تقرير: يحيى جارالله

بحشود ملايينية غير مسبوقة تفرد الشعب اليمني بخروجه الجماهيري في يوم القدس العالمي على نطاق واسع، متصدرا بذلك المشهد المهيب كل الشعوب على المستويين العربي والإسلامي في إحياء هذه المناسبة السنوية المرتبطة بأهم وأقدس قضايا الأمة.

ففي عاصمة الأحرار صنعاء تشكل الطوفان اليماني الأكبر ليمثل شاهدا جديدا على قوة وبأس وعنفوان هذا الشعب الثائر وصلابة وثبات موقفه البطولي في نصرة ومساندة الشعب الفلسطيني.

خرج اليمنيون بكل تلك الحشود ليسمعوا كل العالم بأنهم شعب يأبى الضيم ولا يقبل بالخيانة أو المذلة والخنوع الذي يسلكها بعض الحكام والقادة العرب الذين لم تعد تحركهم كل تلك الجرائم الوحشية الصهيونية بحق الأطفال والنساء في غزة والأراضي المحتلة وآخرها في مجمع الشفاء الطبي.

كما جدد الخروج الشعبي الواسع في كل ساحات وميادين الصمود التأكيد على ارتباط وتمسك شعب الإيمان والحكمة بالقضية الفلسطينية إيمانا منه بأن الأمة لا يمكن أن تقوم لها قائمة إلا بعد تحرير الأراضي والمقدسات الاسلامية من رجس الصهاينة اليهود.

عبرت الحشود البشرية بذلك الحجم والزخم الكبير عن الغضب والرفض الشعبي لما يتعرض له الأشقاء في غزة من مذابح مهولة وحصار قاتل وتجويع واستهداف لكل حقوقهم في الحياة وفي مقدمتها الدفاع عن أرضهم المسلوبة وعرضهم المنتهك.

بدت الجماهير المليونية المشاركة في يوم القدس العالمي أكثر حماسا من ذي قبل، وهتفت بأعلى صوت بأن فلسطين وأبناء فلسطين لن يكونوا لوحدهم ما دامت الدماء تجري في عروقهم وشرايينهم.

استشعر أبناء الشعب اليمني أهمية إحياء يوم القدس العالمي، الذي يصادف آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، باعتباره محطة بالغة الأهمية في التعبئة الجهادية، والإعداد والجهوزية لخوض المعركة الفاصلة لتحرير فلسطين.

كما يعد هذا اليوم مناسبة بالغة الأهمية للشعوب الحرة لإبقاء القضية والمقدسات الإسلامية في فلسطين حاضرة في وجدان الأمة، وكذا تعرية وإفشال ما تقوم به بعض الدول العميلة من تطبيع مع كيان العدو لصرف الأنظار عن القضية الفلسطينية، إلى جانب ما تمثله من فرصة لتوحيد صوت المسلمين، وتوجيه غضبهم نحو العدو الحقيقي للأمة.

وتزامن يوم القدس العالمي هذا العام مع أحداث ومنعطفات مهمة تمر بها الأمة، وبعد أن عادت قضيتها الأولى فلسطين إلى الواجهة، بفضل ما شهدته عمليات المقاومة الفلسطينية من تطور نوعي تكللت بتنفيذ عملية “طوفان الأقصى” الاسطورية التي أربكت العدو الصهيوني وأعادته إلى نقطة الصفر.

كما توالت من بعدها العمليات البطولية للمقاومة والتي كبدت العدو الإسرائيلي في كافة محاور القتال الخسائر الباهظة، بينما تتواصل الرشقات الصاروخية لتفاجئ العدو الإسرائيلي بين الحين والآخر وتعزز من خيبة الأمل لدى جيشه المهزوم.

ولعل ما يقوم به هذا الكيان المارق والشاذ من ممارسات إرهابية وفظائع وانتهاكات بحق أطفال ونساء فلسطين والتي لم يسبق حدوثها في تاريخ الحروب لأكبر دليل على حالة اليأس والتخبط والهزيمة التي لحقت به جراء عملية “طوفان الأقصى” البطولية.

وعلى الرغم من الموقف العظيم الذي سطره الشعب اليمني وقيادته الحرة دون غيره من الشعوب العربية والإسلامية في نصرة الشعب الفلسطيني بكل ما يمتلك من قدرات وإمكانيات وصلت إلى فرض حصار بحري على العدو الصهيوني وداعميه الغربيين، إلا أن الشعب اليمني وقيادته يتوقون لما هو أكبر وأبعد من ذلك.

إذ يتوق الملايين من أبناء اليمن ويتمنون أن تتاح لهم الفرصة وتفتح لهم الممرات للوصول إلى الأراضي المحتلة للقتال إلى جانب أبطال المقاومة كتفا بكتف في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” ضد أعداء الإنسانية الصهاينة والأمريكان الذي عاثوا فسادا وخرابا على أرض فلسطين.

