نحو 131 مليون قطعة من الحطام الفضائي الخطر لا يمكن تتبعها

أبوظبي: شيخة النقبي

تولي دولة الإمارات اهتماماً أكبر للبعثات الفضائية، وتحظى مشاريعها المختلفة بالاهتمام العالمي، ومنها مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات والمشاركة في تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية، ومشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، يشجّع الخبراء الإماراتيون على تحقيق السلامة الفضائية ويسلطون الضوء على ضرورة العمل العاجل للتقليل من الحطام الفضائي من أجل ضمان سلامة البعثات المستقبلية لاستكشاف الفضاء.

وتنفذ دولة الإمارات مبادرات مهمة للتعامل مع المخاوف المرتبطة بالحطام الفضائي، ففي أغسطس 2022، وضعت وكالة الإمارات للفضاء المبادئ التوجيهية لتخفيف الحطام الفضائي التي تقدم التوصيات للمشغلين المعنيين بالأنشطة الفضائية، وتشجع على تطبيق التدابير التي من شأنها تخفيف مخاطر نشوء المزيد من الحطام الفضائي خلال المراحل التشغيلية ومرحلة التخلص، ولا يقتصر خطر الحطام الفضائي على إطلاق المهام الفضائية، فهو يمثل تحدياً يواجه الاستدامة ويؤدي إلى العديد من المخاطر المحتملة في الفضاء، وتسعى المبادئ التوجيهية الجديدة إلى التخفيف من المخاطر الوشيكة، ولتعزيز استدامة الفضاء الخارجي على المدى الطويل.

تهدف هذه المبادرات مجتمعة إلى تشجيع التدابير الاستباقية لمنع انتشار الحطام الفضائي الجديد، والدعوة إلى إيجاد حلول لتصميم المركبات الفضائية، بحيث تقلل من نشوء الحطام إلى الحدود الدنيا، وتعزيز الالتزام بالمعايير الراسخة طوال مراحل التشغيل والتخلص من أجل التخفيف من تراكم الحطام.

وتشمل المبادئ التوجيهية لتخفيف الحطام الفضائي لدولة الإمارات أيضاً استراتيجيات مثل منع التحطم في المدار، وتسهيل التخلص الآمن من الأجسام الفضائية، وتقليل مخاطر الاصطدام، من خلال التصميم الدقيق والأساليب التشغيلية المحكمة، كما تتضمن توصيات مفصلة، لتعزيز إمكانات تتبع الأجسام الفضائية وتقليل مخاطر التصادم ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز الممارسات المستدامة في الفضاء الخارجي.

وقد أعربت آرتي هولا-مايني، مديرة مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، مؤخراً عن قلقها بشأن الزيادة في الحطام الفضائي، وأكدت ضرورة العمل لتسريع تنفيذ المبادئ التوجيهية للتخفيف منه، وعلى أهمية تبادل البيانات وإدارة النشاط الفضائي بأمان على النحو المبين في المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة لعام 2019.

في هذا الصدد، قال عبد الله الشحي، زميل برنامج خبراء الإمارات، رئيس قسم الأبحاث الاستراتيجية في وكالة الإمارات للفضاء: «في ظل ما نشهده من نمو سريع في الأنشطة الفضائية، لا ينبغي الاستهانة بالتهديدات المحتملة التي يشكلها الحطام الفضائي، ولهذا فإننا نسعى من خلال تطبيق هذه المبادئ التوجيهية الصارمة إلى الالتزام بأفضل الممارسات الدولية، فضلاً عن بذل الجهود الشاملة في استدامة الفضاء، وتجنب ما يمكن أن يشكل ضرراً أو يسبب حوادث مؤذية.»

ومن جانبها قالت فاطمة الشامسي، خريجة برنامج خبراء الإمارات، ورئيس قسم سياسات وتشريعات الفضاء في وكالة الإمارات للفضاء: «تعكس توصيات هولا-مايني مهمتنا وقيمنا في وكالة الإمارات للفضاء، إذ عملنا بشكل استباقي، لتطوير وتقييم إطارنا التنظيمي، بهدف ضمان سلامة واستدامة الأنشطة الفضائية، ويبقى العمل على تخفيف الحطام الفضائي مصدر قلق كبير لكافة البعثات الفضائية، ما يدعم حرصنا على الرصد المستمر لتنفيذ كافة التوجيهات الوطنية من أجل التخفيف من الحطام الفضائي وتجنب الاصطدام به في الفضاء».

يشير الحطام الفضائي المعروف أيضاً باسم المخلفات الفضائية، إلى جسم فضائي، أو جزء منه، لم يعد مستخدماً فيتم التخلص منه كنفايات في الفضاء، تتباين هذه الأجسام في حجمها ويمكن أن تسبب أضراراً كبيرة في حال التصادم مع مركبة فضائية تدور حولها، ويتراكم الحطام الفضائي منذ بداية عصر الفضاء في عام 1957، وقد نجحت أكثر من 6300 عملية إطلاق صاروخية في وضع نحو 15 ألف قمر صناعي في مدار الأرض منذ ذلك الحين، ومن بين هذه الأجسام، ما زال هناك نحو 10 آلاف في الفضاء، وثلثها أجسام معطلة.

