الليلة.. القمر يعانق كوكبي زحل والمريخ في مشهد بديع
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
قال الدكتور أشرف تادروس، رئيس قسم الفلك السابق لدى المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن سماء مصر والعالم تشهد ظاهرة فلكية الليلة والتي تعد الاولى خلال شهر إبريل الجاري وهي اقتران القمر مع زحل والمريخ.
محافظ الغربية يشارك في حفل الإفطار الجماعي لمؤسسة الفلك السعودية .. الفلك الدولي: السماء صافية ولم نشاهد هلال رمضاناقتران القمر مع كوكبي زحل والمريخ
وأضاف تادروس، عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي" الفيس بوك"، أن القمر يقترن مع كل من كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) وكوكب المريخ (الكوكب الأحمر) في الصباح الباكر قبل شروق الشمس.
اقتران ثلاثي
وتابع، في هذا الاقتران الثلاثي نرى الثلاثة أجرام بالعين المجردة السليمة في السماء الشرقية بغضون الـ 4:20 صباحا تقريبا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وأفاد، اقتران الاجرام السماوية يعني رؤية إحداهما قرب الأخر في السماء في نطاق محدود من الدرجات القوسية ، وهو تقارب زاوي ظاهري غير حقيقي ليس له علاقة بالمسافات الحقيقة بينهما، لأنها كبيرة جدا تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلومترات.
مشاهدة الظواهر الفلكية
وأشار، أفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية عموما هي البعيدة عن التلوث الضوئي مثل السواحل والحقول والصحاري والجبال، فليس هناك علاقة بين حركة الاجرام السماوية ومصير الإنسان على الأرض فهذا ليس من الفلك في شيء بل من التنجيم، فهو من الأمور الزائفة المتعلقة بالعرافة والغيبيات مثل قراءة الكف والفنجان وضرب الودع وفتح الكوتشينة وخلافه فلو كان التنجيم علما لكنا نحن الفلكيين أولى الناس بدراسته.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر زحل ظاهرة فلكية القمر الظواهر الفلكية اقتران ثلاثي
إقرأ أيضاً:
ارتباط السماء بالأرض في رمضان
شهر رمضان شهر له مكانة خاصة عند المسلمين، فهو شهر تفرح به النفوس، وتُفتح له القلوب، وترفرف السعادة والطمأنينة على الأنام، ففيه تتضاعف الحسنات وتتنزل الرحمات، وتفتح أبواب الخيرات. ويكفيه شرفا أن فيه نزل القرآن الكريم على سيد الأنام.
فالنبي صلى الله عليه وسلم لما تقاربت سنه الأربعين حُبب إليه الخلاء، فكان يأخذ السويق والماء ويذهب إلى غار حراء في جبل النور، ومعه أهله قريبا منه، فيقيم في شهر رمضان يطعم من جاءه من المساكين، ويتعبد ويفكر فيما حوله من مشاهد الكون، غير مطمئن لما عليه قومه من طقوس دينية مخالفة للفطرة الإنسانية بعبادة الأصنام. وهو في الوقت نفسه لا يجد طريقا واضحا أمامه يسير فيه ويرضاه.
وهذا يعكس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعمل لنفسه فقط، بل إن جوامع الخير لم تفارقه، فكان ما يقدمه من إطعام المساكين نموذجا حيا للرحمة بالخلق، ومد يد المساعدة للمحتاج.
ولما أكمل النبي صلى الله عليه وسلم الأربعين سنة نزل عليه جبريل بالوحي في شهر رمضان، حيث كان يتعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك ثم يرجع إلى زوجته خديجة، فيتزود لمثلها، وقال له جبريل: اقرأ. فقال: ما أنا بقارئ، فأخذه فغطه (أي ضمه وعصره) حتى بلغ منه الجهد، ثم أرسله، فقال: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، فأخذه فغطه الثانية حتى بلغ منه الجهد، ثم أرسله، فقال: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، فأخذه فغطه الثالثة حتى بلغ منه الجهد، ثم أرسله فقال: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" (العلق: 1-5).
فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة: مالي، وأخبرها الخبر، لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا، والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى ابن عم خديجة، وكان امرئ تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزله الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم. قال: نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة أن توفي.
ومما يذكر أيضا من خبرة خديجة وتفكيرها الابتكاري ونعمة الله على رسوله في زواجه منها رغم أنها أكبر منه سنا، أن هذا الفارق في السن ما كان إلا توفيقا في الاستفادة من عقلها الرشيد في علاج واقعة نزول الوحي، واحتواء الأمر بصورة بصيرة.
فقد قالت خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي ابن عم، أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك؟ قال: "نعم"، قالت: فإذا جاءك فأخبرني به. فجاءه جبريل عليه السلام، كما كان يصنع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجة: "يا خديجة، هذا جبريل قد جاءني"، قالت: قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عليها، قالت: هل تراه؟ قال: "نعم"، قالت: فتحول، فاجلس على فخذي اليمنى، فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس، على فخذها اليمنى، فقالت: هل تراه؟ قال: "نعم"، قالت: فتحول فاجلس على حجري، فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس في حجرها، قالت: هل تراه؟ قال: "نعم"، فتحسرت وألقت خمارها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في حجرها، ثم قالت له: هل تراه؟ قال: "لا"، قالت: يا ابن عم، اثبت وأبشر، فوالله إنه لملَك وما هذا بشيطان.
لقد ارتبطت السماء بالأرض في رمضان، ونزل جبريل بالوحي طالبا من النبي القراءة، وهذا يبرز أهمية العلم في بناء الحضارات والأمم، ولا قيمة لأمة يعلوها الجهل وينتكس فيها العلم، فهي أمة لا حاضر ولا مستقبل لها، لذا كانت بداية دعوة الرسول من اقرأ ومن القلم الذي يكتب ما تتم قراءته
لقد ارتبطت السماء بالأرض في رمضان، ونزل جبريل بالوحي طالبا من النبي القراءة، وهذا يبرز أهمية العلم في بناء الحضارات والأمم، ولا قيمة لأمة يعلوها الجهل وينتكس فيها العلم، فهي أمة لا حاضر ولا مستقبل لها، لذا كانت بداية دعوة الرسول من اقرأ ومن القلم الذي يكتب ما تتم قراءته.
ومن المنطلق الاقتصادي يجب على الأمة أن تبني نظرياتها الاقتصادية من المنهج الرباني وربط فقه النص بواقع العصر، والاستفادة من كافة وسائل التعليم والتعلم المستحدثة، فلم تعد الأمية مقتصرة على القراءة والكتابة، بل هناك أمية العلوم، وأمية التخصص، وأمية التكنولوجيا وغيرها.
كما أن خديجة رضي الله عنها بما تملكه من خبرة وسن رشيد زملت زوجها، وهدأت من روعه، وقدمت له كلمات تكتب بماء من نور خلدها التاريخ.. كلمات تعكس أبعادا اقتصادية واجتماعية اتسمت بها شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم.. كلمات يجب أن يتأسى بها كل صاحب دين وضمير يقظ.. فهو واصل للرحم مكرم للضيف معين كل صاحب حق سواء كان حقا ماليا أو شخصيا، فضلا عن أنه يمد يده حاملا أثقال الفقراء والضعفاء والأيتام بالإنفاق عليهم وتلبية حاجتهم، مكسبا للمعدوم آخذا بيده من تراب الفقر ليستكفي عن غيره.
إنها كلمات في موقف من أشرف وأجل المواقف استحقت من أجلها أن يحييها رب العالمين، فيرسل لها السلام مع الروح الأمين، فقد "أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومنّي، وبشّرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيها ولا نصَب".
x.com/drdawaba