أتذكر فرحتي في معرض الكتاب، حين أبصرت ديوان أبي الحكم، الذي جمعته وحققته الدكتورة جوخة الحارثي، أحمد بن عبدالله الحارثي، وقدمت له بمقدمة ضافية، استفدنا منها كثيرا.
ولد الحارثي يتيما بين عامي 1923- 1928، بالمنطقة الشرقية بعمان، ولعل أهم المؤثرات في شخصيته، بيته الذي تربى فيه، فهو بيت مجد وشرف، ثم كان للدراسة أثرها الجلي في شخصيته، فقد تلقى دروسه الأولى في كتاتيب بلدة المضيرب، وتلقى علوم العربية عن أستاذه ناصر بن سعيد النعماني، وغيره من معلمي عصره وفقهائه، كما درس يافعا في نزوى، ومن أساتذته: سعود بن عامر المالكي، ومحمد بن شامس البطاشي، وسعود بن إبراهيم الكندي، وخاله علي بن سالم الحجري.
ولعل المؤثر الرابع أعماله، فقد عمل واليا للإمام الخليلي ثم للسلطان سعيد بن تيمور، وفي عهد السلطان قابوس تنقّل في وظائف عدة فعمل وكيلا لوزارة الأراضي ورئيسا لهيئة المخطوطات العمانية ومستشارا في الديوان السلطاني.
ولعل المؤثر الخامس هو تأثره بالنَّفَس الشعري الكلاسيكي، ويتجلى ذلك في إعجابه الشديد بالمتنبي وشوقي وأبي مسلم البهلاني، وقد بزغ نجم الشاعر في تيار القصيدة العمانية التي قاد دفتها عبدالله الخليلي وعبدالله الطائي وأبو سرور، وكان المديح وما نسميه اليوم بـ«شعر المناسبات» مادة أساسية للشعر الكلاسيكي، وكانت المراسلات الشعرية، وعشرات الأسئلة والأجوبة في الجوانب الاجتماعية والفقهية وحتى الفكاهية شائعة بين الأدباء، ووسيلة للتواصل فيما بينهم. لذا يبدو أن محاور الشعر عند الحارثي تدور حول ثلاثة: محور العلاقات الإنسانية، محور المواقف الفكرية، محور النزعات الوجدانية والفنية، ولعل فترة الستينات الحافلة بالأحداث الجسام على مستوى الوطن والفرد جعلت شعره ينحو منحى الهموم الوطنية، كما كان احتفاؤه بشعر العلاقات الإنسانية من باب الصلات الاجتماعية التي كان لها ثقل كبير في المجتمع العماني، إذ هو ينتمي إلى كيان اجتماعي متأسس، وإلى قبيلة قوية هو أحد شيوخها، ولا يمكن فصل مجرى حياته عن موهبته الشعرية. ولذا سمي شاعر الشرق، أي شاعر المنطقة الشرقية من عمان.
وهكذا يحفل شعره بمدح الرموز، ورثائهم، ولعل الإمام محمد بن عبدالله الخليلي يستأثر بعظيم مدائحه ومراثيه، ولا عجب، فالصلة بينهما كانت صلة تلمذة ومحبة وصداقة، بالإضافة إلى عمل الشاعر واليا للإمام في سمائل، ونرى له كذلك العديد من المدائح في السلطان قابوس بن سعيد، كيف لا وقد كان مقربا منه، وهمزة وصل بينه وبين القبائل في بدايات حكمه، ثم عمل مستشارا في الديوان السلطاني، ومن جميل شعره هنا:
بدا العيدُ عيدًا كما قد بدا *** سعيدا يُقبِّل منك اليدا
بدا والسرور على وجهه *** يُحيّي جلالتكم منشدا
بدا وجلالة سلطاننا *** المعظم محتفلًا أسعدا
وذا الشعب منشرحًا ماثلًا *** أمامك يوليك منه الفِدا
ويرنو إليك بعين الرضا *** ويمشي وراءك مسترشِدا
وإن احتفالكم سيدي *** بذا العيد أمر بعيد المدى
بيوم له ذكريات النضال *** ويومٍ له ذكريات الندى
بيومٍ أطلت شموس الهدى *** وأشرق فجرُ العلى منجدا
على وطنٍ كان في عزلةٍ *** فأخرجته من ظلام الردى
وتمشي الهوينا كمشي العروس *** وتفخر تيهًا بمن شيّدا
وتقطع شوطًا يباري السهى *** علوًّا وتحتضن الفرقدا
كان الحارثي جزءا من نسيج اجتماعي قَبَلي وسياسي تتقاذفه أفكار مؤتلفة تارة ومختلفة تارة أخرى، بين سُلَطٍ مختلفة: سلطة الإمامة بثوابتها، وسلطنة مسقط بتصورها السياسي، وقد أسهم الشاعر في هذا الجو السياسي الصاخب، فبدا شعره متوهجا بهذا الحس، ولم يكن بالضرورة عمودا لنظام سياسي معين، إذ كانت له مواقفه الخاصة من الأحداث، وشخصيته الطاغية. كما كان الشاعر منشغلا بالهموم القومية والوطنية والدينية، فمسعى حياته كاشف عن ذلك كما هو شعره، وانظر كيف حفلت قصيدته التي ألقاها في ندوة الخليج بالهموم القومية وبقضية فلسطين، وتأمل –قصيدته «يا صاح قم لله دون تمادي». كما كتب قصائد في أعياد استقلال كثير من الشعوب العربية، وفي الأعياد الوطنية لبعض الدول مثل تونس ومصر، لكن معظمها مفقود.
