لجريدة عمان:
2025-04-02@08:18:59 GMT

عندما نألف النعم

تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT

تتقلب حياة الإنسان بين شدة ورخاء، وفرح وحزن، وبالتالي فإن طال أحدهما في حياة شخص ما؛ أسرف على نفسه باللوم والعتاب، وتعذيب الذات، وعدم الاستسلام للقدر المكتوب، مع أن في كلا الأمرين: الشدة والرخاء خير للإنسان، وامتحان لإرادته ورضاء بالقضاء والقدر (... ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) –(35): الأنبياء– ومن ذلك فالكثيرون منا يتجاوزون أهمية الكثير من النعم في حياتهم، ليس لأنها لا تمثل لهم أهمية أو قيمة، ولكنهم يسقطون أهميتها بسبب التقادم والتكرار؛ حيث تتجه النظرة دائما إلى أي شيء جديد، يحدث نوعا من التغيير، ولذلك نسمع كثيرا مقولة: «ملينا؛ تعبنا؛ لا جديد في حياتنا؛ رتابة مستمرة» فتتضاءل الأهمية إلى مستويات العادة، والعادة عندما تتلبس بالفرد تفقده قيمة الشيء الذي بين يديه، فيتحول التعامل مع مختلف الأشياء إلى شيء لا قيمة له، إلا بقدر الإلزام الآني، كالصلاة –على سبيل المثال– وهي من أجل النعم على الإنسان المسلم؛ حيث تشعره بذلك الارتباط الوثيق مع ربه، حيث الارتباط الخفي، ولذلك يلحظ الفرق بين مسلم ورث الصلاة عمن قبله، فهو ملزم بأدائها بحكم التوارث؛ وبين مسلم؛ للتو؛ اعتنق الإسلام، فيجد في هذه الشعيرة التعبدية، السمو في هذا الحوار الخفي مع الله، وفي سائر الشعائر التعبدية، فينعكس ذلك على سلوكه كاملا، فيشعر بالراحة والاطمئنان.

وهذه الصورة لا تقاس على الصلاة فقط، وإنما تقاس على كل النعم في حياة الإنسان سواء أكان مسلما أو غير مسلم، سواء أكانت هذه النعم مرتبطة ارتباطا ماديا بالجسد، كالبصر، والسمع، والشم، وكافة أعضاء الجسد الداخلية والخارجية؛ ففي ممارساتنا اليومية في الحياة، قد لا نستحضر أهمية كل هذه الأعضاء الملموسة وغير الملموسة، ولكن عندما يحدث خلل ما في إحداها، هنا ندرك أهميتها القصوى، وندرك مدى فضاعة ما ارتكبناه في حقها عندما لم نعطها حقها من الاهتمام؛ ففقدانها أو فقدنا جزءا منها.

فالمثير من النعمة الآنية التي نراها في الآخرين، كثيرا ما تفقدنا صواب المراجعة مع النفس، وبأننا نملك؛ في المقابل؛ النعم المماثلة، أو المختلفة، وبالتالي فلا ضرورة إطلاقا؛ على التحسر؛ مثلا؛ أو التلفظ بالقول: «أنا محروم؛ أو منحوس؛ أو ما محظوظ؛ أو لماذا فلان؟» حيث تدخلنا هذه الهواجس في مستنقع نسيان النعم التي بين أيدينا من ناحية، وتجاوز قدر الله في عباده، من حيث النعم والعطايا والهبات، وهذا قد يدخل الإنسان في كثير من كفر النعمة؛ والعياذ بالله (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض؛ للرجال نصيب مما اكتسبوا، وللنساء نصيب مما اكتسبن، واسألوا الله من فضله؛ إن الله كان بكل شيء عليما) (32): النساء.

وفي مقاربات مختلفة يمكن القول أيضا:«منشد الحي؛ لا يطرب» مع أن منشد الحي؛ في كثير من الأحيان لا يقل عذوبة في الكلمة واللحن، ولكن لأن الناس اعتادوا عليه، فأسقطوه من أن يكون ذا أهمية لديهم، ويمكن إسقاط ذات الفهم على المؤسسات الإدارية المختلفة عندما تفضل الخبير الوافد على المواطن، أو ترى في الوافد على أنه أكثر خبرة، وأكثر مهنية، وأنه قد يأتي «بما لم تأت به الأول» وهذا كله ليس واقعيا بالمطلق، فمنشد الحي الذي أسقطت أهميته لا يقل طربا وتمكنا من الآخر، بل قد يكون الأخلص، والأجهد، والأوفى، وقس على ذلك أمثلة كثيرة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

دراسة: هذه هي درجة الحرارة “القاتلة”!

