النازية الجديدة استعادت «الحل النهائي» في غزة
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
ما عاد مجديًا أو مفيدًا أي جهد يبذل لرصد الجرائم التي ارتكبتها – وما زالت- إسرائيل في غزة؛ لسبب رئيسي هو أننا بصدد حالة من الاستباحة الكاملة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء في السلوك الإنساني المتعارف عليه. لذلك فإن السؤال الذي ينبغي أن يطرح بعد ستة أشهر من العدوان هو: ما الجرائم التي لم ترتكبها إسرائيل.
صحيح أن الفلسطينيين دفعوا ثمنًا فادحًا دمّر حياتهم بالكامل، لكن عواقب الانتقام المجنون الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي لا يستهان بها، ومفاعيله العاجلة والآجلة تنذر بسوء العاقبة. اعترف بذلك زعيم المعارضة الإسرائيلية في الكنيست الإسرائيلي يائير لبيد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما أعلن أن إسرائيل لم تعد قوة أخلاقية ولا قوة إقليمية، ولن تنتصر في المعركة.
من الشهادات المثيرة للانتباه في هذا الصدد ما نشرته صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية اليمينية المؤيدة لإسرائيل لكاتبها رينو جيرار في مقال: «إستراتيجية إسرائيل الانتحارية»، الذي نشر في 1 يناير/كانون ثاني، جاء فيه: «يجب أن تتوفر لنا الجرأة لكي نعترف بأن تلك الصهيونية الغازية، تعدّ انتحارية لإسرائيل والغرب الداعم لها. ففرصة قبول إستراتيجية الطرد القسري لأحفاد السكان الذين عاشوا لعدة قرون في فلسطين، ضئيلة للغاية لدى جيران إسرائيل القريبين والبعيدين- وهي وصفة مثالية للحرب الأبدية. وحتى الولايات المتحدة يمكن أن تضيق ذرعًا من غطرسة اليمين الإسرائيلي، الذي يحرم الفلسطينيين من حقّهم في تشكيل أمّة.
***
لأن قتل المدنيين العزل تكرر طوال الوقت في غزة والضفة، فإن استدعاء جرائم هتلر ضد اليهود في الفترة بين 1933 و1945، ليس فيه مبالغة، وفيه الكثير الذي يمكن أن يقال في هذا الصدد عند مقارنة الفظائع التي ارتكبها النازيون، وحوسبوا عليها، وأخرى أكثر بشاعة ارتكبها الإسرائيليون ولم يحاسبوا عليها.
وربما كان من أقوى أوجه الشبه بين الاثنين، أن النازيين اتبعوا مع اليهود ما أطلقوا عليه سياسة «الحل النهائي» التي بمقتضاها كان يتم إطلاق النار على تجمعات اليهود، حيث وُجدوا؛ لقتل أكبر عدد منهم والخلاص منهم إلى الأبد. وذلك بالضبط ما فعله الإسرائيليون مع الفلسطينيين في غزة. ذلك أنه بعد تدمير المدن وترحيل سكانها، فإن القتل المباشر أصبح مصير كل تجمعٍ يظهر أو أفرادٍ يتحركون في مدى البصر، وهو ما يتولاه قنّاصة قوّات جيش الاحتلال الراجلة، والمسيّرات التي تحوم في الفضاء طول الوقت.
وتظلّ المقارنة بين الحدثين واردة، فإذا كان النازيون اعتبروا مواطنيهم اليهود من عرق أدنى يخلّ بصفاء العرق الآري الذي ينتمون إليه، فإنّ الاحتلال الإسرائيلي يتحدث عن الفلسطينيين باعتبارهم «أغيارًا» أدنى مرتبة من شعب الله «المختار»، وحشرات أو حيوانات في قول آخر.
