لجريدة عمان:
2024-11-24@02:44:41 GMT

عندما نألف النعم

تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT

تتقلب حياة الإنسان بين شدة ورخاء، وفرح وحزن، وبالتالي فإن طال أحدهما في حياة شخص ما؛ أسرف على نفسه باللوم والعتاب، وتعذيب الذات، وعدم الاستسلام للقدر المكتوب، مع أن في كلا الأمرين: الشدة والرخاء خير للإنسان، وامتحان لإرادته ورضاء بالقضاء والقدر (... ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) –(35): الأنبياء– ومن ذلك فالكثيرون منا يتجاوزون أهمية الكثير من النعم في حياتهم، ليس لأنها لا تمثل لهم أهمية أو قيمة، ولكنهم يسقطون أهميتها بسبب التقادم والتكرار؛ حيث تتجه النظرة دائما إلى أي شيء جديد، يحدث نوعا من التغيير، ولذلك نسمع كثيرا مقولة: «ملينا؛ تعبنا؛ لا جديد في حياتنا؛ رتابة مستمرة» فتتضاءل الأهمية إلى مستويات العادة، والعادة عندما تتلبس بالفرد تفقده قيمة الشيء الذي بين يديه، فيتحول التعامل مع مختلف الأشياء إلى شيء لا قيمة له، إلا بقدر الإلزام الآني، كالصلاة –على سبيل المثال– وهي من أجل النعم على الإنسان المسلم؛ حيث تشعره بذلك الارتباط الوثيق مع ربه، حيث الارتباط الخفي، ولذلك يلحظ الفرق بين مسلم ورث الصلاة عمن قبله، فهو ملزم بأدائها بحكم التوارث؛ وبين مسلم؛ للتو؛ اعتنق الإسلام، فيجد في هذه الشعيرة التعبدية، السمو في هذا الحوار الخفي مع الله، وفي سائر الشعائر التعبدية، فينعكس ذلك على سلوكه كاملا، فيشعر بالراحة والاطمئنان.

وهذه الصورة لا تقاس على الصلاة فقط، وإنما تقاس على كل النعم في حياة الإنسان سواء أكان مسلما أو غير مسلم، سواء أكانت هذه النعم مرتبطة ارتباطا ماديا بالجسد، كالبصر، والسمع، والشم، وكافة أعضاء الجسد الداخلية والخارجية؛ ففي ممارساتنا اليومية في الحياة، قد لا نستحضر أهمية كل هذه الأعضاء الملموسة وغير الملموسة، ولكن عندما يحدث خلل ما في إحداها، هنا ندرك أهميتها القصوى، وندرك مدى فضاعة ما ارتكبناه في حقها عندما لم نعطها حقها من الاهتمام؛ ففقدانها أو فقدنا جزءا منها.

فالمثير من النعمة الآنية التي نراها في الآخرين، كثيرا ما تفقدنا صواب المراجعة مع النفس، وبأننا نملك؛ في المقابل؛ النعم المماثلة، أو المختلفة، وبالتالي فلا ضرورة إطلاقا؛ على التحسر؛ مثلا؛ أو التلفظ بالقول: «أنا محروم؛ أو منحوس؛ أو ما محظوظ؛ أو لماذا فلان؟» حيث تدخلنا هذه الهواجس في مستنقع نسيان النعم التي بين أيدينا من ناحية، وتجاوز قدر الله في عباده، من حيث النعم والعطايا والهبات، وهذا قد يدخل الإنسان في كثير من كفر النعمة؛ والعياذ بالله (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض؛ للرجال نصيب مما اكتسبوا، وللنساء نصيب مما اكتسبن، واسألوا الله من فضله؛ إن الله كان بكل شيء عليما) (32): النساء.

وفي مقاربات مختلفة يمكن القول أيضا:«منشد الحي؛ لا يطرب» مع أن منشد الحي؛ في كثير من الأحيان لا يقل عذوبة في الكلمة واللحن، ولكن لأن الناس اعتادوا عليه، فأسقطوه من أن يكون ذا أهمية لديهم، ويمكن إسقاط ذات الفهم على المؤسسات الإدارية المختلفة عندما تفضل الخبير الوافد على المواطن، أو ترى في الوافد على أنه أكثر خبرة، وأكثر مهنية، وأنه قد يأتي «بما لم تأت به الأول» وهذا كله ليس واقعيا بالمطلق، فمنشد الحي الذي أسقطت أهميته لا يقل طربا وتمكنا من الآخر، بل قد يكون الأخلص، والأجهد، والأوفى، وقس على ذلك أمثلة كثيرة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

تعرف على أحب الأعمال وأفضلها للتقرب إلى الله.. فيديو

تحدث السيد عرفة عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن أحب الأعمال التي يقوم بها الإنسان للتقرب إلى الله.

وأضاف السيد عرفة خلال لقائه مع أحمد دياب ونهاد سمير ببرنامج "صباح البلد"، والمذاع على قناة صدى البلد، أن الله خلق الإنسان لهدفين، الأول هو العبادة والهدف الثاني إعمار الأرض.

واستشهد السيد عرفة بقول الله تعالى: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ".

وأوضح السيد عرفة، أنه روي عن  النبي صل الله عليه وسلم إنه قال: " اعلموا أن أحب الأعمال إلى الله عز وجل أدومها وإن قل"، أي أن أحب المداومة على فعل الأعمال تكون أحب إلى الله. 

مقالات مشابهة

  • ما حكم من لم يستطع الوفاء بالنذر؟ ..الإفتاء تجيب
  • كواليس كمين عيترون.. عندما حاصر مقاتلان من حزب الله 20 جنديا إسرائيليا
  • علي جمعة: كل الطرق تُوصل إلى الله عندما تكون مقيدة بالكتاب والسنة
  • لبنان على خطى «البطّة العرجاء»
  • بيان فضل العفو والتجاوز عن المعسر رغبة في الثواب
  • تعرف على أحب الأعمال وأفضلها للتقرب إلى الله.. فيديو
  • عندما تفقد المرأة قيمتها!!
  • لا تيأسوا من روح الله
  • برلماني: منظومة التأمين الصحي ترجمة حقيقية لبناء الإنسان وتوفير حياة كريمة للمصريين
  • وزير المالية الإسرائيلي يقلل من أهمية توقيع اتفاق وقف لإطلاق النار مع لبنان