العالم مقلوب عليه .. إليك الفرق بين الكسوف والخسوف
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
ينتظر العالم الكسوف الكلى للشمس يوم الاثنين المقبل وسط اهتمام كبير بسبب ندرة الحدث الذي لايتكرر كثيرا فبالإضافة إلى الشكل الجميل والمميز هناك العديد من الأمور التى تتأثر بهذا الحدث مثل البكتيريا.
ومنذ عدة أسابيع وبدأ العلماء في تجهيز استعداداتهم لاستقبال هذا الحدث العالمى النادر للتمكن من دراسة كافة الظواهر التى تحدث أثناء الكسوف الكلى خاصة أن وقت الاقتران “ كمال الكسوف” لايستمر أكثر من 5 دقائق.
ووفقا لما جاء فى موقع “ناسا” نعرض لكم الفرق بين الكسوف والخسوف وأنواع كلا منهما.
ماهو الكسوفيحدث الكسوف عندما يمر القمر بين الشمس والأرض، مما يحجب ضوء الشمس عن الأرض ويمكن أن يكون الكسوف كليًا أو جزئيًا أو حلقيًا.
الكسوف الكلي: يحدث عندما يحجب القمر قرص الشمس بالكامل.
الكسوف الجزئي: يحدث عندما يحجب القمر جزءًا فقط من قرص الشمس.
الكسوف الحلقي: يحدث عندما يمر القمر أمام الشمس، لكنه لا يحجب قرص الشمس بالكامل.
ماهو الخسوف
يحدث خسوف القمر عندما تدخل الأرض بين الشمس والقمر، مما يحجب ضوء الشمس عن القمر و يمكن أن يكون خسوف القمر كليًا أو جزئيًا أو شبه ظلي.
خسوف القمر الكلي: يحدث عندما يدخل القمر بالكامل في ظل الأرض.
خسوف القمر الجزئي: يحدث عندما يدخل جزء فقط من القمر في ظل الأرض.
خسوف القمر شبه الظلي: يحدث عندما يدخل القمر في شبه ظل الأرض.
الفرق بين الكسوف والخسوف
الجسم المخفى
في الكسوف يتم تغطية الشمس من قبل القمر ، أما في الخسوف يتم تغطية القمر من قبل الأرض.
مكان الرؤية
يمكن رؤية الكسوف فقط من منطقة صغيرة على الأرض في حين يمكن رؤية خسوف القمر من أي مكان على الأرض حيث يكون القمر فوق الأفق.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الكسوف الكسوف الكلي الشمس والقمر الكسوف الجزئي الكسوف والخسوف الفرق بين الكسوف والخسوف خسوف القمر یحدث عندما
إقرأ أيضاً:
عندما يُختزلُ المعتقلُ في جسده!
يحاولُ الجسدُ جاهدا فـي السجون «محو تمايزه خشية إثارة رد فعل وحشي من الحراس»، إلا أننا شاهدنا مؤخرا أجسادا من أعمار مختلفة تمهر نفسها لقضيتها، رغم معرفتها بترصد الآخر لها، وبرغبته المحمومة فـي إفنائها كما تفعل كل السياسات القاتمة.
بتنا نرى ونسمع قصص الخارجين من السجون من مسافة قريبة، أقرب مما كانت تُتيحه لنا السرديات التقليدية. نُبصر نحولهم وذبولهم، وتفزعنا التحولات التي تصيبهم، لا سيما عندما توضع صور المقارنة بين ما كانوا عليه وما آلت إليه أجسادهم.. هكذا تغدو الأجساد علامة كافـية لاستيعاب الشراسة التي طحنتهم وغيرتهم.
يكسرُ السجان المُدجج بأسلحته، التماع العينين، يكسرُ الرؤوس المرفوعة، تلك التي لا تراوغ فـي التخفـي. ففـي تلك الأماكن المحجوبة عن الأعين تتلاشى «الملكية الفردية للجسد»، ففـي وجود السجان والمُعذَب «يُختزلُ المعتقلُ فـي حقيقة واحدة.. جسده»، فتُحشد كل القوى لإضعافه وسحقه وتذويبه أيضا.
