تقول شركة Meta إن نهجها الحالي في تصنيف المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي ضيق للغاية، وأنها ستطبق قريبًا شارة "Made with AI" على نطاق أوسع من مقاطع الفيديو والصوت والصور. بدءًا من شهر مايو، سيتم إلحاق الملصق بالوسائط عندما يكتشف مؤشرات صور الذكاء الاصطناعي المتوافقة مع معايير الصناعة أو عندما يقر المستخدمون بأنهم يقومون بتحميل محتوى تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي.

قد تقوم الشركة أيضًا بتطبيق التصنيف على المنشورات التي يشير إليها مدققو الحقائق، على الرغم من أنه من المحتمل أن تؤدي إلى خفض تصنيف المحتوى الذي تم تحديده على أنه كاذب أو تم تعديله.

أعلنت الشركة عن هذا الإجراء في أعقاب قرار مجلس الرقابة بشأن مقطع فيديو تم تحريره بشكل ضار لتصوير الرئيس جو بايدن وهو يلمس حفيدته بشكل غير لائق. وافق مجلس الرقابة على قرار Meta بعدم إزالة الفيديو من Facebook لأنه لا ينتهك قواعد الشركة فيما يتعلق بالوسائط التي تم التلاعب بها. ومع ذلك، اقترح مجلس الإدارة أن على ميتا "إعادة النظر في هذه السياسة بسرعة، بالنظر إلى عدد الانتخابات في عام 2024".

تقول Meta إنها تتفق مع "توصية مجلس الإدارة بأن توفير الشفافية والسياق الإضافي هو الآن الطريقة الأفضل لمعالجة الوسائط التي تم التلاعب بها وتجنب خطر تقييد حرية التعبير بشكل غير ضروري، لذلك سنحتفظ بهذا المحتوى على منصاتنا حتى نتمكن من إضافة تصنيفات". والسياق." وأضافت الشركة أنها ستتوقف في شهر يوليو عن إزالة المحتوى بناءً على انتهاكات سياسة الفيديو التي تم التلاعب بها. وكتبت مونيكا بيكرت، نائبة رئيس سياسة المحتوى في Meta، في منشور بالمدونة: "يمنح هذا الجدول الزمني الناس الوقت لفهم عملية الكشف عن الذات قبل أن نتوقف عن إزالة المجموعة الفرعية الأصغر من الوسائط التي تم التلاعب بها".

كانت Meta تطبق علامة "Imagined with AI" على الصور الواقعية التي يقوم المستخدمون بإعدادها باستخدام أداة Meta AI. يقول ميتا إن السياسة المحدثة تتجاوز توصيات مجلس الرقابة بشأن التصنيف. وكتب بيكرت: "إذا قررنا أن الصور أو مقاطع الفيديو أو الصوت التي تم إنشاؤها أو تعديلها رقميًا تشكل خطرًا كبيرًا بشكل خاص لخداع الجمهور ماديًا بشأن مسألة ذات أهمية، فقد نضيف علامة أكثر وضوحًا حتى يحصل الأشخاص على مزيد من المعلومات والسياق".

في حين أن الشركة تعتقد بشكل عام أن الشفافية والسماح للصور والصور والصوت التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي بالبقاء على منصاتها هي أفضل طريقة للمضي قدمًا، فإنها ستظل تحذف المواد التي تنتهك القواعد. وأشار بيكرت: "سنقوم بإزالة المحتوى، بغض النظر عما إذا كان قد تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي أو بواسطة شخص، إذا كان ينتهك سياساتنا ضد تدخل الناخبين، أو التنمر والمضايقة، أو العنف والتحريض، أو أي سياسة أخرى في معايير مجتمعنا".

وقال مجلس الرقابة لموقع Engadget في بيان إنه سعيد بأخذ Meta لتوصياته بعين الاعتبار. وأضافت أنها ستراجع تنفيذ الشركة لها في تقرير الشفافية في المستقبل.
وقال مجلس الإدارة: "في حين أنه من المهم دائمًا إيجاد طرق للحفاظ على حرية التعبير مع الحماية من الضرر الذي يمكن إثباته خارج الإنترنت، فمن المهم بشكل خاص القيام بذلك في سياق مثل هذا العام المهم للانتخابات". "على هذا النحو، يسعدنا أن تبدأ Meta في تصنيف نطاق أوسع من محتوى الفيديو والصوت والصور على أنه "مصنوع باستخدام الذكاء الاصطناعي" عندما تكتشف مؤشرات صور الذكاء الاصطناعي أو عندما يشير الأشخاص إلى أنهم قاموا بتحميل محتوى الذكاء الاصطناعي. وهذا سيوفر للأشخاص المزيد من المعلومات السياق والشفافية لمزيد من أنواع الوسائط التي تم التلاعب بها، مع إزالة المنشورات التي تنتهك قواعد ميتا بطرق أخرى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی مجلس الرقابة

إقرأ أيضاً:

تقنين الذكاء الاصطناعي في الطب على مائدة قمة ويش بقطر

الدوحة- حظيت قضيتا الرعاية الصحية بمناطق النزاع، والتطورات التكنولوجية في مجال الرعاية الصحية من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بالتركيز الأكبر من قبل المشاركين في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش 2024″، الذي اختتم أعماله اليوم بالدوحة.