وكما أن النازيين أقاموا معسكرات اعتقال لليهود، فإن الإسرائيليين اعتبروا غزة والضفة الغربية بمثابة معسكرات اعتقال للفلسطينيين. وبينما أعطى النازيون اليهودَ حدًا أدنى من الثياب والطّعام، فقد ذهب الإسرائيليون إلى أبعد، فَنَزعوا عن الفلسطينيين ثيابهم ومنعوا عنهم الطعام والمياه والدواء والكهرباء.
إلا أنه في هدمه للمعابد اليهودية، لم يلجأ هتلر إلى تدمير بيوت اليهود أو محو مدنهم، كما رأينا الاحتلال الإسرائيلي يسوّي بيوتَ الفلسطينيين بالأرض، ويدمّر طوال ستة أشهر كل مظاهر العمران في غزة.
***
اعتماد الكيان الإسرائيلي منذ تأسيسه على الولايات المتحدة – الدولة الكبرى، والأقوى في العالم، إضافة إلى أسباب تاريخية وتوراتية أخرى – حوّل إسرائيل إلى دولة لا تضمّ فقط «شعب الله المختار»، ولكنها أيضًا كيان فوق كل الدول والقوانين والحساب في كل الأزمان.
وتلك خلاصة يعرفها المتابعون جيدًا، لكن نتائجها ماثلة أمام أعيننا، خصوصًا في حرب غزة، حيث اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن نفسه شريكًا في الحرب، كما تقاطر أكثر الزعماء الغربيين على تل أبيب؛ معبرين عن تضامنهم وتأييدهم.
تجلى ذلك أيضًا في العربدة المجنونة التي مارستها إسرائيل في غزة والضفة، كما في تحدّيها لكل نداءات أكثر شعوب العالم لوقف الحرب، فضلًا عن ازدرائها قرارات مجلس الأمن، واحتقارها محكمة العدل الدولية.
إضافة إلى ما سبق، لا مفرّ من الاعتراف بأن ضعف العالم العربي، واختراقه من خلال «التطبيع« مع إسرائيل سوّغا للأخيرة الغلو في الاستعلاء والإفراط في الطموح، ومخططات التوسع.
***
برز تأثير هذه الأجواء بشكل واضح منذ نصف قرن تقريبًا، وتحديدًا منذ عام 1977 حين دخلت إسرائيل في طور سياسي جديد أنعش قوى اليمين الأكثر تطرفًا فيها. إذ منذ ذلك الحين وحتى الآن تولى حزب الليكود الذي تزعّمه مناحيم بيغن مقاليد السلطة، وتتابعت على حكوماتها أحزاب يمينية أو يمين الوسط، التي تمارس درجات من الغلو- والحكومة الحالية نموذج لذلك، فهي خليط من أحزاب الصهيونية العلمانية (الليكود)، والصهيونية الدينية (التي تتعدد مكوناتها).
وجميعها تلتقي على أهداف ثلاثة، هي: رفض إقامة دولة فلسطينية- وأن شعب إسرائيل وحده صاحب الحق الحصري في «أرض إسرائيل»، ومن ثم لا يجوز «التنازل» عن أجزاء منها- وأنه لا وجود أصلًا لشعب فلسطيني. علمًا بأن مصطلح «أرض إسرائيل» عند الصهيونيّة الدينية تشمل في صيغتها التوراتية القصوى كل المنطقة من النيل إلى الفرات.
***
أصبحت جماعات اليمين تتمتع طوال نصف القرن الأخير بقوة متزايدة في إسرائيل؛ لأسباب عقيدية وأمنية وسياسية. وهو ما يلقَى تشجيعًا وتمويلًا من الإدارة الأميركيّة وقيادات الإنجيليين في الولايات المتحدة.
ورغم ما يقال عن خلافٍ لنتنياهو مع الرئيس الأميركي، فالذي لا يُشك فيه أن الدعم العسكري السخي له ظلّ من أهم العوامل التي أسهمت في إطالة أمد الحرب؛ لتمكين إسرائيل من تحقيق أي إنجاز يرد لها بعضًا من اعتبارها وليحفظ للرجل ماء وجهه.
