رئيس قبرص في لبنان الاثنين ومؤتمر عن النازحين نهاية أيار وحزب الله لا يهاب التهديدات
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
بات مؤكدا أن لا زيارة قريبة للوسيط الأميركي اموس هوكشتاين إلى بيروت، فلم يطرأ أي تطور يستدعي منه القدوم، فاسرائيل لا تزال مستمرة بالحرب على غزة وعلى جنوب لبنان، وان كانت تعتبر ان عودة مستوطني الشمال إلى مستوطناتهم يجب أن يتم قبل الصيف المقبل، وهذا يعني أن البلد سيكون امام أحد احتمالين، إما أن تستمر الأمور على ما هي عليه بانتظار ايجاد حل يؤدي إلى وقف اطلاق النار في قطاع غزة وينعكس على لبنان، وإما أن تغامر إسرائيل بضرب لبنان في تصعيد يسبق ترتيب الوضع في الجنوب، الا ان هذا الاحتمال يبقى ضئيلا نظرا إلى اعتبارات اميركية تفرض على إسرائيل عدم شن حرب على لبنان رغم كل التهديد.
وكان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد، حسن نصر الله، اكد ان "جبهة جنوب لبنان لن تتوقف إلا بوقف الحرب على قطاع غزة، والتهديد بالحرب الشاملة على لبنان لم يؤدِ إلى وقف الجبهة، والضغوطات كلها لم تغيّر من موقفنا".
وبينما انشغل الإعلام المحلي والعربي بالرد الايراني على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الايرانية في دمشق، أكدت مصادر سياسية أن لبنان لن يكون معنيا بالرد الايراني على إسرائيل، في إشارة إلى أن طهران لن ترد عبر "حزب الله"، لاعتبارات عديدة تتصل بالتركيبة اللبنانية خاصة وأن هناك قوى سياسية عديدة تنتقد تدخل الحزب وتدعو إلى فصل الجبهة اللبنانية عن غزة، ولذلك يمكن القول إن "حزب الله" سيكون خارج إطار الرد الايراني على إسرائيل، في حين أن الترجيحات تشير إلى احتمال أن يكون الرد الايراني عبر الحوثيين في الوقت المناسب أو من خلال فصائل مقاومة أخرى. ولذلك تعتبر المصادر أيضا ان "حزب الله" من جهته ليس في وارد التدخل خاصة وأنه لن يعطي العدو اي ذريعة لضرب لبنان وتوسيع رقعة المواجهات ولن يزيد من توتر الجبهة الداخلية.
وكان السيد نصر الله، أشار إلى أن "رد إيران على استهداف قنصليتها في دمشق، آت بكل تأكيد"، مشيرًا إلى أن "ماهية الرد الإيراني وتوقيته وحجمه تقرره الإدارة الإيرانية وتدرسه على مهل.. والرد الإسرائيلي على الرد الإيراني سيرسم ماهية المرحلة المقبلة ويجب الاستعداد لكل السيناريوهات".
الى ذلك يصل رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس على رأس وفد وزاري الى لبنان بزيارة رسمية يوم الاثنين المقبل يجري في خلالها محادثات رسمية مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين والملفات المشتركة. ويشارك في المحادثات الوزراء المختصون في البلدين. كما سيزور الرئيس القبرصي رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتستمر الزيارة يوما واحدا.
وتتمحور زيارة رئيس قبرص حول موضوع المهاجرين الذي بدأ منذ أشهر عندما وصلت إلى الشواطئ القبرصية باخرة تضمّ لبنانيين وسوريين دخلوا المياه الإقليمية خلسة، وقد جرى حينها تواصلٌ بين السلطات اللبنانية والقبرصية.
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجرى الاتصالات اللازمة مع السلطات القبرصية وأكد "الحرص على افضل العلاقات مع قبرص ولا نقبل ان نصدّر ازمة النازحين اليها". وشدد على "اننا، في ملف النازحين، امام واقع يجب على العالم تفهمه. النازحون يدخلون الى لبنان خلسة ولا احد من الدول يساعدنا في ضبط الحدود، فاذا قررنا ترحيل السوري الى بلاده نواجه بمسألة حقوق الانسان، وبالنسبة للحدود البحرية فنحن نعمل على ضبطها قدر استطاعتنا".
