خبراء إماراتيون يؤكدون الضرورة الملحّة لتحقيق السلامة الفضائية
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
نحو 131 مليون قطعة من الحطام الفضائي الخطر لا يمكن تتبعها
أبوظبي: شيخة النقبي
تولي دولة الإمارات اهتماماً أكبر للبعثات الفضائية، وتحظى مشاريعها المختلفة بالاهتمام العالمي، ومنها مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات والمشاركة في تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية، ومشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، يشجّع الخبراء الإماراتيون على تحقيق السلامة الفضائية ويسلطون الضوء على ضرورة العمل العاجل للتقليل من الحطام الفضائي من أجل ضمان سلامة البعثات المستقبلية لاستكشاف الفضاء.
وتنفذ دولة الإمارات مبادرات مهمة للتعامل مع المخاوف المرتبطة بالحطام الفضائي، ففي أغسطس 2022، وضعت وكالة الإمارات للفضاء المبادئ التوجيهية لتخفيف الحطام الفضائي التي تقدم التوصيات للمشغلين المعنيين بالأنشطة الفضائية، وتشجع على تطبيق التدابير التي من شأنها تخفيف مخاطر نشوء المزيد من الحطام الفضائي خلال المراحل التشغيلية ومرحلة التخلص، ولا يقتصر خطر الحطام الفضائي على إطلاق المهام الفضائية، فهو يمثل تحدياً يواجه الاستدامة ويؤدي إلى العديد من المخاطر المحتملة في الفضاء، وتسعى المبادئ التوجيهية الجديدة إلى التخفيف من المخاطر الوشيكة، ولتعزيز استدامة الفضاء الخارجي على المدى الطويل.
تهدف هذه المبادرات مجتمعة إلى تشجيع التدابير الاستباقية لمنع انتشار الحطام الفضائي الجديد، والدعوة إلى إيجاد حلول لتصميم المركبات الفضائية، بحيث تقلل من نشوء الحطام إلى الحدود الدنيا، وتعزيز الالتزام بالمعايير الراسخة طوال مراحل التشغيل والتخلص من أجل التخفيف من تراكم الحطام.
وتشمل المبادئ التوجيهية لتخفيف الحطام الفضائي لدولة الإمارات أيضاً استراتيجيات مثل منع التحطم في المدار، وتسهيل التخلص الآمن من الأجسام الفضائية، وتقليل مخاطر الاصطدام، من خلال التصميم الدقيق والأساليب التشغيلية المحكمة، كما تتضمن توصيات مفصلة، لتعزيز إمكانات تتبع الأجسام الفضائية وتقليل مخاطر التصادم ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز الممارسات المستدامة في الفضاء الخارجي.
وقد أعربت آرتي هولا-مايني، مديرة مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، مؤخراً عن قلقها بشأن الزيادة في الحطام الفضائي، وأكدت ضرورة العمل لتسريع تنفيذ المبادئ التوجيهية للتخفيف منه، وعلى أهمية تبادل البيانات وإدارة النشاط الفضائي بأمان على النحو المبين في المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة لعام 2019.
في هذا الصدد، قال عبد الله الشحي، زميل برنامج خبراء الإمارات، رئيس قسم الأبحاث الاستراتيجية في وكالة الإمارات للفضاء: «في ظل ما نشهده من نمو سريع في الأنشطة الفضائية، لا ينبغي الاستهانة بالتهديدات المحتملة التي يشكلها الحطام الفضائي، ولهذا فإننا نسعى من خلال تطبيق هذه المبادئ التوجيهية الصارمة إلى الالتزام بأفضل الممارسات الدولية، فضلاً عن بذل الجهود الشاملة في استدامة الفضاء، وتجنب ما يمكن أن يشكل ضرراً أو يسبب حوادث مؤذية.»
