لا تنتهي مسيرة الإنسان، وتظلَّ حياته كشريط سنيما يدور في ذهنه وأذهان من بعده، المواقف والكلمات، حتّى النظرات والعبرات، لا تخلو من كونها إرثًا يحمله ابن آدم، في تفاصيل الحياة والنشأة، كان الطالب الماهر الذي يقف بجوار أخيه وأبيه، في إحدى الصور القديمة، لا يعرفُ يومًا أو أحدٌ ممن حوله أنَّه سيكون ذلك الفقيه الدستوري والحُجَّة القانونية، بل والمرحلة الفارقة بين سابقيه ومن خلفوه.

لم يكُن يعرف أحمد فتحي سرور، الذي وُلد في محافظة أنَّه سيكون بهذا الحجم الفارق كمرحلة في تارخ القوانين والدساتير، لكنَّ نبوءة تحققت - حد - تصريحاته أنَّ ضريرًا تنبَّأ له بمستقبل مختلف.

تتبابع بوابة الفجر ومضات من حياة الراحل الدكتور أحمد فتحي سرور، ومشاهد من حياته تناولتها الصحافة، وكان للإعلام نصيب من التعرض لبعض جنباتها المختلفة، التي مثَّلت نقاط مثيرة ومحطات لا يمكن غضّ الطرف عنها، في في قراءة السيرة والمسيرة.

لا للتأجيل

في تصريحات إعلامية، قال الراحل الدكتور أحمد فتحي سرور، أنَّه كان رجلًا شديد الالتزام، وأنَّ المواقف التي جعلت منه ذلك دقيقة وفارقة.

ذاكر الأستاذ والفقيه القانوني: "كل واحد وراه عقدة فى حياته، وأنا عقدتى إنى أعمل الحاجة فى وقتها فورًا، ودا مرتبط معايا بموقف، كنت نازل من مكتبى فى نيابة روض الفرج فقابلت عسكرى ومعاه خمسة شباب مقبوض عليهم علشان محضر، كسلت ولم أقرأ المحضر وكتبت يُحجر المتهمون لباكر ويعرضوا علينا غدًا، تانى يوم قرأت المحضر لقيته كلام فارغ وإنى حبست الناس دول 24 ساعة ظلم، إتضايقت من نفسى، ومن ساعتها وأنا باجى على نفسي ومستحيل أسيب حاجة تتأجل حتى لا يصاب أحدًا بضررًا بسببى".

متفوِّق وعنيد.. ويجادل

 ذكَر رئيس جلس الشعب الاسبق، في حوار له أنَّه كان يحاول ولا يعرف لليأس طريق، وكان مما ذكره: "مدرس الرياضيات إدانا مسألة وقال حلوها بطريقة غير عادية، بخلاف الجمع والطرح، وأنا حلتها بطريقة غير تقليدية، إدانى قلم قيم هدية".

في حين، أنَّه جادل أستاذه في المرحلة الثانوية، قائلًا له:"أمتحِنُك كما تمتحِنُنَ.. وأنت لا تقرأ ما أكتبه"، مما استدعى المعلِّم أن يعاقبه، بعد أن أعطى له درجة الصفر على موضوع إنشاء كتبه "سرور".

شارك في مستشفى 57357

كان أشاد الإعلامي أحمد موسى، بالدكتور أحمد فتحي سرور، حين كان رئيس مركز كيمت للتحكيم الدولي، مؤكدًا أنَّ الناس تتباهى بتاريخ هذا الرجل المشرف الذي ترأس مجلس الشعب لأطول فترة في تاريخه.

وأضاف "موسى": "لدكتور فتحي سرور راجل لطيف جدًا، عاوز أقول لحضراتكم والتاريخ؛ والله الدكتور سرور تكلمه لو مردش يرجع يطلبك، ولو فيه حاجة أسأله واستفسر، وهذا الرجل هو إللي عمل مستشفى 57357".

محبوب أهل السيدة زينب

إلى هنا تنتهي الومضات، حين أعلن الدكتور طارق، نجل أحمد فتحي سرور، عبر منشوره على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "رحل صاحب قلب طيب، ظل طيلة حياته في خدمة أبناء وطنه خاصة البسطاء … يشعر بآلامهم وأحزانهم… بتوفير فرص عمل لمئات من المواطنين وتوفير علاج وتسيير عدد من القوافل الطبية وإنشاء العديد من المراكز والعيادات الطبية الخيرية والمستشفيات أشهرها أول مستشفي أورام أطفال في مصر (مستشفى  ٥٧٣٥٧)، ووراء عشرات من المشروعات بحي السيدة زينب عندما كان نائبا عن الدائرة نفذتها الحكومة بناء على طلبه منها مشروعات سكنية ومنها توسعات في بعض المساجد كمسجد السيدة زينب وإعادة بناء مسجد زين العابدين. وانشاء العديد من المكتبات بالجهود الذاتية… ووراء اعادة انشاء مكتبة الاسكندرية بموافقة اليونسكو ومساهمة بعض الدول".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أحمد فتحی سرور

