البيان الختامي لاجتماعات الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
انعقد اجتماع الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا خلال الفترة من 2-4 أبريل 2024م، وهو أول اجتماع أرضي للهيئة منذ تكوينها حيث جاء في توقيت تفصلنا فيه أيام معدودات على إكمال حرب الخامس عشر من أبريل اللعينة عامها الأول، وهي حرب لم ولن تجلب لبلادنا سوى الخراب و الانقسام و الدمار حيث قٌتل عشرات الآلاف من المدنيين و العسكريين، و شٌرد الملايين منهم بعد أن فقدوا كل ممتلكاتهم و مدخراتهم وسبل عيشهم.
استشعاراً منا لهذه الكارثة التي حلّت بالبلاد والمخاطر المتزايدة في بلادنا، انعقد اجتماع الهيئة القيادية بروح عمل جماعي جاد واضعا مصلحة بلادنا و شعبنا نصب عينيه و قضية الأزمة الانسانية وسبل وقف الحرب كأولوية قصوى. كما ناقش الاجتماع قضايا تطوير وتوسيع (تقدم) و مواصلة و تجويد التحضير لانعقاد المؤتمر التأسيسي خلال الأسابيع القادمة. و بشكل عميق و مكثف تركز النقاش حول محاور شملت القضايا الإنسانية والإغاثة، قضايا وقف الحرب و الرؤية السياسية و قضايا البناء التنظيمي ل (تقدم)، وقد خلص الاجتماع الى عشرات التوصيات وفيما يلي نستعرض بعض أهم القرارات والتوصيات التي لها تأثير مباشر على الغالبية العظمى من بنات وبني شعبنا الصابر الصامد المكلوم:
أولاً: المحور الإنساني:
1. دعم مخرجات اجتماع 23 مارس الذي دعا له د. عبد الله حمدوك مجموعة من الفاعلين المدنيين السودانيين، الذين توافقوا على تكوين فريق عمل لتنسيق العمل الإنساني
2. الضغط على الأطراف المتحاربة لتأمين وفتح المسارات لتوصيل المساعدات الإنسانية وتوفير الحماية للعاملين في مجال العون الإنساني
3. حث المجتمع الدولي على الاستجابة الفعّالة لتوفير التزامات تخفف من آثار الازمة الانسانية في السودان بما فى ذلك تمويل الموسم الزراعي، وفي هذا السياق فإننا نرحب بمؤتمر باريس الذي سينعقد في 15 ابريل لمخاطبة الأزمة الإنسانية وتوفير الموارد اللازمة لذلك
4. مناشدة دول الجوار المباشر والجوار الإقليمي لتسهيل إجراءات الدخول والحصول على الاقامات للسودانيين وتوفيق أوضاعهم فيما يلي (العلاج، التعليم، العمل)
5. ايجاد آلية مناسبة بالتنسيق مع المنظمات الدولية العاملة فى مجال التعليم فى أزمنة الطوارئ لمعالجة مشكلة فقدان العام الدراسي في التعليم العام والجامعي بالصيغة التي تضمن الاستفادة القصوى فئوياً وجغرافياً بما في ذلك شحذ القدرات المحلية بقدر المستطاع.
6. تشكيل وفد من (تقدم) لزيارة معسكرات اللاجئين السودانيين فى دول الجوار للوقوف على أوضاعهم واحتياجاتهم والتواصل مع هذه الدول بغرض تسهيل أوضاع السودانيين.
ثانياً: محور وقف الحرب وإحلال السلام:
1. أدان الاجتماع تصاعد انتهاكات أطراف الحرب ضد المدنيين لا سيما الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع مؤخراً في عدد من الولايات التي تسيطر عليها، وجرائم القصف الجوي بواسطة القوات المسلحة خصوصاً في ولايات دارفور وجنوب كردفان و غرب دارفور، ودعا الطرفين للكف عن استهداف المدنيين و العمل على حمايتهم، و تؤكد “تقدم” بأنها ستتخذ كل الخطوات الضرورية من أجل حماية المدنيين و وقف الانتهاكات والتعاون مع لجنة التحقيق الدولية للكشف عن مرتكبيها ومحاسبتهم بما يوفر العدالة والإنصاف وجبر الضرر.
