نصر الله: الرد الإيراني على استهداف القنصلية بدمشق قادم لا محالة و”محور المقاومة” ذاهب إلى نصر كبير
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
الجديد برس:
قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إن الرد الإيراني على قصف الاحتلال الإسرائيلي مبنى قنصليتها في دمشق آتٍ لا محالة، واعتبر أن هذا الهجوم حادث مفصلي له ما قبله وما بعده في الأحداث منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأضاف نصر الله، في خطاب بمناسبة يوم القدس العالمي، “أين ومتى وكيف وحجم الردّ، هذه أمور نحن لسنا معنيين بالسؤال عنها ولا التدخل بها”، مضيفا أن “الإيرانيين يفكرون ويدرسون كل الاحتمالات” بروية قبل الرد”.
وقال إن “الهجوم أدى إلى مقتل قادة كبار في الحرس الثوري الإيراني لهم قيمة تاريخية لدينا، خصوصاً اللواء زاهدي، لفضلهم الكبير على المقاومة في لبنان ولسنوات طويلة”، مشيراً إلى أن احتفالاً تكريمياً سيقام يوم الإثنين المقبل لهؤلاء القادة.
وتابع نصرالله “هذه الحماقة التي ارتكبها نتنياهو في القنصلية بدمشق ستفتح باباً للفرج الكبير، وحسم هذه المعركة والانتهاء منها”.
وأكد أن “المنطقة دخلت في مرحلة جديدة” بعد الضربة، مضيفاً “على الجميع أن يحضر نفسه، وأن يرتب أموره، وأن يحتاط بشأن كيف يمكن أن تسير الأمور، يجب أن نكون جاهزين فيها لكل احتمال”.
وشدد على أن “المقاومة في لبنان لا تخشى حرباً، وهي على أتم الاستعداد معنوياً ونفسيا لأيّ حرب سيندم فيها العدو لو أطلقها على لبنان”، لافتاً إلى أن حزب الله “لم يستخدم بعد السلاح الأساسي ولم يُخرج قواته الأساسية”، مضيفاً “مع ذلك، حققنا كل هذه الإنجازات”.
ورأى الأمين العام لحزب الله، أن الحرب على غزة هي حرب “من فقد عقله وحرب جزارين ومجرمين”، موضحاً أنه بعد 6 أشهر من الحرب ما زال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، وآخرون في الكيان، “فاقدين عقولهم”.
وأكد أن ما يمارسه العدو، من قتل وتجويع في غزة، هو من أجل “الضغط والترهيب، لأن لا أفق أمامه، لا في الميدان ولا في المفاوضات”، مضيفاً أنه بعد 6 أشهر ما زال نتنياهو عاجزاً عن القضاء على حماس والمقاومة في غزة وعن استرجاع الأسرى.
ولفت إلى أن استطلاعات الرأي في مستعمرات الشمال تقول إن 80% لا يريدون العودة، مؤكداً أن “هذا سيوجه ضربة كبيرة إلى فكرة الاستيطان”.
وأشار نصر الله إلى أن لا أفق لدى نتنياهو في حل مشاكله الداخلية، و”خسارة الوضع الدولي هي من نتائج طوفان الأقصى”، مضيفاً أن بايدن دعا نتنياهو إلى “وقف الحرب فوراً لأنه يخسر الموقف الدولي”.
وأكد أن العجز عن إغلاق الجبهات الأخرى، ومنها لبنان واليمن والعراق، هو “إنجاز محقّق”، مشيراً إلى أن “الاحتلال لديه مشاكل في الشمال والاقتصاد وفي إيلات، وعندما تقف الحرب ستكون المحاسبة”.
وشدّد على أن “لا خيار أمام نتنياهو وائتلافه إلا وقف الحرب”، موضحاً أن “هذا، في حد ذاته، خسارة لهما”.
وأضاف: “نحن نقاتل برؤية نصر على الرغم من التضحيات”، مضيفاً أن “المهم أن نصمد وأن نثبت في غزة والضفة ولبنان واليمن والعراق”.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن “محور المقاومة ذاهب في هذه المعركة إلى نصر كبير”.
كما أكد نصر الله أن المقاومين في الجبهة اللبنانية، على “أتم الجاهزية، ومعنوياتهم عالية، واندفاعهم كبير”.
وأوضح أن إنجازات هذه المعركة، التي تشكل جبهة جنوبي لبنان جزءاً منها، “سيعود نفعها على كل لبنان”، مشيراً إلى أن “إنجازات النصر، براً وبحراً وسيادياً، ستكون بركاتها على كل لبنان”.
وشدّد على أن لبنان في موقع القوة، “ومن يهول بالحرب ويضع مواعيد لها، نأسف أن يكون موجوداً”.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن المقاومة في لبنان “لا تخشى حرباً، وهي على أتم الجاهزية لأي حرب”، مشيراً إلى أن “السلاح الأساسي لم نستخدمه بعد”.
