يمانيون:
2025-03-01@03:58:19 GMT

السيد عبدالملك الحوثي هو المفاجأة وليس اليمن

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

السيد عبدالملك الحوثي هو المفاجأة وليس اليمن

ناصر قنديل

شعب اليمن العظيم لم يتغيّر في حبه لفلسطين ونهضته لنصرة القضايا العربية، وتاريخ ساحاته شاهد على ذلك. قدرة اليمن على تحقيق معجزات ترفع مكانة العرب في العمارة والحضارة واللغة لم تتغيّر، ومنجزات اليمن حاضرة غير قابلة للإلغاء أو التهميش… الذي تغير هو أن اليمن وجد قائداً استثنائياً فذاً، عقائدياً حتى النخاع الشوكي، استراتيجياً من طراز رفيع، ذكاء سياسيّ مركّب متعدّد المهارات، قدرة توعوية وتثقيفية ودعوية سجاليّة وإقناعية لافتة ومبهرة، شجاعة ميدانية بخلفية استعداد عالٍ للتضحية لا تضاهى… السيد عبدالملك الحوثي هو هذا القائد.

لقد راقب اليمنيون مسيرة هذا القائد وتوثقوا من صدقه وعمق رؤيته وصواب منهجه، فوثقوا به قائداً. وكان مرور الأيام والشهور والسنوات شاهداً على اتساع قاعدة هؤلاء الذين يتوثقون فيثقون. وشيئاً فشيئاً نجح السيد عبدالملك باستقطاب شرائح من النخب والمثقفين والشعراء والكتاب والمفكرين، وبإشعال مشاعر النخوة والشعور بالعزة والكرامة لدى العشائر العربية العريقة في اليمن، فحصل على مبايعة هؤلاء كزعيم سياسيّ، دون أن يضعف ذلك من وهج عقائديّته والتزام محازبيه العقائديين وولائهم.

كانت تجربة السيد عبدالملك في حروب صعدة قبل ما سُمّي بـ»الربيع العربي» وما لحق اليمن منه، فرصة لبناء النواة الصلبة لتنظيم أنصار الله. وهي نواة ثقافية عقائدية نضالية وعسكرية، تشرّبت مع السيد عبدالملك أهمية الجمع بين خصوصيتها العقائدية ووطنية يمنية مخلصة، وعروبة صافية، وإسلام منفتح، فتحوّلت تلك القبضة من المؤمنين الواثقين إلى قيادة يمنية موثوقة. وجاءت الثورات العربية التي فرضت حضورها في اليمن فرصة لحضور أنصار الله في معادلات حوارات يمنية، وفتحت الباب لتظهير مشروع سياسي يمني يحمله أنصار الله، ويتعرّف عليه اليمنيون. وعندما حان الوقت في العام 2014 نجح أنصار الله باستقطاب غالبية شعبية وعسكرية أتاحت انتفاضة بيضاء سيطرت على أغلب الجغرافيا اليمنية دون قتال، في ظل ولاية منتهية لرئيس ركيك ضعيف لا يشبه اليمن بشيء.

تعرّض اليمن، خلال سنوات ما بعد الحرب الظالمة التي شنت عليه، لتشويه كبير، وحصار أكبر، وكان المناخ العربي الشعبي والسياسي على مستوى الحكومات والأحزاب عدائياً بحق اليمن وأنصار الله والسيد عبدالملك. لم يفتّ ذلك في عضد اليمن وأنصار الله والسيد عبدالملك، بل زادهم تعلقاً بالصبر سلاحاً، والمثابرة على موقف الحق الدفاعي المشروع حتى تقف الحرب الظالمة.