إقرأ أيضاً:

انتهاكات لا تنتهي.. ماذا نعرف عن مشفى العودة الذي يستهدفه الاحتلال؟

"سوف نبقى هنا، كي يزول الألم، سوف نحيا هنا، سوف يحلو النغم.." هكذا أنشد الطاقم الطبي لمستشفى العودة، بقطاع غزة المحاصر، في ردّ صريح على صمودهم أمام العدوان المتفاقم الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي، على كامل غزة، في انتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان.

بعيون حزينة، وصوت يمسّه شجن، تابع أطباء مستشفى "العودة" إنشادهم الذي جاب مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، آنذاك: "رغم كيد العدا رغم كل النقم، سوف نسعى إلى أن تعم النعم"؛ فيما توالى عدوان الاحتلال عليهم، في أبشع الصور.

وحين عطّل الاحتلال الإسرائيلي، عبر الاستهداف المباشر وغير المباشر، كافة المستشفيات الحكومية والأهلية في قطاع غزة. ظل "مستشفى العودة" الوحيد الذي لا يزال يعمل في شمال القطاع، بالحد الأدنى.

ترصد "عربي21" خلال هذا التقرير، صمود مشفى العودة، لأكثر من عام، في قطاع غزة المحاصر، قبل أن يتعمّده الاحتلال بشكل يوصف بـ"المُمنهج"، مواصلا خلاله جرائمه التي لا تنتهي ضد الإنسان والإنسانية.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎القدس البوصلة‎‏ (@‏‎alqudsalbawsala‎‏)‎‏
ما نعرف عن المشفى؟ 
مستشفى العودة المتواجد في تل الزعتر، بمخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، الذي تأسس عام 1985، توالت عليه هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث قصف بالمدفعية الطوابق العلوية منه، خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

آنذاك، استُشهد، 33 فلسطينيا، بينهم 21 امرأة؛ فيما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" نقلا عن المستشفى، بـ"وصول الشهداء والمصابين، عقب قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي عددًا من المنازل قرب مفترق نصار بمخيم جباليا شمال قطاع غزة"، ليتواصل عليه العدوان، ويرتفع عبره عدد الشهداء.

وسبق أن أعلنت إدارة مستشفى العودة، في بداية السنة التي شارفت على الإنتهاء، عن خروج أقسام العمليات والمختبر والأشعة عن الخدمة، بينما باتت خدمات الاستقبال والطوارئ والعيادات التخصصية والولادة مهدّدة أيضا بالتوقف التام.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Mohammed Ahmed | محمّد أحمد‎‏ (@‏‎j_mohamed_ahmed‎‏)‎‏
وجرّاء "مجزرة الطحين" التي أودت بحياة 112 فلسطينيا ومئات الجرحى، الذين احتشدوا على شارع الرشيد جنوب غربي مدينة غزة، أملا في الحصول على كيس دقيق، من شاحنات مساعدات قليلة يسمح الاحتلال بوصولها من جنوب القطاع، قد استقبل مستشفى العودة 176 من الجرحى.

إثر ذلك، أجرى الأطباء في قلب المستشفى 7 عمليات جراحية، من بين 27 جريحا بحاجة إلى تدخلات جراحية عاجلة، وذلك عبر إمكانيات متواضعة وعلى كهرباء من بطاريات صغيرة وباستخدام كشافات يدوية.

وبداية الشهر الجاري، استشهد  أخصائي العظام "الوحيد" الموجود في شمال قطاع غزة، سعيد جودة, برصاص الاحتلال، عندما كان في طريقه لمزاولته عمله في مستشفى "العودة" شمال القطاع, وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎رام الله مكس | RamaLLah Mix‎‏ (@‏‎ramallah.mix‎‏)‎‏

صمود بوجه الحصار
خلال شباط/ فبراير الماضي، استهدف الاحتلال الإسرائيلي، أجزاء كبيرة من مستشفى العودة وحوصر لمدّة 18 يوما؛ غير أن المستشفى الفلسطيني، رغم ذلك، واصل تقديم الخدمات الطبية، بطاقة 50 في المئة للمرضى والمصابين، وسط نقص الإمكانات والمستلزمات الطبية الناتج عن الحرب.

وكان الطبيب بالمشفى، محمد صالحة، قد قال في تصريح صحافي: "بعد انتهاء الحصار الذي استمر لمدة 18 يوما منذ الخامس من ديسمبر/ كانون الأول وحتى 22 من الشهر نفسه الماضي، عاد المستشفى للعمل، وبدأنا في تقديم الرعاية الطبية للمرضى والمصابين بطاقة استيعاب بنسبة 50 في المئة".

