تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع القصف في مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم، وبحري، وأم درمان)، في حين عبرت واشنطن عن قلقها بشأن نقل شركة فاغنر الأمنية الروسية أنظمة دفاع جوي إلى السودان، عبر أفريقيا الوسطى.

وأفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي متقطع لأسلحة ثقيلة شمالي مدينة أم درمان وسط اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأضاف المراسل أن الجيش استهدف تجمعات للدعم السريع بقصف مدفعي في منطقة بحري، شمالي الخرطوم. وأفادت مصادر محلية للجزيرة بأن الطائرات الحربية التابعة للجيش قصفت عددا من مواقع قوات الدعم السريع جنوبي الخرطوم، وفي شرق النيل.

من جانبها، قالت قوات الدعم السريع إن وفدها ما زال موجودا في مدينة جدة السعودية، وإن تمسكها بهذا المنبر هو تعبير صادق عن التزامها بتعهداتها أمام الوساطة السعودية الأميركية، وفق تعبيرها.

واتهمت قوات الدعم السريع من سمّتهم بـ"الانقلابيين" بعرقلة أي جهود لوقف الحرب وحل الأزمة.

في المقابل، أكدت القوات المسلحة رغبتها في التوصل إلى اتفاق فاعل وعادل يوقف ما سمته "العدائيات" ويمهد لمناقشة قضايا ما بعد الحرب.

وأشار بيان صادر عن مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة إلى أن وفد التفاوض عاد إلى السودان أول أمس الأربعاء للتشاور، مع الاستعداد لمواصلة المباحثات "متى تم استئنافها بعد تذليل المعوقات".

وأوضح البيان أن "الخلاف حول نقاط جوهرية -مثل إخلاء المتمردين منازل المواطنين بكافة العاصمة، وإخلاء المرافق العامة- أدى إلى عدم التوصل لاتفاق وقف العدائيات وعودة وفدنا للخرطوم".

قلق أميركي

وفي سياق متصل، أعرب روبرت وود نائب المندوبة الأميركية في مجلس الأمن الدولي، عن قلقه بشكل متزايد من التقارير التي تفيد بأن مجموعة فاغنر الروسية قد نقلت أنظمة الدفاع الجوي المحمولة "مانباد" إلى السودان عبر جمهورية أفريقيا الوسطى.

وأكد وود أهمية الرقابة على هذه الأسلحة ورصد الوضع الأمني في جمهورية أفريقيا الوسطى والمنطقة بشكل أوسع.

بدوره، أشاد السفير الأميركي بالسودان جون غودفري بمصادقة 75 منظمة مجتمع مدني في السودان على إعلان مبادئ يستهدف إنهاء الحرب في السودان وتحقيق التحول الديمقراطي.

وأضاف غودفري، في حسابه على تويتر، أنه بينما يتنافس الفرقاء على التدمير نحتفي بجهود الناشطين المدنيين الذين توحدوا من أجل سودان ينعم بالحرية والسلام.

استهداف المساليت

وفي ولاية غرب دارفور (غربي السودان)، قال زعيم قبيلة المساليت سلطان سعد عبد الرحمن بحر الدين، إن ما حدث في الجنينة -عاصمة الولاية- خلال اقتحام قوات الدعم السريع لها في الأسبوع الثاني من القتال في الخرطوم "لا يوصف"، مشيرا إلى أنه في كل مكان بالمدينة كانت هناك مذبحة وكل شيء كان مخططًا ومنهجيًّا.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن تقرير لسلطنة المساليت أن أكثر من 5 آلاف شخص قتلوا في الجنينة وحدها وأصيب ما لا يقل عن 8 آلاف آخرين حتى 12 يونيو/حزيران في هجمات شنتها قوات الدعم السريع والمليشيات العربية المتحالفة معها.

وأضاف تقرير المساليت أن الهجمات على مدينة الجنينة والمناطق المحيطة بها خلال أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران تهدف إلى التطهير العرقي وارتكاب الإبادة الجماعية ضد المدنيين الأفارقة.

وبحسب شهود عيان تحدثت لهم أسوشيتد برس، فقد اقتحمت قوات الدعم السريع المنازل وطردوا السكان وأخذوا الرجال وحرقوا منازلهم وفي بعض الحالات كانوا يقتلون الرجال ويغتصبون النساء وغالبا ما يطلقون النار على الفارين في الشوارع.

ونقلت أسوشيتد برس، عن مبعوث الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس، قوله إن هناك نمطا متصاعدا من الهجمات المستهدفة واسعة النطاق ضد المدنيين على أساس هوياتهم العرقية في السودان.

وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان قد صرح أمام مجلس الأمن الدولي بأنه يجري التحقيق في مزاعم جرائم حرب وجرائم جديدة ضد الإنسانية في دارفور.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

الهجرة الدولية: أكثر من 328 ألف نزحوا من الفاشر بالسودان

السودان – صرحت منظمة الهجرة الدولية، امس الأحد، إن أكثر من 328 ألف شخص نزحوا من الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان، جراء القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع خلال الثلاثة أشهر الماضية.

وأفادت المنظمة الدولية، في بيان، بأن مصفوفة تتبع النزوح في السودان قامت بمراقبة التصعيد المستمر في الاشتباكات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع عبر مواقع متعددة في الفاشر.

وأضافت أنه منذ الأول من أبريل/ نيسان 2024 وحتى 30 يونيو/ حزيران الماضي، تم الإبلاغ عن نزوح ما يقدر بنحو 328 ألف و981 شخصا من الفاشر، دون تحديد وجهاتهم.

وأشار البيان، إلى أنه خلال يونيو، أبلغت الفرق الميدانية لـ”مصفوفة تتبُّع النزوح” عن زيادة النزوح إلى مواقع جنوبي الفاشر، وكذلك إلى ولايات أخرى في السودان.

وأردف “خلال يونيو، أبلغت الفرق الميدانية لمصفوفة تتبع النزوح، عن 10 حوادث صراع في جميع أنحاء شمال دارفور، أدت إلى نزوح ما يقدر بنحو 159 ألف و325 فردًا”.

ومنذ 10 مايو/ أيار الماضي، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش و”الدعم السريع”، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور (غرب).

ومنذ منتصف أبريل 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية: نصلي لحل عادل في حرب السودان
  • اشتباكات في أم درمان وآلاف السودانيين يفرون من الفاشر
  • الهجرة الدولية: نزوح أكثر من «328» ألف شخص من مدينة الفاشر
  • خلال 3 أشهر فقط.. أعداد النازحين من الفاشر السودانية وصلت إلى 328 ألف شخص
  • الهجرة الدولية: أكثر من 328 ألف نزحوا من الفاشر بالسودان
  • بالبرهان السودان في كف عفريت
  • مستشار قائد الدعم السريع ينفي اتهامات قائد الجيش السوداني بالاستعانة بمقاتلين من داعش
  • متحدث باسم تنسيقية تقدم السودانية لـAWP: لسنا واجهة سياسية للدعم السريع
  • البرهان: الحرب لن تنتهي إلا بتطهير السودان من مليشيا “الدعم السريع”
  • الدعم السريع تعلن استعادتها لمدينة الدندر من القوات المشتركة