من عاشق لـ التمثيل لرجل قانون مخضرم.. محطات في حياة أحمد فتحي سرور
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
كُتبت، اليوم، نهاية 71 عاما عاشها الدكتور أحمد فتحي سرور بين العمل القضائي والقانوني والبرلماني والدبلوماسي، منذ أن بدأت حياته المهنية كوكيل للنائب العام في 1953 إلى أن أعلن نجله، منذ قليل، رحيله.
رحل أحمد فتحي سرور، ذلك الرمز الذي تولى العديد من المناصب القضائية والتنفيذية والتشريعية، منذ خمسينيات القرن الماضي.
أحمد فتحي سرور، الذي ولد في 9 يوليو 1932 بمحافظة قنا، يعد أحد أبرز القامات القانونية المخضرمة، التي شقت طريقها لتكتب سلسلة من الإنجازات التي جعلته يتقلد أرفع المناصب القانونية والتشريعية البارزة.
وإلى جانب رمزيته القانونية، فلسرور مشوار سياسي حافل، ففضلا عن كونه رئيسا لمجلس الشعب لأكثر من 20 عاما، كما تولى منصب تنفيذية منها منصب وزير التعليم 1986.
وفي التقرير التالي، نرصد محطات في الحياة المهنية للدكتور أحمد فتحي سرور، تلك القامة التي رحلت عن عالمنا اليوم، تاركة إرثا كبيرا سيخلده التاريخ.
كانت بداية الدكتور أحمد فتحي سرور عندما تولى منصب وكيل النائب العام (1953) ووكيلا لنيابة النقض الجنائي (1956-1959).
وحصل على منصب الرئيس الفخرى لمعهد الدراسات العليا للعلوم الجنائية سيراكوزا - إيطاليا (2000 - حتى الآن)، إضافة إلى منصبه كرئيس المعهد الدولى للقانون فى الدول الناطقة بالفرنسية كليا أو جزئيـا - باريـس (1998 - 2010).
كما شغل رئيس الجمعية المصرية للحقوقيين المتصلين بالثقافة الفرنســية (منذ 1992 حتي 2012)، ورئيس الجمعية المصرية للقانون الجنائى (1989 - حتى الآن)، ونائب رئيس الجمعية الدولية للقانون الجنائى ـ باريس (1989 - حتى الآن)، ورئيس اتحاد الحقوقيين المصريين (1985-1990).
أحمد فتحي سرور محام أمام محكمة النقض (منذ سنة 1976)، كما أنه مقرر اللجنة الفرعية للحقوق والحريات باللجنة التحضيرية لدستور1971 سنة 1971، و رئيس الجمعية المصرية للاقتصاد والإحصاء والتشريع (2005 حتى الآن).
وعلى الصعيد البرلماني الدولي، تولى أحمد فتحي سرور العديد من المناصب، من بينها رئيس اتحاد البرلمانات الافريقية (1990-1991)، ورئيس الاتحاد البرلمانى الدولى (1994-1997)، ورئيس الاتحاد البرلمانى العربى (1998-2000)، ورئيس الاتحاد البرلماني الإسلامي (2000).
كما شغل منصر رئيس مؤتمر رؤساء برلمانات الدول الأورومتوسطية الاسكندرية (2000)، زرئيس البرلمان الأورومتوسطي (2004-2005)، فيما أصدر الإعلان العالمي للديمقراطية بناء على اقتراحه سنة 1997 إبان رئاسته للاتحاد البرلماني الدولي.
وتتويجا لذلك، حصل أحمد فتحي سرور على جائزة التميز لأفضل برلماني عربي من الاتحاد البرلماني العربي (2009).
في المجال التربوي الثقافي، شغل سرور منصب عدة، فهو نحائب رئيس وعضو المجلس التنفيذى لليونسكو (1989- 1993)، ورئيس المؤتمر الدولى للتربية - جنيف (1989)، و نائب رئيس المجلس الدولى للتربية - جنيف (1987-1989).
كما تولى منصب المندوب الدائم لجامعة الدول العربية لدى اليونسكو (1972-1978)، و المستشار الثقافى فى باريس - فرنسا (1965-1967)، و الملحق الثقافى فى برن سويسرا (1964).
أشهر مؤلفاتهلـ أحمد فتحي سرور العديد من المؤلفات القانونية التي تكشف عن غزارة مهنية لم يتمتع بها الكثيرون مثله، ولكن كما ذكر فإن هناك 3 مؤلفات قريبه له وهي: «المواجهة القانونية للإرهاب»، و«الحماية الدستورية للحقوق والحريات»، و«الوسيط في قانون الإجراءات الجنائية».
عشقه للتمثيلكان أحمد فتحي سرور عاشقا للتمثيل، وكانت رغبته أن تكون ممثلا وأن يدخل معهد التمثيل، إلا أن رغبة والده كانت الفيصل في هذا الأمر بعدما نهره وقال له: "هل تريد أن تكون مشخصاتي".