وتمنى الرئيس ميقاتي على الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس "ان يطرح في اجتماع الدول الاوروبية المتوسطية المقبل موضوع الضغط على الاتحاد الاوروبي لمساعدة لبنان في عملية ترحيل النازحين غير الشرعيين من لبنان".
وبحسب المعلومات فإن قبرص كانت قد تواصلت ايضا مع الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية لطلب المساعدة، وللمطالبة بالضغط على لبنان لمنع قوارب المهاجرين من المغادرة.
وكان وصل إلى قبرص الأسبوع الماضي أكثر من 600 شخص معظمهم سوريون، مستفيدين من الطقس المعتدل، خاصة وان الرحلة البحرية من لبنان أو سوريا إلى قبرص تستغرق نحو 10 ساعات.
وفي السياق ذاته تستضيف بروكسل، بتاريخ 30 أيار المقبل مؤتمرا وزاريا بشأن النازحين السوريين وذلك لحشد الدعم لصالح السوريين في بلادهم والدول المتأثرة من تداعيات الأزمة السورية بحسب ما افاد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرد الایرانی على لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
(صنعاء) ومؤتمر فلسطين..!
بغض النظر عن النتائج المترتبة على مواقف صنعاء فيما يتصل بالقضية المركزية الأولى للأمة قضية فلسطين وحق شعبها في استعادة حريته وكرامته وسيادته على وطنه المحتل فلسطين الذي يعيش منذ أكثر من قرن تحت (سنابك خيول) الاحتلال و(جنازير دباباته) بدءاً من (الاحتلال العثماني) إلى (الاحتلال البريطاني) ثم (الاحتلال الصهيوني) الاستيطاني العنصري الإستيصالي، الذي جاء مختلفا عن كل أسلافه السابقين له، ورغم أنه جاء ليمثل المصالح الاستعمارية ويحرس نفوذها الجيوسياسي ويكون رأس حربة لقوى الاستعمار في سبيل إبقاء المنطقة وخيراتها وثرواتها ومكانتها الجغرافية والاقتصادية والروحية والحضارية تحت رحمة المحاور الاستعمارية التي أكثر ما تخشاه وتخاف منه وتراه خطرا على مصالحها هو أن تستقل هذه الأمة بقرارها وتمتلك سيادتها وتبني قدراتها المادية والمعنوية، وتوحد طاقاتها المادية والروحية في مواجهة الهيمنة الاستعمارية، ولهذا كانت فلسطين هدف القوى الاستعمارية التي وجدت نفسها تعيش ذروة التمتع بخيرات الأمة في ظل الوجود (الصهيوني)، الذي منح وجوده في قلب الأمة الحرية للقوى الاستعمارية بأن تمارس عبثها في نهب وتدمير الأمة وتمزيق أواصرها الجغرافية والاجتماعية والفكرية والحضارية والعقائدية، حيث أنه بفضل الوجود (الصهيوني) تمكنت القوى الاستعمارية من تحقيق مخططاتها الاستهدافية بتدمير الأمة واحتواء كل قدراتها وطاقاتها المادية والروحية وتسخيرها في تحقيق أهدافها الاستعمارية.
أن تحتضن -صنعاء- وفي هذا التوقيت الحرج مؤتمرا دوليا لنصرة فلسطين، فهذا دليل على عمق الترابط المصيري بين اليمن وفلسطين، ترابط لا يجب ولا يفترض أن يقف في نطاق اهتمام صنعاء التي قدمت نموذجا يحتذى به في كيفية التعاطي مع القضية الفلسطينية التي لا يجب أن تكون قضية شعبها، بل يجب أن تكون فلسطين قضية الأمة العربية من محيطها إلى خليجها، بدرجة أساسية، ثم هي قضية إسلامية بدرجة ثانية، وهي قضية إنسانية ويجب أن يقف معها كل أحرار العالم الرافضين لبقاء هذا الشعب وحيدا بين كل شعوب العالم يرزح تحت نير احتلال ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين..!
