوى التوتر بين طهران وتل أبيب في الآونة الأخيرة إلى مستوى غير مسبوق.
ويعتقد خبراء ومحللون عسكريون في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الحرب المباشرة بين (إسرائيل) وإيران تُهدد بخروج الأوضاع في المنطقة عن السيطرة، إذ ستفتح إيران جبهات واسعة عبر جيشها الرسمي والحرس الثوري ووكلائها في المنطقة على المصالح الإسرائيلية "الحساسة" داخليا وخارجيا، ومن بينها حقول النفط والمنشآت العسكرية والدبلوماسية، في حين لن تتردد (إسرائيل) في استهداف العمق الإيراني وتنفيذ ضربات نوعية تشمل قادة الفصائل المسلحة المتحالفة مع طهران.
استهداف لمواقع عسكرية
قال نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط مايك ملروي، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الحرب بين (إسرائيل) وإيران "ستكون مدمرة وكبيرة" لأن كلا البلدين يمتلكان قدرات عسكرية كبيرة، في حين قد تنسحب المواجهات إلى بلدان أخرى في المنطقة.
وأوضح ملروي الذي سبق أن عمل في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، أنه من المرجح أن تضطر إيران إلى الهجوم بشكل مباشر باستهداف مواقع عسكرية داخل (إسرائيل) ذاتها في المرحلة الأولى، بيد أنه إذا تم اعتراض هذا الهجوم فقد يعني تجميد الأزمة الراهنة، ولكن إذا قتل جندي إسرائيلي فإن هذا الصراع الصعب سوف يتصاعد لمستويات غير مسبوقة.
ولفت ملروي إلى أن تحوّل الصراع إلى مواجهة مباشرة بين طهران وتل أبيب، هو السيناريو المرجح على نحو متزايد، على الرغم أن إيران لا تريد ذلك، حيث ستستخدم في تلك الحرب وسائل عسكرية واستخباراتية مختلفة.
أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي، محمود محيي الدين، في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه على الرغم من الاعتقاد بأن المواجهة المباشرة بين إيران و(إسرائيل) مستبعدة في هذه المرحلة، إلا أنه حال حدوثها ستكون "مدمرة".
وعن طبيعة هذه الحرب بين الجانبين، لفت محيي الدين إلى أنه إذا حدثت المواجهة فسوف تتسع لاستهداف مراكز الدولة في كلا الجانبين والمنشآت الحيوية، على أن يكون ذلك في شكل ضربات صاروخية إيرانية على المدن والأراضي الإسرائيلية من الداخل الإيراني وعبر وكلائها بالمنطقة.
وأضاف: "الهجمات الإيرانية أيضا ستطال مصالح إسرائيلية في البحر، على رأسها حقول الغاز والسفن التجارية، وكذلك منشآت دبلوماسية، مع التوسع في العمليات الاستخباراتية".
ويرى الخبير العسكري أن الرد الإسرائيلي لن يكون متأخرا، فسرعان ما ستصل صواريخ (إسرائيل) الباليستية إلى العمق الإيراني، مع اتساع دائرة المواجهة لتشمل "حلف المقاومة" بشكل كامل وبصورة لم يسبق لها مثيل بالمنطقة، مضيفا: "بالتأكيد الرد الإسرائيلي سيكون عنيفا على أراضي إيران وهذا ما لا يرغب فيه أي من الطرفين".
3 سيناريوهات للحرب
يعتقد المحلل المختص بالشأن الإسرائيلي غسان محمد، في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الحرب المباشرة بين (إسرائيل) وإيران لها 3 سيناريوهات محددة، تشمل:
- حرب محدودة تستمر لعدة أيام يتم فيها تبادل الهجمات بين إيران و(إسرائيل) وتتوقف بعد تدخل جهات وقوى خارجية.
- حرب إقليمية تشارك فيها عدة جبهات ضد (إسرائيل) بينها جبهة اليمن وجنوب لبنان والجولان بإسناد من العراق، وربما تنضم إلى هذه الحرب جبهة الضفة الغربية، وفي هذه الحالة يتحقق سيناريو "وحدة الساحات في مواجهة (إسرائيل)".
