الاحتلال استخدم النظام بشكل مكرر منذ بدء العدوان الريموني: مدى نظام التشويش يغطي الأردن ولبنان والمياه الإقليمية الريموني لـ"رؤيا": إيران لا تملك تكنولوجيا قادرة على تخطي نطام التشويش الإسرائيلي

شكا أردنيون، مصريون، ولبنانيون خلال الـ48 ساعة الماضية من حدوث خلل في تطبيقات الخرائط على هواتفهم. 

اقرأ أيضاً : كيف يتعمد جش الاحتلال التشويش على أنظمة "جي بي إس"؟

ووفقاً لشكاوى رصدتها "رؤيا" أظهرت تطبيقات الخرائط لعدد من المستخدمين أن موقعهم الحالي يبعد أكثر من 300‪ كيلو متر عن الموقع الفعلي لهم.

 

وأدى الخلل الواقع في التطبيقات إلى تعطل اعمال ممن يعتمدون على الاستخدام المكثف لهذه التطبيقات. 

ويعود السبب في تعطل الخدمات إلى قيام جيش الاحتلال بتشويش إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والتلاعب بها؛ وذلك استعدادا لرد محتمل من قبل إيران أو إحدى الميليشيات المتحالفة معها بسبب الغارة الجوية التي استهدفت مبنى دبلوماسي إيراني في سوريا، وأودى بحياة جنرال إيراني كبير و6 مسؤولين عسكريين آخرين.

لماذا يستخدم الاحتلال نظام التشويش؟ 

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن تشويش نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، الذي يمكن استخدامه لإرباك أنظمة الاستهداف في الأسلحة يعد "جزءا من جهد لحماية البلاد"، مبيناً أنه بدأ الخميس تشويش نظام تحديد المواقع العالمي من أجل تحييد التهديدات. 

وعمد الاحتلال إلى هذا الأسلوب منذ بداية عدوانه على قطاع غزة قبل أكثر من 6 أشهر، واستخدمه في مناطق محددة من الأراضي الفلسطينية المحتلة. 

وبالعودة إلى سقوط بعض الطائرات المسيرة الموجهة نحو الاحتلال في أراضٍ فارغة وبعيدة نسبيا رجحت مصادر لـ"رؤيا" أن السبب في ذلك يعود إلى استخدام نظام التشويش الذي يتسبب بوقوع الصواريخ والطائرات في مناطق بعيدة عن الهدف. 

واستخدم الاحتلال نظام التشويش بشكل رئيسي شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ بهدف التشويش على ضربات حزب الله، إضافة إلى التشويش في مدينة إيلات جنوب فلسطين المحتلة؛ بهدف التشويش على صواريخ الحوثيين المتوجهة نحو المدينة الجنوبية. 

النظام يعطل أنظمة الملاحة العالمية

يقول رائد الريموني، المدير التنفيذي لشركة QuantaSpace المعنية بتصميم الاقمار الاصطناعية والروبوتات، إن سلاح الجو الإسرائيلي يمتلك المئات من الأنظمة الثابتة من جهاز التشويش Goshawk Long Range EW أمريكي الصنع. 

وأوضح الريموني لـ"رؤيا" أن هذا النظام لديه القدرة على تعطيل إشارات GNSS للطائرات العسكرية المعادية وتعطيل اشارات انظمة الملاحة المعمول فيها في كل العالم والمملوكة لأكثر من دولة وهي GLONASS , GPS , Galileo , BeiDou وهي الأنظمة التي تستخدمها الصواريخ الجوالة (الباليستية) في تحديد مواقع اهدافها بدقة.

ونوه إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الوحيدة التي تملك نظام يستطيع تعطيل عملية التلاعب والتشويش المستخدمة من قبل الاحتلال. 

نظام التشويش يغطي الأردن ولبنان 

وأكد الريموني أن هذا النظام يغطي لبنان والحدود مع الأردن كاملة إضافة إلى عمق الأردن ومدينة ايلات وساحلها، عدا عن المياه الإقليمية في البحر الأبيض المتوسط.

وذكر أن ذلك يمكن الاحتلال من التشويش على الدرونات الانتحارية والصواريخ الباليستية التي قد تستهدفها، وهو ما ما يفسر توهان بعض الدرونات والصواريخ التي كانت تنطلق من اليمن والعراق وتسقط في ادلب أو في صحراء الأردن جنوبا.

إيران عاجزة عن تخطي النظام

وبين أن الدرونات الانتحارية التي تملكها إيران لا تمتلك القدرة على مقاومة التشويش لأنها غير مزودة بمستقبلات إشارة مقاومة لأنظمة التشويش الملاحة بالأقمار الصناعية.