وطالب مشاركون في القمة بضرورة إنشاء تحالف عالمي لحماية الصحة بمناطق النزاعات، في ظل ارتفاع وتيرة الهجمات على مقدمي الرعاية الصحية في السنوات الأخيرة، كما دعوا إلى ضرورة وضع تشريعات لتقنين استعمال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية للحفاظ على خصوصية بيانات ومعلومات المرضى.

وفي ختام القمة التي شارك فيها أكثر من 200 خبير عالمي، تم الإعلان عن تبني قطر مبادرة "كارديو فور سيتيز"، وهي مبادرة تتمحور حول تبني نهج قائم على البيانات لتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية للسكّان، بحيث تصبح قطر مركزا إقليميا لتوسيع نطاق هذه المبادرة في منطقة الشرق الأوسط.

أبو سمرة يحذر من الارتفاع المقلق في الهجمات التي تستهدف المنشآت الصحية (الجزيرة)  ارتفاع وتيرة الهجمات

وقال البروفيسير رئيس قسم الجودة ومدير المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض بمؤسسة حمد الطبية عبد البديع أبو سمرة، للجزيرة نت، إن المؤتمر سلط الضوء على الارتفاع المقلق في الهجمات التي تستهدف المنشآت الصحية بشكل ينتهك حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، مطالبا بأهمية اتخاذ إجراءات محددة لحماية الصحة في مناطق النزاعات المسلحة.

وأضاف عبد البديع أن القانون الدولي الإنساني يحمي الرعاية الصحية في مناطق النزاع، ويضمن سلامة الكوادر الطبية والمنشآت ووسائل النقل لتقديم الرعاية دون تمييز، ولكن السنوات القليلة الماضية شهدت زيادة مروّعة في وتيرة وحجم وتأثير الهجمات على النظم الصحية، بما في ذلك البنى التحتية والعاملون في مجال الرعاية الصحية، في بلدان مثل السودان وغزة ولبنان وأوكرانيا وغيرها.

وشدد على أهمية أن تتعاون وكالات الأمم المتحدة والحكومات والمجتمع المدني مع مجتمع الرعاية الصحية لأجل تبني موقف أكثر قوة ضد الهجمات التي تستهدف الخدمات الصحية أو تؤثر عليها بشكل مباشر، واتخاذ خطوات حازمة لتعزيز القانون الدولي الإنساني واحترامه، وإدراج حماية الرعاية الصحية ضمن برامج الصحة والعمل الإنساني، وأهمية إنشاء تحالف عالمي لحماية الرعاية الصحية في النزاعات.

ولفت إلى أنه وفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر، فقد وثقت منظمة الصحة العالمية، منذ عام 2018، أكثر من 7 آلاف حادثة هجوم على الرعاية الصحية، راح ضحيتها ما يزيد على 2200 من العاملين الصحيين والمرضى، وأصيب أكثر من 4600 شخص في 21 بلدا وإقليما يعاني من أزمات إنسانية معقّدة.

سليم سلامه: التطورات الرقمية أحدثت ثورة في الرعاية الصحية ولكن يجب مراعاة الاعتبارات الأخلاقية (الجزيرة)  ثورة في مجال الصحة

وفي إطار آخر، قال الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" سليم سلامه، في حديث للجزيرة نت، إن التطورات الرقمية أحدثت ثورة حقيقية في مجال الصحة مثل العديد من القطاعات الأخرى، لكن بالطبع هناك بعض الاعتبارات الأخلاقية التي يجب التوقف عندها ومراعاتها.

ويرى المتحدث ذاته أن لهذه التطورات الرقمية تأثيرات ضارة، رغم كونها مفيدة، مشددا على ضرورة التركيز على معرفة كيفية تناسبها مع الاتصال الثقافي والديني، وكيف يتم تكييفها ثقافيا مع بلداننا ومنطقتنا ومع المبادئ الإسلامية.

وتابع أن التطورات الحاصلة في مجال الذكاء الاصطناعي يمكنها أن تحدث ثورة في مجال الطب من خلال تحسين دقة التشخيص وفعالية العلاج، وتعزيز الرعاية الصحية الشاملة، بالإضافة إلى الإسهام في البحوث الطبية الحيوية وتطوير الأدوية. واستدرك أنه مع التقدم السريع الذي يحققه الذكاء الاصطناعي، أصبحت القضايا الأخلاقية المرتبطة به في صدارة اهتمام الباحثين وواضعي السياسات، وكانت من أبرز القضايا التي تمت مناقشتها خلال المؤتمر.