وكانت موهبة أحمد فتحي سرور غزت لديه تلك الرغبة، والتي جعلته فيما بعد يشارك في مسرحية الخائن، وهو العمل الفني الوحيد الذي شارك فيه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أحمد فتحي سرور وفاة أحمد فتحي سرور من هو أحمد فتحي سرور فتحى سرور الدکتور أحمد فتحی سرور رئیس الجمعیة حتى الآن
إقرأ أيضاً:
البابا فرانسيس عاشق كرة القدم.. لم ينس ناديه الأرجنتيني حتى بعد ترأسه الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رغم منصبه الروحي الرفيع على رأس الكنيسة الكاثوليكية، فإن الراحل البابا فرنسيس لم يكن ينسَ يومًا شغفه الأول "كرة القدم" هذا الشغف الذي بدأ منذ شبابه في شوارع بوينس آيرس، لازمه حتى بعد أن صار بابا للفاتيكان؛ فقد عُرف عن البابا حبه الشديد لكرة القدم، وهو حب متجذّر في ثقافة بلد نشأته الأرجنتين، التي أنجبت أساطير مثل مارادونا وميسي، ومنذ شباب البابا كان مشجعًا وفيًا لنادي "سان لورينزو دي ألماغرو"، أحد أعرق أندية العاصمة بوينس آيرس، حيث احتفظ بكارنيه العضوية الخاص به حتى بعد انتخابه بابا للفاتيكان عام 2013، علاقة البابا بكرة القدم تتجاوز حدود التشجيع، إذ يرى فيها وسيلة للتقارب بين الشعوب ونشر قيم الأخوة والتسامح.
حي شعبي بالعاصمة الأرجنتينية
وُلد خورخي ماريو برغوليو، البابا فرنسيس فيما بعد، في حي شعبي بالعاصمة الأرجنتينية، وكان واحدًا من آلاف المشجعين الأوفياء لنادي سان لورينزو دي ألماغرو، لم يكن حب البابا لهذا النادي مجرد عاطفة عابرة، بل كان يحمل بطاقة عضوية رسمية للنادي، وكان حريصًا على حضور المباريات في الملعب كلما أتيحت له الفرصة، حتى بعد أن ترقى في السلك الكنسي، لم يتخلَّ عن متابعة فريقه.
لم يغفل البابا عن ارتباطه العاطفي بنادي "سان لورينزو" الأرجنتيني، الذي كان داعمًا له منذ أيام شبابه، البابا فرنسيس كان دائمًا يشير إلى ناديه المفضل بحب، وكان يحرص على تذكير لاعبيه في الفاتيكان برسالتهم الأخلاقية، في إحدى الزيارات، قال البابا: "كلما ارتديتم قميص الفريق، تذكروا أنكم تحملون معه مسؤولية كبيرة، أنتم تمثلون أكثر من مجرد نادي، بل تمثلون روحًا جماعية وأخلاقًا يجب أن تحتفظوا بها".
كرة القدم أداة للتعبير عن قيم إنسانية عميقة
لطالما استخدم البابا فرنسيس كرة القدم كأداة للتعبير عن قيم إنسانية عميقة؛ فكان يرى أن اللعبة ليست مجرد تسلية أو منافسة رياضية، بل هي وسيلة لنقل رسالة أخلاقية تحمل في طياتها معاني العمل الجماعي، الاحترام المتبادل، والروح الرياضية. ففي أحد خطاباته قال: "كرة القدم تعلّمنا كيف نعمل معًا، كيف نضع مصلحة الفريق فوق المصلحة الشخصية، وكيف نتعاون للوصول إلى هدف مشترك".
كما كان يشدد البابا فرنسيس في خطاباته على أهمية احترام الخصم، وهو عنصر أساسي في روح كرة القدم، فهو يعتبر أن احترام المنافسين ليس مجرد واجب رياضي، بل هو انعكاس لقيم أساسية في الحياة اليومية، في إحدى المرات، قال: “كما في الملعب، في الحياة يجب أن نحترم الآخرين ونقدرهم، لأننا نحقق النجاح معًا، وليس على حساب الآخرين”.
قدوة حقيقية للشباب
بالإضافة إلى ذلك، يدعو البابا فرنسيس الرياضيين ليكونوا قدوة حقيقية للشباب، سواء داخل الملعب أو خارجه. يشير إلى أن اللاعبين يجب أن يتحلوا بالنزاهة والأخلاق، ويظهروا سلوكيات تحترم القيم الإنسانية. في خطاب له، قال: "الرياضيون هم نموذج للعديد من الشباب، لذلك يجب عليهم أن يلتزموا بالقيم الأخلاقية في كل مكان، ليس فقط في الملعب ولكن في حياتهم اليومية".
