وزعت الأمم المتحدة، الغذاء علي مواطني درافور، المتضررون من الحرب للمرة الأولي منذ شهور،  بعد عمليتين ناجحتين عبر الحدود، لكن السكان ما زالوا يواجهون مجاعة واسعة النطاق ما لم تصل المزيد من المساعدات.

 تمكنت قافلة تحمل 1,300 طن من الإمدادات من الوصول عبر معبر أدري الحدودي مع تشاد إلى غرب ووسط دارفور.

وفي حديثه في مارس، قال بيير هونورات، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في تشاد، إن العملية عبر الحدود "حاسمة، والممرات الإنسانية أمر لا بد منه.

 يعاني الكثير من الناس في دارفور اليوم ولا نريد أن يأتي المزيد من الناس إلى تشاد لذلك نحن بحاجة حقا إلى مساعدتهم حيث هم اليوم.

وتقول وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة إن نحو ثلث السكان أو 18 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد، وفي إقليم دارفور، حيث تدور بعض أسوأ المعارك، فإن الحالة خطيرة بشكل خاص.

 برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن قافلتي مساعدات عبرتا الحدود من تشاد في أواخر مارس آذار لكنه لم يتمكن من تحديد مواعيد لشحنات أخرى.

تتسبب الحرب المستمرة منذ عام بين القوات العسكرية وشبه العسكرية في السودان في واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم.

وتقول وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة إن نحو ثلث السكان أو 18 مليون شخص يواجهون الجوع الحاد. وفي إقليم دارفور، حيث تدور بعض أسوأ المعارك، فإن الحالة خطيرة بشكل خاص.

وحذرت الأمم المتحدة في مارس آذار من أن نحو 222 ألف طفل قد يموتون بسبب سوء التغذية في الأشهر المقبلة ما لم تتم تلبية احتياجات المساعدات بشكل عاجل. وكان نداء الأمم المتحدة للحصول على 2.7 مليار دولار للسودان أقل من 5٪ تم تمويله اعتبارا من الشهر الماضي.

وكان القتال شرسا بشكل خاص في دارفور، حيث أحيت الهجمات الوحشية التي شنتها قوات الدعم السريع التي يهيمن عليها العرب على المدنيين من أصل أفريقي المخاوف من إبادة جماعية أخرى.

في عام 2003، قتل ما يصل إلى 300 ألف شخص وطرد 2.7 مليون شخص من منازلهم، وكثير منهم على يد الميليشيات العربية المدعومة من الحكومة.

وقالت المحكمة الجنائية الدولية إن الجانبين يرتكبان جرائم حرب.

وتمتد حرب السودان أيضا إلى البلدان المجاورة. وقالت الأمم المتحدة في مارس آذار إن أكثر من نصف مليون لاجئ جديد من السودان وصلوا إلى تشاد ليصل إجمالي عدد اللاجئين هناك إلى 1.1 مليون.

وقد استنزف الوافدون الموارد بين اللاجئين الحاليين هناك.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة لوكالة أسوشيتد برس يوم الجمعة إن المساعدات لجميع اللاجئين في تشاد من المقرر أن تنفد قريبا.

رفضت قوات الدعم السريع السودانية، شبه العسكرية التي تقاتل القوات المسلحة في البلاد، اتفاقا بين الحكومة العسكرية في البلاد ووكالات الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى منطقة دارفور التي مزقتها الحرب.

يأتي ذلك بعد أن أعلن والي المنطقة عن مسار جديد لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الغربية.

ووفقا لمنفذ محلي، سودان تريبيون، خطط الوالي، بالاتفاق مع وكالات الأمم المتحدة، لاستخدام طريق يبدأ من بورتسودان ويمر عبر الضبا في شمال السودان، وهي منطقة تسيطر عليها القوات المسلحة وحلفاؤها.

تسيطر قوات الدعم السريع على معظم دارفور ، وهي منطقة بحجم البر الرئيسي لفرنسا.

وادعت الجماعة شبه العسكرية أن لديها أدلة على محاولات القوات المسلحة تهريب أسلحة متنكرة في شكل مساعدات إنسانية.

