شخصيات إسلامية: العز بن عبدالسلام.. إمام الورع والتقوى والقضاء والفتوى
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
العز بن عبدالسلام، رحمه الله، شيخ الإسلام الذي خلد الله ذكره، وكان من الزاهدين، واشتهر بالورع والتقوى والتحرّي في الفتوى، هو عبدالعزيز بن عبدالسلام بن أبي القاسم بن الحسن السلمي، الدمشقي، الشافعي، شيخ الإسلام، وُلد العز بدمشق سنة 577هـ (1181م) ونشأ فيها، ودرس علوم الشريعة واللغة العربية، وتولى الخطابة بالجامع الأموي والتدريسَ في زاوية الغزالي فيه، واشتهر بعلمه حتى قصده الطلبة من مختلف البلاد، ثم هاجر إلى مصر، فعُيّن قاضياً للقضاة فيها، وتولى التدريس والإفتاء، وعُيّن للخطابة بجامع عمرو بن العاص، وعمّر حتى مات بالقاهرة سنة 660هـ (1262م) ودُفن بها.
تفقه العز بن عبدالسلام على الإمام فخر الدين بن عساكر، وقرأ الأصول والعربية، ودرس وأفتى وصنف، وبرع في المذهب الشافعي، وبلغ رتبة الاجتهاد، وقصده طلبة العلم من أرجاء البلاد الإسلامية، وتتلمذ على يديه أئمة كشيخ الإسلام ابن دقيق العيد، والإمام علاء الدين أبي الحسن الباجي، والشيخ تاج الدين بن الفركاح، والحافظ أبي محمد الدمياطي، وأبي شامة، وغيرهم.
وله تصانيف مفيدة، وفتاوى سديدة، وكان إماماً، ناسكاً، ورعاً، عابداً، وكان جامعاً لفنون متعددة، عارفاً بالأصول والفروع والعربية، إضافة إلى ما جُبل عليه من ترك التكلف، مع الالتزام بالدين.
وعندما سافر من الشام إلى مصر، وقدم إليها، تلقاه واليها الصالح نجم الدين أيوب وبالغ في احترامه، وأكرمه حافظ الديار المصرية، وزاهدها الإمام عبدالعظيم المنذري، وامتنع من الفتوى وقال: كُنا نفتي قبل حضور الشيخ عز الدين، وأما بعد حضوره، فمنصب الفتوى متعيّن فيه.
وكان ورعاً متحفظاً في الفتوَى، أفتى مرّة بشيء، ثم ظهر له أنه خطأ، فنادى في مصر والقاهرة على نفسه، من أفتى له فلان بكذا فلا يعمل به فإنه خطأ.
وكان لا يحمل في قلبه غلاً على أحد، حتى من تعدى عليه وظلمه، قال رحمه الله: إني كل ليلة أحالل الخلق وأبيت وليس لي عند أحد مظلمة، وأرى أن يكون أجري على الله تعالى ولا يكون على الناس، عملاً بقوله تعالى: (... فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ...)، سورة الشورى: الآية 40، وأن يكون أجري على الله، ولا يكون على خلقه أحب إليَّ.
ومن مؤلفات الشيخ عز الدين «القواعد الكبرى»، وكتاب «مجاز القرآن»، وهذان الكتابان شاهدان بإمامته وعظيم منزلته في علوم الشريعة، وله كتاب «شجرة المعارف» وهو حسن جداً، وكتاب «الدلائل المتعلقة بالملائكة والنبيين -عليهم السلام- والخلق أجمعين»، و«الإمام في أدلة الأحكام»، و«الفتاوى الموصلية»، و«الفتاوى المصرية»، مجموع مشتمل على فنون من المسائل والفوائد، وغيرها.
توفي في العاشر من جمادى الأولى سنة 660هـ بالقاهرة، ودفن بالقرافة الكبرى، رحمه الله تعالى. وكان يومُ دفنه مشهوداً، وحضر جنازتَه الخاصُّ والعامُّ من أهل مصر والقاهرة، وشارك في الجنازة خلائقُ لا تُحصى، وصلى عليه ملكُ مصر والشام الظاهر بيبرس. وقد تأثر الظاهر بيبرس من وفاة العز، وتأسف على موته في أثناء دولته فقال: «لا إله إلا الله، ما اتَّفَقَتْ وفاةُ الشيخ إلا في دولتي»، واصطحب أمراءَه وخاصتَه وأجنادَه لتشييعِ جنازته، وحَمَلَ نعشَه وحَضَرَ دفنَه.
كما تأثر عامةُ المسلمين بوفاة العز، لفضله وعلمه ومواقفه. أخبار ذات صلة رمضان.. شهر الخير والتراحم تفاهم بين «الإمارات للخدمات الصحية» وجامعة عجمان
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
متى يكون الصيام مكروها في شعبان؟ احذر يوم الشك
يُعتبر شهر شعبان من الأشهر المباركة التي يستعد فيها المسلمون لاستقبال شهر رمضان الكريم، وأعلنت دار الإفتاء المصرية أن أول أيامه هذا العام سيكون يوم الجمعة المقبل، ويسعى ملايين المسلمين خلاله إلى الإكثار من الطاعات والعبادات، استعدادًا لرمضان، خاصةً أن الأعمال ترفع إلى الله فيه كما ورد في السنة النبوية، ومن الأعمال المستحبة فيه الصيام، لكن هل هناك أيام يُكره الصيام فيها؟ وهذا ما يستعرضه التقرير التالي.
