لن ينسى السودانيون التاريخ الاسود الذى سجله يوم (23) من رمضان الفائت وماتلاه من ايام اواخر يعايشونها ذكراها بمزيد من الحزن والاسى على ما خلفته حرب الخامس عشر من ابريل اللعينة والتى ارتكب خلالها الجنجويد جرائم القتل والنهب والسلب والخراب والدمار والاغتصاب بحق الشعب السوداني على نحو غير مسبوق.

الطلقة الأولى
كان يوم 23 من شهر رمضان العام الماضي يوماً عادياً، مثل سائر الأيام، حيث كان يتهيأ السودانييون الإستقبال عيد الفطر المبارك بعد أن تبقت أيام معدودات على قدوم العيد، بعدهم خرج قاصداً عمله في دواوين الدولة والأسواق والمواصلات تعمل بصورة اعتيادية، في ذلك الصباح، ليتفاجأ الجميع بتصاعد الدخان بالخرطوم من نواحي المدينة الرياضية واعقبها الهجوم على القيادة العامة والقصر الجمهوري وسدت العربات القتالية والمدرعات الخاصة بالمليشيا الطرقات على نحو مفاجئ ومربك سيما في وسط الخرطوم والكباري الرابطة بين المدن الثلاثة.

ورغم أن مظاهر الحرب بدأت بالانفتاح العسكري وإرسال المليشيا قواتها إلى مطار مروي قبل أيام من إندلاع الحرب إلا أن البعض لم يكن يتوقع التطور المرعب وهذا السيناريو الدامي الذي ظلل سماء الخرطوم، وكانت الطلقة الأولى في المخطط الإنقلابي الكامل الذي كانت تعد له مطابخ الشر في أبو ظبي ومكاتب المخابرات الأجنبية وأشتعلت نيران الغدر في الخرطوم ووصلت إلى أرض المحنة بولاية الجزيرة وتمددت في دارفور بلد القرآن والخلاوي وأشعلت الغضب والغبينة في كل بيت .

ذكرى أليمة
تمر الذكرى الأليمة التي أحالت فرحة السودانيين برمضان وعيد الفطر إلى حزن عريض، حيث تشرد الملايين من منازلهم وديارهم التي سكنها مرتزقة المليشيا غصباً ونهبوا مابداخلها وتركوها بعضها فارغة واطلالاً تسكنها الأشباح والفراغ والتساؤلات والخوف.

رمضان بطعم الحزن
ويقول المواطن تاج السر محمد الزين ل(الكرامة ) أن رمضان هذا العام جاء بطعم الحزن ومرت علينا ذكرى الحرب ونحن بعيدون عن منازلنا نشكو مرارة الغربة واللجوء ونفتقد فيه (الضرا) والخروج إلى الشوارع بموائد الإفطار التي درج السودانيين على إقامتها وقطع الطريق على المارة من أجل مشاركتهم الطعام والفرحة والأجر، ويضيف حتى الأطفال يبكون على مغادرة ديارهم ويفتقدون أصدقائهم واللهو في الطرقات والشعور بالأمان والمحبة.

كابوس نفسي

وتقول الدكتورة هاجر الأمين الإختصاصية الإجتماعية والنفسية ل(الكرامة) ان ذكرى الرابع والعشرون من رمضان كابوس نفسي جثم على صدور السودانيين وخلف جروحاً نفسية بالغة التأثير على كل فئات المجتمع، وبينت هاجر أن الخروج من هذا الوضع النفسي يتطلب الكثير من الوقت والعلاج لتجاوز الصدمة وأشارت إلى أن العودة إلى الديار وحسم الحرب أولى خطوات التخلص من تبعاتها النفسية، لافتة إلى أن الشعور بغياب الأمان والبعد عن الوطن والسكن له آثار نفسية سالبة.

رمضان بلا أحزان
وفي السياق تمنى الشيخ محمد المرتضى رمضان بلا أحزان على أهل السودان وقال في حديثه ل(الكرامة)، عايشنا عام من الحزن يعتصرنا الألم ونفتقد كل شي، ولكن ثقتنا في نصر الله عز وجل كبيرة وثقتنا في القوات المسلحة بحسم الحرب لاتحدها حدود ونأمل العودة إلى منازلنا في القريب العاجل وكل شي قابل للتعويض إلا فقدان الأمل ونأمل أن يكون رمضان المقبل بلا حزن ونعيش فرحته من منازلنا في الخرطوم والجزيرة ويعود الجميع إلى ديارهم من مناطق النزوح واللجوء والمنافي.

تقرير :أشرف إبراهيم
الكرامة

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الآلية الوطنية لحماية المدنيين تناقش إعادة تشكيل الآلية بما يواكب المستجدات التي فرضتها الحرب

ناقش إجتماع الآلية الوطنية لحماية المدنيين برئاسة وزير الداخلية اللواء خليل باشا سايرين، إعادة تشكيل الآلية بما يواكب المستجدات التي فرضتها الحرب التي شنتها مليشيا الدعم السريع المتمردة على البلاد.وقال وزير الداخلية في إفادة صحفية عقب الإجتماع بنادي الشرطة ببورتسودان الثلاثاء، ان الإجتماع ناقش ثلاث أجندة رئيسية تمثلت في مناقشة كيفية إعادة تشكيل الآلية خاصة في ظل إندلاع الحرب واستمرارها، مبيناً انه تم استيعاب وضم مؤسسات جديدة للالية، وقال إن شكل الحماية اختلف حاليا بسبب اوضاع الحرب حيث كان في السابق لا توجد حرب.وقال خليل ان الإجتماع تداول أيضا حول الخطة الوطنية لحماية المدنيين الرامية الى سد الثغرات التي تحاول بعض الجهات الدولية أن تستخدمها للإضرار بالسودان مثل المساعدات الإنسانية، وملف حماية المدنيين بغرض التأثير على السيادة الوطنية، مؤكدا ان الآلية ستعد وثيقة رسمية للخطة ورفعها للأمم المتحدة.وأضاف ان الخطة ستكون شاملة كل أنواع الحماية، مشيرا الى جهود الحكومة في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بما فيها فتح المعابر، مؤكدا التزام القوات المسلحة بحماية المدنيين والالتزام بالقوانين الوطنية والقانون الدولي الإنساني.واوضح رئيس الآلية الوطنية لحماية المدنيين ان الإجتماع ناقش كذلك تشكيل اللجان الفرعية الولائية واهميتها في احكام وتجويد العمل .سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. حسناء سودانية تحكي قصة ملهمة عن ذكاء اليابانيين مع تربية السمك وإعادة نشاطه وتكشف العبرة الحقيقية من القصة وتربطها بحال السودانيين مع الحرب
  • دموع وزغاريد في رحلة عودة الفلسطينيين إلى أطلال منازلهم: «لأنصرنك.. ولو بعد حين»
  • استمرار الحرب يقلص خيارات السودانيين في البحث عن لقمة العيش
  • الآلية الوطنية لحماية المدنيين تناقش إعادة تشكيل الآلية بما يواكب المستجدات التي فرضتها الحرب
  • السودانيون يترقبون جهود الإدارة الأميركية الجديدة لوقف الحرب
  • إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة  الإسرائيلية على غزة .. تقرير
  • «فيتش»: وقف الحرب في غزة يقلل المخاطر الجيوسياسية التي تواجه مصر والأردن
  • عادل الباز يكتب: حرب الكرامة .. “أكل الحساء باستخدام السكين” (1)
  • تأكيدا لموقف أُعلن منذ بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟
  • تأكيدا لموقف أُعلن من بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