تركت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية 18 مليون شخص  أكثر من ثلث السكان يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد.

ويعيش معظمهم في بؤر الصراع الساخنة في منطقتي دارفور وكردفان وفي ولايتي الخرطوم والجزيرة (شرق السودان).

وفي الشهر الماضي، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه لم يتمكن من إيصال المساعدات الحيوية إلا إلى 10٪ من المحتاجين في المناطق المتورطة في الصراع، مثل دارفور.

قال خبراء الأمم المتحدة، في تقرير جديد، إن القوات شبه العسكرية والميليشيات المتحالفة معها التي تقاتل، من أجل السلطة في السودان.

 نفذت عمليات قتل واغتصاب عرقية واسعة النطاق أثناء سيطرتها على جزء كبير من غرب دارفور ، والتي قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

يرسم التقرير المقدم إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي حصلت عليه وكالة أسوشيتد برس يوم الخميس، صورة مرعبة لوحشية قوات الدعم السريع التي يهيمن عليها العرب ضد الأفارقة في دارفور.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأمم المتحدة تشاد التابع للأمم المتحدة قوات الدعم السریع الأغذیة العالمی الأمم المتحدة شبه العسکریة فی دارفور ملیون شخص

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: مقاتلون سودانيون اغتصبوا أطفالا بعضهم لا تزيد أعمارهم عن عام واحد  

 

 

الخرطوم - أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الثلاثاء 4مارس2025، أنّ مقاتلين سودانيّين اغتصبوا أطفالا، بعضهم لا تتجاوز أعمارهم عاما واحدا، خلال الحرب الأهلية المستمرة في البلاد منذ قرابة عامين، في فظائع يمكن أن ترقى إلى "جرائم حرب".

وقالت اليونيسف في تقرير إنّ البيانات المجمّعة من قبل منظّمات حقوقية ميدانية تحارب العنف الجنسي "لا تقدّم إلا صورة جزئية عن النطاق الحقيقي للعنف الذي يمارس ضدّ الأطفال"، مندّدة باستخدام العنف الجنسي سلاحا في الحرب.

وبحسب اليونيسف فإنّه منذ مطلع 2024، تمّ توثيق 221 حالة اغتصاب أطفال، حوالى ثلثيهم فتيات، وبينهم 16 طفلا دون سنّ الخامسة، وأربعة لم يتجاوزوا من العمر عاما واحدا.

وغالبا ما يكون الضحايا وأسرهم متردّدين أو عاجزين عن الإفصاح عن هذه الفظائع خوفا من الوصمة المجتمعية، أو الرفض، أو من تعرّضهم للانتقام من قبل جماعات مسلّحة، أو لانتهاك خصوصياتهم أو من اتّهامهم بالتعاون مع جماعة مسلّحة، بحسب اليونيسف.

- جرائم حرب -

وقالت المديرة العامة لليونيسف كاثرين راسل إنّ "واقع أنّ أطفالا لا تتجاوز أعمارهم عاما واحدا قد تعرّضوا للاغتصاب من قبل رجال مسلّحين ينبغي أن يشكّل صدمة للجميع وأن يستدعي اتّخاذ إجراءات فورية".

وأضافت أنّ "ملايين الأطفال في السودان معرّضون لخطر الاغتصاب ولأشكال أخرى من العنف الجنسي"، محذّرة من أنّ هذه الفظائع تنتهك القانون الدولي ويمكن أن ترقى إلى جرائم حرب.

ومنذ نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان حربا ضارية بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو الذي يقود قوات الدعم السريع.

وتقول الأمم المتّحدة إنّ السودان يعاني من أكبر كارثة إنسانية في العالم بسبب ما تشهده مئات من مناطق البلاد من معارك وهجمات تطال مدنيين وأخرى تستهدف مستشفيات وعمليات تهجير قسري ومجاعة.

وبحسب تقرير اليونيسف، فإنّه في كثير من الأحيان أجبر رجال مسلّحون عائلات على تسليمهم بناتهنّ لكي يغتصبوهنّ أمام أقاربهنّ.

