هام للمدخنين.. دراسة حديثة تكشف عن مخاطر صحية غير متوقعة للتدخين
تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT
يعد التدخين آفة عالمية معروفة منذ عقود بآثارها المضرة بالصحة. فإذا كانت العلاقة بين التدخين وبعض الأمراض من قبيل مشاكل الجهاز التنفسي وأمراض القلب والشرايين والسرطان جد معروفة وموثقة بشكل كبير، فإن وقع التدخين على صحة المسالك البولية لا زال يعاني في أغلب الأحيان من الاستخفاف بقدره والاستهانة به. يتوخى هذا المقال تسليط الضوء على الارتباطات المهمة بين استهلاك السجائر وأمراض المسالك البولية، إضافة إلى الإمكانيات التي توفرها المنتجات البديلة في مجال الحد من المخاطر المرتبطة بالتدخين.
الارتباط بين التدخين وأمراض المسالك البولية عميق ومتنوع في آن واحد. فعلى سبيل المثال، يعد سرطان البروستاتا من بين الأمراض التي يشيع ربطها مع استهلاك السجائر. فقد كشفت أبحاث معمقة أن العوامل المسرطنة الموجودة في الدخان يمكن أن تتسبب في إتلاف الحمض النووي لخلايا البروستاتا، وأن تؤدي من خلال ذلك إلى تعزيز نمو الأورام الخبيثة. من جانب آخر، يرتبط سرطان المثانة بشكل أكبر وأكثر مباشرة مع التدخين. فالجزء الكبير من المكونات الكيماوية الضارة التي تُستنشق مع الدخان يتم التخلص منها عبر الكلي وتمر من المثانة، حيث يمكنها أن تتسبب في الإخلال بالإفرازات الداخلية، وبالتالي أن ترفع بشكل ملحوظ من مخاطر الإصابة السرطان.
بالإضافة إلى السرطان، يؤثر التدخين أيضا بشكل كبير في العديد من الحالات المرضية، من قبيل ضعف الانتصاب (ED) وأعراض الجهاز البولي السفلي (LUTS). فالمواد السامة الموجودة في السجائر يمكن أن تتسبب في تلف الأوعية الدموية، مما يضر بتدفق الدم اللازم للانتصاب. كما يمكن أن يؤدي الالتهاب والإجهاد التأكسدي الناجم عن التدخين إلى تطوير أو تفاقم مشاكل المسالك البولية السفلية، والتي تتميز بمجموعة من الأعراض المزعجة مثل كثرة التبول وإلحاح البول.
بالنظر إلى هذه الحقائق المثيرة للقلق، فإن الإقلاع التام والنهائي عن التدخين هو الإجراء الوقائي الأمثل والأكثر فعالية في مواجهة هذه المخاطر. ومع ذلك، فقد يشكل الإقلاع عن التدخين بالنسبة لبعض المدخنين تحديا كبيرا لا يمكن التغلب عليه. وهنا يأتي دور بدائل السجائر، مثل التبغ المسخن والسجائر الإلكترونية والعلاج ببدائل النيكوتين (NRT). فعلى الرغم من أن هذه الحلول البديلة ليست خالية من المخاطر، إلا أنها يمكن أن تشكل خيارا أقل ضررا بالنسبة للمدخنين الذين يكافحون من أجل الإقلاع عن هذه العادة الضارة. فهذه البدائل توفر لهم مصدرا للنيكوتين يقلل أو يزيل من احتمال التعرض للمواد السامة الناتجة عن الاحتراق.
لذلك يظل الوعي بتأثير التدخين على صحة المسالك البولية أمرا بالغ الأهمية في سبيل تطوير استراتيجيات فعالة لمكافحة التدخين. وبينما يبقى الإقلاع الكامل والنهائي عن التدخين هو الحل الأمثل للوقاية من أمراض المسالك البولية، فإن المنتجات البديلة تقدم سبلا مفيدة للحد من المخاطر المرتبطة بالتدخين.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: المسالک البولیة عن التدخین یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الجبن وكوابيس الليل.. حقيقة أم خرافة؟ دراسة علمية تكشف مفاجأة
الولايات المتحدة – كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون متخصصون في علوم النوم أن تناول الجبن قبل النوم قد يكون له تأثيرات غير متوقعة على جودة النوم والأحلام.