نجوم كرم القدم في حضرة البابا
بنى البابا فرنسيس علاقة فريدة مع نجوم عالم كرة القدم، فقد استقبل في الفاتيكان نجم الأرجنتين ليونيل ميسي
اللقاء بين البابا وميسي كان أكثر من مجرد لقاء رياضي، إذ حرص البابا على توجيه رسالة إلى ميسي تركزت على أهمية التواضع والأخلاق الرياضية، قال البابا في هذا اللقاء: "أنت تمثل أكثر من مجرد لاعب كرة قدم. أنت قدوة للملايين من الناس حول العالم. مهارتك فى الملعب رائعة، لكن تواضعك هو ما يجعل منك نموذجًا حقيقيًا"
كما استقبل البابا كريستيانو رونالدو، النجم البرتغالي الذي لا يقل شهرة عن ميسي، في إحدى زياراته إلى الفاتيكان، كان اللقاء بين البابا ورونالدو مليئًا بالرسائل الإنسانية العميقة، حيث دعا البابا رونالدو إلى استخدام منصته الكبيرة كمصدر إلهام لشباب العالم، مشيرًا إلى أن الرياضة يجب أن تكون أكثر من مجرد منافسة على الألقاب، في هذا السياق، قال البابا: "كلما ارتقيت في نجاحاتك، تذكّر دائمًا أن أهم قيمة هي خدمة الآخرين. أنت قدوة لآلاف الشباب، استخدم هذه المكانة لتشجيعهم على أن يكونوا أفضل في حياتهم اليومية".
البابا فرنسيس لم يقتصر اهتمامه النجوم فقط، بل حرص أيضًا على استضافة فرق كاملة في الفاتيكان، من أبرز هذه الفرق كان فريق بايرن ميونخ الألماني، الذي استضافه البابا في إحدى زياراته الرسمية، خلال هذا اللقاء، أكد البابا على أهمية الدور الذي يلعبه الفريق في المجتمع، مشيرًا إلى أن كرة القدم توفر فرصة فريدة للتأثير في الجماهير.
مبادرات خيرية
من أبرز المبادرات التي رعاها البابا فرنسيس في عالم كرة القدم كانت مباراة "Match for Peace" الخيرية، التي جمعت مجموعة من أشهر لاعبي كرة القدم من مختلف أنحاء العالم في ملعب "الأولمبيكو" في روما، جاءت فكرة هذه المباراة من البابا نفسه، الذي أراد أن يستخدم كرة القدم كأداة فعالة للترويج للسلام والتعايش بين الشعوب، وتم جمع التبرعات لصالح مشاريع إنسانية ودعمت العديد من المبادرات الاجتماعية.
كانت فكرة البابا فرنسيس من وراء "Match for Peace" أن تجعل من كرة القدم أكثر من مجرد لعبة رياضية. ففي كل تمريرة وكل هدف، كان هناك رسالة قوية بعيدة عن التنافس الرياضي التقليدي. كان الهدف هو جمع الناس معًا من مختلف الثقافات والأديان، والتأكيد على أن الرياضة يمكن أن تكون جسرًا للتفاهم والوحدة بين الشعوب. قال البابا في أحد تصريحاته عن المباراة: "نحن بحاجة إلى السلام أكثر من أي وقت مضى. هذه المباراة ليست مجرد تحدي رياضي، بل هي دعوة للسلام والتضامن بين جميع الناس."
مباراة "Match for Peace" ضمت العديد من الأسماء اللامعة في عالم كرة القدم، من بينهم لاعبين مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، بالإضافة إلى العديد من الأساطير السابقين مثل رونالدو البرازيلي. هؤلاء النجوم لم يتواجدوا فقط كأبطال رياضيين، بل كانوا سفراء للسلام، يحملون رسائل أمل في عالم مليء بالصراعات. وفي أثناء المباراة، أظهر اللاعبون روح الفريق والوحدة، وهو ما يعكس بالضبط القيم التي أراد البابا فرنسيس نشرها من خلال هذه المبادرة.
الدور الاجتماعي
البابا فرنسيس استخدم هذه المباراة لتأكيد أهمية الدور الاجتماعي الذي يمكن أن تلعبه الرياضة في العالم المعاصر. فهو كان دائمًا يكرر في خطاباته أن كرة القدم يمكن أن تكون أداة للتغيير الاجتماعي إذا استخدمها اللاعبون والمشجعون بشكل مسؤول. في هذا السياق، قال البابا: "أنتم، كرياضيين، تمتلكون قوة كبيرة للتأثير في الناس. يمكنكم أن تصبحوا قدوة في تعزيز السلام والحب والتعايش." كانت هذه الكلمات بمثابة دعوة للاعبين والمشجعين على حد سواء للاستفادة من القوة التي تمنحها الرياضة من أجل نشر قيم الخير والتضامن.
نجحت مباراة "Match for Peace" في تحقيق أهدافها الخيرية، حيث تم جمع التبرعات لصالح العديد من المشروعات التي تهدف إلى تحسين حياة الفقراء والمحتاجين. ولكن الأثر الأكبر لهذه المبادرة كان في الرسالة التي نقلتها إلى العالم؛ أن كرة القدم ليست مجرد وسيلة للترفيه أو التنافس، بل يمكن أن تكون أداة لتوحيد الشعوب تحت راية السلام. الرسالة التي أراد البابا توجيهها عبر هذه المباراة كانت واضحة: "السلام لا يتم التوصل إليه عن طريق الكلمات فقط، بل من خلال العمل المشترك والتفاهم المتبادل."