وأضاف: “إذا أرادوا الحرب.. يا هلا ويا مرحبا”، مؤكداً أن “العدو يعرف ما الذي تعنيه الحرب مع لبنان”.
وأضاف: “نحن في المعركة في جنوبي لبنان نقدم خيرة شباننا، وهي معركة منطلقها أخلاقي وجهادي، ولن نتردد فيها”.
وأكد نصر الله: “سنكمل المعركة حتى تنتصر المقاومة وغزة”.
وفي سياقٍ آخر، قال نصر الله إن الإجازة التي أعطاها المراجع، عبر صرف جزء من الحقوق الشرعية للمقاومة الفلسطينية، “تؤكد عمق موقفهم، دينياً وأخلاقياً”، مشيراً إلى أن “إعلان الإمام الخميني الحاسم وقوفه إلى جانب القضية الفلسطينية كان أحد أهم أسباب الحروب التي تعرضت لها إيران”.
ولفت إلى أن “الأمريكيين يرغبون بشدة في التفاوض المباشر مع الإيرانيين، لكن إيران حتى الآن ترفض التفاوض المباشر”، مؤكداً أن “إيران لا تفاوض بشأن الملفات الإقليمية مع الأمريكيين”.
وأضاف: “نسمع سخافة، مفادها أن كل ما يجري في المنطقة هو مسرحية أمريكية إيرانية وتوزيع أدوار”، مضيفاً أن “هناك من هو غير قادر على تقبل أن إسرائيل تُهزم في المنطقة، وهو غير قادر على استيعاب ذلك”.
وتابع نصر الله أن إيران تقدم خيرة قادتها شهداء، وموقفها “حاسم وتعمده بدماء شهدائها”، مشيراً إلى أن إيران كانت، عبر موقفها، سنداً منذ عام 1979 “لكل من يقاوم هذا الكيان، ودعمها غيّر كثيراً من المعادلات”.
وأوضح أنه لو كانت إيران “تريد أن تبدل موقفها لكانت فعلت ذلك منذ عشرات الأعوام”، مضيفاً: “لكل المقاومين الذين يسندون ظهرهم إلى إيران يجب أن يكونوا مطمئنين، لأنها لا تتخلى عن المظلومين والأصدقاء”.
وأكد الأمين العام لحزب الله أنه “بالنسبة إلى كل مقاوم شريف، فإن الصداقة مع إيران هي عنوان الكرامة الإنسانية والشرف، ومن يجب أن يخجل هو من يطبع مع إسرائيل”.
وقال: “اخجلوا من الصداقة مع الولايات المتحدة المسؤولة عن الجرائم والحروب في المنطقة”، مشدداً على أن “العلاقة بإيران، التي تمد يد العون من أجل استعادة الأرض والسيادة، تكون عبر أبسط المبادئ، وهي علاقة الوفاء”.
وأردف قائلاً: “لا شك في أن طوفان الأقصى هو مفصل تاريخي في منطقتنا، وما بعده ليس كما قبله بالنسبة إلى العدو والصديق والمنطقة”، مضيفاً أن “ما حدث جعل بقاء إسرائيل في دائرة الخطر وكشف هشاشتها”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الأمین العام لحزب الله المقاومة فی نصر الله الله أن إلى أن على أن
إقرأ أيضاً:
ركام الحرب معضلة تربك لبنان
خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، كان أحمد مهدي يعيش في نصف منزل، فقد أدت غارة جوية إسرائيلية على المبنى المجاور لمنزله في أحد أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت في أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، إلى تدمير المطبخ وغرفة المعيشة في شقته الواقعة بالطابق الخامس.
الحل الوحيد هو التخلص من الأنقاض من منطقة بيروت المجاورة لكوستا برافا
وعندما ينظر مهدي إلى ما تبقى من المبنى المجاور، يذهله حجم الدمار. ويقول لأرين بيكر من صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أنه : "لقد انهار 11 طابقاً، كل ما ترينه هو الصخور والأوساخ والفولاذ وقطع الحديد".
ومثل الكثير من اللبنانيين، الذين تعرضت منازلهم وأعمالهم لأضرار خلال أكثر من عام من الحرب بين إسرائيل وحزب الله، فإن مهدي (20 عاماً)، وعائلته حريصون على بدء الإصلاحات، لكنهم لا يستطيعون فعل الكثير قبل إزالة الأنقاض. وقال: "هذه هي مشكلتنا الكبرى: أين نضع الأنقاض؟"
وبينما يبدأ لبنان عملية إعادة البناء البطيئة بعد وقف هش للنار بين حزب الله وإسرائيل، فإنه يكافح من أجل معرفة كيفية تنظيف الكميات الهائلة من الأنقاض المنتشرة حول العاصمة بيروت.
