خاص| تفاصيل تصنيع أول سيارة كهربائية عربية بأياد أردنية وعُمانية
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
يعدّ انتشار السيارات الكهربائية في الوطن العربي تطورًا مهمًا يعكس التزام الدول العربية بالاستدامة البيئية وتحقيق أهدافها في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
رغم التحديات التي قد تواجهها هذه الدول في تطبيق وتوطين صناعة هذه النوعية الجديدة، إلا أن العديد منها قامت باتخاذ خطوات جادة نحو تعزيز استخدام السيارات الكهربائية وتطوير البنية التحتية اللازمة لدعم هذه الفئة، مثل تقديم مزايا مالية وحوافز ضريبية للمشترين والمستخدمين لانتشار الفكرة.
علاوة على ذلك، يشهد الوطن العربي محاولات عديدة ملموسة في تطوير وتصنيع السيارات الكهربائية على المستوى المحلي، مما يعكس رغبة الدول في تعزيز الابتكار التكنولوجي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة السيارات.
ومؤخرا نجح شباب أردني بتصميم وتنفيذ أول سيارة كهربائية عربية المنشأ بالمشاركة مع سلطنة عمان، وكان لموقع "صدى البلد" السبق فى اجراء حوار مع المسؤولين بإتلاف " المجتمع العلمي الاردني " المنفذ لهذا المشروع الرائد بالوطن العربي.
أول سيارة كهربائية عربيةفى البداية تحدثنا مع المهندس محمد مصطفى المدير التنفيذي لإئتلاف "المجتمع العلمي الاردني" ، عن فكرة إنشاء أول سيارة كهربائية عربية ، فقال " نحن شباب عربي أردني نعمل فى مجال السيارات منذ أكثر من 15 عام وبالتحديد في التصميم والاشراف على التصنيع والدراسات الهندسية والمحاكاة فى مجال السيارات والمعدات الصناعية ومتواجدين فى أكثر من بلد مثل الأردن وفرنسا وتركيا بالاضافة الى سلطنة عمان وخلال الفترة القادمة نحاول ان نكون فى مصر حتى نوسع شراكاتنا لإيماننا بدور الشراكات في عدة دول حول العالم.
المهندس محمد مصطفى المدير التنفيذي لإتلاف "المجتمع العلمي الاردني"وأضاف مصطفى، نحن في "المجتمع العلمي الاردني" نعتبر شباب عربي أردني ونملك خبرات سابقة في عدة شركات عالمية في مجال الصناعة التكنولوجية الحديثة، ولكن تم تجميع هذه الخبرات فى هذا الإتلاف لتوحيد الجهود والعمل على هدفين رئيسيين وهم تطوير الصناعة فى الدول العربية ونقل التكنولوجيا العالمية إلى الصناعة العربية، وتطوير التعليم الهندسي الجامعي فى الجامعات العربية.
وبداية فكرة إنشاء سيارة كهربائية، جاءت قبل سنوات من خلال ذراعنا التقني، وهو يملك عملاء من شركات السيارات العالمية، إذ عملنا من قبل مع كبرى الشركات مثل بى ام دبليو و فورد وتويوتا وتيسلا وبيجو وستروين وغيرها فى التصميم والمحاكاة للسيارات منذ فكرتها ثم بعد ذلك للنموذج الأولي، ثم الخوض فى الدراسات الهندسية الخاصة بالسيارة حتى نصل الى نقطة صناعة القطع المشكلة لهذه السيارة والوصول إلى المتنج النهائي.
أول سيارة كهربائية عربيةأما فكرة السيارة الكهربائية العربية الأولى، فهو مشروع شراكة بيينا وبين سلطنة عمان من خلال شركة ميس للسيارات لانشاء اول سيارة كهربائة عربية، وأن هذا المشروع هو نواة لدخول سوق صناعة السيارات العالمي، ولا بد من شراكات مع دول وشركات عالمية لاستكمال نجاحات المشروع، لأن هذا المجال يحتاج شراكات كبيرة لبناء سلاسل الامداد والتوريد في عدة دول حول العالم.
واكد المدير التنفيذي للمجتمع العلمي الاردني، ان الهدف من المشروع حاليا هو انشاء السيارة الكهربائية العربية الأولى وانتشارها بشكل كبير ونستطيع القول الآن أننا نملك في الوطن العربي تكنولوجيا تصميم وتصنيع السيارات الكهربائية، وهذا ما لمسناه بجدية في زيارتنا واجتماعاتنا مع عدة مؤسسات وشركات وطنية في مصر لدخول وتطوير صناعة السيارات الكهربائية وتوريد القطع داخل جمهورية مصر العربية والاهتمام الحكومي في هذا المجال.