هكذا تمكنت إسرائيل بزعامة أميركية، ورعاية أوروبية من ارتكاب 2750 مذبحة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى آخر شهر مارس/آذار، قتلت فيها نحو 32 ألف فلسطيني، إضافة إلى 7900 تحت الأنقاض، ومن القتلى 14 ألف طفل، وعشرة آلاف امرأة، و4500 طالب وطالبة.
كما دمرت 32 من أصل 36 مستشفى. وشمل التدمير كل الجامعات، إضافة إلى 396 مدرسة، و200 مسجد، و3 كنائس. ولإحداث هذا التدمير والخراب ألقت إسرائيل على غزة ما يعادل قنبلتين نوويتين، في حين ظلت واشنطن وحلفاؤها يعارضون وقف إطلاق النار طول الوقت.
***
إن الربيع الفلسطيني الذي يدخل الآن شهره السادس، إطاره يتوج المسيرة الوطنية الفلسطينية التي لم تهدأ رحلتها النضالية من أكثر من قرن من الزمان. وللباحثين الفلسطينيين كتابات عدة تفصل في ذلك التاريخ.
من ذلك أن صبحي ياسين (الشاعر ابن غزة)، خصص فصلًا لانتفاضات فلسطين في كتابه: «الثورة العربية الكبرى في فلسطين»، ركَّز فيه على الانتفاضات التي تمت بين سنتي 1936 و1939. وأشار إلى أن أول انتفاضة شهدتها البلاد، كانت في الثامن من أبريل/نيسان 1920، تخللتها اشتباكات مسلحة بين العناصر الوطنية الفلسطينية، وسلطة الانتداب البريطاني المتواطئ مع الحركة الصهيونية، أدَّت إلى سقوط قتلى وجرحى بين العرب واليهود.
من مفارقات الأقدار أن مؤلف الكتاب تحدّث عن كيفية إضعاف الثورة حين استعان الإنجليز لأجل ذلك بعملائهم المتعاونين معهم في الداخل والخارج، لحثّهم على القيام بتلك المهمة.
وذكر من بين أولئك المتعاونين نوري السعيد وزير خارجية العراق آنذاك، إضافة إلى أحد أمراء الأسرة الهاشمية بالأردن. وكان لنوري السعيد دوره في تحقيق الهدف المطلوب بعد زيارته فلسطين، وتوسّطه لوقف العنف، واسترضاء العرب واليهود، وترتيب إجراءات تصفية الثورة التي كانت من بينها إطلاق سراح المعتقلين، والعفو العام عن المتهمين بحوادث الثورة.. إلخ.
***
إنّ معركة الربيع الفلسطيني، والحديث عن مآلاته، يستدعيان إلى الذاكرة تجربة الثورات العربية في2011، من حيث إنّ الحدثين الكبيرين أيقظا لدى شعوبنا أملها في استعادة حقّها في الحرية والكرامة.
صحيح أن الربيع العربي تم إجهاضه، لأسباب يطول شرحُها ويتعذّر في الظروف الراهنة الكشف عن حقائقها، لكن الحلم الذي توهّج وشغل الدنيا في حينها لا يزال حيًا في ذاكرة ووجدان قطاعات عريضة من الناس، ناهيك عن أن أصوات ومنابر الثورة المضادة لا تزال تخوض معركتها ضده بشراسة مثيرة للانتباه.
ولا بد أن يثير انتباهنا هنا أن الذين خاصموا الربيع العربي واعتبروه بابًا للخراب والفوضى، وجدناهم أنفسهم ضمن خصوم الربيع الفلسطيني، حيث سارعوا إلى التنديد بما أسموه «مغامرة» غير محسوبة، وعمدوا إلى إشاعة الإحباط والتشاؤم؛ بحجة تعريض الفلسطينيين لنكبة جديدة، تضاف إلى قائمة نكباتهم المتعاقبة.