وتابع الطبيب، لوكالة "الأناضول": "خلال فترة الحصار، كانت حركتنا داخل أروقة المستشفى مقيدة للغاية خشية من إطلاق الرصاص من قبل القنص الإسرائيلي، وأيضا لم تتمكن سيارات الإسعاف والمواطنين من نقل الجرحى والمرضى بسهولة للمستشفى".

وأكّد: "خلال فترة الحصار، قام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على المستشفى، مما أسفر عن استشهاد 3 من العاملين داخل المبنى وتدمير الطابقين الثالث والرابع"، مردفا: "العديد من السيدات استشهدن لصعوبة وصولهن إلى المستشفى بشكل سريع، خاصة النساء الحوامل".

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Ķhàłèđ????????‎‏ (@‏‎khaled_rassem‎‏)‎‏
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، "لم تصل المستشفى أي قطرة سولار أو أدوية" بحسب تأكيد صالحة، مشيرا إلى أن المؤسسات الصحية تُحاول إدخال المساعدات الإنسانية والأدوية للمشفى، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي يرفض دائما ذلك. 


وأردف: "تعاني المستشفى أيضا من عدم توفر الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية وسيارات الإسعاف؛ الأمر الذي دفعها إلى الاعتماد على المولد الصغير".

"نحن نضطر إلى شراء الوقود له من الأسواق المحلية بصعوبة جدا نتيجة ندرته" تابع الطبيب، موجّها في الوقت نفسه، نداء إلى الهيئات الصحية الدولية، من بينها منظمة الصحة العالمية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بـ"توفير الأدوية والمستلزمات الطبية على وجه السرعة لخدمة الجرحى والمرضى".


إلى متى؟
في خضمّ الظروف المُفجعة، التي يمر بها كامل القطاع المحاصر، لأكثر من عام كامل، رصدت "عربي21" تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، من قلب جباليا التي توصف بـ"منبع الأبطال"، جُملة من مقاطع الفيديو، توثّق ما وصفوه بـ"الجحيم على الأرض".

مقاطع، جابت حسابات عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي، لأسابيع طِوال، تبرز بالصّوت والصورة ما يحصل من انتهاكات في القوانين المرتبطة بحقوق الإنسان، بحق مستشفى العودة الفلسطيني؛ غير أنّها لم تحرّك ساكنا، ولا تزال المأساة متواصلة، أمام مرأى العالم.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Mohammed alghefari‎‏ (@‏‎mr.abuhakim‎‏)‎‏
أيضا، كشفت المقاطع نفسها، عن حجم الدّمار الذي يخلفه الاحتلال الإسرائيلي بالمشفى، من تدمير للبناية نفسها إلى سيارات الإسعاف، جرّاء كل قصف يمسّه به. يعدّ "العودة" أبرز المستشفيات القليلة التي لا تزال تقدّم بعضا من خدماتها الصحّية، خاصة بالنسبة للنساء الحوامل.

في السياق نفسه، كان مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، قد أوضح: خلال الحرب، أخرج الاحتلال الإسرائيلي 30 مستشفى (من إجمالي 36) عن الخدمة، بالإضافة إلى 53 مركزا صحيا، واستهدف 150 مؤسسة صحية، وعوّقها عن العمل.

وأضاف "كما استهدف 122 سيارة إسعاف، دمرها بالكامل بهدف القضاء على القطاع الصحي في غزة".

مقالات مشابهة

  • مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر يُنهي معاناة ثمانيني مع ورم سرطاني في البطن
  • 114 عامًا على ميلاد محمود المليجي| محطات مهمة في مسيرته.. ونقطة ضعفه الوحيدة لا يعرفها الكثير
  • قرابة غير متوقعة.. ما الذي يجمع نسمة محجوب وساندي بـ ممدوح عبدالعليم؟
  • الدكتور أبو صفية يصف الوضع الكارثي بـمستشفى كمال عدوان في ظل العدوان
  • فريق طبي بمستشفى السنبلاوين ينجح في إنقاذ حياة مريض يعاني من جلطة بالمخ
  • حياة كريمة تُكرم محافظ بني سويف في احتفالية كبرى
  • تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة إمام المنصورة المتوفى بالحرم المكي.. «طلبها ونالها»
  • في ذكرى ميلادها.. سر محاولة أحمد زكي الانتحار بسبب نجلاء فتحي
  • فى عيد ميلاده نجلاء فتحي l أصيبت بمرض نادر وقصة حب لم تكتمل مع أحمد زكي
  • انتهاكات لا تنتهي.. ماذا نعرف عن مشفى العودة الذي يستهدفه الاحتلال؟