غالي يؤكد أهمية وضع تشريعات جديدة لحماية بيانات المرضى (الجزيرة) المسؤولية الطبية

ومن جانبه، قال أستاذ الإسلام والأخلاقيات البيولوجية في مركز التشريع الإسلامي والأخلاق بجامعة حمد بن خليفة الدكتور محمد غالي، في حديث للجزيرة نت، إن أهم ركائز أخلاقيات الرعاية الصحية بشكل عام هي العلاقة بين الطبيب والمريض، وكلما كان الطبيب يشعر بالمسؤولية والمريض لديه حماية، باعتباره الطرف الأضعف، فإن العلاقة تكون مؤسسة على أخلاق مستقيمة.

وأضاف غالي أن الطبيب لديه مسؤولية باعتباره يتحكم في الأدوات المستخدمة في الرعاية الطبية كأدوات الجراحة والأجهزة الطبية، ولكن الذكاء الاصطناعي ظهر ليحدث إشكالا في هذه العلاقة، مما يجعل تحكم الطبيب بهذه العلاقة ليس كاملا، لأن هناك أدوات ذكية تتعلم وتستوعب وتقرر وتضع النصائح أو القرارات في طريقة العلاج.

وأشار إلى أن الطبيب مع هذه التقنيات الجديدة لم يعد مسيطرا على العلاقة كما كان في السابق، لأنه بات يعتمد على الأدوات التي لا يستطيع السيطرة عليها، كما أنه لا يمكن أن نجعل الآلة هي المسؤولة، لأن المسؤولية نوع من التكليف ولا يوجد أي مكلف إلا الإنسان.

وأوضح أن المسؤول مع الطبيب في هذه الحالة يكون هو من قام بتجهيز وبرمجة وأتمتة هذه الآلة الذكية، لافتا إلى أن هذه إشكالية يجب حلها من خلال إدخال مسؤولين جدد لم يكونوا موجودين من قبل، مثل علماء الهندسة والحواسب وعلوم الكمبيوتر وغيرهم.

وأكد أن الأمر يحتاج لتشريعات جديدة أيضا لحماية بيانات المرضى والحفاظ على أخلاقيات الرعاية الصحية، مثل أهمية ترخيص أو اعتماد الآلات الجديدة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي داخل المستشفيات، لأنها تختلف عن سابقتها وتحتاج لترخيص خاص بهيئات معينة من خلال لجان أخلاقية محددة.

أكثر من 200 خبير و3000 مندوب في مجال الصحة من مختلف دول العالم شاركوا في قمة ويش (الجزيرة) التنبؤ بالأمراض

من جهتها، قالت مديرة التطبيقات الجينومية في معهد قطر للطب الدقيق رجاء باجي، للجزيرة نت، إن الذكاء الاصطناعي له تأثيرات كبيرة في تطوير الخدمات الصحية، خاصة في مجال الطب الدقيق، فهذه التقنيات تسهم في التنبؤ بالأمراض، ومن ثم توفير الإجراءات أو الخدمات الوقائية لمنع حدوث هذه الإصابات.

وأوضحت الخبيرة أن الآليات الذكية تتطلب من أجل ذلك الحصول على معلومات وبيانات خاصة شاملة عن الإنسان.

ولفتت إلى أن من مزايا هذه التقنية الجديدة أيضا السرعة ودقة التشخيص من خلال المساعدة في قراءة الأشعة أو التقارير الطبية وإعطاء النتائج بطريقة مميزة، بالإضافة إلى أنها ستخفف الكثير من الأعباء الإدارية عن الطبيب، خاصة في مسألة إدخال البيانات، وبالتالي توفير الوقت للطبيب للتحدث أكثر مع المريض، وبناء علاقة إنسانية أقوى معه.

واستدركت المتحدثة ذاتها أن التحدي الأكبر لهذه التقنيات يكمن في مسألة تعريض الخصوصية للخطر، وكذلك الحفاظ على البيانات والمعلومات التي يحتاجها الذكاء الاصطناعي في الأساس للتنبؤ بالأمراض، والتي يتم تزويد التطبيقات بها، موضحة أن هذا الخطورة تكمن في مسألة التعرض للاختراق وانتهاك هذه الخصوصية.

مقالات مشابهة

  • كيف يغير الذكاء الاصطناعي دور محترفي الأمن السيبراني؟
  • احترس من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لطفلك
  • "تيك توك" تطلق أداة لإنشاء مقاطع تسويقية باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • وزير السياحة: الذكاء الاصطناعي يقدم فرصة أكبر لترويج المنتجات السياحية بشكل أكثر فعالية
  • تقنين الذكاء الاصطناعي في الطب على مائدة قمة ويش بقطر
  • 25 مليار دولار حجم تمويلات الذكاء الاصطناعي بالربع الثاني
  • الكونغرس العالمي للإعلام منصة عالمية لاستعراض تقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى
  • الكونغرس العالمي للإعلام.. منصة عالمية لاستعراض تقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى
  • ايها المواطن ، ليحلم كل منا بشكل الدولة التي يريد
  • الذكاء الاصطناعي: محور الإبداع في العصر الرقمي