ضغوط على إسرائيل خلال اجتماع مجلس الأمن بشأن المجاعة في غزة
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
شهد الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة لبحث خطر المجاعة في قطاع غزة مطالبات عديدة لإسرائيل بألا تعرقل وصول المساعدات إلى القطاع، وأن تكف عن استهداف المنظمات الإنسانية، وذلك بعد مقتل فريق منظمة المطبخ المركزي العالمي بغارة إسرائيلية.
وقال مندوب الجزائر في مجلس الأمن عمار بن جامع إن "الجريمة ضد المطبخ المركزي العالمي بغزة ليست مفاجئة لأن الهجوم نُفذ بشكل مُتعمد"، إذ رأى أن العاملين بالمجال الإنساني في غزة يقتلون في إطار عقيدة إسرائيلية، وفق تعبيره.
كما أشار إلى أن إسرائيل قتلت 484 عاملا في المجال الصحي بقطاع غزة منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأكد بن جامع أن الجوع "يستشري في غزة، والاحتلال لا يكترث رغم اعتماد قرار من محكمة العدل الدولية".
وقد أمر قضاة محكمة العدل الدولية إسرائيل -في قرار صدر بالإجماع في 28 مارس/آذار الماضي- باتخاذ كل الإجراءات الضرورية والفاعلة لضمان دخول إمدادات الغذاء الأساسية لسكان قطاع غزة دون تأخير.
من جهة أخرى، قال مندوب الصين تشانغ جون خلال جلسة مجلس الأمن إن على إسرائيل التوقف عن استهداف المنظمات الإنسانية والعاملين بها في غزة.
كما أكد تشانغ على ضرورة فتح كل المعابر البرية لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة.
من جانبه، انتقد مندوب روسيا فاسيلي نيبينزيا إسرائيل لأنها "تواصل شن أسوأ عملية عسكرية لها على الرغم من قرار مجلس الأمن بوقف الحرب"، في إشارة إلى القرار رقم 2728 الصادر في 25 مارس/آذار الماضي ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان المبارك.
وطالب نيبينزيا إسرائيل بالتوقف عن استهداف المنظمات الإنسانية والعاملين بها في غزة.
بدورها، قالت المندوبة البريطانية باربرا وودورد إن على إسرائيل "إجراء تغييرات كبيرة وفورية بالحملة العسكرية من أجل حماية المدنيين".
كما شددت على ضرورة توفير "حماية مناسبة" لمن يقومون بالأعمال الإنسانية.
أسف فلسطينيمن ناحية أخرى، أعرب مندوب فلسطين في مجلس الأمن رياض منصور عن أسفه لأن "قتل الأجانب كان ضروريا للاعتراف بوضع الفلسطينيين في غزة منذ 180 يوما".
وقال منصور إن إسرائيل دمرت المنازل في غزة وقتلت أسرا بأكملها وشردت شعبا بأسره وتمنع وصول المساعدات.
وأضاف أنها قتلت أيضا المرضى والكوادر الطبية في مستشفى الشفاء أكبر مجمع طبي في غزة.
من جهته، قال المندوب الإسرائيلي جلعاد إردان إن استهداف العاملين بالمطبخ المركزي العالمي لم يكن متعمدا وإن العسكريين الإسرائيليين لم يحترموا المعايير حسب تعبيره.
وتابع "سنتعلم من هذا التحقيق وسنبذل قصارى جهدنا لضمان عدم تكرار مثل هذه المأساة".
وأكد إردان أن الوقف الفوري لإطلاق النار مرهون باستسلام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإطلاق سراح كل المحتجزين، وفق تعبيره.
وقد خلص تحقيق إسرائيلي في مقتل فريق المطبخ المركزي العالمي المكون من 7 أشخاص بغارة إسرائيلية في غزة يوم الاثنين الماضي، إلى ارتكاب أخطاء جسيمة وانتهاكات للإجراءات من جانب الجيش، وهو ما أدى إلى قرار بإقالة ضابطين وتوبيخ قادة كبار.
وتشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة منذ نحو 6 أشهر، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، أغلبهم أطفال ونساء.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات المرکزی العالمی مجلس الأمن قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: ممارسات جيش "إسرائيل" بغزة من أخطر الجرائم الدولية
نيويورك - صفا
قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جويس مسويا "إن النازحين الفلسطينيين بقطاع غزة شهدوا قتلاً وحرقاً ودفناً لأفراد عائلاتهم، مشيرة إلى أن ممارسات الجيش الإسرائيلي "تذكرنا بأخطر الجرائم الدولية".
جاء ذلك في إحاطة قدمتها بجلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت أمس الثلاثاء، لمناقشة التحذيرات الصادرة بشأن المجاعة وانعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة.
وأبلغت المسؤولة الأممية الدول الأعضاء خلال الجلسة بإبلاغ مجلس الأمن بشأن انعدام الأمن الغذائي في غزة 16 مرة على الأقل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأشارت إلى أن الأمم المتحدة أدانت بشدة القتل والدمار والمعاملة اللاإنسانية للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأردفت "رأينا المدنيين الذين نزحوا من منازلهم في غزة محرومين من كرامتهم، رأينا أنهم شهدوا أفراد أسرهم يُقتلون ويُحرقون ويدفنون أحياء".
وأضافت مسويا أنها شاهدت عبارة: "طفل جريح، عائلته ليست على قيد الحياة" مكتوبة على أذرع الأطفال المصابين، موضحة أن معظم قطاع غزة أصبح الآن مدمرا وأكواما من الأنقاض.
كما قالت: "إذا تضررت أو دمرت 70 بالمئة من منازل المدنيين، فما هو الفرق وما هي الاحتياطات التي تم اتخاذها؟ إننا نشهد أعمالاً في غزة تذكرنا بأخطر الجرائم الدولية".
وشددت في إحاطتها على أن الهجوم الأخير الذي شنته إسرائيل على شمال قطاع غزة الشهر الماضي كان "نسخة أكثر خطورة وتطرفا وتسارعا من رعب العام الماضي".
وأوضحت أن العديد من الأسر لا تزال تحت الأنقاض، وأن إسرائيل منعت نقل الوقود ومعدات الحفر وفرق الإسعافات الأولية لسكان غزة، مضيفة "يبدو أنه لا يوجد حد للقسوة اليومية التي نراها في غزة".
وبينت أن "إسرائيل تحاصر بيت حانون شمال قطاع غزة منذ أكثر من شهر، وأن الإمدادات الغذائية والمياه وصلت لكن باليوم التالي هجر الجنود الإسرائيليون الناس قسرا من نفس المناطق".
ونوهت إلى أن الأشخاص المحاصرين أفادوا بأنهم يخشون استهدافهم إذا تلقوا المساعدة، موضحة أن إسرائيل منعت دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، وأن إمدادات المياه والغذاء لنحو 75 ألف شخص قد انخفضت.
وتطرقت مسويا لظروف الشتاء بالقول: "إن الظروف المعيشية في غزة ليست مناسبة للإنسانية، الغذاء غير كاف، ومواد الإيواء المطلوبة قبل فصل الشتاء محدودة للغاية".
وذكرت أن توزيع الغذاء اليومي انخفض بنسبة 25 بالمئة تقريبا في أكتوبر/تشرين الأول مقارنة بشهر سبتمبر/أيلول، وأن القرار بشأن منع عمل وكالة الأونروا ساهم بهذا التراجع.
كما أعربت عن قلق الأمم المتحدة بشأن تدهور وضع الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وأن القوات الإسرائيلية تواصل استخدام الأساليب القاتلة، و"يتم تجاهل الاحتياجات الأساسية للإنسانية".
وشددت على أنه يجب على الدول الأعضاء ممارسة نفوذها من خلال الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية ومكافحة نقل الأسلحة والإفلات من العقاب من أجل منع ووقف انتهاكات القانون الإنساني الدولي.
وختمت بالقول: "حان الوقت الآن لكي يستخدم مجلس الأمن سلطته، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، لضمان الامتثال للقانون الدولي والتنفيذ الكامل لقراراته".