- حرب أوسع تشارك فيها بشكل مباشر الولايات المتحدة رغم أن هذا الاحتمال ضعيف، حيث قد تكتفي واشنطن بدعم (إسرائيل) عسكريا وسياسيا دون التورط مباشرة في الحرب.
ومن جانب إيران، أوضح محمد أن هناك تساؤلات كثيرة تُطرح داخل الدوائر الإسرائيلية حول الجبهة التي ستختارها إيران للهجمات، من بينها جبهة الرد سواء لبنان أو الجولان أو اليمن، والطريقة ذاتها إما بإطلاق صواريخ بعيدة المدى على العمق الإسرائيلي، أو ضرب سفارات إسرائيلية في دول قريبة مثل أذربيجان، أو إطلاق طائرات انتحارية مسيرة كما حصل في الهجوم على قاعدة إيلات البحرية.
ومع ذلك، أشار محمد إلى أن الحرب المباشرة لا تبدو وشيكة لسبب رئيسي هو أن جميع الأطراف لا ترغب بالحرب على الأقل في هذه المرحلة.
حرب الظل
الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان قالت لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن أي عمل حربي مباشر من شأنه أن يؤدي إلى انتقام واسع النطاق مع تداعيات وجودية محتملة لكبار المسؤولين الإيرانيين.
وأشارت تسوكرمان إلى أنه كانت هناك بالفعل "حرب ظل" مباشرة مستمرة بين إيران و(إسرائيل) منذ سنوات، حيث تحاول طهران تنفيذ عمليات اختطاف واغتيالات ضد (إسرائيليين)، وإرسال جواسيس، ودعم حماس وحزب الله، كما يُعتقد أن (إسرائيل) من جانبها تقف وراء هجمات مختلفة على أهداف عسكرية واقتصادية داخل إيران، واغتيالات نوعية.
وأضافت أنه "تم طرح وقوع المواجهة المباشرة منذ وقت طويل، وبصرف النظر عن حقيقة أن هؤلاء ليسوا أول مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني تقوم (إسرائيل) بتصفيتهم في سوريا، إلا أن هذه هي الحادثة الأكثر خطورة من هذا النوع منذ اغتيال قاسم سليماني".
رؤية (إسرائيلية) للمواجهة
المحلل السياسي الإسرائيلي شلومو غانور، قال إن (إسرائيل) سترد على أي عمل إيراني يطالها، موضحا أن تحذير بنيامين نتنياهو يحمل في طياته نوع الرد على أي عمل انتقامي إيراني، إذ قال "سنضرب كل من يفعل أو يخطط لإصابتنا"، أي أن نوع الرد يتوقف على نوعية الاعتداء ومخططيه وحجم الخسائر الناجمة عن هذا الاعتداء.
وبيّن غانور في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه حتى الآن فجميع الاحتمالات واردة فيما يخص مستوى الصراع بين (إسرائيل) وإيران، لكنه رجح عدم وقوع مواجهة مباشرة بين البلدين، معتبرا ذلك "احتمالا ضعيفا" نظرا للإجراءات العسكرية الوقائية التي اتخذتها (إسرائيل) من جهة، وعدم توفر الأدلة على استعداد إيران للدخول في مواجهة مباشرة مع تل أبيب حاليا من جهة ثانية.
ولفت إلى أن (إسرائيل) على المستوى الرسمي والشعبي مهيئة بقدر كبير على مواجهة الأخطار الخارجية، ولا سيما من "عدو شرس مثل إيران الذي يعلن عن هدفه بمحو (إسرائيل) من الخريطة"، وبالتالي تأتي الإجراءات المتخذة مؤخرا تحسبا لأي عمل عدائي من قِبل إيران أو وكلائها سواء داخل (إسرائيل) أو ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية في الخارج، على الرغم من عدم اعتراف (إسرائيل) رسميا بمسؤوليتها لما وقع في دمشق.
وتابع غانور قائلا: "ومع ذلك، لا أعتقد أن إيران في الظرف الدولي الحالي سترد على (إسرائيل) مباشرة، خشية من تداعيات ذلك على وضعها الدولي والداخلي ولا سيما مشروعها النووي، الذي تسعى للتقدم فيه بعيدا عن الأضواء، لكنها قد تقدم على عمل بواسطة عملائها وفي الخارج وربما بعد تحضير طويل وليس قريبا".
