حذرت الولايات المتحدة إيران من استخدام الضربة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق كـ"ذريعة لاستهداف مصالحها، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" عن متحدث باسم الخارجية الأمريكية.

وقال المتحدث إن التحذير جاء ردا على رسالة من إيران، ولم يقدم تفاصيل حول مضمونها، وكذلك حول الرد الأمريكي أو كيفية نقله إلى إيران.

وأضاف المتحدث: "كما أشارت إيران علانية، تلقينا رسالة منهم، لقد رددنا بتحذير إيران من استخدام هذا كذريعة لمهاجمة الأفراد والمنشآت الأمريكية".

إقرأ المزيد واشنطن تعليقا على استهداف إسرائيل قنصلية إيران في دمشق: لاعلاقة لنا بالهجوم ولم نشارك فيه

ووصف مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية تحذير بلاده لإيران بأنه كان مضمونه "لا تفكروا في ذلك".

وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة في "حالة تأهب قصوى وتستعد بنشاط لهجوم كبير من قبل إيران قد يحدث في أقرب وقت خلال الأسبوع المقبل"، ويستهدف المصالح الإسرائيلية أو الأمريكية في المنطقة ردا على الهجوم الذي قتلت فيه قيادات بارزة في "الحرس الثوري" الإيراني.

وفي وقت سابق أكد منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي أن الولايات المتحدة لم تكن متورطة بأي حال من الأحوال في الضربة الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق.

وحسب تقارير إعلامية، فقد أكد مسؤولون إسرائيليون أن لديهم معلومات استخباراتية تشير إلى أن إيران قد تهاجم إسرائيل من أراضيها باستخدام صواريخ باليستية بعيدة المدى أو صواريخ كروز أو مسيرات.

المصدر: "سي إن إن"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: دمشق طهران هجمات إسرائيلية وزارة الخارجية الأمريكية

إقرأ أيضاً:

خبراء أميركيون: الحوافز والشروط تحكم علاقات واشنطن مع سوريا الجديدة

واشنطن- مثّلت زيارة الوفد الدبلوماسي الأميركي الرفيع لدمشق، أمس الجمعة، خطوة كبيرة باتجاه انخراط إدارة الرئيس جو بايدن في الشأن السوري وما يرتبط بها من محاولة أميركية للتأثير على مسار الأحداث وعلى طبيعة التحول السياسي الجاري منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد قبل أقل من أسبوعين.

وجاءت الزيارة الرسمية الأولى لمسؤولين أميركيين منذ ما يزيد على عقد من الزمان، في أحد أبعادها، كرد معاكس لدعوة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى ضرورة عدم التدخل في الشأن السوري بأي صورة من الصورة.

وشمل الوفد مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، ودانيال روبنشتاين كبير المستشارين في مكتب شؤون الشرق الأدنى، إضافة إلى روجر كارستنز مبعوث إدارة بايدن لشؤون الرهائن، الذي حاول الحصول على مزيد من المعلومات تساعد في العثور على الصحفي الأميركي أوستن تايس الذي اختطف في دمشق عام 2012.

وفي حوار مع الجزيرة نت، قال البروفيسور ستيفن هايدمان، رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة سميث بولاية ماساتشوستس الأميركية، والخبير غير المقيم بمركز سياسات الشرق الأوسط في معهد بروكينغز بواشنطن، إن "قرار إرسال وفد إلى دمشق مهم للغاية بعدما تخلّفت الولايات المتحدة عن الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة في التواصل مع قيادة هيئة تحرير الشام، لكنها بدأت في الاتصال المباشر، وهي خطوة إيجابية".

إعلان ضرورة

وفي حين ظهرت أصوات تعبر عن تيار العزلة في الحزب الجمهوري الذي تبنى رغبة الرئيس ترامب في البقاء بعيدا عن الشأن السوري، اعتبر تشارلز دان، المسؤول السابق بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية والخبير حاليا بالمعهد العربي بواشنطن والمحاضر بجامعة جورج واشنطن، في حديث للجزيرة نت، أن "الزيارة هي محاولة لإظهار الوجود الأميركي على الأرض، لكنها في الحقيقة محاولة يائسة إلى حد ما لممارسة التأثير على صراع تجاهلوه لسنوات".

واتفق السفير ديفيد ماك -في حديث للجزيرة نت- مع هذا الطرح، وقال السفير الذي سبق أن عمل مساعدا لوزير الخارجية الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، والذي يعمل حاليا خبيرا بالمجلس الأطلسي، إن "أول ظهور دبلوماسي أميركي رسمي في دمشق منذ أكثر من عقد من الزمان يمثل خطوة مهمة لكنها خطوة محدودة، ولا أعتقد أن الرئيس جو بايدن يعطي سوريا الأهمية التي تستحقها".

أولويات أميركية

وبينما لا تزال تُصنف "هيئة تحرير الشام" منظمة "إرهابية"، تضع واشنطن فعليا مجموعة من الشروط قبل أن تنظر في شطب الجماعة من القائمة، وهي خطوة محورية يمكن أن تساعد في تسهيل الطريق نحو تخفيف العقوبات التي تحتاجها دمشق بشدة.

ووصفت السفيرة باربرا ليف القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع بأنه "براغماتي"، مضيفة أن الوفد سمع منه تصريحات عملية ومعتدلة للغاية حول قضايا المرأة والحقوق المتساوية، مؤكدة أن المناقشات معه كانت جيدة ومثمرة للغاية ومفصّلة.