***
تشغلنا المآلات التي لا يزال أغلبها في علم الغيب في ظلّ استمرار القتال المؤيَّد والمدعوم أميركيًا. في هذا الصدد ليس خافيًا أن إسرائيل تنشط في ترتيب أوضاع ما بعد انتهاء القتال، وتعمل جاهدة على تغيير جغرافيّة غزة، وإعادة تشكيل العالم العربي، بما يناسب مصالحها وتطلّعاتها.
بالمقابل فإنّ دول العالم العربي، لم تحرّك ساكنًا، وظلت متفرجة على المشهد، ومكتفية بإطلاق البيانات البلاغية التي لا تقدّم ولا تؤخّر، حتى أصبحت عمليًا في موقف الحياد إزاء ما اعتبرته قضيتها الرئيسية طوال العقود التي خلت.
***
في روایة أمین معلوف «الحروب الصلیبیَّة كما رآھا العرب»، ملاحظة مهمة.
خلاصتها أن المسلمين كانوا من البداية يحققون انتصارات وإنجازات على الصليبيين، لكنهم كانوا يفتقدون القدرة على التراكم التاريخي، وما یولّده من زخم وتصعيد وتسارع وموجات طاردة بمواجهة الحملات الهمجية من الغزاة.
ربما بسبب هذه الخلفية، اقتنع بعض مفكري المقاومة بأن الموجة الصھیونیّة الغازیة لن يتم الانتصار عليها أو تصفيتها بالضربة القاضية، وإنما سيتم الفوز بالنقاط والإنجازات والتراكم التاريخي، وتوحيد مساحات المواجهة. والأهم من ذلك استمرار الفعل المقاوم واستنزاف العدو، والقدرة على استيعاب التضحيات.
رغم قسوة ما جرى في غزة، فينبغي ألا ننسى أنه يمثل أحد الملفات المثيرة في مسيرة النضال الفلسطيني، وإضافة مهمة إلى التراكم المنشود. فلم تحسم معركة تحرر وطني في التاريخ دون مواجهة شرسة، ودون تضحيات غالية.
ورغم هول المقتلة والدمار الصهيوني، فالصورة في غزة ليست قاتمة تمامًا: فالجميع يعلمون أن إسرائيل لم تحقّق سوى التدمير والقتل، وتلك ليست من الأهداف الإستراتيجية التي أعلنتها عندما أعلنت الحرب على المقاومة. وبذلك فضحت نفسها دوليًا وقضائيًا وسياسيًا وأخلاقيًا، وهي تعلم ذلك، لكنها لم تدرك بعدُ أن الزمن قد تغيّر.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات إضافة إلى فی هذا فی غزة
إقرأ أيضاً:
زلزال هز إسرائيل .. أمريكا تفتح الأبواب السرية مع حماس وتُحرج نتنياهو وتساؤلات حول خطة ترامب الجديدة؟
سرايا - فجر موقع أمريكي مفاجأة من العيار الثقيل حين كشف عن تفاصيل محادثات سرية جرت داخل الغرف المغلقة بين حركة حماس والإدارة الامريكية برئاسة دونالد ترامب، لمناقشة العديد من الملفات “الحساسة” وعلى رأسها قضية الأسرى داخل غزة.
المفاجأة كان حجمها كالصاعقة على رأس "إسرائيل"، التي أصدرت عدة بيانات “ضعيفة” في محاولة منها لتقبل الضربة وامتصاص قوتها، وإظهار أن تلك المباحثات كان تجري تحت عينها، وأن الإدارة الأمريكية ترامب لم تطعنها في ظهرها، بل كل شيء منسقًا له.
ورغم تأكيد الأطراف الثلاثة “الأمريكي -الإسرائيلي- الحمساوي”، عقد تلك اللقاءات السرية في عاصمة عربية، إلا ان العديد من التساؤلات تطرح على الساحة حول هذا الأمر، وأبزرها توقيتها وأهدافها السرية، وعلاقتها باتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وتعد هذه المرة الأولى التي تجري فيها واشنطن مباحثات مباشرة مع “حماس” التي تصنفها منظمة “إرهابية” منذ عام 1997.