مؤشرات مقلقة
- لا يزال التوعد الإيراني بمعاقبة(إسرائيل) على هجوم دمشق متواصلا، إذ قال قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، إن "أعمال العدو (الإسرائيلي) ضد إيران لن تمر دون رد"، مضيفا أن "(إسرائيل) في متناول اليد وهي تعرف ما سوف يحدث".
- دمر القصف الجوي مقر القنصلية الإيرانية في دمشق يوم الإثنين، كما أسفر عن مقتل سبعة من عناصر الحرس الثوري الإيراني على رأسهم قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي، والقيادي محمد هادي رحيمي، ما أثار الغضب الإيراني لـ"الانتقام" من منفذي هجوم.
- في المقابل، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إيران من شن هجوم ضد بلاده، قائلا إن "(إسرائيل) تتخذ إجراءات ضد إيران ووكلائها، دفاعا وهجوما وسنعرف كيف ندافع عن أنفسنا وسنتصرف وفقاً للمبدأ البسيط: كل من يلحق بنا الضرر أو يخطط لذلك سنلحق به الضرر".
- أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي نقلا عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن (إسرائيل) أبلغت حليفتها واشنطن أنه إذا شنت إيران هجوما على (إسرائيل) من أراضيها فإنها ستواجه ردا قويا، وسينقل هذا الصراع الحالي إلى مستوى آخر.
- أقرت (إسرائيل) عددا من الإجراءات الأمنية خلال الساعات الماضية تحسبا لأي رد إيراني محتمل، إذ استنفر الجيش الإسرائيلي قواته، واستدعي جنود احتياط لتعزيز دفاعاته، وتم إيقاف منح الإجازات لجميع وحداته، جنبا إلى جنب مع تفعيل المنظومة الأمنية نظام التشويش على نظام تحديد المواقع "جي بي إس" في عموم (إسرائيل) .
- وفق تقرير إخباري للقناة 12، فإنه في حال جاء رد إيران بهجوم من داخل أراضيها، فهذا سيدفع الجيش الإسرائيلي إلى "انتقام كبير"، مما قد يؤدي إلى تصاعد التوترات في المنطقة.
- نقلت "رويترز" عن مسؤول إيراني قوله إن طهران "مضطرة لاتخاذ رد فعل جدي لردع (إسرائيل) عن تكرار مثل تلك الهجمات أو التصعيد"، لكنه أضاف، أن مستوى الرد سيكون محدودا ويهدف للردع.
إقرأ أيضاً : بولندا تطلب من "إسرائيل" التحقيق جنائيا بقتل عاملين إنسانيين في غزةإقرأ أيضاً : مجلس الأمن يستمع لإحاطتين عن مقتل 7 من عاملي الإغاثة في غزةإقرأ أيضاً : ارتفاع حصيلة النداء الأممي بشأن غزة والضفة الغربية إلى 1.26 مليار دولار
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: المنطقة إيران المنطقة النفط الدفاع إيران إيران محمود إيران الدولة إيران إيران اليمن لبنان محمد إيران لبنان محمد إيران إيران إيران إيران إيران حسين إيران القدس سوريا محمد محمد رئيس الوزراء إيران إيران إيران إيران النفط إيران المنطقة لبنان مجلس سليماني العراق سوريا الدولة الله القدس الدفاع غزة حسين محمود محمد رئيس الوزراء اليمن سکای نیوز عربیة مباشرة بین فی المنطقة إلى أن أی عمل
إقرأ أيضاً:
اليمن أم إيران؟ صراع داخل إسرائيل حول كيفية التعامل مع الحوثيين
شمسان بوست / سكاي نيوز:
ثار خلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس جهاز الاستخبارات (الموساد) دافيد بارنيا، بشأن طريقة مواجهة هجمات الحوثيين اليمنيين على إسرائيل، التي ارتفعت وتيرتها مؤخرا.
وذكرت تقارير صحفية أن بارنيا كان يدفع نتنياهو للتركيز على شن هجمات على إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين، كوسيلة لوقف هجماتهم التي يطلقونها من اليمن.