أما الوصف، فله فيه ميدان لطيف شريف، ومما قاله في وصف زنجبار:
إنما زنجبار روضٌ من النسرين *** باقاته عيون العذارى
ربوة ذات بهجةٍ واخضرارٍ *** باكر الغيثُ سوحها والديارا
وطَّد الدهر في الجزيرةِ مهدًا *** وقرارًا هو النعيم قرارا
غَشِيَتْ ساحة المحيط اعتراضًا *** فحباها الأطواقَ والأسوارا
منظرٌ تسبح النواظر فيه *** ورُبًى جادها الحيا مرارا
هي بلقيس في الخمائل تزهو *** أين بلقيس لو رأت زنجبارا؟
خطرتْ في غلائل من دمقسٍ *** نسج المزن وشيها أزهارا
وتغنَّتْ بلابل الأيك شدوًا *** فوق بان الرُبى تجيب الهزارا
وشذىً هبَّ فانتعشنا لريّاه *** فكان القرنفل المِعطارا
وقال يصف وادٍ:
وادٍ كأن عليه من نسج الحيا *** بردًا تنمنمه صبا أسحارها
وعلى ضفاف الجانبين خمائلٌ *** قد باكر الوسمي ربع ديارها
نسجتْ غلائلها النسيم فورَّدتْ *** وجناتها وافتَّر ثغر نوارها
ولحاظ نرجسها رمت بنصالها *** فاحمر ما بين الزهور بهارها
واخضر ما بين الرياض بساطها *** واصفر ما بين الرُبى أزهارها
والتفت الأغصان فوق سمائها *** مغنى البلابل في نشيد هزارها
وجداول الأنهار بين غياضها *** قد شبَّ مفرقها وشاب عذارها
فتفتّحت أزهارها وترنمت *** أطيارها وتهدلت أثمارها
كما نلمح في شعره اعتزازا عميقا بعمان، بتاريخها وجغرافيتها، بماضيها وحاضرها، وهاك قصيدته «ألا حي دار الحي حيث الألى نهوى». فكان لديه إحساس عميق بأن كل مكان في عمان هو وطنه، ومحل افتخاره، تشهد بذلك قصائده عن نزوى وسمائل وبدية وصلالة، وهي قصائد فياضة بالمحبة والاعتزاز والحنين، وقد عاش الشاعر في كثير من حواضر عمان مددا متفاوتة في طولها. ومما قاله مشتاقا إلى نزوى:
ألا حيِّ دار الحيّ حيث الأُلى نهوى *** ونزوى وما أدراك ما الشأن في نزوى
وما كنتُ قبل اليوم للبين مصرعًا *** لأدنى خليط بان أو منزلا أقوى
وكنت بها عصر الشبيبة أمتري *** لدَرّ التصابي والهوى كيفما نهوى
أأسلو عهودًا بين ضوتٍ ودارسٍ *** وبالعقر كانت لي مرابعها مثوى
ويمكن لمتأمل ديوان شاعر الشرق أن يدرك أن الرثاء غرضه المفضل، قصيدة الرثاء عنده -كما كل شعره- هي استدعاءٌ لقصائد الرثاء الأشهر في التراث العربي، ويمكن عموما تقسيم الرثاء إلى اتجاهين، الاتجاه الأول رثاء الأشخاص نتيجة الموت، وكان غالبا ما ينظم قصائده بعد سماع خبر الوفاة مباشرة، فتُفتَتَح قصائد رثائه بـ«النبأ العظيم»، النبأ الذي تنهد له الشم الرواسي، وبـ«الخطب الجلل»، و«الأسف الملوع»، أي بلحظة تلقي خبر النعي، ونلحظ حضورا لافتا للأطراف الأخرى: حاملو النبأ ، المصابون، المعزون، تستدعيهم للمشاركة في هول النبأ، في توزيع الرزء على مظاهر الكون والحياة، للتعزية والتوصية بالصبر والقيام بأعباء الخلف. كما تجنح الأبيات التي تؤكد استمرار البكاء ودوام الحزن إلى التكرار، وهذا التكرار إلى مجاراته للمنحى السماعي الإنشادي للشعر، ولا سيما أن كثيرا من مراثيه كانت تُلقى في مجالس العزاء المُقامة للمرثي، ويتناقلها الناس بالإنشاد، فهي قصائد كُتِبَت – في المقام الأول – لتُنشَد لا لتُقرأ بين دفتي كتاب. من ذلك قوله راثيا:
أسفي عليه وما يزيد تأسفي *** إلا وقود حشاشةٍ لا تنطفي
أسفي عليه والنوى رصدٌ له *** زُمَّتْ ركائبه لِبَينٍ مُتلف
عجلان لا يلوي على من خلفه *** صادٍ إلى ورد النمير القرقف
عطشان لا ترويه إلا نهلةٌ *** من زمزمٍ يا ليت لو كان اشتُفي
لهفان صدرٍ لا يحن سوى إلى *** أرض الحجاز بدمع عينٍ مُذرَف
حرّان قلبٍ همّه في يثربٍ *** وهواه حيث الزائرين الطّوف
ذو مقلة شكرى ومهجة وَالهٍ *** حرّى وشوق للبقيع المشغف
حمدان نجل خُميِّس أدعوك *** للقرآن تتلوه بسبعة أحرف
أدعوك للترتيل والتجويد *** للذكر الحكيم ونظرة في المصحف
شيخ البيان وليس ثَمّ مُنازع *** وإمام أهل النحو دون توقّف
والاتجاه الثاني هو رثاء المدن، فقد أثر في الشاعر سقوط زنجبار، فيتوجع لما أصاب وطنه الثاني زنجبار إثر الحوادث الدامية التي جرت عام 1963م، والتي استهدفت تصفية الوجود العُـمـاني هناك، بتخطيط وتواطؤ خارجي قامت عصابات همجية مسلحة تدعي بأحقيتها لزنجبار بمذبحة شنيعة راح ضحيتها الآلاف من السكان العمانيين الذين كانوا يقطنون تلك الجزيرة.
أتأسَّى وأيُّ شيءٍ يؤسِّي؟ *** عِيلَ صبري وضقتُ ذرعًا بنفسي
صاحِ بالله أين تلك الروابي؟ *** ما لها بُدِّلت بمحوٍ وطمس؟
وعلى زنجبار قرَّتْ مراسي الخوف *** من بعد أمنها يوم نحس
وترامتْ على جوانبها الأهوال من *** كل جانبٍ وعلى كل جنس
كم عزيزٍ أُذِلَ فيها وخودٍ *** سيمتْ الخسف من خسيسٍ أخسِ
وسجينٍ يمشي ويُضرَبُ عريانًا *** ويُرمى برأسه في المجس
يا لها صيحةٍ فهل من مجيبٍ *** عظم الخطبُ أن يقاس بحدس
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ما بین
إقرأ أيضاً:
نجوم النعائم
لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمينها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.
واليوم أيضا لن نتحدث عن نجم مفرد، بل سنتحدث عن مجموعة من النجوم وقد أطلق عليها العرب اسم نجوم النعائم، وقسموها إلى النعائم الشمالية وهي أربعة نجوم تشكل جزءًا من «إبريق الشاي» الشهير في كوكبة القوس، والنعائم الجنوبية وهي أربعة نجوم في الكوكبة نفسها، وفقًا للمعاجم اللغوية ف«النَّعائِم» هو جمع لكلمة «نَعامة»، ويشير إلى مجموعة من النجوم التي تشكل منزلة من منازل القمر، تُصور على هيئة النعامة، وقد كانت النعامة أحد الحيوانات التي تعيش في الصحراء العربية، وقد وصفها الشعراء في معلقاتهم وقصائدهم، فلا غرابة حين يقومون بتسمية النجوم المتناثرة في السماء بقطعان النعام.
وفقًا للتقويم الفلكي العربي، تُعتبر «النعايم»، المنزلة الرابعة من منازل فصل الشتاء، وتبدأ في 15 يناير وتستمر لمدة 13 يومًا خلال هذه الفترة، يكون الطقس شديد البرودة، خاصة في الليل والصباح الباكر، وقد اعتمد العرب القدماء على منازل القمر والنجوم، بما في ذلك «النعائم» لتحديد مواعيد الزراعة والأنشطة الفلاحية، خلال هذه الفترة، وكان المزارعون يجهزون أراضيهم للزراعة، حيث تُزرع خلالها الكثير من المحاصيل، كما استخدم المغاربة «المنازل» لتحديد مواعيد الزراعة، وحصاد المحاصيل، وغرس الأشجار، وجني الغلات، بالإضافة إلى تحديد مواسم الصيد البري وقنص الطيور.