أول سيارة كهربائية عربيةوتابع مصطفى أن أول سيارة كهربائية عربية ، و التي يتم أنشاءها مع سلطنة عمان كانت بفكرة مختلفة، جاءت لإيماننا بتوطين هذه الصناعة في دولنا العربية، وبالفعل بدأنا العمل على الفكرة من خلال تكامل الخبرات الهندسية لدينا مع الاستثمار المالي واللوجيستي من قبل سلطنة عمان وشركة ميس وكان الاتفاق مع سلسلة من الاجتماعات، وصلنا نتيجة هذه الاجتماعات الى اتفاق نهائي أنه لابد ان نبدأ بأول مرحلة وهي اطلاق ميس ألايف 1 .
و تم عمل فريق عمل مشترك قائم على مدار الساعة وورش عمل عديدة مع اكثر من شركة وتم اطلاق السيارة الاولى بالفعل منذ ايام، وحاليا يتم انتاج خطوط تجميع انتاج النموذج النهائي من السيارة فى سلطنة عمان فى المنطقة الحرة العمانية وسيتم التدشين والاطلاق الرسمي خلال الفترة القادمة خلال اشهر تحت اشراف مباشر من الحكومة العمانية وقصر السلطان، وتم اطلاق موقع رسمي لطلب السيارة بشكل مسبق، وخلال الجزء الثاني من العام الحالي سيتم وصول وتسليم دفعات اولية للاشخاص الحاجزين مسبقا للسيارة بالاضافة الى المؤسسات الحكومية والخاصة العمانية التى طلبت السيارة بالفعل لاستعمالها بشكل رسمي بديلا عن السيارات التى تعمل بالوقود.
وعند الحديث عن الجوانب الفنية لأول سيارة كهربائية عربية ، تحدثنا مع المهندس عبدالسلام محمد مدير تطوير الاعمال في "المجتمع العلمي الاردني" ، والذي أكد أن المرحلة الاولى من التصنيع ستكون في سلطنة عمان وتطوير خطوط الانتاج لديها ثم الانتقال الى دول الخليج ثم الى منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
المهندس عبدالسلام محمد مدير تطوير الاعمال في "المجتمع العلمي الاردني"واضاف عبدالسلام، ان مشروع أول سيارة كهربائية عربية ، أخذ قرابة الثلاث سنوات عمل عليه، بسبب الوقت الذى تم أخذه فى تكوين فكرة السيارة قبل الشراكة مع ميس لمدة عام ونصف ثم مع بدء الشراكة استغرق الأمر عام ونصف اخر تقريبا، وهناك سيارة اخرى سيتم البدء فى تصميمها وعمل التحليلات الهندسية اللازمة لها نهاية العام الحالي وذلك مع بداية انتاج السيارة الأولى بكميات صناعية.
بأسعار معقولة .. أفضل 3 سيارات أوتوماتيك صغيرة قريبا.. إطلاق سيارات كهربائية رخيصة الثمن| تفاصيلوأكد مدير تطوير الاعمال في المجتمع العلمي الاردني، ان الذين عملوا على تنفيذ مشروع اطلاق أول سيارة كهربائية عربية ، هم قرابة 50 شخص، من مهندس واداري فى مكتب سلطنة عمان والاردن بالاضافة الى مكاتب تركيا و فرنسا التابعة للمجتمع بالاضافة الى العاملين بصفة استشاري.
ومن حيث تصميم أول سيارة كهربائية عربية ، فأكد عبدالسلام أن المجتمع العلمي الأردني قام بالتصميم ودراسة مكونات السيارة هندسيا وفنيا قبل التصنيع والمحاكاة لها، حيث انه لابد من دراسة كل قطعة ومرورها بمراحل تصميمية من دراسة مخبرية تحاكي الواقع وصناعة قالب لها وما الى ذلك، ومع بداية التصنيع نقوم بالاشراف عليه للتأكد من أنه خاضع لكل الاشتراطات المطلوبة للتصنيع.
أول سيارة كهربائية عربيةوتابع عبدالسلام، أما عن بطارية السيارة فهي من موردين عالميين، لان كما ذكر من قبل لا يوجد صناعة لسيارة بشكل كامل لأي شركة عالمية، وان هناك عدد معين من الشركات عالميا هى من تقوم بانتاج هذه البطاريات وتقوم بالتوريد لشركات السيارات، وأن سيارة ميس ألايف 1 بشكل عام هي خاضعة للمواصفات الأوروبية والصينية والخليجية من حيث المعايير والاشتراطات للاعتماد.
ومن حيث المواصفات فتأتي أول سيارة كهربائية عربية ، بمواصفات تكنولوجية عالية وأمان كامل، وهى من فئة السيارات العائلية ذات سعة كبيرة الـ" SUV " مع سقف بانورامي بالكامل، وداعمة للشحن السريع والبطيء بناء على رغبة العميل، والشحن السريع خلال 30 دقيقة فقط، و الوصول إلى 510 كم في الشحنة الواحدة، كما ان التسارع من 0 إلى 100 كم/الساعة خلال 7 ثوان فقط.