وقال تقرير للمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان، إن التقدير الأولي للأضرار، أظهر أن نحو 3000 مبنى في منطقة الضاحية جنوب المدينة، قد دمرت أو لحقت بها أضرار جسيمة أو تضررت بشكل كبير.
Israel eliminated Hassan Khalil Yassin, who replaced Hassan Nasrallah hours ago.
This breaks the shortest tenure as 'caliph' in the tenure in the 1400 history of Islam.
The whole Hezbollah chain of command are now a bunch of people that a week ago were not important enough to… pic.twitter.com/blOMExc71Q
وقُتل أكثر من 3700 شخص في لبنان خلال الحرب، التي اندلعت عندما بدأ حزب الله إطلاق النار على المواقع الإسرائيلية بعد الهجمات التي قادتها حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وأدى الصراع إلى نزوح نحو 1.3 مليون شخص. وفي لبنان، ألحق أضراراً بمليارات الدولارات من الاقتصاد، ودمر أجزاءً كبيرة من جنوب لبنان قرب الحدود مع إسرائيل، فضلاً عن المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في جنوب بيروت حيث يسيطر حزب الله.
وقالت تمارا الزين، التي أعدت التقرير، إن التقارير الأولية أظهرت أن الهجمات الإسرائيلية على المباني والمنازل والمصانع والطرق وغيرها من البنية التحتية في أنحاء البلاد، قد أسفرت عن نحو 350 مليون قدم مكعب من الركام. ولا يمكن أن تبدأ عملية إعادة الإعمار بشكل كبير إلا بعد تنظيف كل ذلك.
وفي غزة، حيث تخوض إسرائيل حرباً للقضاء على نشطاء حماس، تعرض ما يقرب من 60% من المباني لأضرار أو دمرت في القطاع المحاصر. كما أدت هجمات حزب الله الصاروخية على إسرائيل، إلى تدمير أو إتلاف المنازل في المجتمعات الحدودية، وتسببت بحرائق في الأراضي الزراعية.
مكبات النفاياتوأفاد أستاذ الهندسة المدنية والبيئية في الجامعة الأمريكية في بيروت عصام سرور، إن مكبات النفايات في لبنان تكافح فعلاً للتعامل مع نفايات البناء الخطرة في كثير من الأحيان. وقال إن الكثير منها يتم التخلص منه في الطبيعة.
وفي عام 2006، بعد الحرب بين حزب الله وإسرائيل، تم إلقاء الحطام من المناطق التي تعرضت لقصف شديد جنوب بيروت، والتي تضمنت ذخائر غير منفجرة، والأسبستوس، والمفروشات الاصطناعية، والأجهزة الإلكترونية المحطمة والنفايات العضوية، على طول الشاطئ بالقرب من المطار، كما يقول خبراء البيئة.
Lebanon Faces a Colossal Disposal Task: Clearing War Debris https://t.co/YnrbqrQf9w
— Rachel Gemayel (@RachelGraciano) January 28, 2025ويضيفون إن ذلك تطور إلى مكب دائم للنفايات، من دون حواجز كافية لحماية البيئة البحرية من المواد الكيميائية السامة المتسربة من الحطام. وباتت المنطقة المعروفة باسم كوستا برافا، مرادفاً للكارثة البيئية في لبنان.
وقال سرور إن تأثير الصراع الأخير، يمكن أن يكون أكبر بكثير وأكثر ضرراً.
وعلى مدى العقد الماضي، شهد لبنان ارتفاعاً هائلاً في استخدام الألواح الشمسية وتخزين البطاريات، للتعويض عن الشبكة الكهربائية المتعثرة في البلاد. ويمكن أن يؤدي التخلص غير السليم من الألواح والبطاريات إلى تحلل الرصاص والزئبق والعناصر الخطرة الأخرى في البيئة.
وقال وزير البيئة ناصر ياسين، إن التعامل مع الأنقاض من المناطق المحيطة ببيروت، كان أكثر صعوبة بسبب حجمها الكبير، واحتمال وجود مواد خطرة، وعدم وجود مساحة على مسافة معقولة لنقلها بالشاحنات.
ورأى وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني علي حمية، إن الحل الوحيد هو التخلص من الأنقاض من منطقة بيروت المجاورة لكوستا برافا.
لكن رئيس إحدى نقابات صيد الأسماك إدريس عتريس، حذر من تهديد الحياة البرية المهددة أصلاً بالإنقراض قائلاً :"هنا تضع السلاحف بيوضها. ولن نقبل بذلك".
وقالت النائبة اللبنانية نجاة عون صليبا، العضو في لجنة البيئة البرلمانية: "نحن في حاجة إلى التفكير بشكل مختلف في شأن الأنقاض...إنها ليست نفايات. إنها مورد".