2. أجاز الاجتماع رؤية سياسية تحت عنوان:عام من الحرب: رؤية لإنهاء الحرب وإعادة بناء الدولة السودانية، احتوت على تصورنا لأسس ومبادئ الحل السياسي الشامل، ووقف العدائيات والمساعدات الإنسانية، وتصميم العملية السياسية وأطرافها وقضاياها ودور الوساطة والتيسير الدولي والإقليمي، هذا وستنشر الرؤية كاملة للرأي العام رفقة بالبيان الختامي
3. تدعم “تقدم” كل الجهود الحثيثة الساعية للوصول إلى وقف العدائيات على أن يعقبه وقف شامل لإطلاق النار يقود إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام بالتزامن مع البدء فى عملية سياسية تفضي إلى حل سياسي شامل، و مع ذلك نرى أن تعدد المنابر و تعدد الوسطاء مهدر للطاقات و يعطي فرص للطرف المتعنت للتبضع والتسوق في سوق المبادرات بل وتوظيف هذه المبادرات كوسيلة للتنصل من أي التزامات تمت فى منابر أخرى و البدء من الصفر فى كل عملية تفاوضية جديدة. يجب أن تقوم العملية التفاوضية على ما تم الاتفاق عليه مسبقا فى جولات التفاوض السابقة بغض النظر عن المنبر الذي تمت من خلاله وأن لا يسمح بأن تبدأ عملية تفاوضية جديدة من الصفر في كل مبادرة أو منبر. و فى هذا الصدد يجب أن يكون للقوى المدنية حضور ومشاركة في العملية التفاوضية وسنعمل مع القوى الإقليمية والدولية على توحيد عملية التنسيق بين كل الوسطاء و المبادرات وضمان وجود المدنيين فى فيها.
4. مواصلة الاتصالات مع القوات المسلحة بغرض الوصول لاتفاق على إعلان سياسي على شاكلة اعلان اديس ابابا.
5. رفع مستوى الحساسية في التعامل مع قضايا الانتهاكات بشكل عام وخصوصا قضايا الانتهاكات الجنسية ضد النساء التي ترتكب بواسطة طرفي النزاع.
6. التواصل فورا مع مختلف المكونات السياسية التي تناهض الحرب و الشمولية بهدف عقد اجتماع تمهيدي لهذه القوي تعقبه مائدة مستديرة حول رؤية للعملية السياسية الشاملة التي لا تستثني سوي المؤتمر الوطني -الحركة الاسلامية وواجهاتها
7. تدعو “تقدم” أطراف الحرب و جماعات الحقوق و الحريات الصحفية لحماية حرية الصحافة و حق الحصول على المعلومات و تدين بشدّة قرارات سحب تراخيص قنوات العربية و الحدث سكاي نيوز وتعتبره انتهاكا خطيرا لحرية الصحافة و حرية التعبير. و فى ذات السياق تناشد (تقدم) طرفي الحرب بعدم استخدام الاتصالات كسلاح من أسلحة الحرب و المحافظة على الموارد و المنشآت النفطية.