وتحتوى أول سيارة كهربائية عربية ، على تكنولوجيا القيادة الذاتية والتوقف التلقائي، وكاميرا 360 درجة لتغطية كل زوايا السيارة وما حولها، ومزودة بنظام ذكاء اصطناعي يحاكي السائق للتحدث معه ومرافقته خلال التنقل.
أما عن جانب التسويق لأول سيارة كهربائية عربية ، فأوضح عبدالسلام، أن المرحلة الأولى ستكون داخل سلطنة عمان ثم الانتقال الى اسواق الخليج ثم الشرق الاوسط ومنها الى جميع انحاء العالم بعد ذلك، اما عن السعر فليس هناك تكلفة نهائية للسيارة، الا داخل سلطة عمان فقط، لانه يتوافق مع هذا السوق فهى تاتي بسعر متوسط 40 الف دولار ولكن لا نستطيع تعميم هذا السعر على باقى الدول في الوقت الحالي.
واختتم المهندس عبدالسلام محمد مدير تطوير الاعمال في "المجتمع العلمي الاردني" أن الهدف الآن هو انتشار فكرة صناعة السيارات الكهربائية فى جميع الدول العربية وانشاء خطوط انتاج وتجميع فى كافة دولنا العربية لانها تتميز بثلاث مميزات رئيسية، اولها هو توفير فرص عمل هائلة للشباب العربي، بالاضافة الى رفد الدولة بالعملة الصعبة او الاجنبية، بالاضافة الى خلق تنافس بين هذه المنتجات التي تصنعها الدول العربية مع المنافسين العالميين.
كما يقوم المجتمع العلمي الأردني بعمل جولات نحو الدول العربية الشقيقة والتعاون في مجال تطوير الصناعة وتطوير التعليم الهندسي، آخرها كان جولة لوفد من المجتمع العلمي الأردني في مصر وعقد خلالها عدد من الاجتماعات مع شركات وهيئات مختلفة للتعاون فى تصنيع السيارات بشكل رئيسي وتطوير الصناعة بشكل عام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السيارات الكهربائية تصنيع السيارات الكهربائية اول سيارة كهربائية عربية تصنيع السيارات سيارة كهربائية عربية السیارات الکهربائیة صناعة السیارات الدول العربیة بالاضافة الى سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
عاجل | بعد إعلان العودة.. تفاصيل السيارات الملاكي وخطة إنتاج النصر للسيارات
أعلنت شركة النصر للسيارات عن استئناف إنتاج السيارات الملاكي، مع تحديد مايو 2025 موعدًا لإطلاق أول سيارة ملاكي من تصنيعها. ومن المقرر فتح باب الحجز على السيارة قبل ثلاثة أشهر من بدء الإنتاج.
تهدف السيارة الجديدة إلى تلبية احتياجات السوق المحلية والإقليمية، حيث سيتم طرحها بمحركات تعمل بالبنزين وأخرى كهربائية، مما يوفر خيارات متنوعة للعملاء ويتماشى مع التوجهات العالمية نحو السيارات الصديقة للبيئة.
تم تجهيز مصنع السيارات بطاقة إنتاجية تصل إلى 20 ألف سيارة سنويًا، ما يعادل إنتاج 250 سيارة يوميًا أو 10 سيارات في الساعة. وتطمح الشركة لأن تصبح مركزًا إقليميًا لصناعة السيارات في الشرق الأوسط، بما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز مكانة مصر في هذا القطاع الحيوي، مع تقديم سيارات بأسعار تنافسية.
كما تسعى الشركة إلى زيادة نسبة المكونات المحلية في السيارات من 49% إلى أكثر من 60%، مما يدعم الصناعات المغذية المحلية ويوفر مزيدًا من فرص العمل. وتهدف النصر أيضًا إلى تصدير منتجاتها للأسواق الإقليمية، ما يعزز الدخل القومي ويعزز قطاع الصناعات الثقيلة في مصر.
بلغت الاستثمارات الأولية للمشروع نحو 40 مليون دولار أمريكي، مع خطط لزيادتها مستقبلًا لتوسيع نطاق العمليات. ومن المتوقع الإعلان عن شراكة أجنبية في منتصف عام 2025، بالتزامن مع إطلاق أول ثلاثة طرازات مجمعة محليًا، أحدها كهربائي والآخران يعملان بالبنزين.
تشمل خطط الشركة المستقبلية تصنيع أتوبيسات “يوتونج” (Yutong) وعربات النقل الخفيف والثقيل، بالإضافة إلى التعاون مع شركات محلية في مجال تصنيع المكونات المغذية لتعزيز المشروع.
تجدر الإشارة إلى أن شركة النصر للسيارات، التي تأسست عام 1959، كانت أول شركة مصرية متخصصة في صناعة السيارات، ولعبت دورًا رئيسيًا في دعم الصناعة الوطنية. وبعد التراجع عن قرار تصفيتها عام 2017، أُعيد تشغيلها وتحديث خطوط إنتاجها لتواكب أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر المستقبلية في قطاع الصناعة.