ومن جانبها قالت فاطمة الشامسي، خريجة برنامج خبراء الإمارات، ورئيس قسم سياسات وتشريعات الفضاء في وكالة الإمارات للفضاء: «تعكس توصيات هولا-مايني مهمتنا وقيمنا في وكالة الإمارات للفضاء، إذ عملنا بشكل استباقي، لتطوير وتقييم إطارنا التنظيمي، بهدف ضمان سلامة واستدامة الأنشطة الفضائية، ويبقى العمل على تخفيف الحطام الفضائي مصدر قلق كبير لكافة البعثات الفضائية، ما يدعم حرصنا على الرصد المستمر لتنفيذ كافة التوجيهات الوطنية من أجل التخفيف من الحطام الفضائي وتجنب الاصطدام به في الفضاء».
يشير الحطام الفضائي المعروف أيضاً باسم المخلفات الفضائية، إلى جسم فضائي، أو جزء منه، لم يعد مستخدماً فيتم التخلص منه كنفايات في الفضاء، تتباين هذه الأجسام في حجمها ويمكن أن تسبب أضراراً كبيرة في حال التصادم مع مركبة فضائية تدور حولها، ويتراكم الحطام الفضائي منذ بداية عصر الفضاء في عام 1957، وقد نجحت أكثر من 6300 عملية إطلاق صاروخية في وضع نحو 15 ألف قمر صناعي في مدار الأرض منذ ذلك الحين، ومن بين هذه الأجسام، ما زال هناك نحو 10 آلاف في الفضاء، وثلثها أجسام معطلة.
كما تتباين أحجام تلك الأجسام القابلة للتتبع، فمنها 34 ألف جسم بحجم أكبر من 10 سنتيمترات، و900 ألف جسم يتراوح حجمها بين 1 – 10 سنتيمترات، بينما يوجد أكثر من 128 مليون قطعة من الحطام الفضائي بحجم يقل عن سنتيمتر واحد، إلا أن هناك ما يقدر بنحو 131 مليون قطعة من الحطام الفضائي الخطر لا يمكن تتبعها، وتشكل خطراً أكبر بالنظر إلى عدم إمكانية التنبؤ بحركتها وسرعتها، بالرغم أن مداراتها تتحلل بالتدريج على مدى سنوات.
وفيما يزداد ازدحام المدارات حول الأرض بالأقمار الصناعية المعطلة، ومحطات الصواريخ، والحطام الناجم عن الاصطدامات، تدعى الدول للإقرار بالتحديات الملحة التي يمثلها الحطام الفضائي، إذ يشكل الانتشار المتزايد للحطام الفضائي في الفضاء الخارجي مخاطر كبيرة على الأقمار الصناعية العاملة ورحلات الفضاء البشرية، ما يعرض مستقبل استكشاف الفضاء للخطر، وفي هذه المرحلة،
لا بد للدول الأعضاء من إنشاء مسارات مستدامة تحمي بيئتنا المدارية المشتركة، وتضمن استمرار إمكانية الوصول الآمن وسلامة البعثات الفضائية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات وکالة الإمارات للفضاء المبادئ التوجیهیة من الحطام الفضائی الفضاء الخارجی فی الفضاء
إقرأ أيضاً:
سياسيون ومثقفون يؤكدون: اليمن يحمي غزة سلماً وحرباً
يمانيون/ استطلاع
عضو المكتب السياسي لأنصار الله حزم الأسد:جبهة الإسناد في اليمن سترقب عن كثب مدى التزام الصهاينة ببنود الاتفاق في غزة. عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبدالله النعمي:
اليمن العزيز لن يقف مكتوف الأيدي، وإنما سيظل متيقظاً ومراقباً لمدى التزام الصهاينة ببنود الاتفاق. الناشط الثقافي يوسف الحاضري: في حالة أحس الكيان الصهيوني بأن هناك قوة ردع قاهرة قادرة على إيلامه وإخضاعه فإن الكيان سيلتزم ببنود الاتفاق.
بوقف إطلاق النار في قطاع غزة يطوي المقاومون جولة من أقوى جولات الصراع مع العدو الإسرائيلي وأشرسها وأعنفها وأعظمها عبر التاريخ، مسجلا انتصاراً تاريخيا لم سيبق له مثيل.
في بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وبعد أيام قليلة من طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 الهادر الذي أربك الكيان الصهيوني وخلط كل أوراقه، موقعا زلالاً كبيرا في الأوساط الصهيونية لم تتعافَ اليهودية منه حتى اللحظة، وضع الكيان الصهيوني ثلاثة أهداف رئيسة في حربه العدوانية على قطاع غزة أبرزها القضاء التام على المقاومة الإسلامية حماس وتهجير سكان قطاع غزة والإفراج على الأسرى الصهاينة لدى كتائب القّسام والفصائل الفلسطينية.