ثالثاً: محور المؤتمر التأسيسي ل (تقدم) والقضايا التنظيمية:
1. تابع الاجتماع التحضيرات للمؤتمر التأسيسي وأجاز تقارير اللجان المختصة، وقرر تكثيف الجهود لعقد المؤتمر التأسيسي خلال شهر مايو القادم، كما أجاز مسودة جدول الأعمال ومشروع النظام الأساسي الذي سيطرح في المؤتمر التأسيسي
2. درست الهيئة القيادية كل المذكرات التي استلمتها وعلى رأسها مذكرة حزب الأمة القومي والجبهة الثورية ونقابة الصحفيين والحارسات وتجمع العاملين بقطاع النفط، وثمنت ما ورد فيها من رؤى إصلاحية، وتعاطت معها بصورة إيجابية وحملت قرارات الاجتماع معالجات شاملة للقضايا التي طرحتها
3. قرر الاجتماع تكثيف التواصل مع الفاعلين المدنيين الديمقراطيين المؤمنين بوقف الحرب و مناهضة الانقلابات العسكرية بغرض تجميع مجهودات وتوسيع قاعدة العمل المشترك بينهم، وضمان أن يكون المؤتمر التأسيسي معبراً عن أوسع قاعدة مدنية ممكنة، كما كون لجنة للبت في طلبات الانضمام ل (تقدم) تفرغ من أعمالها خلال فترة زمنية وجيزة
4. قررت الهيئة القيادية نشر إعلان في الوسائط الرسمية ل (تقدم) لحث الراغبين في المشاركة في أعمال (تقدم) للتواصل معها عبر القنوات الرسمية
خاتمة
نحن اذ نشارك جموع السودانيات و السودانيين مخرجات اجتماعانا المفصلي و رؤيتنا لوقف الحرب والحل السياسي بعد مرور عام على حرب الخامس عشر من أبريل نستحضر الآثار الكارثية التى خلفتها الحرب من دمار و أحزان و ضغائن و من انتهاكات جسيمة فى حق المدنيين العٌزل، و نعي بكل ألم وحسرة أن الاسوأ هو حالة الانقسام المجتمعي العميقة التي حلّت بالبلاد والتي تفاقمها حملات التضليل التي يقوم بها حزب المؤتمر الوطني و أذرعه بهدف إفراغ الفضاء المدني من القوى الديمقراطية والثورية حتي يتسني لهم هندسة مستقبل البلاد لاستمرار الحكم الشمولي للاستئثار بالموارد لقلة من المنتفعين ظلت تعبث بمقدرات البلاد لأكثر من ثلاثة عقود خلت بما فيها تقويض الانتقال المدني الديمقراطي و إشعال حرب 15 أبريل.
اننا فى تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” نشارك هذه الرؤية مع كل بنات و أبناء شعبنا و قواه المدنية و الديمقراطية، و ندعوهم للتسامي فوق صغائر النفوس و الانخراط في حوار وتنسيق حول كيفية إنهاء الحرب وبناء دولة الحرية و السلام و المساواة و الرفاه، و لا يفوتنا أن نهنئ أهلنا في مراكز النزوح و فى دول اللجوء بمناسبة شهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك ونتمني من الله أن يعود علينا و بلادنا تنعم بالسلام و الإخاء و الاستقرار و قد عادت البسمة الى وجوه أطفالنا و قد بدأت قلوبنا بالتصافي و عقولنا فى الانفتاح نحو مستقبل أرحب لنا ولبلادنا.
ولا يفوتنا أن نتوجه بالشكر لجمهورية اثيوبيا الفيدرالية الشقيقة حكومة و شعبا على اسضافتهم لهذا الاجتماع و على توفير فرص نجاحه و خروجه بهذا الشكل المشرّف، كما لا يفوتنا الا نشكر دول الجوار التي سهلت حركة ممثلينا لحضور هذا الاجتماع و من العودة.
أديس أبابا 4 أبريل 2024م
#انقذوا_السودان
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القوى الدیمقراطیة المؤتمر التأسیسی الهیئة القیادیة وقف الحرب
إقرأ أيضاً:
الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (1)
المُبْتَدَأُ: -
(الحَقِيقَةُ هِيَ الضَحِيَّةُ الأُولَى لِلحَرْبِ) أسخيلُوس "525 – 456 ق.م"
وَالخَبَرُ: -
(1)
فجأة في يوم 15 أبريل 2023 م؛ داهمتنا الحرب البربرية في السودان؛ لنجد أنفسنا كشيوعيين سودانيين في موقف لا نحسد عليه؛ حرب (الإخوة الأعداء) التي اندلعت يصعب القول إنها قد داهمتنا على حين غرة؛ لأن قول ذلك يعد تدليسا فجا؛ فالكثير من الشواهد كانت تشي بقرب انفجار الاحتقان الذي تراكم بين الجيش السوداني؛ ومليشيا الدعم السريع؛ التي تم تأسيسها ورعايتها وتشريع وضعها الدستوري؛ على يد نظام الحركة الإسلامية؛ ورئيسها المخلوع عمر البشير، أما لماذا وجدنا أنفسنا كشيوعيين سودانيين في موقف لا نحسد عليه فذاك هو المطلوب توضيحه فيما يلي من أجزاء هذا المقال.