كما تتباين أحجام تلك الأجسام القابلة للتتبع، فمنها 34 ألف جسم بحجم أكبر من 10 سنتيمترات، و900 ألف جسم يتراوح حجمها بين 1 – 10 سنتيمترات، بينما يوجد أكثر من 128 مليون قطعة من الحطام الفضائي بحجم يقل عن سنتيمتر واحد، إلا أن هناك ما يقدر بنحو 131 مليون قطعة من الحطام الفضائي الخطر لا يمكن تتبعها، وتشكل خطراً أكبر بالنظر إلى عدم إمكانية التنبؤ بحركتها وسرعتها، بالرغم أن مداراتها تتحلل بالتدريج على مدى سنوات.

وفيما يزداد ازدحام المدارات حول الأرض بالأقمار الصناعية المعطلة، ومحطات الصواريخ، والحطام الناجم عن الاصطدامات، تدعى الدول للإقرار بالتحديات الملحة التي يمثلها الحطام الفضائي، إذ يشكل الانتشار المتزايد للحطام الفضائي في الفضاء الخارجي مخاطر كبيرة على الأقمار الصناعية العاملة ورحلات الفضاء البشرية، ما يعرض مستقبل استكشاف الفضاء للخطر، وفي هذه المرحلة،

لا بد للدول الأعضاء من إنشاء مسارات مستدامة تحمي بيئتنا المدارية المشتركة، وتضمن استمرار إمكانية الوصول الآمن وسلامة البعثات الفضائية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات وکالة الإمارات للفضاء المبادئ التوجیهیة من الحطام الفضائی الفضاء الخارجی فی الفضاء

إقرأ أيضاً:

رئاسة الشؤون الدينية تكثف الدروس التوجيهية والعلمية خلال العشر الأواخر من رمضان إثراء لتجربة القاصدين والزائرين للحرمين

المناطق_واس

كثّفت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، برامج الدروس التوجيهية والعلمية خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك وفق خطة شاملة تهدف إلى إثراء تجربة القاصدين والزائرين.

ويشارك في إلقاء هذه الدروس نخبةٌ من أصحاب المعالي أعضاء هيئة كبار العلماء، وأصحاب الفضيلة العلماء المتخصصين في مختلف العلوم الشرعية، وتمتد الدروس طوال العشر الأواخر من الشهر الكريم, وتغطي هذه الدروس جميع أروقة الحرم الشريف، متناولةً علوم الشريعة المستمدة من الكتاب والسنّة وأهمية وفضل العشر الأواخر.

أخبار قد تهمك خدمات التنقل بالمسجد الحرام تسجل أكثر من نصف مليون مستفيد خلال 15 يومًا من رمضان 17 مارس 2025 - 7:38 مساءً مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يُشارك في المعرض الرمضاني الأول بالرياض 17 مارس 2025 - 4:25 مساءً

وأشاد معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس بجهود أعضاء هيئة كبار العلماء، وأئمة الحرمين، وفضيلة العلماء في تفعيل الدور التوجيهي والإرشادي والتوعوي، ونشر العلم النافع، والعناية بقاصدي وزائري الحرمين الشريفين، وإيصال رسالة الحرمين الوسطية عالميًا، من خلال إقامة البرامج والدروس العلمية للزوّار وطلبة العلم والمعتمرين من أنحاء العالم، واستثمار التقنية والإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، والمنصات الرقمية؛ لضمان وصول المستهدفات العلمية والدينية إلى أكبر شريحة من طلبة العلم والباحثين وعموم المسلمين حول العالم.

وتُعد الرسالة الوعظية والتوجيهية والعلمية التي يقدمها أعضاء هيئة كبار العلماء وأئمة الحرمين والعلماء، محورًا أساسيًا في نشر رسالة الحرمين الشريفين الوسطية عالميًا، خاصة في العشر الأواخر من رمضان.

وتعد الدروس العلمية التي يلقيها أصحاب المعالي أعضاء هيئة كبار العلماء، وأصحاب الفضيلة أئمة الحرمين، والعلماء، من أبرز مستهدفات رئاسة الشؤون الدينية في شهر رمضان المبارك، لما لها من دور في إثراء التجربة الدينية للقاصدين والزائرين، وتعزيز رسالة الإسلام الوسطية المعتدلة، وترسيخ قيم الأخوّة الإنسانية، وتعظيم الرحلة الإيمانية للحرمين الشريفين، وإثراء التجربة الدينية للقاصدين.

مقالات مشابهة

  • إماراتيون: الشيخ زايد قدوتنا ونحن حريصون على استدامة إرثه الإنساني
  • تفاصيل معاناة 280 يومًا.. عودة الرائدين العالقين من "المحنة الفضائية"
  • برلمانيون إماراتيون: نهج الشيخ زايد أصبح رمزاً عالمياً للعمل الإنساني والتنموي
  • خبراء: الضرائب أداة فعَّالة لتحقيق التنمية الاقتصادية وتمويل المشاريع الوطنية
  • 3 نصائح للوقاية من السكتة الدماغية بواسطة الطعام
  • طموح زايد.. أصل الحكاية في معانقة الإمارات للفضاء
  • اختبار "الملح السري".. حيلة غير متوقعة تُحدد مصيرك في الوظيفة!
  • نشر عدد كبير من فرق الدفاع المدني لتحقيق سلامة الزوار والمعتمرين
  • رئاسة الشؤون الدينية تكثف الدروس التوجيهية والعلمية خلال العشر الأواخر من رمضان إثراء لتجربة القاصدين والزائرين للحرمين
  • ندوة "الكَون بعيونِ العلمِ والإيمان" تجمع علماء الدين مع خبراء الفضاء