وبعد عام وثلاثة أشهر من الإجرام الصهيوني النازي بحق المدنيين في قطاع غزة يقبل العدو الصهيوني وقف إطلاق النار، خارجاً -كما يقال في المثل العربي- بخفي حنين.
لا أسرى حررهم الكيان الصهيوني ولا على حماس قضى عليها ولا شعب هُجِّر. ثبات أسطوري صنعه مقاومو غزة وجبهات الإسناد، وضع أهداف الكيان الصهيوني العدوانية الطامعة في مهرب الرياح.
في معركتها المقدسة ضد التكالب الصهيوني وحلفائه الغربيين، شكلت جبهات الإسناد العراقية اللبنانية اليمنية عاملاً قوياً وأساسياً في تعزيز صمود المقاومة الفلسطينية وثباتها في ميدان المواجهة مع العدو الصهيوني.
معركة شرسة خاضتها المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني استمرت لعام كامل وثلاثة أشهر ليصل الكيان الصهيوني لقناعة تامة باستحالة تنفيذ أهدافه التي وضعها قبل بدء المعركة ما جعله يقبل اتفاقية وقف إطلاق النار وفق شروط المقاومة الفلسطينية.
تأهب تام للمواجهة
وبعد دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ تؤكد جبهة الإسناد اليمنية استمرارها في مناصرة غزة من خلال التأهب التام لمراقبة مدى التزام الكيان الصهيوني ببنود الاتفاق.
ويؤكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله حزام الأسد أن الموقف اليمني من قرار وقف إطلاق النار بقطاع غزة مرهون بموقف فصائل المقاومة الفلسطينية، موضحا أن الموقف اليمني التاريخي والعظيم في مناصرة غزة منذ البداية وحتى اللحظة أتى في الأساس لمساندة إخواننا في قطاع غزة وتعزيز صمودهم.
وفي تصريح له يؤكد الأسد أن جبهة الإسناد اليمني سترقب عن كثب مدى التزام الصهاينة ببنود الاتفاق، وفي حالة اختُرق القرار فإن القوات المسلحة اليمنية ستكون جاهزة لتنفيذ أقسى الضربات المؤلمة بالعدو الصهيوني والتي تفوق بكثير الضربات السابقة.
ويرى أن اليمنيين نجحوا بتوفيق إلهي عجيب في مساندة غزة والانتصار لمظلوميتها في جولة من أهم جولات الصراع مع العدو الصهيوني وأكبرها وأعظمها عبر التاريخ. وقف إطلاق النار لن يكون الحاسم للصراع مع العدو الإسرائيلي، وإنما محطة من محطات التهدئة تعقبها بلا شك جولات صراع جديدة لا تنتهي إلا بانتهاء الاحتلال الصهيوني وزواله من المنطقة.
ويوضح الأسد أنه طالما والأراضي الفلسطينية والعربية عرضة للاحتلال الصهيوني فإن الصراع مع اليهود سيضل دائما ومتجددا حتى يزول الكيان الصهيوني، وبالتالي تحرير كافة الأراضي العربية والإسلامية من وطأة الاحتلال الإسرائيلي.
من المعروف تاريخاً وعقائديا أن الكيان الصهيوني ماكر ومخادع لا يرعى العهود والمواثيق، لذلك فإن من المترقب أن الكيان الصهيوني سيعاود حربه الظالمة على أهالي غزة.
ويشير الأسد إلى أن بعض الصحف العبرية نشرت عن مسؤولين صهاينة تأكيدهم على نوايا صهيونية في العودة للحرب، مؤكدا أن لجوء الصهاينة لوقف إطلاق النار أتى بغرض الإفراج عن الأسرى لدى حماس، والترويح عن جنوده الذين يعانون نفيساً منذ بدء معركة طوفان الأقصى، إضافة إلى حاجة الكيان الصهيوني الماسة لأخذ قسط من الراحة بغرض تخفيف المعاناة والخسائر الاقتصادية والمادية والبشرية التي تكبدها خلال المعركة.