ولأن «النعائم»، تشير إلى مجموعة من النجوم وليس نجمًا واحدًا، فإن خصائصها الفلكية التي أثبتتها الدراسات الحديثة تشير إلى أنها تختلف من نجم لآخر من حيث القطر ودرجة الحرارة، والبعد عن الأرض، ولكن تتراوح أحجام النجوم بين حوالي 5% من حجم الشمس إلى حوالي عشرة أضعاف قطر الشمس، أما درجات الحرارة السطحية للنجوم، فتتراوح بين 3,500 درجة كلفن للنجوم الحمراء الصغيرة إلى 30,000 درجة كلفن أو أكثر للنجوم الزرقاء الكبيرة.
وإذا أتينا إلى الشعر العربي وورود هذه النجوم فيه فنجدها في كل العصور الأدبية في الشعر العربي، كما نجد لها شواهد في المنظومات والقصائد العمانية، فنجد مثلا الشاعر العماني سليمان النبهاني يصف قوم ويمدحهم بأنهم وصلوا في العلو والرفعة مكانة لم تصل لها نجوم النعائم فقال:
همُ القوم سادوا كلَّ حيٍ وشيَّدوا مراتبَ لم تبلغ مداها النَّعائمُ
ليوثٌ صناديد غُيوث هواطل جبال منيفات بحار خضارمُ
كما أن البحار العماني أحمد بن ماجد ذكرها في منظوماته الفلكية فقال:
والقَلبُ والشولَةُ والنَعَائِم
وَبَعدَهَا البَلدَةُ تَطلُع دائِم
ثُمَّ السعُودُ الأَربَعَة والفَرغُ
يا طال ما فُصِّل عليها الشُّرعُ
حتى أننا نجد أبو طالب بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر النعائم في مقطوعة شعرية وهو يصف أن بني هاشم بلغوا في المجد مكان نجوم النعائم، وذلك بفضل محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول:
لَقَدْ حَلَّ مَجْدُ بَني هاشمٍ
مَكانَ النَّعائِمِ وَالنَّثْرَةْ
وَخَيْرُ بَنِي هاشمٍ أَحْمَدٌ
رَسولُ الْإِلَهِ عَلَى فَتْرَةْ
ونجد الشاعر الجاهلي عامر بن الظرب العدواني يذكر النعائم في إحدى قصائده ويقرنها مع نجم النسر فيقول:
سَمَوْا فِي الْمَعالِي رُتْبَةً فَوْقَ رُتْبَةٍ
أَحَلَّتْهُمُ حَيْثُ النَّعائِمُ والنَّسرُ
أَضاءَتْ لَهُمْ أَحْسابُهُمْ فَتَضاءَلَتْ
لِنُورِهِمُ الشمْسُ الْمُنِيرَةُ وَالْبَدْرُ
في حين نجد أن الشاعر الأموي أبو طالب المأموني يذكر نجوم النعائم مقرونة بنجم السهى فيقول:
سيخلف جفني مخلفات الغمائم
على ما مضى من عمري المتقادم
بأرض رواق العز فيها مطنب
على هاشم فوق السهى والنعائم
ونرى الشاعر العباسي أبو العلاء المعري في لزومياته يذكر هذه النجوم في معرض مدح أحدهم ويذكر الصوم أيضا فيقول:
وَرِثتَ هُدى التَذكارِ مِن قَبلَ جُرهُمٍ
أَوانَ تَرَقَّت في السماءِ النَعائِمُ
وَما زِلتَ لِلدَينِ القَديمِ دِعامَةً
إِذا قَلِقَت مِن حامِليهِ الدَعائِمُ
وَلَو كُنتَ لي ما أُرهِفَت لَكَ مُديَةٌ
وَلا رامَ إِفطاراً بِأَكلِكَ صائِمُ
وإذا أتينا إلى الشاعر العباسي الشريف المرتضى نجده يشبه النوق وهي تمشي في الليل مثل نجوم النعائم التي تنتثر في السماء فيقول:
ركبوا قلائصَ كالنّعائمِ خرّقَتْ
عنها الظّلامَ بوَخْدِها تَخرِيقا
يَقطَعن أجوازَ الفَلا كمعابِلٍ
يمرُقن عن جَفْنِ القِسيِّ مُروقا