وأكد البيت الأبيض، إجراء إدارة ترامب، مباحثات مباشرة مع “حماس”، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، في مؤتمر صحفي، إن إدارة ترامب أجرت مباحثات مباشرة مع حماس، وإن المحادثات مستمرة.
وأضافت ليفيت “عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات التي تشيرون إليها أولا وقبل كل شيء، فإن المبعوث الخاص الذي شارك في تلك المفاوضات لديه السلطة”.
وأضافت أنه تمت استشارة "إسرائيل"، ومع أنها لم تحدد، نطاق تلك المباحثات، لكنها قالت إن الحوار والتحدث مع الناس في جميع أنحاء العالم لتحقيق أفضل مصالح للشعب الأميركي هو ما أكده الرئيس ترامب، الذي يعتقد أن ذلك “جهد بحسن نية للقيام بما هو صحيح للشعب الأميركي”.
من جانبه، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، علمه بإجراء واشنطن محادثات مباشرة مع حماس، وقال إن "إسرائيل" أعربت للأميركيين عن رأيها بشأن تلك المباحثات.
ومن جانبه، قال قنصل "إسرائيل" في نيويورك إنه “إذا أسفرت محادثات أميركا وحماس عن عودة جميع المحتجزين فسنكون سعداء”.
وبعد تسريب تلك المعلومات، حاول ترامب تجنب “الأزمة” بإطلاقه تهديدات مباشرة لـ”حماس”، فخطاب الحركة قائلاً: “شالوم حماس، وتعني مرحبا ووداعا، ويمكنك الاختيار، إما إطلاق سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقا، وإعادة فورية لجميع جثث الأشخاص الذين قتلتهم، أو إن الأمر انتهى بالنسبة لك”.
ومتوعدا باستئناف حرب الإبادة، أضاف ترامب مخاطبا حماس: نرسل لـ "إسرائيل" كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة (معدات وآليات وذخائر) ولن يكون هناك أي عضو في حماس آمنا إذا لم تنفذ ما أقول.
ولم يشر ترامب في منشوره إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي يشمل 3 مراحل واستلمت "إسرائيل" في مرحلته الأولى 33 من أسراها بالقطاع.
وهذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها ترامب حماس، فيما تؤكد الحركة التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام "إسرائيل" بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.
بينما يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مدعوما بضوء أخضر أمريكي، تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المنصوص عليها في الاتفاق خلال الفترة الماضية.
بدورها، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية عن مصدر مطلع قوله إن "إسرائيل" قلقة للغاية من المحادثات المباشرة لإدارة ترامب مع حماس”.
كما صرح "مصدر إسرائيلي" مطلع أن الاتصالات بين إدارة ترامب و حماس مقلقة للغاية، وقال المصدر الذي وصفته صحيفة “يديعوت أحرونوت” بالمطلع “هذا الأمر من وجهة نظر "إسرائيل" أمر مقلق للغاية”.
وأضاف المصدر أنه أجرى محادثات عدة مع كبار مسؤولي حماس في قطر، والهدف الرسمي هو إطلاق سراح "الرهائن الإسرائيليين الأمريكيين"، أحياء وأمواتا – وأيضا نقل رسالة إلى حماس مفادها أنه إذا أظهرت حسن نية وأطلقت سراح الرهائن، فسيكون من الممكن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الصفقة .
وبحسب المصدر فإن “الأمريكيين وضعوا إطلاق سراح عيدان ألكسندر، وهو مواطن أمريكي، على رأس أولوياتهم، وهناك أربعة مواطنين أمريكيين آخرين يعتبرون في عداد الموتى”، مضيفًا “الاتصالات التي أجراها بولر لم تسفر عن أي اختراق. منذ البداية، لم تكن "إسرائيل" متحمسة لهذه القناة، وكانت تشك في أنها ستؤدي إلى نتائج”.