اليمن حامي اتفاق وقف إطلاق النار
اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة لا يعني انتهاء الحرب الدامية، فمن المعروف تاريخياً نقض الكيان الصهيوني للمواثيق والعهود، وخير دليل في وقتنا الراهن اختراقه الدائم والمتكرر لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان.
وفي هذا السياق يؤكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبدالله النعمي أن اليهود لا يوفون بأي عهود أو مواثيق وهو ما يصدقه القران الكريم في قوله تعالى “كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم”..
ويوضح النعمي أن اختراق الكيان الصهيوني لوقف إطلاق النار بجنوب لبنان واستمراره في الاعتداء على بعض القرى الحدودية وكذا عدم انسحابه من الحدود اللبنانية دليل واضح وجلي عن مكر الصهاينة وخداعهم.
ويرى أن الكيان الصهيوني سيختلق الحجج والذرائع الواهية في خرقه لوقف إطلاق النار؛ وذلك لرغبته العدوانية النازية في ارتكاب المزيد من المجازر والجرائم المروعة. كما أنه سيماطل في الخروج من الأماكن التي سيطر عليها أثناء العدوان على قطاع غزة.
وفي المقابل يؤكد النعمي أن اليمن العزيز لن يقف مكتوف الأيدي، وإنما سيظل متيقظاً ومراقباً لمدى التزام الصهاينة ببنود الاتفاق، وفي حالة اخترق بنود الاتفاق فإن اليمن لن يتردد لحظة واحدة في توجيه أقسى الضربات الموجعة والمنكلة بالعدو الصهيوني.
نزعة صهيونية في ارتكاب المجازر
وبالنظر لطبيعة الكيان الصهيوني المذكور في الكتب السماوية والمشهور بالخديعة والمكر والجبن والمخافة فإن وسائل نجاح اتفاق وقف إطلاق النار مرهون بمدى قوة الجهات الراعية للاتفاق، فإذا ما أمن الكيان الصهيوني العقوبة فإنه سينطلق دون أي رادع في ارتكاب المجازر المروعة التي يندى لها جبين الإنسانية.
وفي حالة أحس الكيان الصهيوني بأن هناك قوة ردع قاهرة قادرة على إيلامه وإخضاعه فإن الكيان سيلتزم ببنود الاتفاق، وسيظل يماطل ويبحث عن خيارات بديلة تسهم في إضعاف الجهات الحامية للاتفاق كي يتسنى له العودة للحرب دون أي مخافة.
وفي هذه الجزئية يقول الناشط الثقافي يوسف الحاضري: “بطبيعة الحال الشعب اليمني يعرف نفسية العدو الإسرائيلي، يعرف تفكيره ويعرف توجهاته بالغدر والخيانة، صفتان متلازمتان مع الكيان الصهيوني وعلى أساسهما يتعامل اليهود مع غيرهم ويمضون في تسيير شؤون حياتهم”.
ويضيف الحاضري: “العدو الصهيوني ذكر عنه في القرآن الكريم أنه ناقض للعهد والمواثيق وأنه لا يعطي شيئًا أخذه إلا ما دمت عليه قائماً، أي أن ما أخذه العدو بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”.
ويؤكد الحاضري أن اليمنيين بقيادة السيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي سيحملون على عاتقهم مسؤولية حماية وقف إطلاق النار، وذلك كونهم يحملون القدرات التي تؤهلهم للقيام بالحماية، وذلك لامتلاكهم قوة ردع تجبر الكيان الصهيوني على الالتزام بوقف إطلاق النار.
ويرى أن القوات المسلحة اليمنية ستتعامل بكل حزم مع جيش العدو الصهيوني، حيث ستقابل كل اختراق صهيوني للاتفاق بعملية عسكرية كبرى تسهم في إخضاعه وإرغامه على الالتزام ببنود الاتفاق، كما أن العمليات العسكرية اليمنية ستسهم بشكل رادع في إيقاف النزعة الإجرامية لدى العدو الصهيوني الذي تعود عليها منذ عقود من الزمن.
نقلا عن موقع أنصار الله