واعتبر الخبير ستيفن هايدمان أن من أهم أولويات زيارة دمشق البحث في سبل عودة الصحفي المفقود أوستن تايس وغيره من المواطنين الأميركيين المفقودين. وبلا شك، ركز أحد أعضاء الوفد، روبرت كارستنز، وهو مبعوث إدارة بايدن للرهائن، على هذه القضية.

وبرأي هايدمان، سيسعى الوفد إلى توضيح الكيفية التي تعتزم بها "هيئة تحرير الشام" إدارة الانتقال السياسي، وتوضيح اهتمامه بانتقال شامل ومفتوح لمجموعة واسعة من الأصوات السورية.

إعلان

وحسب تقديرات الخبير الأميركي، سينقل الوفد إلى الشرع وآخرين مخاوف الولايات المتحدة بشأن إدارة الأسلحة الكيميائية، والحاجة إلى احتواء تنظيم الدولة، وتجنب مواجهة واسعة النطاق بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا والجيش الوطني بما قد يضعف سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على معتقلي التنظيم في شمال شرق سوريا، في الوقت الذي تعد فيه التوترات التركية الكردية مصدر قلق متزايد للولايات المتحدة.

وقال المسؤول السابق بالإدارة الأميركية وخارجيتها تشارلز دان إنه "من المؤكد أن الولايات المتحدة تحاول إقناع هيئة تحرير الشام بالحكم بمسؤولية وشمولية وشفافية، ولكن ليس لدى واشنطن سوى القليل جدا من النفوذ للتأثير على هذه النتيجة".

حوافز وشروط

وأبلغت السفيرة ليف القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع أن واشنطن ألغت المكافأة المالية البالغة 10 ملايين دولار المخصصة لمن يدلي بمعلومات تساعد في اعتقاله، في حين رحبت بـ"الرسائل الإيجابية" التي أعرب عنها خلال المحادثات معه وتضمنت تعهدا بمحاربة "الإرهاب".

في حين اعتبر هايدمان أن الوفد الأميركي قام على الأرجح بإطلاع الشرع على طبيعة النقاشات داخل الإدارة والكونغرس بشأن رفع التصنيفات الإرهابية والعقوبات، وما ستحتاج هيئة تحرير الشام إلى إظهاره من أجل المضي قدما في هذه العمليات.

ويعتقد هايدمان أن هناك شعورا متزايدا في واشنطن بأن هاتين الخطوتين يجب أن تستندا إلى شكل جديد من "دبلوماسية الخطوة بخطوة"، إذ "ستتصرف الولايات المتحدة ردا على أدلة واضحة على أن هيئة تحرير الشام تحترم التزاماتها بانتقال مفتوح وخاضع للمساءلة".

وأشار السفير ماك إلى وجوب "أن تركز أهداف الولايات المتحدة في التأثير على هيئة تحرير الشام على تشجيع الاستقرار في سوريا واحترام جميع الأقليات التي تشكل نسيج هذا المجتمع المعقد. بل إنني أود أن أدرج احترام العلويين، على الرغم من أدائهم الكئيب كونهم قاعدة شعبية خاضعة لعائلة الأسد على مدار نصف قرن".

إعلان

في حين اعتبر ستيفن كوك، خبير السياسة الأميركية بالشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، أن أول ظهور دبلوماسي أميركي رسمي في دمشق حمل معه رؤيتين تتناقضان مع فهمه لمسار الأحداث.

وفي حديث للجزيرة نت، قال كوك إن:

الرؤية الأولى تتعلق "ببروز أحمد الشرع زعيما فعليا لسوريا، وضرورة أن نسمع منه مباشرة وجهات نظره حول مجموعة من القضايا المتعلقة برؤيته لسوريا ودورها في المنطقة، وعلاقاتها مع جيرانها. والثانية في المقابل أن "أحمد الشرع مصنف كإرهابي" سبق وأن ذهب إلى العراق لقتل الأميركيين. ولا شك أن يديه ملطختان بالدماء الأميركية، لا يهم ما يقوله للدبلوماسيين الأميركيين. والاختبار الحقيقي هو ما سيقوم به ويفعله على الأرض".

وأشار كوك إلى أن "إدارة جو بايدن لا تريد أن تكون دمشق مصدرا لعدم الاستقرار الإقليمي في هذه المرحلة، في حين أن لديّ إحساسا بأنه من غير المرجح أن تواصل إدارة دونالد ترامب هذا التواصل مع دمشق".

مقالات مشابهة

  • محتجون في بنما يحرقون علم الولايات المتحدة وصور ترامب
  • ما موقف الولايات المتحدة من أحمد الشرع وما يحدث بسوريا؟.. متحدث الخارجية الأمريكية يجيب
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة تقدر دور مصر الكبير في المنطقة
  • بلمهدي يستقبل سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية
  • الموسمي: الولايات المتحدة تحقق في سقوط طائرة إف-18 بنيران صديقة
  • نسعى لأن نكون يقظين.. واشنطن تشعر بالقلق من خطر حقيقي بشأن إيران
  • مسؤولون أميركيون: واشنطن تدرس رفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب
  • سفير إيراني: اتفاق بين واشنطن ودمشق على عدم منح أي دور لطهران بسوريا
  • الولايات المتحدة تكسب نزاعها مع المكسيك بشأن واردات الذرة المعدلة وراثيا
  • خبراء أميركيون: الحوافز والشروط تحكم علاقات واشنطن مع سوريا الجديدة