سبأ

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: یوم القدس العالمی الشعب الیمنی

إقرأ أيضاً:

دور الشباب في فلسطين

 

ما يجمع الشباب العربي بأشقائهم في فلسطين من أواصر القربى واللغة والدين والمحيط الجغرافي، يحتم عليهم جعلهم القضية المحورية.

ينشط الشباب العربي في مختلف وسائل الإعلام والحديث منها كالفيسبوك وتويتر والواتس آب والتليجرام والانستجرام والتيك توك، وكثير منهم يعد من مشاهير تلك الوسائل ولديه الملايين من المتابعين والمشاهدات، فما الذي قدموه جميعا لنصرة القضية الفلسطينية ومساندة أشقائهم؛ الذين يتعرضون لكل أنواع العدوان من قبل جيش العدو الصهيوني؟.

للأسف الشديد من يتابع الإعلام العربي بكل أنواعه، وصفحات الشباب العربي، فسيجد أنها منصبة لتعظيم هذا النادي الغربي وذلك اللاعب الغربي، بل ويصل الأمر إلى الشجار عليهم، فيما لا يعيرون فلسطين ولا شبابها أي اهتمام!.

نعرف كلنا أن الإعلام يغير كثيراً من المفاهيم ويجعل كثيراً من المنظمات والدول تحول توجهاتها، وهو ما يقوم به الشباب الغربي المتصهين في مساندة العدو الصهيوني، فما المفرق بيننا وبينهم؟ ولماذا يتفقون علينا وهم على الباطل؟ فيما نحن والحق معنا لا نتحاشى حتى الحديث عن ما يجري في فلسطين من مآس لا حدود لها ولا وصف لفظاعتها.

المخزي أن شباب الجامعات الغربية والأمريكية كانوا مناصرين للقضية الفلسطينية أكثر من شباب الجامعات العربية والإسلامية، ولم يثنهم الاعتقال وسوء المعاملة عن إظهار مظلومية الشباب الفلسطيني.

وحدها الجامعات اليمنية وشبابها كانوا وما زالوا في مقدمة المناصرين لإخوانهم الفلسطينيين سواء من خلال الوقفات اليومية أو إقامة الندوات والأنشطة الداعمة للجهاد ضد العدو والمشاركة في الخروج الأسبوعي كل جمعة في منظر ليس له نظير في أي بلد آخر.

مساندة اليمنيين مستمرة، حتى مع الهدنة الهشة، ومنها المؤتمر الأول للجامعات اليمنية الذي سيقام نهاية الأسبوع الجاري خلال أيام ٢١،٢٠،١٩ شعبان ١٤٤٦هـ وتحتضنه جامعة العلوم والتكنولوجيا بالعاصمة صنعاء، ويشارك فيه العلماء والخبراء من داخل اليمن وخارجه بمختلف البحوث والأوراق العلمية التي تتحدث كلها عن فلسطين ومعركة طوفان الأقصى.

المؤتمرات العلمية هي إحدى جبهات الإسناد لفلسطين وشعبها، وهي بلا شك تغيض العدو والموالين له؛ لكونها تبين أن الإسناد مستمر في حالة العدوان والهدنة، وهو ما يجب أن يستمر لأن العدو لا أمان له.

العدو اليوم يضغط من خلال الشيطان الأكبر (أمريكا) لتهجير سكان قطاع غزة إلى خارج حدود بلاده، وهذا الأمر الخطير، يستدعي منا جميعا الوقوف ضده، وهو حق فلسطين وشعبها علينا، لأنهم أهل الرباط.

إذا لم نقف مع مقدساتنا (الأقصى الشريف) ونسعى لتحريره من اليهود الغاصبين، مع من نقف؟! وإذا لم نقف مع إخواننا المستضعفين في فلسطين، فمع من نقف؟!.

نسأل الله تعالى أن ينصرهم ومن جاهد معهم بما نصر به المرسلين وأن يحفظهم بما حفظ الذكر المبين، إنه قوي متين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.

مقالات مشابهة

  • سيناتور أمريكي يؤكد أهمية تحرير اليمن من إيران وتوحيد الجيش اليمني لهزيمة الحوثيين
  • الرئيس اليمني يؤكد موقف اليمن الثابت الى جانب الشعب الفلسطيني وحقه في اقامة دولته المستقلة
  • الشيخ فائق شحادة حسن الأنصاري.. سادن الأقصى الذي أتقن حمل السلاح
  • فلسطين من (عصا موسى) إلى (عصا السنوار)
  • دور الشباب في فلسطين
  • حركة المجاهدين الفلسطينية تجدد إشادتها بالموقف اليمني الأصيل الذي عبَّر عنه السيد القائد
  • الشعب اليمني يقطع لسان ترامب
  • خطيب الجامع الأزهر: لا نقبل تقسيم قضية فلسطين والتفاوض على الأوطان
  • خطيب الجمعة بالأزهر: مواقف مصر في الدفاع عن فلسطين تنتصر لعقيدتنا وإنسانيتنا
  • خطيب الجامع الأزهر: لا نقبل تقسيم قضية فلسطين إلى قضايا متعددة