ورغم كل مرارة الحرب لم يتردّد اليمن وأنصار الله والسيد عبدالملك في مد اليد للجار الأبرز والأهم، الذي تمثله السعودية، والذي كان يقود الحرب، والمعادلة هي: نكون أقوى معاً، والحرب بلا أفق، وذراع اليمن لن يكسر، وإرادته لن تصادر، ولن يكون حديقة خلفية لأحد؛ لكنه ليس مشروع عداء واستهداف وتآمر ضد أحد، خصوصاً السعودية، رغم الحرب، ورغم مشروعية الخلاف في النظرة للكثير من العناوين. والحرب على اليمن بنظر اليمن وأنصار الله والسيد عبدالملك هي حرب أمريكية – «إسرائيلية»، فلماذا يتحمل الجار والشقيق عبء ما تمثل من شرّ ويكون هو رأس حربتها؟!

جاء «طوفان الأقصى» ليظهر لليمنيين والعرب والمسلمين والعالم ماذا يمثل اليمن، وكيف يفكّر أنصار الله، وماهية مشروع السيد عبدالملك. وانطلقت مسيرة نصرة غزة التي حوّلت البحر الأحمر إلى ممر مائي يحاصر منه كيان الاحتلال، وتعجز أمريكا عن كسر الحصار. وأمسك اليمن بقيادة السيد عبدالملك بحق النقض (الفيتو) في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مقابل الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن. وكلما قال الأمريكي: لا لوقف الحرب على غزة ولا لفك الحصار عنها؛ قال اليمن: لا لعبور السفن «الإسرائيلية» والأمريكية والبريطانية شركاء العدوان على غزة. فأكل العرب أصابعهم ندامة على ظلمهم لليمن، وهم يرونه بأمّ العين ينازل أمريكا كل يوم ويفوز عليها، ويكتشفون كم هو الأمريكي ضعيف عندما لا يمنحه العرب غطاء لحروبه، وكم هو اليمن عزيز الذي لم يستعمل قوته في البحر الأحمر لأجل ذاته، لكنه لم يبخل بوضعها في كفة الميزان عندما صارت نصرة غزة في الكفة الموازية، حتى صار علم اليمن وصور السيد عبدالملك وصوت العميد يحيى سريع من رموز فلسطين ونصرتها على مساحة العالم.

اليمن اليوم هو مفاجأة ما بعد الطوفان. وكما كان الطوفان مفاجأة أظهرت أن المفاجأة هي شعب غزة ومقاومتها الأقرب إلى أساطير الإغريق في صناعة البطولات، أظهرت مفاجأة اليمن المفاجأة السارة التي مثّلها وجود قائد تاريخي استثنائي عربي هو السيد عبدالملك الحوثي، يفخر اليمنيون بالانتساب إلى مدرسته، ويفخر كل عربي حر شريف بأنه يعيش في زمانه. ومَن سمعه بالأمس وهو يتحدث عن مقاومة حزب الله ويترافع عن إنجازاتها، تيقن بأن مدرسة الأخلاق التي افتتحتها المقاومة في السياسة الحديثة هي سر من أسرار انتصاراتها.

# السيد القائد#السيد عبدالملك بدرالدين الحوثيً#اليمن#ناصر قنديل

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السید عبدالملک

إقرأ أيضاً:

وفد الحوثي في جنازة نصر الله.. ضوء أخضر أمريكي أم تواطؤ دولي؟

أثار سفر وفد حوثي إلى لبنان للمشاركة في تشييع جثمان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وخليفته هاشم صفي الدين، جدلًا واسعًا، لا سيما أنه جاء بعد وقت قصير من تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين كجماعة إرهابية. وعلى الرغم من هذا التصنيف، لم تتخذ واشنطن أي إجراءات لمنع سفر الوفد أو معاقبته بعد عودته، مما يثير تساؤلات حول وجود ترتيبات غير معلنة أو ضوء أخضر مباشر أو غير مباشر.

وكان قُتل نصر الله وصفي الدين في عمليتين إسرائيليتين منفصلتين في العاصمة اللبنانية قبل نحو خمسة أشهر، وتم تشييعهما في لبنان في 23 فبراير/ شباط الجاري.

قال سياسيون وناشطون يمنيون، إن مغادرة وفد مليشيا الحوثي من مطار صنعاء، الخاضع لقيود أممية، للمشاركة في التشييع، رغم تصنيفهم كجماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة قبل أسابيع، يطرح العديد من التساؤلات حول طبيعة التوازنات الإقليمية والدولية، ومدى جدية المواقف الدولية تجاه الجماعة، لا سيما واشنطن.