فـي السجون حيث يغدو الجسد مُتاحا لغصص المعاناة، يتكثفُ النضال اليومي فـي سبيل البقاء، فتغدو مهمة إسكات الجوع ومقاومة البرد وتحمل سوء المعاملة والتعذيب تحت سياط التنكيل مهمة غير يسيرة، كما يشير دافـيد لوبروتون فـي كتابه المهم «انثروبولوجيا الجسد والحداثة»، ت: محمد الحاج سالم، صفحة٧، فالتجاور فـي السجن يكشف سمات حياة أجساد الآخرين، وهذا ما تُكثف السرديات كتابته، أعني كل ما هو مكبوت فـي العيش اليومي.
«ففـي الحياة اليومية المعتادة تخف تضاريس الجسد حدّة، وكأنّ عملياته تتم فـي سراديب مغلقة، بينما فـي السجن، حيثُ يُجرد الإنسان من إنسانيته يتحول تركيزه المكثف إلى أحشائه التي ينبغي أن تُملأ لتفرغ لاحقا، فتكبر معركة المسجون مع اليومي فـي كل لحظة.
يستعينُ السجناء بذكرياتهم، يحاولون جاهدين صونها بعيدا عن الأيدي المُعذِبة، فـيتلاعبُ السجان بالضحية عبر قتل الذكرى، عبر تلفـيق قصص موت الأحبة، لتفتيت شريط الذكريات. لقد شاهدنا صدمة البعض عندما وجدوا الحقيقة مُغايرة لما لفقه السجان، بينما خرج بعض آخر للخواء الشاسع جراء الموت الفعلي لأصل الذكرى!
فقد بعض من قضى عقودا فـي السجن الألفة مع اليومي، فبدا مذهولا كإنسان الكهف عندما رأى الهواتف المحمولة ونمط العيش المتبدل، ولذا خرج إلى الحياة ليُكابد اغترابا مضاعفا، فكل ما كان يشحذ به عقله ليبقى متماسكا تغير بصورة جذرية، ولذا ليس علينا أن نتعجب من الذين ماتوا بعد أيام أو أسابيع من خروجهم من السجن، وكأن كل قوى النضال، انهارت دفعة واحدة فـي لحظة الانفراج المنتظرة.
وإن بدا التعذيب سببا أساسيا فـي فقد بعض السجناء لإدراكهم، فإنّ عدم كفاية «المُحفزات الحسية الطبيعة قد تكون سببا آخر»، حيث تبدأ الهلوسات فـي الظهور لسد هذا النقص. وهو ما يطلق عليه «التعذيب النظيف» أي الحرمان الحسي كما يحدث فـي السجون الانفرادية على سبيل المثال، فالإدراك الحسي للعالم - كما يصفه لوبروتون- يصطبغ بمسحة عاطفـية، تتشكل من نغمات الصوت الروائح والضوضاء، فنحن نتحركُ ضمن مجال سمعي وبصري ونسجل ما يلتقطه جلدنا من تقلبات الحرارة، جوار الشم والتذوق لقياس علاقتنا بهذا العالم. «والإدراك لا يعني مطابقة الحقيقة بل تفسيرها. فهذا العالم هو نتاج جسد يُحول العالم إلى معانٍ، وهكذا يغدو الجسد أشبه ما يكون بمصفاة دلالية». وعليه فعندما يُحجب هذا العالم الحيوي عن السجين -ولعليّ أتذكر قصّة الرجل الذي لم يُبصر الشمس طوال فترة مكوثه فـي السجن- فهو يسقط فـي لُجة الهلاوس المروعة!
لكن ورغم السوداوية المفرطة التي كابدها الخارجون من ظلمات جحور العدو، إلا أنّنا عندما شاهدنا بأس من بقي لعقودٍ مُستعينا بوقود إيمانه وصلابته العميقة، فذلك يُعلمنا أيضا كم تتخاذل النظريات وتغدو محدودة ومبتورة أمام التجربة الحية والواقعية، فذلك الانشداد للأفكار العظيمة والراسخة، يجعلنا ننظر بذهول وتعجب إلى ما لا يكسره السجان فـي الروح المتقدة.
هدى حمد كاتبة عمانية ومديرة تحرير مجلة نزوى