ويتناقض الموقف الذي تبناه رئيس الموساد مع رأي نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، اللذين يفضلان الاستمرار في تنفيذ الضربات ضد الحوثيين أنفسهم في اليمن بدلا من إيران.
ولمح مسؤولون كبار إلى أن الهجمات ضد الجماعة اليمنية من المقرر أن تتصاعد في المستقبل القريب.
ووفقا لصحيفة “هآرتس”، تحدث بارنيا عن خيار ضرب إيران خلال سلسلة من المناقشات حول “عدم وجود نتائج من 3 جولات سابقة من الضربات على معاقل الحوثيين في اليمن”.
وذكر التقرير أن رئيس الموساد يعتقد أن “ملاحقة إيران، التي تمول وتسلح الجماعة اليمنية، ستكون أكثر فعالية”.
وقال بارنيا للمسؤولين الأمنيين، وفقا للقناة 13: “نحن بحاجة إلى الذهاب وجها لوجه ضد إيران. إذا هاجمنا الحوثيين فقط فليس من المؤكد أننا سنكون قادرين على إيقافهم”.
ولم يرد تأكيد أو رد فوري على التقارير، التي نُقلت عن مصادر لم تسمها قالت إنها مطلعة على المناقشات.
ووفقا للقناة 13، اختلف نتنياهو مع تقييم بارنيا، وبدلا من ذلك افترض أن إيران “قضية مختلفة، وسيتم التعامل معها في الوقت المناسب”.
وأفادت أن “تقدير نتنياهو شاركه فيه كبار أعضاء المؤسسة الأمنية”، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وعلى مدى الأيام العشرة الماضية، أطلق الحوثيون 5 صواريخ بالستية و5 طائرات مسيّرة على الأقل على إسرائيل، في ما تقول الجماعة إنها حملة لدعم غزة وسط الحرب المدمرة المستمرة هناك منذ أكثر من 14 شهرا.
ومساء الأربعاء، تعهد نتنياهو بأن “يعاني الحوثيون نفس مصير أعداء إسرائيل الآخرين في المنطقة”، وفق تعبيره.
وتوعد نتنياهو قائلا: “سيتعلم الحوثيون أيضا ما تعلمته حماس وحزب الله ونظام الأسد وغيرهم، وحتى لو استغرق الأمر وقتا فسيتم تعلم هذا الدرس في أنحاء الشرق الأوسط”.
وفي وقت سابق، هدد كاتس بأن إسرائيل ستبدأ في استهداف قادة الحوثيين.
كما أشار قائد القوات الجوية الإسرائيلية تومر بار، إلى “زيادة العمل ضد الحوثيين في المستقبل القريب”، حيث قال إن القوات الجوية “ستتصرف بقوة”.
وفي حين يبدو أن عددا متزايدا من المسؤولين يستعدون لتوجيه ضربة قوية للحوثيين، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الأربعاء، أن هناك اعتقادا في أن يوقف أي هجوم إسرائيلي على اليمن ضربات الحوثيين على إسرائيل بالصواريخ والمسيّرات.
وكانت إسرائيل نفذت 3 جولات سابقة من الضربات ضد الحوثيين وتعهدت بمواصلة قصفهم، لكن هذا لم يوقف الهجمات القادمة من اليمن.
ويرى محللون أن المسافة الطويلة نسبيا بين إسرائيل واليمن تشكل تحديا عمليا، لكن يمكن التغلب عليه بدعم من الولايات المتحدة أو القوى الغربية الأخرى.
وذكرت “يديعوت أحرونوت” أن مسؤولين إسرائيليين ناقشوا بالفعل مع نظرائهم الأميركيين، خطط تصعيد الضربات على الحوثيين.
ومع ذلك، نقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها، قولها إن إسرائيل لن تكون قادرة على تكثيف هجماتها إلى المستوى اللازم لصد الحوثيين إلا بعد تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير المقبل.
وقال مصدر للصحيفة: “الحوثيون سيدفعون ثمنا باهظا، وسوف تتصاعد الهجمات الإسرائيلية، لكن هذا لا يقارن بما سيحدث بمجرد تولي ترامب منصبه. يخطط الأميركيون لفرض حظر وعقوبات عليهم”.