ضوء أخضر

يرى محللون أن هذه الخطوة قد تكون جزءاً من لعبة ابتزاز سياسي تمارسها واشنطن ضد التحالف العربي بقيادة السعودية والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، خاصة في ظل التوترات المستمرة في المنطقة.

وأكدوا لوكالة "خبر"، أنه من غير المنطقي أن يتمكن وفد مليشيا الحوثي من السفر دون ترتيب مسبق أو سماح ضمني من الأمم المتحدة، وهذا يطرح فرضية أن الجماعة حصلت على ضوء أخضر مباشر أو غير مباشر، سواء من الأمم المتحدة أو من الولايات المتحدة الأمريكية أو قوى دولية أخرى، قد يكون الهدف منه ممارسة ضغوط سياسية على الأطراف المناوئة للحوثيين.

ما يعزز هذه الفرضية هو التصعيد في الخطاب الحوثي، كما جاء في كلمة القيادي البارز محمد علي الحوثي، الذي توعّد أمريكا والتحالف بـ"ردود قاسية"، مؤكداً أن جماعته لن تقبل بأي قيود على المنافذ الجوية والبحرية.

وجاء هذا التصعيد متزامناً مع تواجد الوفد الحوثي في لبنان، مما يثير تساؤلات حول موقف التحالف العربي، والأمم المتحدة، والولايات المتحدة من ذلك، خصوصا والأخيرة تورطت بتخادمات كثيرة مع الحوثيين تتعارض كلياً مع جوهر تصريحات وشعارات الطرفين المعادية لبعض.

واللافت أن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بدت متفاجئة بهذه التحركات، مثل غيرها من التحركات التي يتّضح أنها آخر من يعلم بها، رغم أنه من المفترض أن تكون على اطلاع مسبق، حيث أصدرت وزارة إعلامها بياناً يدعو لاتخاذ إجراءات ضد الوفد، لكن دون أي استجابة دولية واضحة، فيما عاد الوفد إلى صنعاء دون أي عوائق.

منظومة دفاع جوي روسية

من جانبهم، يرى خبراء عسكريون، في حديث لوكالة "خبر"، أن التحركات الحوثية وتحدي التصنيفات الدولية لهم كجماعة إرهابية، ليسا إلا تصعيدًا إيرانياً مباشراً، يهدف إلى فتح جبهة جديدة لا تقل شأناً عن جبهتها في لبنان، بعد أن خسرت الأخيرة، ومثلها في سوريا، فباتت جماعة الحوثي أملها الوحيد. مشيرين إلى أن أهداف إيران تشمل السعي إلى رفع ما تبقى من قيود على مطار صنعاء وموانئ الحديدة، لتسهيل تنقلات قيادات الحرس الثوري ونقل الأسلحة من طهران إلى صنعاء.

وربطوا هذا التصعيد بتقارير تفيد باقتراب الحوثيين من إنهاء تركيب وتجهيز منظومة دفاع جوي متطورة، يُرجّح أنها حصلت عليها من روسيا، ويمكنها تغيير مسار المعركة، رغم مزاعم الجماعة بأنها محلية الصنع، ومن المتوقع الإعلان عن دخولها الخدمة خلال الأيام القادمة، وفقاً لما قاله الخبراء الذين وصفوا هذه الادعاءات بالكاذبة.

واتهم الخبراء العسكريون الأمم المتحدة بالتورط المباشر إذا صحت هذه المعلومات، خصوصاً أنها مسؤولة عن تفتيش السفن القادمة إلى موانئ الحديدة. علاوة على ذلك، سبق أن سمحت بدخول سفينة روسية تحمل شحنة حبوب إلى ميناء الحديدة دون تفتيش، رغم تقارير استخباراتية تحدثت عن تضمينها أسلحة متطورة ضمن عمليات تهريب متنوعة نفذتها موسكو لدعم الحوثيين.