موقف صنعاء يأتي تجسيدا وتأكيدا على أهمية القضية الفلسطينية في ذاكرة النخب اليمنية وقادة صنعاء وأنها ليست مجرد قضية عابرة مدفوعة بتعاطف سياسي عرضي وعابر من باب إسقاط واجب، بل هو تأصيل لموقف صنعاء الثابت الذي عبرت عنه ولا تزال من خلال الميدان والتحامها مع أبطال فلسطين منذ ملحمة (طوفان الأقصى) وما ترتب على الموقف اليمني من تداعيات جعل صنعاء تقف في مواجهة الغطرسة الأمريكية –الصهيونية- البريطانية، في ظل تواطؤ عربي وصمت إسلامي وتآمر متعدد الجبهات يستهدف صنعاء على خلفية مواقفها من القضية الفلسطينية، ليأتي هذا المؤتمر الدولي الذي تحتضنه صنعاء بمشاركة واسعة عربية إسلامية ودولية وتزامنا مع ترقب حلول يوم (القدس العالمي) الذي يحل في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، هذا التفاعل فيه من الأدلة ما يكفي لدحض أجندات المزايدين على مواقف صنعاء سواءً من خلال التشكيك بدوافع ونوايا صنعاء، أو بمحاولة البعض ربط الأمر بالأزمة المحلية، أو كما يذهب البعض للأسف في تقييم مواقف صنعاء وفق جدلية الربح والخسارة، منطلقين في مواقفهم من أوضاع البحر الأحمر والحصار الذي فرضته صنعاء على السفن الصهيونية والحليفة معها والذي ربطته صنعاء بالأوضاع في قطاع غزة، حيث يواجه أكثر من (مليوني عربي فلسطيني خطر الموت جوعا) على خلفية حرب الإبادة والحصار الذي يشنه جيش الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من (16 شهرا) في تحدٍ لكل القوانين والتشريعات الدولية والقيم الإنسانية، فيما يقف المجتمع الدولي عاجزا عن لجم الغطرسة الصهيونية بفعل الدعم الأمريكي بوجهه الاستعماري القبيح..!
أعود وأقول إنه وبغض النظر عن نتائج المواقف التي تتخذها القيادة السياسية في صنعاء، فإن من المهم الأخذ بالاعتبار أن صنعاء بكل مواقفها تفضح مواقف وتخاذل الأنظمة العربية والإسلامية وتفضح المجتمع الدولي والنظام الدولي وتسقط عن الجميع بقايا أوراق توت كانت تستر عوراتهم..!
إن مواقف صنعاء السياسية والعسكرية والإعلامية فيما يتصل بالمشهد العربي الفلسطيني، تعد بمثابة (صفعات مهينة) توجه للأنظمة العربية والإسلامية، ورسائل أكثر من مهينة ترسلها صنعاء لأولئك الذين يتحدثون عن (العالم الحر) الذي سقط أخلاقيا وإنسانيا وتجرد من كل القيم التي ظل لعقود يتشدق بها ولكنها سقطت بالضربة القاضية حين تعلق الأمر بفلسطين، حيث داس العدو (الصهيوني) بأقدامه الهمجية على كل الشرائع الأرضية والسماوية، كما داس على القوانين الدولية وعلى كل أنظمة (العالم الحر) التي لم تؤمن يوما بالحرية إلا حريتها في قتل ونهب الآخر الحضاري..!
إن انعقاد مؤتمر فلسطين الدولي في صنعاء في ظل عدوان استعماري إمبريالي همجي تواجهه اليمن وصنعاء والشعب اليمني، فيه من الدلائل ما يدين ويهين كل العالم المتحضر الذي يرى يزعم أن صنعاء محكومة من قبل (جماعة إرهابية)، فيما الإرهاب الحقيقي هو ما يمارسه العدو الصهيوني بحق الأمة وتمارسه العواصم الاستعمارية الإمبريالية في واشنطن ولندن ودول الغرب التي لم تكن يوما إلا دولاً إرهابية ومارست وتمارس كل صنوف الإرهاب والإجرام بحق شعوب العالم ومنها شعوب الأمة العربية.