القدس المحتلة- على وقع اتساع الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي ضد حكومة بنيامين نتنياهو، والمطالبة بإعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، والتي تتناغم مع الأصوات التي تتعالى وتطالب بإسقاط حكومة اليمين وإجراء انتخابات مبكرة، تشكلت ملامح خطاب عنيف بالمجتمع الإسرائيلي، انعكس في المظاهرة بالقدس ضد نتنياهو وتخطي الحواجز الشرطية واقتحام منزله.

هذا المشهد الذي حذر من تكراره رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، يحمل في طياته دلالات مستقبل الاحتجاجات، وما تحمله من رسائل ومضامين خلافية، تشير إلى حتمية اتساع دائرة الصدام والمواجهة مع الشرطة الإسرائيلية، وكذلك إلى تطورات قد تفضي لمواجهة وأعمال عنف بين الإسرائيليين أنفسهم، وسط الانقسامات بين مؤيد ومعارض لسياسات حكومة نتنياهو بكل ما يتعلق بالحرب على غزة.

واكتسبت ظاهرة العنف الجامح من قبل الشرطة الإسرائيلية ضد المتظاهرين اليهود زخما غير مسبوق خلال ولاية وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي عمد خلال الحرب على غزة إلى تسييس جهاز الشرطة وتوظيفه لأجندة الحكومة وأيديولوجية اليمين المتطرف.

وشهدت الأيام الأخيرة مجموعة من الظواهر التي توضح التفكك المؤسساتي لدور الشرطة بحفظ القانون وضمان حق التظاهر والاحتجاج، وذلك عبر اعتقال أفراد من أهالي المختطفين، والعنف ضدهم، ومواقف الازدراء المهينة من جانب المسؤولين الحكوميين تجاه أهالي المختطفين، والمعارضة والجمهور الإسرائيلي المناهض لحكومة نتنياهو وسياساتها المتعلقة بسير الحرب وتبادل الأسرى.

عائلات المحتجزين الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو في قيسارية (أسوشيتد برس) تفكك المجتمع

تقول عضو الكنيست عن حزب العمل نعمى لزيمي، التي تقرر إخضاعها للتحقيق بشبهة التحريض على أفراد الشرطة الإسرائيلية خلال الاحتجاجات قبالة منزل نتنياهو في القدس، إن "هذا التفكك لم يتوقف عند الشرطة، بل طال قطاعات واسعة من الجمهور الإسرائيلي"، في مؤشر لعمق الشرخ والانقسام المجتمعي.

وأوضحت لزيمي في إحاطة لوسائل الإعلام الإسرائيلية عقب قرار فتح تحقيق ضدها "أينما تقف عائلات المختطفين للاحتجاج والمطالبة بإعادة أبنائها من الأسر، تتلقى الشتائم والبصاق من جمهور إسرائيلي غاضب، يرد على الحملة المروعة ضدهم، والتي تأتي من مكتب نتنياهو، حيث تم تحديد أهالي المختطفين كمشكلة يجب محاربتها".

وحيال ذلك، تعتقد البرلمانية الإسرائيلية المحسوبة على اليسار الصهيوني، أنه "لا مفر من معارضة واسعة النطاق للحكومة وقادتها، فأولئك الذين قرروا تحويل إسرائيل إلى دكتاتورية وجلبوا أكبر كارثة عليها منذ قيامها، ثم تخلوا عن المختطفين، يجب أن يرحلوا الآن".

وفي مواجهة مسيرة الفاشية وتراجع الديمقراطية وتفكك المجتمع، تقول لزيمي "لابد من صوت واضح لا هوادة فيه، لن نتوقف عن الاحتجاج والانتقاد، إن محاولات التخويف لن تردع شعب إسرائيل، الحكومة في حالة هستيرية، ويجب استمرار النضال والاحتجاج حتى إسقاطها".

نزع شرعية

مع المنحى التصاعدي للاحتجاجات التي ينضم إليها جمهور إسرائيلي واسع ومن مختلف القطاعات، يعتقد محلل الشؤون القضائية في القناة الـ13 الإسرائيلية الصحفي باروخ قرا، أن "جهات بالمؤسسة الإسرائيلية والحكومة تسعى لنزع الشرعية عن الاحتجاجات، تحت ذريعة أنها ذات مضامين عنيفة وتتسبب بالفوضى والإخلال بالنظام العام".