أما الاستخبارات العسكرية السعودية، فيبدو أنها كانت تمتلك معلومات دقيقة حول أبعاد هذا التصعيد، وهو ما تشير إليه زيارة وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، إلى واشنطن يوم أمس الأول، ولقاؤه نظيره الأمريكي، ماركو روبيو. خصوصًا أن السفير السعودي في اليمن، محمد آل جابر، رافقه في الزيارة، مما يؤكد أن الملف اليمني لم يكن الوحيد في النقاشات، لكنه كان الأبرز.

وأكد الوزير السعودي، في تغريدة على حسابه في منصة "إكس"، أنه ونظيره الأمريكي استعرضا "رؤية البلدين الصديقين لمواجهة التحديات المشتركة، بما يسهم في تحقيق الأمن والسلم الدوليين"، مضيفًا: "بحثنا عددًا من المسائل ذات الاهتمام المشترك والجهود المبذولة بشأنها".

بكاء وتوسل.. رسائل خاصة

يرى مراقبون أن المشاركة في تشييع نصر الله لم تكن مجرد حضور دبلوماسي، بل كانت فرصة لإثبات الولاء المطلق لإيران. فظهور وفد الحوثيين في مواقف تعكس التبعية لطهران، من البكاء والتوسل لأسرة نصر الله، إلى التفاخر بالتقاط صور وهم يرتدون شاله، يؤكد أن المليشيا أرادت إرسال رسالة واضحة بأنها جزء من محور إيران في المنطقة.

وأشار المراقبون إلى أن هذه الرسائل ليست جديدة، إذ وثّقت تقارير دولية إشراف الحرس الثوري الإيراني المباشر على العمليات العسكرية للجماعة، وتهريب الأسلحة والمعدات التي تُستخدم في التصنيع العسكري، علاوة على إدارة قيادات بارزة بقية الملفات، بما فيها السياسية، ومن أبرز هؤلاء حسن إيرلو، الذي عيّنته طهران سفيراً لها في صنعاء، قبل أن يُقتل بغارة جوية في اليمن، بينما زعم الحوثيون أنه توفي جراء إصابته بفيروس كورونا، واعلنت نبأ وفاته في ديسمبر 2021.

وفي المجمل، فإن التحركات الحوثية لم تعد مجرد أحداث عابرة، بل تعكس تواطؤاً دولياً غير مُعلن، وتكشف عن وجود أطراف تسمح لمليشيا الحوثي بممارسة نفوذها رغم العقوبات والقيود.

ويعزز هذا المشهد فكرة أن الجماعة ليست مجرد مليشيا معزولة، بل كيان له داعمون وأدوات ضغط إقليمية ودولية، مما يستوجب إعادة تقييم استراتيجيات التعامل معها من قبل التحالف العربي والحكومة اليمنية.

مقالات مشابهة

  • جماعة الحوثي تتوعد دولة الاحتلال حال عودة الحرب على غزة
  • أنصار الله: ملتزمون بمراقبة تنفيذ اتفاق غزة ومستعدون لكل الخيارات
  • أسمع .. النداء الذي قال السيد عبدالملك اننا بحاجته كل ليلة برمضان؟
  • سياسي أنصار الله يهنئ السيد القائد بحلول شهر رمضان المبارك ويؤكد الجهوزية لكل الخيارات
  • منتدى إقتصادي يُجيب وينشر اسماء القائمة السوداء.. كيف دمرت مليشيا الحوثي القطاع الزراعي في اليمن؟!
  • وفد الحوثي في جنازة نصر الله.. ضوء أخضر أمريكي أم تواطؤ دولي؟
  • 250 مليار دولار خسائر اليمن جراء الانقلاب الحوثي
  • صعدة والسيد حسن.. قصة العشق العابرة للمسافات والحدود
  • الحوثي: اليمن لن يرضخ للضغوط الأمريكية وسننتزع السلام بقوة سلاحنا
  • عمل عسكري قادم ضد أنصار الله.. و"الدفاع" الأمريكية تكشف تفاصيله