شمسان بوست / متابعات:

كشفت دراسة حديثة من جامعة أوتاوا أن قدرة الإنسان على تنظيم حرارة جسمه في الطقس الحار أقل بكثير مما كان يعتقد سابقا.

وقام فريق البحث بقيادة الدكتور جلين كيني، أستاذ الفسيولوجيا ومدير وحدة أبحاث فسيولوجيا الإنسان والبيئة، بتعريض 12 متطوعا لظروف حارة ورطبة بشكل متطرف في المختبر. ووصلت الظروف إلى 42 درجة مئوية مع رطوبة 57%، ما يعادل مؤشر حرارة يقارب 62 درجة مئوية.


ووجدت النتائج أن هذه الحرارة كانت كافية لتعطيل أنظمة التبريد الطبيعية في أجسام المتطوعين. وخلال ساعات قليلة، بدأت حرارة أجسامهم الداخلية ترتفع بشكل لا يمكن السيطرة عليه، واضطر معظمهم للانسحاب قبل انتهاء التجربة التي استمرت 9 ساعات.


وقال الدكتور غلين كيني، قائد الفريق البحثي: “لقد كسرنا حاجزا خطيرا في فهمنا لفسيولوجيا الإنسان. البيانات تظهر أن أجسامنا تبدأ في الفشل عند مستويات حرارة ورطوبة أقل بكثير مما كنا نعتقد”. وهذه النتائج ليست مجرد أرقام في أوراق بحثية، بل إنها تعني أن ملايين البشر في مناطق مثل الشرق الأوسط وجنوب آسيا قد يواجهون ظروفا مناخية تتجاوز حدود البقاء الآمن خلال العقود المقبلة.


وكشفت التجربة عن آلية مقلقة: عندما تتجاوز الحرارة والرطوبة حدا معينا، يعجز نظام التعرق عن تبريد الجسم، فتتحول البشرة إلى سطح مغلق لا يسمح بتبخر العرق، ويبدأ الجسم في الاختناق الحراري ببطء. وهذه الظاهرة التي رصدها العلماء في المختبر بدقة، قد تفسر الزيادة المفاجئة في وفيات كبار السن أثناء موجات الحر الأخيرة في أوروبا وأمريكا الشمالية.

وتأكد النتائج الحديثة أن الحدود الآمنة لتنظيم حرارة الجسم أقل بنحو 30% من التقديرات السابقة.


ويحذر الدكتور روبرت ميد، الباحث الرئيسي في الدراسة، من أن “هذه النتائج تثبت أن العديد من المناطق قد تصبح غير صالحة للسكن البشري قريبا”. ويضيف أن “التعرض الطويل لهذه الظروف الحارة يشكل ضغطا فسيولوجيا هائلا على الجسم”.


مع توقع زيادة موجات الحر الشديد، تؤكد هذه الدراسة أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات جذرية لحماية صحة البشر. ويدعو العلماء إلى إعادة تصميم المدن بمساحات خضراء تعكس الحرارة، وتطوير أنظمة إنذار مبكر أكثر دقة، وخلق ملاجئ باردة في كل حي. ولكن الأهم من ذلك كله، هو أن هذه النتائج تذكرنا بأن تغير المناخ ليس مجرد أرقام على مقياس الحرارة، بل هو تهديد مباشر لقدرة أجسامنا البيولوجية على البقاء.

مقالات مشابهة

  • دراسة: هذه هي درجة الحرارة “القاتلة”!
  • الإنسانُ
  • سفير مصر في ليبيريا يؤكد أهمية الارتقاء بالعلاقات التجارية بين البلدين
  • مدير عام شرطة مأرب يقوم بزيارات تفقدية عيدية ويؤكد على أهمية رفع الجاهزية الأمنية
  • السيسي يشدد خلال اتصال مع الرئيس الإيراني على أهمية خفض التصعيد الإقليمي
  • الإنسان العراقي.. حروب وأزمات مستمرة تدخله مرحلة الانفجار النفسي
  • في محاضرته الرمضانية السادسة والعشرين قائد الثورة: طموح الإنسان المؤمن يجب أن يكون في مرتبة الصالحين
  • معجزة الشفاء تكشف عن أهمية الأصل النباتي في العكبر «صمغ النحل»
  • حسام موافي: قطيعة الوالدين تؤثر على الإنسان دينيا ونفسيا
  • “وقاء” يؤكد أهمية دور المفتش والمراقب الميداني في استدامة الأمن الغذائي