(2)
كثير من المراقبين للمشهد السياسي السوداني؛ بُعيد تنفيذ الجنرالين لانقلابهما المشؤوم على سلطة الانتقال المدني في 25 أكتوبر 2021 م؛ كانوا على قناعة بأن الصراع على السلطة لن يتوقف عند تلك المحطة؛ فكلا الجنرالين طامح وطامع في الاستفراد بكرسي السلطة؛ وما اتفاقهما المرحلي سوى مرحلة؛ اقتضتها ضرورة قطع الطريق على الانتقال المدني الديمقراطي؛ والتخلص من الطاقم المدني؛ وسرعان ما سينتهي شهر العسل بينهما إلى صدام عنيف.
(3)
العديد من المؤشرات كانت تلوح في الآفاق؛ وتشي بقرب اندلاع الصراع العنيف؛ ورغم ذلك تفاجأت الساحة السياسية السودانية بانفجار الحرب؛ وساد الإرباك كل قواها الفاعلة؛ عدا عضوية الحركة الإسلامية؛ وفلول النظام القديم؛ مما يفضح أمر علمهم المسبق؛ والجدير بالذكر أن العديد من قيادات الحركة الإسلامية؛ قد قضت الشهور التي سبقت الحرب؛ وهي تتوعد وتهدد بإشعالها؛ مسببي ذلك برفضهم لما عرف "بالاتفاق الإطاري"؛ الذي توافقت عليه بعض أحزاب تحالف الحرية والتغيير مع المكون العسكري بطرفيه- الجيش والدعم السريع- اللذان يمثلان طرفا الحرب الدائرة اليوم!!.
(4)
المتمعن لبانوراما القوى الداعمة لاستمرار الحرب؛ يجد أنها نفس قوى الثورة المضادة؛ المكونة من المكون العسكري بجنحيه (الجيش والدعم السريع)؛ الذي تغول على ثورة 19 ديسمبر؛ وفرض نفسه كشريك في السلطة؛ باتفاق معيب مع بعض القوى السياسية الإصلاحية؛ من خلف ظهر القوى الثورية. وما لبث إلا قليلا وانقلب عسكريا على ذات القوى التي حالفته؛ قاطعا طريق التحول المدني الديمقراطي؛ بإسناد ودعم من قوى الردة؛ من فلول نظام الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني المحلول؛ وعون جماعات انتهازية ثانوية؛ من عوالق السياسة السودانية المتسولة تاريخيا؛ فضلات موائد نظم الفساد العسكرية.
(5)
من هنا يتضح جليا أن القوى المشعلة للحرب؛ والداعمة لاستمرارها هي قوى الثورة المضادة؛ وهي ذات القوى التي تورطت من قبل في فض اعتصام القيادة العامة؛ وقتل وتصفية الثوار وسعت سعي محموم من أجل وأد الثورة؛ ومحاولة القضاء على شعاراتها؛ وتجريف طريق التغيير المدني الديمقراطي. وببساطة يمكن اختصار مكونها الأساسي في مثلث شر "قائم الزاوية" قاعدته الجيش وضلعه القائم مليشيا الدعم السريع ووتره الحركة الإسلامية.