متى يكون الصيام مكروه في شعبانوأوضحت دار الإفتاء المصرية، أن شعبان شهر كريم، نبه سيدنا النبي ﷺ إلى فضله، وكان يُكثر الصوم فيه؛ فعَنْ السيدة عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنها قَالَتْ: «ما رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ»، لافتة إلى أن المذاهب اختلفت في حكم صيام يوم الشك أو الغيم وهو يوم الثلاثين من شعبان، حيث يكون من المحتمل أن يكون شهر شعبان 29 يوما، أو يكون هذا اليوم هو اليوم الأول من شهر رمضان، حيث يكون الشك هنا في رؤية هلال شهر رمضان، وتابعت الدار: «ويحدث يوم الشك نتيجة وجود بعض الغيوم التي تمنع رؤية هلال شهر رمضان مما يجعل هذا اليوم مشكوك في صيامه، وذلك لتعذر رؤية الهلال».
يوم الشكويعرف العلماء يومُ الشَّكِّ بأنه هو اليومُ الثلاثون مِن شعبانَ، إذا لم تثبُتْ فيه الرؤيةُ ثبوتًا شرعيًّا، ويذهب رأي منهم إلى أنه يحرُمُ صَومُ يَومِ الشَّكِّ خوفًا من أن يكونَ من رَمَضانَ، أو احتياطًا، باعتبار أن هذا مذهَبُ: المالكيَّة، والشَّافِعيَّة، وروايةٌ عن أحمد، وهو قَولُ طائفةٍ مِن السَّلَفِ، واختاره الجصَّاصُ، وابنُ حزمٍ، وابنُ عبدِ البَرِّ، وابنُ عُثيمين
واستدلوا بحديث عن أبي هريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «لا تَقَدَّمُوا رمضانَ بِصَومِ يومٍ ولا يومينِ، إلَّا رجلٌ كان يصومُ صَومًا فلْيَصُمْه»
دار الإفتاءمن جانبها أوضحت دار الإفتاء عبر فيديو قصير على صفحتها الرسمية أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، نهى عن التنفل المطلق بالصوم في النصف الثاني من شهر شعبان: «يعني الصوم دون سبب أو إنسان لم يعتد أن يصوم الاثنين والخميس في خلال السنة، وأراد الصيام في النصف الثاني من شعبان في هذه الحالة ينهى عن الصوم في هذا الوقت».
وأضافت حول حكم صيام شهر شعبان كاملًا: «لا مانع في الصوم بالنصف الثاني من شعبان لمن كان له عادة في الصوم بمثل هذه الأيام، أو كان عليه صوم واجب، مثل من يقضي من صيام عليه من رمضان الماضي حتى لو شهرا، أو كفارة اليمين فعليه صيام ثلاثة أيام، أو صيام نذر».
دعاء رؤية هلال شعبانوحول دعاء رؤية الهلال سواء في شهر شعبان أو أي شهر هجري، ذكرت دار الإفتاء على لسان الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أنه ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم صيغة نبوية لترديدها في بداية كل شهر هجري عند رؤية الهلال، ووردت تلك الصيغة عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية، فعن الصحابي الجليل طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه، «أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ إذا رَأى الهلالَ قالَ اللَّهمَّ أهلِهُ علَينا باليُمنِ والإيمانِ والسَّلامَةِ والإسلامِ ربِّي وربُّكَ اللَّهُ».
أدعية أخرى لشهر شعبانوهناك أدعية أخرى يمكن ترديدها سواء في شهر شعبان أو غيره من الشهور والأوقات المباركة التي يرجى فيها استجابة الدعاء ومنها:
- اللهم اعصمني من كل سوء، ولا تأخذني على غرة، ولا على غفلة، ولا تجعل عواقب أمري حسرة وندامة.
يا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ، وَآمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ شَرٍّ، يَا مَنْ يُعْطِي الْكَثِيرَ بِالْقَلِيلِ، يَا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ، يَا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تُحَنُّنًا مِنْهُ وَرَحْمَةً، أَعْطِنِي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ خَيْرِ الدُّنْيَا، وَجَمِيعَ خَيْرِ الْآخِرَةِ، وَاصْرِفْ عَنِّي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدُّنْيَا وَ شَرِّ الْآخِرَةِ، فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ مَا أَعْطَيْتَ، وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ يَا كَرِيمُ.
اللهُمّ إني أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ، وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ.
اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَأْثَمِ والمَغْرَمِ، ومِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ، وعَذابِ القَبْرِ، ومِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وعَذابِ النَّارِ، ومِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الفَقْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خَطايايَ بماءِ الثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطايا كما ينقى الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وباعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطايايَ كما باعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ.
اللَّهمَّ اكفني بِحلالِكَ عن حرامِكَ، وأغنِني بِفَضلِكَ عَمن سواكَ.
يا الله، يا رب، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك باسمك العظيم الأعظم أن ترزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ارزقنا رزقا حلالًا طيبًا مباركًا فيه كما تحب وترضى يا رب العالمين. حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله لراغبون.