وقال ما يسمى بـ "القنصل العام الإسرائيلي" في نيويورك أوفير أكونيس، لشبكة “فوكس بيزنس” في إشارة إلى التقرير إن “إدارة الرئيس ترامب غيرت موقفها تجاه حماس بشكل جذري. فبدلا من الضغط على "إسرائيل"، فإنهم يضعون حماس تحت الضغط. سنكون جميعا سعداء برؤية المختطفين يعودون ويلتقون بأسرهم في منازلهم ووطنهم. وإذا حدث هذا نتيجة للمحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس، فسنكون سعداء”.
وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إلى أن “القانون الأمريكي يحظر التفاوض مع منظمة إرهابية، ويتم تعريف حماس على هذا النحو في الولايات المتحدة – ولكن هناك تحذير بشأن هذا، حيث أن مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون الأسرى مخول بالتفاوض من أجل إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين”.
ولفتت إلى أنه “على خلفية الطريق المسدود الذي وصلت إليه المحادثات، قرر البيت الأبيض أن يحاول التحدث مباشرة مع قيادة حماس وليس من خلال الوسطاء. وهذا يفسر حقيقة أن المبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لم يصل بعد إلى المنطقة: يبدو أن الولايات المتحدة تريد استنفاد خيار بويلر أولا”.
هذا وأفادت وكالة “أكسيوس” الأمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تجري مفاوضات مباشرة غير علنية مع حركة “حماس” حول إطلاق سراح الأسرى الأمريكيين والتوصل إلى اتفاق أوسع لوقف إطلاق النار.
وتوجه جهود الإدارة الأمريكية نحو إطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة وتحقيق هدنة طويلة الأمد بين الحركة الفلسطينية و "إسرائيل". ومع ذلك، لم تصل الولايات المتحدة وحركة حماس إلى أي اتفاق حتى الآن.
من جهته، قال المختص في الشؤون الإسرائيلية فراس ياغي، إن “هذا اللقاء يأتي بسبب قناعة إدارة ترامب أن الحديث المباشر مع حماس قد يُسرع في التوصل لاتفاقات تنهي الحرب في غزة وتؤدي للإفراج عن جميع الأسرى في غزة الأحياء والأموات، وتكون مقدمة للمخطط الكبير لدى ترامب للمنطقة ككل”.
وأشار إلى أن “الجلوس مع حماس تم قبل عدة أسابيع وليس وليد المرحلة الأخيرة وخطة ويتكوف، والمباحثات تحدثت عن هدنة طويلة الأمد، وبما يشير للتوجه الحقيقي لإدارة ترامب”، موضحًا أن “الاتصال المباشر جاء بناء على مقاربات واقعية بسبب الفشل في إيجاد بديل لـ”حماس” في غزة، وهذا يعني أن إدارة ترامب ترى بأن تحييد “حماس” عبر الذهاب لهدنة طويلة باعتبارها عصب المقاومة في فلسطين ككل وبالتالي خطط ترامب بحاجة للوصول إلى مقاربات جديدة”.
وأعرب عن “اعتقاده أن الأمريكي ليس بحاجة لموافقة الاحتلال للحديث المباشر مع “حماس”، لذلك يظهر أن الأمريكي فقط أبلغ نتنياهو بعد أن جلس مع “حماس” وليس كما تدعي "إسرائيل" بحدوث مشاورات قبل ذلك”.
هل هذه اللقاءات اعتراف أمريكي صريح بفشل إبعاد “حماس” عن المشهد؟
رأي اليوم
وسوم: #العالم#قيادة#فلسطين#ترامب#المنطقة#الشمالية#قطر#نيويورك#أمريكا#اليوم#الناس#غزة#الاحتلال#الثاني#رئيس#الوزراء#الرئيس#الخاص#القطاع#وليد
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 08-03-2025 12:52 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية