يجيب الكاتب الصحفي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، على العديد من التساؤلات التي يجب أن تُطرح في الوقت الحالي وأن نحصل لها على إجابات عدة، عن 7 أكتوبر وماذا يعني هذا التاريخ؟ عن حرب غزة ما قبلها وما بعدها، عن ازدواجية الغرب بين غزة وأوكرانيا، عن الأزمة في منطقة البحر الأحمر وكيف تتوقف؟ وتأثيراتها على مصر، ماذا تحمل الأيام المقبلة للمنطقة العربية، والإمارات ومصر علاقتهما المشتركة والدعم الاقتصادي من أبوظبي للقاهرة.

إليكم نص الحوار:

7 أكتوبر 2023.. ماذا يعني هذا التاريخ؟

- هذا يوم فاصل في تاريخ القضية الفلسطينية والأمة العربية بشكل عام، إذا كنا نؤمن بالفعل أن هناك قضية وشعباً مشرداً وأرضاً محتلة، فنحن على ثقة أيضا أن هذا الشعب لا يموت وأن حقوقه المشروعة هي فرض عين على المجتمع الدولي الذي أصدر الكثير من القرارات من ضمنها العودة وغيرها من القرارات، ولهذا انتظر الفلسطينيون أكثر من 75 عاماً يعانون فيها كل ويلات الظلم، ولم يَنل أي شيء من حقوقه، الشعب الفلسطيني شعب ظُلم وكان طبيعياً أن تلجأ المقاومة إلى عمل سواء حماس أو الجهاد الإسلامي أو كتائب الأقصى.. ربما فتح تبنت العمل السياسي، والحل السياسي لم يُجدِ.

طرح سؤال هل تدين حماس بعد يوم 7 أكتوبر؟ كان تساؤلا صحيحا من الإعلام الغربي.. وهل العمل كان مبررا؟

بكل تأكيد، لأنه لم يحدث أي تغيير في الموقف الإسرائيلي والأمريكي، الولايات المتحدة قدمت نفسها كوسيط لكن الأيام أثبتت أنها شريك، حتى عند قدوم ترامب نقل السفارة إلى القدس وكان هذا موقفاً جديداً، وكذلك مكاتب تمثيل السلطة تواجه مشكلات في الخارج، الأونروا أيضا واجهت مشكلات، الفلسطينيون لم يجدوا أي حل، وبالتالي لجأوا للمقاومة المسلحة، وهو حق أقرته الأمم المتحدة للشعوب المحتلة.

كون البعض يدين ما حدث هذا شأنه، ولكن هناك روايات كثيرة تم ترديدها تبين أنها كاذبة، عندما تم الحديث عن عمليات اغتصاب، وعمليات قتل للطفل، حتى الحفل الموسيقي الذي زُعم ضربه، تبين فيما بعد أن الجيش الإسرائيلي هو من قام بهذا الأمر.

كيف رأيت المزاعم الأمريكية حول إدخال المساعدات لغزة وأن المشكلة ربما كانت في مصر وكذلك تعامل الإدارة الأمريكية مع الموقف؟

سأكون حسن النية مع الرئيس بايدن عندما قال "السيسي الرئيس المكسيكي"، هو خطأ غير مقصود وبمنطق حسن النية أعتقد أيضًا أنه يقصد نتنياهو هو من عطل دخول المساعدات.. الرئيس بايدن رغم أنه يعرف منذ البداية أن مصر وعلى لسان الرئيس السيسي اشترطت دخول المساعدات من أجل السماح بمغادرة الأجانب قطاع غزة، فاضطر بايدن لممارسة ضغط على نتنياهو حتى يسمح بدخول المساعدات.

ما قاله بايدن هو محاولة لإلقاء الكرة في الملعب المصري وإشعال معارك ضد مصر، ولكن الرئاسة المصرية أصدرت بياناً وضحت فيه كل الحقائق، ومفوض عام الأونروا قال إن مصر فتحت المعبر منذ اليوم الأول.

الخارجية الأمريكية ترفض أن تسمي ما يحدث بالإبادة.. كيف تفسر هذا الموقف خصوصاً أن أغلب الضحايا أطفال ونساء؟

وزير الخارجية الأمريكي في أول زيارة له لإسرائيل بعد الأزمة، قال "أزور إسرائيل بصفتي يهوديا"، وأيضاً أصدر بيانا قال إنه لم يثبت وجود قتل للمدنيين، ووصلنا اليوم إلى عدد قتلى أكبر من مجموع الضحايا الذين سقطوا في الحروب بين العرب وإسرائيل، حتى إن 100 موظف في الخارجية الأمريكية قرروا الاستقالة.

هل نستطيع أن نقول إن الإعلام العربي شارك في تشكيل الرأي العام حول الحرب؟

دائماً كانت أوروبا والولايات المتحدة تقدم نفسها كراعي حقوق الإنسان، وتتدخل في شؤون عالمنا العربي، وسمح لها هذا الأمر بالإساءة للدول العربية، واليوم نشاهدهم يغضون البصر عن حرب إبادة تشن ضد الشعب الفلسطيني، والاعتداء على المنظمات الدولية ومنع المساعدات، وموت الأطفال الصغار في الحضانات وحصار وتجويع، هل يمكن أن نصدق بعد هذا أن أوروبا أمينة على حقوق الإنسان؟!

في قمة القاهرة للسلام، مصر قدمت لأوروبا مسودة بيان للمطالبة بوقف الحرب ودخول المساعدات، وهو ما رفضه ممثلو الدول الأوروبية، وهذا دفع مصر لإصدار بيان قالت فيه إن هناك خللاً في القيم الغربية.

هناك من يرى أن الغرب يكيل بمكيالين في الحرب الأوكرانية وحرب غزة؟

الحقيقة أن ازدواجية المعايير واضحة وبيّنة في هذا الأمر، الغرب يتعامل وفقاً لمصالحه ومصالح حلفائه، والموقف الغربي لم يكن حباً في أوكرانيا، ولكن كان توظيفا لها لاستهداف الأمن القومي الروسي.. والولايات المتحدة خططت لتحطيم القوة الروسية باستخدام أوكرانيا والأخيرة حصلت على أسلحة ومليارات الدولارات، والغرب نفسه هو كان من يحرض أوكرانيا على الانضمام للناتو وتهديد الأمن الروسي، وعندما أدرك الهزيمة التفت إلى الأزمة الإسرائيلية وأصبح الغرب يركز على الملف الإسرائيلي.. هم وقفوا هنا وتآمروا على الشعب الفلسطيني هناك.. الصفة الاستعمارية ما زالت تحكم الموقف الغربي والأمريكي.

صحف إسرائيلية وجهت اتهامات لشركات مصرية بالاتجار بالبشر من خلال الحصول على أموال من أي فلسطيني يرغب في مغادرة القطاع؟

هذا نوع من الحروب المنهجية، الهدف منها الإساءة لسمعة مصر، مصر بلد مضياف بداخلها 9 ملايين من الأشقاء العرب، طبيعي أن الصحف الإسرائيلية تقول هذا الكلام، ومن لديه دليل فليقدمه، هذه المزاعم نفسها هي التي تثار عن معبر رفح وإغلاقه.

هل معاهدات السلام بين الدول العربية وإسرائيل بسبب تصرفات الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها مصر؟

وفقاً لمعلوماتي، السيسي منذ البداية قال إنه لن يسمح بملف التهجير، كلام السيسي كان رسالة لإسرائيل، ولمن يقف خلفها ومسؤول الشاباك الإسرائيلي زار مصر مؤخراً بعد تجاوز التهديدات الإسرائيلية، ومصر حذرته من ضرورة عدم دفع الفلسطينيين لاجتياح الحدود المصرية، ومصر أقامت أسوارا على حدودها، أحدهم يبلغ 16 متراً فمصر لديها تخوف من أن التهجير سيكون محاولة تصفية.

بعد الأيام الأولى من الحرب، خرج تقرير إسرائيلي استخباراتي يقول إن التهجير لا بد أن يكون عبر مراحل، البداية عبر خيام ثم ممر آمن ثم منازل على حدود سيناء بامتداد 600 كيلومتر، وهو مخطط من الأربعينيات بالمناسبة.

رئيس الشاباك قال لمصر إنهم يريدون السيطرة على محور صلاح الدين بأي حال من الأحوال، وإنها تريد عمل دوريات عسكرية مشتركة على طول الحدود وكذلك وجود مسيرات إسرائيلية.. هذا الكلام تم رفضه بكل تأكيد من مصر، ومصر لجأت لاتفاقية السلام، وهناك اتفاق أمني يمنع إسرائيل من التدخل في هذه المنطقة إلا بموافقة مصرية، ومصر مستمرة في الرفض.

-إسرائيل هُزمت من الناحية الاستراتيجية ونتنياهو كذلك.. والآن قد تغير المعادلة في المنطقة، كل الخيارات مطروحة، والقوات المسلحة المصرية لن تسمح بالمساس بالأمن المصري حتى لو اشتعلت الحرب من جديد.

هناك تحركات للاتجاه نحو حل الدولتين.. هل هذه الفكرة ما زالت قابلة للتطبيق؟

هذه ثمرة من ثمرات طوفان الأقصى، لم يكن أحد على استعداد لطرح هذا الملف إلا بعض الدول العربية والدول الصديقة، الآن تغير الأمر، أمريكا تقول بحل الدولتين الكل يقول بحل الدولتين، ولكن لم يطبق شيء على أرض الواقع، نحن نريد حل الدولتين على حدود 67، بالتأكيد هناك مرحلة جديدة، فما بعد حرب غزة ليس كما قبلها.

هناك حالة تأزم مستمرة في الشرق الأوسط هل ترى أن هناك من يدفع بشكل مستمر تجاه تلك الحالة؟

أعتقد أن ذلك يتم من الأطراف التي لها مصلحة، والقوى التي لها مصلحة، ربما في هذه اللحظة لا تستطيع أن تنتقد مواقف كثيرة، فالكل يقول أنا مع المقاومة من أجل حقوق الشعب الفلسطيني.. الحوثيون أصبحوا قوة رغم ما فعلوه في اليمن والاستيلاء على السلطة الشرعية.. ولا تستطيع القول إن هناك حالة صراع بين الولايات المتحدة وإيران، وربما يكون هناك تفاهمات على ألا تكون هناك حرب أو توسعة للحرب ولكن الحرب تتوسع الآن في مضيق باب المندب والاعتداء على السفن وهذا الأمر تسبب في خسارة 46% من دخل قناة السويس.

فيما يتعلق بالتحركات الحوثية كان لها تأثير مباشر على مصر.. الدولة المصرية كيف ترى الحل لهذه الأزمة؟

مصر رفضت المشاركة وكذلك الإمارات في التحالف الذي تم تشكيله في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، وحذر الرئيس المصري من توجيه ضربات لليمن واتساع رقعة الصراع، والأمريكان والآخرون إذا أرادوا وقف الاعتداءات على السفن عليهم أن يوقفوا العدوان على غزة.

كيف تُقيم التحرك العربي في الأزمة الأخيرة؟

هناك حد أدنى على الأقل الجميع يتفق عليه هو انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وكذلك إقامة دولة فلسطينية، ولكن الخطاب السياسي العربي لم يكن قوياً أو متوافقاً مع المزاج العربي، هناك دول كانت صامتة، وحتى في القمة العربية الأخيرة كان الشارع العربي ينتظر استخدام سلاح النفط أو قطع العلاقات، ولكن من المهم في هذا الوقت عدم إشعال أي صراعات عربية-عربية، اِنظر للممارسات الإخوان على مواقع التواصل يحاولون دائماً الإساءة للموقف العربي والمصري رغم أن مصر قدمت أكبر كمية مساعدات لغزة.

يجب إغلاق كل الأبواب التي تحاول إثارة الخلافات، والتي تريد التحكم في سياسات الدول، أطالب دوماً بأن نكون عند حد أدنى هو إقامة دولة فلسطينية، ولكن ربما أنا غير مستعد للحرب وأرى أنه لم يكن هناك تشاور معي منذ البداية، وهذا قيل على لسان بعض قادة العرب، ولكن لم يحدث أي إدانة للمقاومة.

الإمارات ومصر، نجد بين الفترة والأخرى من ينتقد الدور الإماراتي في مصر.. كيف ترى هذا المواقف والدور الإماراتي خاصة في الجزء الاقتصادي؟

الإمارات كانت في مقدمة الدول التي وقفت إلى جوار مصر ورفضت حتى التخلي عنها كشعب في ظل حكم الإخوان، لا أحد ينسى ما قام به الشيخ زايد ومواقفه مع مصر وفي حرب أكتوبر عندما قال إن النفط العربي ليس أغلى من الدم، تذكرت هذا وأنا أجلس مع الشيخ محمد بن زايد في الثاني من ديسمبر 2013 وكانت مصر قد خرجت من حكم الإخوان وقال لنا "نحن مستعدون أن نتقاسم كسرة الخبز مع مصر" والرئيس السيسي عندما كان وزيراً للدفاع قال إنه لولا السعودية والإمارات لحدث انهيار لكثير من الأمور في مصر.

لا يمكن لأي خلاف أن يجعلنا نطوي تلك الصفحات، والإمارات ما زالت مستمرة في علاقاتها القوية مع مصر، وعلى مستوى القيادة السياسية بين الشيخ محمد والرئيس السيسي، وهناك نقاط توافق في السياسة وتنسيق مشترك، نحن أشقاء وهناك قاسم مشترك.

ماذا تتوقع للمنطقة في القريب؟

ما بعد عملية طوفان الأقصى ليس كما قبلها.. الكل يتحدث عن اليوم التالي، إسرائيل تسعى الآن إلى اجتياح رفح، ولو حدث سيكون هذا مشكلة وقد يدفع الأمور إلى مرحلة أخرى إذا دخل الفلسطينيون إلى سيناء، وخطة إسرائيل هي أن تضرب بصاروخ سوراً معيناً على الحدود لدفع الفلسطينيين بالاتجاه إلى سيناء.

المنطقة العربية بدأت الآن تراجع نفسها، وتدرك أن السلام مع إسرائيل مجرد وهم، وهناك أنظمة عربية كانت تسعى للتطبيع والآن ستراجع نفسها، إسرائيل لا تريد سلاماً.

الأطفال الذين شاهدوا عائلتهم تذبح سيصمتون؟ والفلسطيني الآن لن يرضى بأقل من حقوقه، هناك قوى إقليمية يتعاظم موقفها إذا لم يكن هناك موقف عربي، ومنها إيران، وتدفع الأمور للانفجار في بعض المناطق منها اليمن.. .نحن عرب خلافاتنا تحل بداخلنا.

أتمنى الفترة المقبلة أن كل العواصم المخطوفة في السودان وليبيا واليمن وغيرها تعود مرة أخرى.. وأن ندرك أن العالم لا يفهم إلّا لغة القوة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل السودان المحطة م جيش الاحتلال حوار مصطفى بكري قطاع غزة ليبيا مصطفى بكري الشعب الفلسطینی هذا الأمر ما بعد قال إن لم یکن

إقرأ أيضاً:

ما مستقبل القضية الفلسطينية بعد فوز ترامب؟

رام الله- مع إعلان دونالد ترامب عودته مجددا إلى البيت الأبيض رئيسا للولايات المتحدة، بعد غياب استمر 4 سنوات، تتجه الأنظار إلى الشرق الأوسط وتحديدا القضية الفلسطينية والسياسة التي سينتهجها خاصة مع استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة والهيمنة على الضفة والقدس.

وأعلن المرشح الجمهوري فوزه على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس بالتصويت الشعبي وحصوله على نحو 315 صوتا في المجمع الانتخابي. وقال في تجمع بمقر حملته في فلوريدا "لقد فزنا في التصويت الشعبي وهذا شعور رائع يدل على محبة الشعب".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فاز ترامب بأصوات كارهيهlist 2 of 2إيلون ماسك يجني 5 مليارات دولار ثمرة دعمه لترامبend of list

وللفلسطينيين سجل صعب مع ترامب وإدارته فهو من أوقف تمويل الأونروا وأغلق مكتب منظمة التحرير في واشنطن عام 2018، ونقل سفارة بلاده إلى القدس وأعلنها عاصمة موحدة لإسرائيل عام 2017، ثم أعلن عام 2020 رؤيته لتحقيق "السلام" فيما ما عرفت بـ"صفقة القرن" التي رفضها الفلسطينيون وقالوا إنها تنتقص حقوقهم ولا تتضمن إقامة دولة فلسطينية.

قال فلسطينيون في مدينة القدس المحتلة إنهم لا يعلقون آمالا على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، معتبرين أن الخيار بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب أو المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس كالمفاضلة بين "سيئ وأسوأ".

وللمقدسيين تجربة سابقة مع ترامب، إذ نقل في فترة رئاسته السفارة… pic.twitter.com/OhJQSorzIq

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) November 6, 2024

الحفاظ على التمثيل

يرى المستوى السياسي الفلسطيني أن الحزبين الديمقراطي والجمهوري سيان في دعم الاحتلال الإسرائيلي وأن هناك "شراكة كاملة  في استمرار العدوان وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني" وفق عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف متحدثا للجزيرة نت.

وأضاف أبو يوسف "هناك دعم وحماية للاحتلال من مغبة مساءلته على جرائمه وخاصة من خلال استخدام الفيتو بمجلس الأمن، وشراكة كاملة في حرب الإبادة".

وتابع: "صحيح أن ترامب فاز اليوم في هذه الانتخابات، لكن نحن ندرك تماما أن الموقف الأميركي ليس فقط منحازا، لكنه شريك مع الاحتلال في استمرار الحرب والعدوان ضد الشعب الفلسطيني".

وشدد على أن مواجهة المخاطر والتحديات الناجمة عن فوز ترامب "تتطلب التأكيد على أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم ولن تكسر إرادته وسيبقى متمسكا بحقوقه وثوابته ومنها عودة اللاجئين وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس والحفاظ على وحدة تمثيله في إطار منظمة التحرير وأداتها السلطة الفلسطينية".

وقال إن الجهد السياسي الفلسطيني يرتكز في هذه المرحلة على "وقف حرب الإبادة، ورفض محاولات التهجير سواء من قطاع غزة أو الضفة والقدس، وحماية الشعب الفلسطيني من التجويع والتعطيش، وعملية سياسية تفضي إلى إنهاء الاحتلال".

وشدد على أن هذا البرنامج يعزز الوحدة الوطنية في كل الأراضي الفلسطينية ويرفض ما يسمى "اليوم التالي" الذي يسعى فيه الاحتلال لفصل قطاع غزة من أجل عدم إقامة دولة فلسطينية.

وقال إن الفلسطينيين اليوم بحاجة لتأكيد تمسكهم بالحقوق والثوابت والوحدة الوطنية لمواجهة كل المخاطر والتحديات "بوحدته ومقاومته وصموده على الأرض وتمسكه بحقوقه وثوابته كان شعبنا دائما يفشل كل مخططات الاحتلال".

ترامب يقابل الناخبين العرب بمقهى في ميشيغان ويعدهم بالسلام بعد أن طالبوه بوقف الحرب في #غزة و #لبنان

للمزيد: https://t.co/9SFd3GyjqZ pic.twitter.com/stIbnuFFIs

— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) November 2, 2024

تجاوز وتطبيع

من جهته، يتوقع أستاذ العلوم السياسية المختص بالشأن الأميركي الدكتور أيمن يوسف "تداعيات واضحة" لفوز ترامب على الملف الفلسطيني ككل، لكن التأثير الأكبر، برأيه، سيكون حول إدارة المعركة في قطاع غزة، مرجحا "إعطاء نتنياهو وقتا لإنهاء هذه المعركة ثم الحديث عن المخرج السياسي بشكل أو بآخر".

وقال إن الشهرين القادمين "حاسمان جدا فيما يتعلق بقطاع غزة، وقد يوصل ترامب رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطلب فيها إنهاء الحرب قبل أن يستلم رسميا البيت الأبيض".

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن "ترامب لن يرى المتغير الفلسطيني بوضوح، ولن يرى حتى القيادة الفلسطينية سواء على مستوى الفصائل أو مستوى التنظيمات أو مستوى القيادة السياسية".

ومتجاوزا الفلسطينيين، يقول الخبير ذاته، إن ترامب سيحاول أن يصل إلى مقاربات جديدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية عبر تفعيل مشروع التطبيع العربي الاقتصادي والسياسي ومحاولة إدارة الأمور بعيدا عن المواجهات العسكرية مرجحا "تطبيعا عربيا شاملا تنضم إليه أغلب الدول العربية، لأنه (ترامب) يعتقد أن الفلسطيني غير قادر ولا يرغب في اتخاذ قرارات تاريخية ويعترف فيها بإسرائيل".

وأضاف أن إسرائيل ستمضي في فرض أمر واقع يكون جزء منه في قطاع غزة من خلال تهجير السكان والتضييق عليهم، وضم أراض جديدة في الضفة الغربية، وتكثيف المشروع الاستيطاني.

ولا يتوقع المحلل السياسي أي ضغوط أميركية على إسرائيل فيما يتعلق بالبناء في المستعمرات الكبرى والتوسيع في مناطق "ج" المقدرة بنحو 60% وتخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة "وبالتالي يفشل المسار السياسي أو الحل السياسي، ويبقى الحل الاقتصادي أو الحل التطبيعي هو الحل الوارد في هذه المرحلة".

دونالد ترامب: سأنهي الفوضى في الشرق الأوسط وخلال 4 سنوات من حكمي لم يكن هناك إرهاب ولم أدخل في أي حروب#الجزيرة pic.twitter.com/U5UsWdL76k

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) November 3, 2024

إنهاء السلطة

من جهته، يرجح المحلل السياسي، أحمد أبو الهيجا، تحرك ترامب لوقف الحرب على غزة، لكن في المقابل ستدفع الضفة ثمنا كبيرا لأنه "قد يبارك خطوات الحكومة اليمينية الإسرائيلية بضم الجزء الأكبر منها".

وتوقع أبو الهيجا فرض نوع من التدخلات الإقليمية للتعامل مع الملف الفلسطيني مع إضعاف دور السلطة الفلسطينية بشكل أكبر "وستكون في وضع حرج جدا".

وتابع أن الحكومة الإسرائيلية معنية في النهاية بإنهاء وجود السلطة الفلسطينية، لكن في المرحلة الحالية ستبقى وفق وصف وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش "كالغريق الذي رأسه فوق الماء وجسمه تحت الماء، فلن تسمح بغرقها أو نهوضها".

وتوقع تقليص وجود السلطة في غالبية مناطق الضفة الغربية، لا سيما شمالا وإنكار وجودها في كثير من المناطق واستبدالها تدريجيا بنماذج من القطاع الخاص وتقويتهم، وربما تحميل الأردن جزءا من المسؤولية.

وتابع إن إشكالية إسرائيل مع السلطة لا تتعلق بأدائها "إنما بالرمزية السياسية لوجودها".

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري: ترامب يسعى لتعزيز العلاقات مع دول الخليج (فيديو)
  • مصطفى بكري: الشعب المصري يتصدى لقوى الشر التي تريد النيل من مصر
  • مصطفى بكري: واهم من يتصور حل أمريكا للقضية الفلسطينية
  • مصطفى بكري يعلق على موافقة الكنيست على قانون يجيز طرد العائلات الفلسطينية
  • مصطفى بكري: ترامب سيكون حريصا على وقف الحرب وفقا لشروط إسرائيل وبما يخدم مصالحها
  • مصطفى بكري يكشف تفاصيل قانون الاحتلال الإسرائيلي لطرد الفلسطينيين من أراضيهم
  • مصطفى بكري: إسرائيل هي المستفيد الأول من فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية
  • مصطفى بكري ينعى البطل محمد المصري: «صائد الدبابات يرحل وتبقى بطولاته خالدة»
  • ما مستقبل القضية الفلسطينية بعد فوز ترامب؟
  • تصفية القضية الفلسطينية .. بيان شديد اللهجة من مصر بشأن قرار إسرائيل ضد الأونروا