(6)
لقد مثلت الحرب فرصة تاريخية لكافة أطرافها؛ الساعية لود ثورة 19 ديسمبر والتخلص من القوى المدنية للاستفراد بالسلطة. قائد الجيش وجنرالاته لم يخفوا طمعهم في السلطة المطلقة والمماحكات والتسويف في الالتزام ببنود الوثيقة الدستورية كانت تشي بذلك؛ وقائد مليشيا الدعم السريع لم يخف أيضا الطمع في إزاحة الجميع وتأسيس دولة العطاوة الكبرى؛ وما الاجتهاد في تخرج أكبر كم من الجنود؛ وشراء أكبر كم من الأسلحة النوعية التي لا يمتلكها الجيش إلا دليلا واضحا "لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ".
(7)
مع انطلاق الرصاصة الأولى المجهولة الهوية؛ والمنكورة من الجميع؛ كانت كتائب الذباب الإلكتروني لطرفي الصراع؛ على أهبة الاستعداد للعب الدور المعد لها؛ وعوضا عن التعامل المسؤول مع الأزمة ومحاولة احتوائها؛ انطلقت صيحات الإدانة المتبادلة من كلا الطرفين، لتصب الزيت على النار، لقد أثارت أبواق طرفي الصراع غبار كثيفاً حول مسألة من الذي أطلق الرصاصة الأولى؛ وتبادلا الاتهامات في محاولة بائسة لتجريم كل طرف للآخر.
(8)
ولم تتأخر قوى الظلام وكانت في الميعاد؛ فقد نشطت الحركة الإسلامية؛ وبرزت من جحورها بجميع مكوناتها المدنية وكتائب ظلها الارهابية؛ إضافة للكوادر العسكرية المحترفة الموجودة أصلا في قيادة المؤسسة العسكرية؛ لتصب مزيدا من الزيت على نار الخطاب الشعبوي، تعوي وتصرخ داعية لاستمرار الحرب؛ إلى حين القضاء المبرم على قوات الدعم السريع؛ مطلقة وصف (الكرامة) على الحرب اللعينة التي اندلعت إمعانا في التحشيد وإثارة النعرة العنصرية.
(9)
ومن جانب آخر لم تتوان أبواق مليشيا الدعم السريع؛ فقد انبرت متهمة الجيش بالانحياز للحركة الإسلامية؛ واتهام قادته بعضوية حزب المؤتمر الوطني المحلول؛ وبأنهم معادين لثورة 19 ديسمبر وللمسار المدني الديمقراطي. هذا زعم من حيث المبدأ تدعمه شواهد كثيرة، ولكن رغما عن ذلك تفوح منه رائحة النفاق؛ فالمناضل الحق من أجل “القيم الديمقراطية”، لا يمكن أن يتواطأ في شل مسار الانتقال المدني الديمقراطي؛ ولا المشاركة في الانقلاب عليه؛ كما لا يمكنه بأي حال من الأحوال؛ أن يرتمي في أحضان العمالة للخارج؛ سوى كانت عمالة للأوليغارشية الإماراتية أو غيرها.
(10)
خاض طرفا الصراع حربهما الدعائية الكاذبة لتبرير سوء أفعالهما؛ مع التركيز على اتهام كل من يجرؤ على الدعوة إلى إيقاف الحرب وحقن الدماء؛ بالخيانة والعمالة!!. إن تبرير طرفي الصراع لويلات الحرب التي أشعلوها، تحت راية "الكرامة" من طرف؛ ورايات "الديمقراطية والحرية" من الطرف المضاد، أمر مضحك مبكي لكنه متوقع. فالمعتدون على ثورة الشعب وقيمها وأهدافها؛ لهما الجرأة على مهاجمة بعضهم البعض بكل صفاقة متى تضاربت مصالحهما؛ ومهاجمة المعارض لمصالحهما مجتمعين أيضا بكل وقاحة. وهم في هذا يتلاعبون بحياة الملايين من الأبرياء، الذين يُسْتَخْدَمُون كوقود للحرب؛ ثم يُتَخَلَّص منهم بشكل انتهازي في الوقت الملائم؛ متى انتهت الحاجة.
يَتْبَعُ
تيسير ادريس
tai2008idris@gmail.com