كما أن الصواريخ البالستية الإيرانية غير مزودة بأنظمة متقدمة للملاحة بالقصور الذاتي تزيد من دقة الإصابة لدقة قريبة من توجيهها بنظام ملاحة بالأقمار الصناعية ما يعني أن مصيرها التوهان بفعل النظام المتوفر لدى جيش الاحتلال. 

واعتبر في حديث لـ"رؤيا" أن انعدام التكنولوجيا لدى إيران سيجعلها عاجزة عن ضرب الاحتلال بشكل مفتوح لأن جميع صواريخها التي ستنطلق من قواعد اطلاقها ستسقط اما في لبنان او سوريا أو في إيران نفسها.

كيف تتم عملية التلاعب؟

ووفقا لتقرير لقناة الحرة الأمريكية فإن عملية التلاعب تتم من خلال ارسال أقمار نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) إشارات راديو إلى أجهزة استقبال GPS، وتقوم هذه الأخيرة بتفسير هذه الإشارات لحساب الموقع الدقيق.

وتتم عملية التشويش على "جي بي اس"، باستخدام إشارة راديو أقوى تطغى على إشارات الأقمار الصناعية وتحجبها، وهذا يؤدي إلى عدم قدرة جهاز استقبال GPS على تحديد الموقع الجغرافي.

أما التلاعب من خلال إظهار موقع مختلف عن الموقع الحقيقي، فيتم باستخدام موجات "جي بي اس" معدلة، حيث يتم إرسال نقطة موقع مختلفة عن عن قصد.

وبحسب التقرير، استخدمت أوكرانيا أيضا عملية التلاعب ضد الطائرات الروسية بدون طيار في الحرب الدائرة بينهما، ما يعني أنه يمكن للإشارات المزيفة إما تحويل مسار الطائرة بدون طيار عن المسار المقصود، أو خداع الطائرة - التي غالبًا ما تكون من طراز مدني - بحيث يجعلها تعتقد أنها دخلت منطقة محظورة أو منطقة حظر طيران، مما يتسبب في سقوطها.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: دولة فلسطين الوسائل التكنولوجية تل أبيب الحرب في غزة لبنان نظام تحدید المواقع العالمی عملیة التلاعب نظام التشویش التشویش على

إقرأ أيضاً:

كيف يوقف الشرع إسقاط نظامه؟

يَنْدُرُ أن نسمعَ عن نظامٍ انتصر في زمننا، وتعامل مع أتباعِه والمحسوبين عليه بسموٍّ وتسامح، مثلما شهدنا من أحمد الشرع في سوريا. في العراق، سَحلَ البعثيون الشيوعيين في الشوارع، والشيوعيون قبلَهم شاركوا في إبادةِ الملكيين، كما طاردَ الأمريكيون فلولَ صدام، وسرَّحوا نصفَ مليونٍ محسوبين عليه. وفي سوريا نفسِها علَّقَ صلاح جديد المشانقَ للقوميين، وانقلب عليه حافظُ الأسد، ودفنَ الآلافَ من أهل حماة أحياءً عقاباً جماعياً على تمرد فئة منهم. خلفه ابنُه بشار، وحفرَ المقابر، وملأ السجون، وسَجلت الأممُ المتحدة في أرشيفها عشرات الآلاف من الصور التي هرَّبها طبيبٌ جنائي لتكون أكبرَ ملفٍّ في تاريخ القتل والتعذيب الموثق.
للأسف يطفو في الحروب الغلُّ والثارات، لكن للحق كانت رسالةُ الحاكم السوري الجديد فورَ دخوله دمشقَ طمأنةَ العلويين قبل غيرهم، وبقيةِ الأقليات والذين عملوا مع النظام مستثنياً الذين انخرطوا في عمليات القتل والتعذيب، ورأينا تقبلاً سريعاً للنظام الجديد.
التَّمرد المدفوع في الساحل ليس مفاجئاً، لقد كانَ متوقعاً بعد خلع نظامٍ هيمن نصفَ قرن. الانتقال يتطلَّب المعالجةَ بالحكمة والصبر والاستيعاب والتواصل، وليس كله يُدار بالقوة.
لكن هناك قوى لن تتوقَّف عن زعزعةِ الوضع، وشحن الشارع المتشكك ضد النظامِ الجديد، تلك التي فقدت سلطتها في الحكم، والأنظمة الإقليمية التي خسرت بسقوط الأسد، مثل نظام طهران وميليشيات في العراق و«حزب الله». هناك طوابيرُ متنوعة سُنيَّة ومسيحيَّة وعلويَّة وغيرها ساندت نظامَ الأسد، وفقدت امتيازاتها بسقوطه، وستعمل ضد دمشقَ اليوم. تسويق العداء للعلويين تحديداً يغذيه اتباعُ النظام المخلوع لتحريضِ نحو مليوني علوي للاصطفاف معهم، وحتى رموز في نظام الأسد الهاربِ مثل رامي مخلوف تبحث عن التصالح.
هذه الأزمة تختبر إدارةَ النظام الجديد. عندما كانَ ميليشيا مسلحةً في إدلب كانت مسؤوليته محدودةً حول ما كان يرتكبه مسلحوه. اليوم هو الدولة، وعليه ألا يجعلَ خصومَه يجرّونه إلى الخندق نفسه مع النظام البائد، ليصبح مثلَه طائفيّاً وعنيفاً يعالج بالسّلاح ما يعجز عنه بالسياسة.
سارعت معظمُ الدول العربية للتضامن مع حكومة دمشق، فكانت رسالة واضحة للشعب السوري مع من تقف. وهذا الموقف السياسي غاية في الأهمية ليسمعه المجتمع الدولي. لكنْ أمام دمشقَ طريق صعبة قد تمتدُّ فيها التحديات ضدها سنة وسنوات. لا يستطيع الشرعُ خوضَ حروب متعددة في الوقت نفسه، مثل مواجهة إسرائيل وإيران، ولم يسبق لدولةٍ أنْ فعلتها ونجحت. وبالتالي سيتعيَّن على حكومة الشرع فهمُ نيات، أو على الأقل توقعات إسرائيل، مثلاً في احتضانها الدروز في وجه ما وصفته بالاضطهاد ضدَّهم من قبل دمشق. على مدى نصف قرنٍ هادنت إسرائيل، بل حمت أيضاً نظامَ الأسدين إلى أن مَنحَ بشار الإيرانيين امتيازاتٍ بالوجود العسكري فانقلبت إسرائيل عليه. الشرع منذ بداية توليه السلطة مدركٌ هذه الثوابت الجيوسياسية، وقال إنه لا ينوي الدخول في معارك مع جيرانه، بما فيهم إسرائيل. ولا ننسى أنَّ كلَّ دول الطوق المجاورة لإسرائيل وقَّعت تفاهمات أو اتفاقيات سلام معها. الشرع مضطر إما إلى التفاهم مع إسرائيل وإما مع إيران، وسيستحيل عليه أن يواجه الذئبين معاً.
داخلياً، ندرك كيف تتنازع الرئيسَ الشرع دعواتٌ متضادة. سوريون ذاقوا المُرَّ من النظام البائد، يدعون للإقصاء والثأر الطائفي، وفئات لها مطالب مثل الفيدرالية الكاملة التي يصعب تحقيقها خلال فترة الحروب؛ لأنَّها تصبح مشاريع انفصال. هنا شخصية الرئيس حاسمة لردع رفاقه وخصومِه، ووقف الاشتباكات السياسية والفكرية والعسكرية.
في الأخير، سيكسب نظام الشرع المعركة ضد إسقاط نظامه، وسيتمكن من توحيد سوريا ومواجهة المتمردين عليه، لكن هل بمقدوره اختصار الوقت والخسائر؟

مقالات مشابهة

  • الأردن يدين إقدام وزارة الطاقة الإسرائيلية على قطع الكهرباء عن غزة
  • السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع وكالة رويترز: الأمن والازدهار الاقتصادي مرتبطان بشكل مباشر برفع العقوبات الأمريكية التي فرضت على نظام الأسد، فلا نستطيع أن نقوم بضبط الأمن في البلد والعقوبات قائمة علينا
  • ويتكوف: البداية في غزة هي "استسلام حماس" ويحب تحديد جدول زمني للصفقة
  • إيران تنفي التدخل في الشأن السوري وترد على استبعادها من مؤتمر الأردن
  • لمن قال العرموطي .. إخرس؟
  • كيف يوقف الشرع إسقاط نظامه؟
  • إيران تخترق بيانات إسرائيلية.. وتل أبيب تفشل في تحديد المصدر
  • صاندي تايمز: فشل نتنياهو في تحديد أهداف واضحة أعطى حماس فرصة للنجاة
  • المتحدث باسم وزارة الدفاع: ‏بعد استعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل.. البدء في المرحلة الثانية التي تهدف إلى ملاحقة فلول وضباط نظام الأسد البائد في الأرياف والجبال
  • ماذا يحدث في منطقة الساحل السوري وكيف تطور الوضع؟