ولم يذكر التقرير أسماء أيّ من المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

ولفت التقرير إلى أنّ ضحايا هذه الجرائم الجنسية يعانون في غالب الأحيان من إصابات جسدية ونفسية بالغة يمكن أن تكون لها عواقب تستمر مدى الحياة وتترك الناجين يواجهون "خيارات مستحيلة" مثل الحمل، أو البوح بسرّهن للعائلة أو للسلطات، أو طلب العلاج.

وأضافت اليونيسف "لا ينبغي لأحد، لأيّ طفل، أن يتحمّل هذه الأهوال. هذه المعاناة يجب أن تتوقف على الفور".

- "بكاء وصراخ" -

ونقل التقرير شهادات مفجعة رواها ناجون تمّ إخفاء هوياتهم لحمايتهم.

وقالت فتاة تبلغ من العمر 16 عاما وقد أوشكت على الولادة "لقد تعرّضتُ للاغتصاب من قبل ثلاثة أفراد (...) أجبروني على ركوب سيارة كبيرة. أخذوني إلى مكان بجانب سكة حديدية، وقاموا باغتصابي. ضربوني واغتصبوني وألقوا بي بجانب سكة الحديد، وجاءت امرأة وقامت بمساعدتي للذهاب إلى البيت".

وأضافت الفتاة "حينما وصلتُ، كنت في حالة نفسية سيئة للغاية. جلست في الشارع، إلى أن تمالكت نفسي ودخلت إلى المنزل... كنت على وشك الانتحار. الآن أصبحت بحال أفضل. أنا اليوم حامل في الشهر التاسع".

ونقل التقرير عن امرأة بالغة احتجزها رجال مسلّحون لمدة 19 يوما في غرفة مع نساء وفتيات أخريات ما كانت تتعرّض له الفتيات الصغيرات من فظائع أمام عينيها.

وقالت "بعد الساعة التاسعة ليلا، يفتح أحدهم الباب، يحمل معه سوط، يختار إحدى الفتيات ويأخذها إلى غرفة أخرى. كنت أسمع صوت بكاء تلك الفتاة الصغيرة، كنت أسمع صوت صراخها".

وأضافت "كانوا يقومون باغتصابها. في كل مرة يغتصبونها، كانت تعود هذه الفتاة ملطّخة بالدماء. هي ما زالت طفلة صغيرة للغاية".

وبحسب هذه الشاهدة فإنّ الفتيات كنّ يتعرّضن للاغتصاب طوال الليل ولا يعدن إلى الغرفة إلا مع طلوع الفجر وهنّ في غالب الأحيان شبه فاقدات لوعيهنّ.

وفي تقريرها حضّت اليونيسف الأطراف المتحاربة في السودان على احترام واجباتها المتمثّلة بحماية المدنيّين، وبخاصة الأطفال منهم.

كما طالبت المنظمة الأممية الجهات المانحة بأن يكونوا أسخياء لأنّ هذه البرامج "تنقذ حياة أناس".

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: مقاتلون سودانيون اغتصبوا أطفالا بعضهم لا تزيد أعمارهم عن عام واحد  
  • الأمم المتحدة تجلي 24 لاجئا أفريقيا من اليمن
  • مذكرة من الكُتّاب والأدباء والنشطاء السودانيين إلى الأمين العام للأمم المتحدة تطالب بوقف الحرب في السودان وحماية المدنيين
  • صادرات الصناعات الغذائية المصرية للمملكة المتحدة تسجل 86 مليون دولار
  • الأمم المتحدة: 51 مليون طن من الركام مخلفات حرب إسرائيل على غزة
  • تحالف «تأسيس» ينتقد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ويصف موقفه بالمنحاز لـ «حكومة بورتسودان»
  • الأمين العام للأمم المتحدة يدعو لاستئناف دخول المساعدات إلى غزة فورا
  • المجاعة تُهدد أكثر من «8» آلاف لاجئ جنوب سوداني في ولاية سودانية
  • المجاعة تُهدد أكثر من «8» ألف لاجئ جنوب سوداني في ولاية سودانية
  • مصر ترفض محاولات تشكيل حكومة سودانية موازية