لجريدة عمان:
2025-04-27@19:41:54 GMT

عندما نألف النعم

تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT

تتقلب حياة الإنسان بين شدة ورخاء، وفرح وحزن، وبالتالي فإن طال أحدهما في حياة شخص ما؛ أسرف على نفسه باللوم والعتاب، وتعذيب الذات، وعدم الاستسلام للقدر المكتوب، مع أن في كلا الأمرين: الشدة والرخاء خير للإنسان، وامتحان لإرادته ورضاء بالقضاء والقدر (... ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) –(35): الأنبياء– ومن ذلك فالكثيرون منا يتجاوزون أهمية الكثير من النعم في حياتهم، ليس لأنها لا تمثل لهم أهمية أو قيمة، ولكنهم يسقطون أهميتها بسبب التقادم والتكرار؛ حيث تتجه النظرة دائما إلى أي شيء جديد، يحدث نوعا من التغيير، ولذلك نسمع كثيرا مقولة: «ملينا؛ تعبنا؛ لا جديد في حياتنا؛ رتابة مستمرة» فتتضاءل الأهمية إلى مستويات العادة، والعادة عندما تتلبس بالفرد تفقده قيمة الشيء الذي بين يديه، فيتحول التعامل مع مختلف الأشياء إلى شيء لا قيمة له، إلا بقدر الإلزام الآني، كالصلاة –على سبيل المثال– وهي من أجل النعم على الإنسان المسلم؛ حيث تشعره بذلك الارتباط الوثيق مع ربه، حيث الارتباط الخفي، ولذلك يلحظ الفرق بين مسلم ورث الصلاة عمن قبله، فهو ملزم بأدائها بحكم التوارث؛ وبين مسلم؛ للتو؛ اعتنق الإسلام، فيجد في هذه الشعيرة التعبدية، السمو في هذا الحوار الخفي مع الله، وفي سائر الشعائر التعبدية، فينعكس ذلك على سلوكه كاملا، فيشعر بالراحة والاطمئنان.

وهذه الصورة لا تقاس على الصلاة فقط، وإنما تقاس على كل النعم في حياة الإنسان سواء أكان مسلما أو غير مسلم، سواء أكانت هذه النعم مرتبطة ارتباطا ماديا بالجسد، كالبصر، والسمع، والشم، وكافة أعضاء الجسد الداخلية والخارجية؛ ففي ممارساتنا اليومية في الحياة، قد لا نستحضر أهمية كل هذه الأعضاء الملموسة وغير الملموسة، ولكن عندما يحدث خلل ما في إحداها، هنا ندرك أهميتها القصوى، وندرك مدى فضاعة ما ارتكبناه في حقها عندما لم نعطها حقها من الاهتمام؛ ففقدانها أو فقدنا جزءا منها.

فالمثير من النعمة الآنية التي نراها في الآخرين، كثيرا ما تفقدنا صواب المراجعة مع النفس، وبأننا نملك؛ في المقابل؛ النعم المماثلة، أو المختلفة، وبالتالي فلا ضرورة إطلاقا؛ على التحسر؛ مثلا؛ أو التلفظ بالقول: «أنا محروم؛ أو منحوس؛ أو ما محظوظ؛ أو لماذا فلان؟» حيث تدخلنا هذه الهواجس في مستنقع نسيان النعم التي بين أيدينا من ناحية، وتجاوز قدر الله في عباده، من حيث النعم والعطايا والهبات، وهذا قد يدخل الإنسان في كثير من كفر النعمة؛ والعياذ بالله (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض؛ للرجال نصيب مما اكتسبوا، وللنساء نصيب مما اكتسبن، واسألوا الله من فضله؛ إن الله كان بكل شيء عليما) (32): النساء.

وفي مقاربات مختلفة يمكن القول أيضا:«منشد الحي؛ لا يطرب» مع أن منشد الحي؛ في كثير من الأحيان لا يقل عذوبة في الكلمة واللحن، ولكن لأن الناس اعتادوا عليه، فأسقطوه من أن يكون ذا أهمية لديهم، ويمكن إسقاط ذات الفهم على المؤسسات الإدارية المختلفة عندما تفضل الخبير الوافد على المواطن، أو ترى في الوافد على أنه أكثر خبرة، وأكثر مهنية، وأنه قد يأتي «بما لم تأت به الأول» وهذا كله ليس واقعيا بالمطلق، فمنشد الحي الذي أسقطت أهميته لا يقل طربا وتمكنا من الآخر، بل قد يكون الأخلص، والأجهد، والأوفى، وقس على ذلك أمثلة كثيرة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

توريس: سنكافح من أجل الثلاثية

  أكد مهاجم برشلونة فيران توريس أن فريقه يثق في إمكانية تحقيق الثلاثية هذا الموسم، بعدما توج بكأس ملك إسبانيا على حساب ريال مدريد.

اختير توريس أفضل لاعب في النهائي الذي أقيم مساء السبت والذي سجل فيه هدف التعادل في الدقيقة 84 لتذهب المباراة لشوطين إضافيين حقق فيهما برشلونة الفوز 3-2 ورفع الكأس.

وعبر توريس، هداف هذه النسخة من البطولة أيضًا بستة أهداف، عن سعادته الشديدة بنجاحه ونجاح الفريق خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب اللقاء.

وقال: "علينا أن نستمتع باللقب لأنه إنجاز جديد. الفريق قدم مباراة رائعة. لم نفقد الأمل حتى النهاية. لم تكن المباراة سهلة، لكن الفريق، بشبابه، أظهر روحًا وعزيمة، وفي النهاية تمكنا من قلب النتيجة".

وعن إمكانية الفوز بالثلاثية قال لاعب برشلونة البالغ 25 عامًا إن الفريق يثق في قدرته على المنافسة عليها، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة الكفاح دون راحة لأنهم "في لحظة بالموسم يمكن مباراة واحدة فيها أن تغير الأوضاع".

ومع ذلك أكد أنهم "متحمسون لما هو قادم".

وأعرب توريس عن شكره لجماهير برشلونة التي حضرت اللقاء في ملعب "لا كارتوخا" وقال: "كانوا لاعبنا لـ12.. شجعونا عندما كنا بحاجة للضغط، ودعمونا عندما كنا بحاجة للانتفاضة، وكانوا مفتاحًا لقلب النتيجة".

 

مقالات مشابهة

  • توريس: سنكافح من أجل الثلاثية
  • أَخاكَ أَخاكَ إِنَّ من لا أَخاً لَه
  • القائد وفهم سيكلوجيا الجماهير
  • أمين الأعلى للشئون الإسلامية يلقي كلمة وزارة الأوقاف في مؤتمر كلية الشريعة
  • أهمية ضريبة الدخل على التجار..!
  • الوحدة و صراع التيارات الاتحادية إلي إين؟
  • التايب: هذا هو الهلال عندما يغضب.. فيديو
  • “تقرير أممي”: الحصار الإسرائيلي الكامل على غزة دمر حياة 2.2 مليون فلسطيني
  • خطيب المسجد الحرام: عاملوا الناس بما ترون لا بما تسمعون واتقوا شر ظنون أنفسكم
  • أقوال بعيد العمال