ويقول "في الأيام القليلة الماضية، ومع اتساع الاحتجاجات المطالبة بتحرير المختطفين وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، وعقب تجاوز بعض المتظاهرين الحواجز الشرطية قبالة منزل نتنياهو، هناك من يحاول إرباك وتخويف جمهور المحتجين بالعبارات المبتذلة والشعارات التي لا نهاية لها".

ويضيف قرا "لذا ربما من الجدير أن نذكر ما ينبغي أن يكون بديهيا. إذا كانت التعديلات على الجهاز القضائي قد جلبت عشرات الآلاف، بل مئات الآلاف، إلى شوارع إسرائيل، فإن أحداث السابع من أكتوبر سوف تجلب أعدادا أكبر بكثير إلى الشوارع".

وحول دلالات تصعيد المظاهرات ضد نتنياهو واقتحام منزله، يرى محلل الشؤون القضائية ذلك بمثابة مؤشر على أن هذه الاحتجاجات ستتوسع، لافتا إلى أن "المزيد من أعداد الناس والغضب سيتراكم، طالما أن المختطفين يقبعون بالأسر في غزة، وبالتأكيد طالما أن نتنياهو لا يبدو أنه يفعل كل شيء لإعادتهم".

وتساءل الصحفي الإسرائيلي "ماذا بالضبط تتوقع الحكومة الإسرائيلية وسلطات إنفاذ القانون؟ أن يجلس الجمهور الإسرائيلي بهدوء؟ أن يصدق الجمهور ببساطة رواية رئيس الوزراء أن كل شيء تحت السيطرة؟ ما الذي فعله بالضبط نتنياهو في الأشهر الأخيرة حتى يصدقه الجمهور؟".

وعلى وقع الاحتجاجات وهذه التساؤلات، يقول محلل الشؤون القضائية "يبدو واضحا اشتداد التظاهرات، بما فيها مظاهرة الغضب قبالة منزل نتنياهو، ومن أجل وقف مسار الاحتجاج، بدأت مرة أخرى حملة نزع الشرعية عن المتظاهرين، بما في ذلك أهالي المختطفين الذين يشاركون في الاحتجاجات في صراع متأصل بين بقاء الحكومة وعودة المختطفين".

تغيير الواقع

ذات الطرح تبناه الكاتب الإسرائيلي يائير أسولين، الذي قال إن "المصلحة الأكثر وضوحا للحكومة ونتنياهو هي أن تنفجر الاحتجاجات، وأن تصل إلى حد العنف، وأن تبرر كل ما تُعامل به، وأن يتم تأطيرها كاحتجاج من قبل الفوضويين، هؤلاء الذين يستخدمون عائلات المختطفين لتعزيز المصالح السياسية، والذين يؤيدون الفوضى".

وأوضح أسولين في مقال له في صحيفة "هآرتس" أن "كل أولئك الذين يدفعون بالاحتجاج إلى هذه الأماكن، ويتحدثون عن حرق البلاد أو محاصرة الكنيست، وبالتأكيد أولئك الذين يمارسون العنف، يسعون إلى تقويض مبرر الاحتجاج، الأمر الذي يخدم الحكومة التي تسعى جاهدة قبل كل شيء إلى أن تجمع حولها أولئك الذين يكرهون الاحتجاجات، حتى لو كانوا يؤيدونها".

وأكد الكاتب الإسرائيلي أن الوضع معقد والتحديات معروفة، وتساءل "كيف يمكنك إحداث التغيير دون إحداث ضجيج؟ كيف يمكنك التأثير على الخطاب العام والوعي العام دون توسيع الاحتجاجات؟" قائلا إن "أي احتجاج لا يطالب بتعجيل الانتخابات لا أهمية له، بل وخطير، لذا يجب على الجمهور الإسرائيلي أن يؤمن بفكرة تغيير الواقع عبر صناديق الاقتراع وبدون عنف".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الجمهور الإسرائیلی أهالی المختطفین منزل نتنیاهو

إقرأ أيضاً:

مواقف ومؤشرات تدل على الحب في العلاقة الزوجية

يقول تعالى: "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً"، فالحب بالأفعال وليس بالكلام، الأفعال والتصرفات مع الشريك هي مؤشر لوجود الحب، الحب له أوجه عديدة ومفاهيم كثيرة، ورباط متين يعمق بالانتماء الأسري بين الزوجين  ومن خلال المقال الآتي سنتحدث عن مواقف ومؤشرات تدل على الحب في العلاقة الزوجية:

مواقف ومؤشرات تدل على الحب في العلاقة الزوجية

العلاقة الزوجية ليست سهلة، لكن هناك مواقف ومؤشرات تدل على الحب في العلاقة، ومن أبرزها:

التمسك فهو عمود أساسي ومهم لبناء الحب بين الزوجين.الاحتواء في الشدّة والمشاكل سواء كانت المشكلة في حياة الشريك أو بينك وبينه.الانصات بتعاطف وفضول وأن تنقل شعور بالاكتراث الصادق لشريك حياتك.الدعم المعنوي والمادي وذلك أن نؤمن ونقدّر ما يقدمه وتدعمه معنوياً ومادياً عند الحاجة.التوفر الوقتي موجود في وقت الحاجة وتخصص جودة من الوقت معه.الحميمة الجسدية وذلك عن طريق الحضن والتقارب الحميمي وهو تعبير عن الحب.متابعة أحداث يومه عن طريق الاهتمام لتفاصيل يومه وروتينه واحتواءه عاطفياً.استشعار قيمته وذلك أن نتذكر قيمته وأهمية وجوده في حياتك.أسباب نقص الحب بين الزوجينالعصبية وسوء الخلق في التعامل اليوميعدم الاحترام بين الزوجينغياب روح التسامحالعفو عن الأخطاء والتقصير.التدخل السلبي لأهل الزوجين في المشاكل.قلة الاهتمام بالمسؤوليات الأسرية.رتابة العلاقة الزوجية مما يسبب الملل.الخيانة الزوجية.دليل حب الزوج لزوجته في الفراشالعناقالالتزام على المداعبات قبل العلاقةالغزلسؤال عن الأوضاع التي تحبهاالنوم بجوار بعضكما خاصة بعد الانتها من العلاقةالجنس الفمويمتى يموت الحب بين الزوجين؟الإهمال وايضاً الجمود الروتين والرتابةتكرار الخلافات الزوجيةإزدياد حدتها بين الزوجين مع غياب التواصلانعدام لغة الحوارتكرار المواقف المخذلة بين الزوجين كلمات دالة:مواقف ومؤشرات تدل على الحب في العلاقة الزوجيةالعلاقة الزوجيةمتى يموت الحب بين الزوجين تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)

نادين طاهر مُحررة قسم صحة وجمال

انضمّتْ إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" عام 2013 كمُحررة قي قسم صحة وجمال بعدَ أن عَملت مُسبقًا كمحُررة في "شركة مكتوب - ياهو". وكان لطاقتها الإيجابية الأثر الأكبر في إثراء الموقع بمحتوى هادف يخدم أسلوب الحياة المتطورة في كل المجالات التي تخص العائلة بشكلٍ عام، والمرأة بشكل خاص، وتعكس مقالاتها نمطاً صحياً من نوع آخر وحياة أكثر إيجابية.

الأحدثترند مواقف ومؤشرات تدل على الحب في العلاقة الزوجية توقعات الأبراج لشهر يناير/ كانون الثاني 2025 نباتات مهمة في منزلك تساعدك على جذب المال أعمال يدوية بالورق سهلة جدًا للمدرسة أشغال يدوية سهلة للبنات Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • إيران ترفض تشديد الإجراءات على فرض الحجاب.. هل خافت من الاحتجاجات أم أن لبزشكيان يد خفية؟
  • نتنياهو يوعز للجيش الإسرائيلي بالبقاء في جبل الشيخ السوري حتى نهاية 2025
  • مواقف ومؤشرات تدل على الحب في العلاقة الزوجية
  • نتنياهو يزور الحدود السورية مع وزير دفاعه ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي
  • نتنياهو يزور جبل الشيخ في سوريا الذي احتله الجيش الإسرائيلي بعد سقوط الأسد
  • متحدث الوزراء الإسرائيلي ينفي تواجد بنيامين نتنياهو في مصر
  • بيان لوزارة الزراعة بشأن الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي جراء العدوان الإسرائيليّ
  • القادم إلى العراق
  • إسبانيا.. احتجاجات في كبرى المدن ضد بيع للعدو الإسرائيلي
  • وفاة والدة أحد المختطفين في سجون الحوثيين من موظفي الوكالات الإنسانية