وشملت الدراسة، التي أجرتها شركة The Odd Company المتخصصة في أبحاث النوم، 30 مشاركا تناولوا أربعة أنواع مختلفة من الجبن قبل النوم هي: البري (Brie)، الشيدر، الستيلتون والموزاريلا، على مدار أربع ليال متتالية.
ورصد الباحثون تغيرات واضحة في أنماط نوم المشاركين وأحلامهم. وأظهرت النتائج أن تناول 30غ فقط من الجبن قبل النوم يزيد من احتمالية حدوث الكوابيس بنسبة تصل إلى 93%، مع اختلاف كبير في التأثير بين نوع وآخر.
ووصف المشاركون أحلامهم بعد تناول الجبن بأنها أصبحت أكثر إزعاجا وقلقا، مع مشاهد غريبة مثل الخيانة العاطفية، المواجهات المحرجة مع الشركاء السابقين، وحتى هجمات من روبوتات طائرة.
ومن بين جميع أنواع الجبن، احتل البري المرتبة الأولى في التسبب بالكوابيس بنسبة 68%، يليه الستيلتون بنسبة 63%، ثم الشيدر بنسبة 56%، بينما جاءت الموزاريلا في المرتبة الأخيرة بنسبة 40% فقط.
لكن تأثير الجبن لم يقتصر على الأحلام المزعجة فحسب، حيث أفاد نصف المشاركين أنهم فقدوا في المتوسط ساعة وسبع دقائق من نومهم كل ليلة بعد تناول الجبن، مع ملاحظة أن النساء كن أكثر تأثرا من الرجال بخسارة خمس دقائق إضافية من النوم.
ومن الناحية العلمية، تفسر أخصائية التغذية آمي ألكسندر هذه الظاهرة بأن الجبن يحتوي على مزيج معقد من العناصر الغذائية التي تؤثر على النوم. فالدهون المشبعة والبروتينات الموجودة في الجبن تتطلب وقتا طويلا للهضم، ما قد يرفع درجة حرارة الجسم ويعيق الوصول إلى مراحل النوم العميق والمنعش.
كما يحتوي الجبن على التربتوفان، وهو حمض أميني يساعد على إنتاج هرمونات السيروتونين والميلاتونين المنظمة للنوم والمزاج. لكن المفارقة تكمن في احتواء بعض أنواع الجبن، خاصة المعتقة، مثل الشيدر والستيلتون، على مادة التيرامين التي تحفز إفراز النورإبينفرين، وهو منبه طبيعي يزيد نشاط الدماغ وقد يؤدي إلى أحلام أكثر حدة أو استيقاظ متكرر أثناء مراحل النوم المهمة. هذه التفاعلات المعقدة تفسر لماذا تختلف تأثيرات أنواع الجبن المختلفة على النوم والأحلام.
في المقابل، تتعارض هذه النتائج مع دراسة سابقة أظهرت أن تناول 20غ من الجبن قبل النوم بساعة ساعد 72% من المشاركين على النوم بشكل أفضل دون أي شكوى من الكوابيس. وتفسر الدكتورة غوديث برايانز هذا التناقض بأن التربتوفان في الجبن قد يكون له تأثير مهدئ يساعد على الاسترخاء والنوم العميق عند بعض الأشخاص.
ويبدو أن العلاقة بين الجبن والنوم تبقى معقدة وتختلف حسب نوع الجبن وكميته، وكذلك حسب الخصائص الفردية لكل شخص. لذلك ينصح الخبراء محبي الجبن الذين يعانون من اضطرابات النوم بتجربة تناوله قبل النوم بفترة تتراوح بين ساعتين وأربع ساعات، أو اختيار أنواع أقل تأثيرا مثل الموزاريلا بدلا من الجبن المعتق. كما يوصى بالانتباه لرد فعل الجسم الفردي، لأن ما قد يكون كابوسا لشخص قد يكون حلما عاديا لآخر.
المصدر: ديلي ميل