على الرغم من عدد أعماله القليلة، والفروق الزمنية الكبيرة بينها سواء قهراً أو طواعية، فإنه دائماً ما يولى للجودة قدسيتها، المخرج هانى خليفة الذى قدم على مدار ربع قرن عدداً محدوداً من المسلسلات والأفلام، يطل علينا هذا العام «بدون سابق إنذار»، ويؤكد أنه أحد أمهر حكّائى الدراما المصورة، خاصة تلك التى تشتبك مع العلاقات الأسرية.

قصة تميل للميلودراما تتخذ على يدى هذا المخرج الموهوب طريقاً عميقاً من الرمادية، والتوازن، وتنبض بالشخصيات باستخدام تشويق ماهر للأحداث، وتوجه اختياراتنا خلف الشاشات للمشاعر والمخاوف التى يمر بها الأبطال، تترك مساحة وافرة للتأمل والدهشة مستندة على تتابع متماسك للحلقات وصلابة الخطوط العامة.

هو إحدى مفاجآت دراما رمضان هذا العام من دون شك، بالرغم من عدم شموله على عدد كبير من الأسماء اللامعة من نجوم الشباك، لكن اختيار الممثلين وإدارتهم تتم بالتوازى مع قراءة يقظة وذائقة مرهفة، تخرج بكل حلقة بأكثر من صدمة، وتعيد لنا التفكير فى مصائر هذه الشخصيات أبطال الرواية، لم يعيشوا حياة هادئة ولكنهم أقرب لنا، لديهم تجارب مختلفة، ومروا بالعديد من الاختبارات التى شكلت رأيهم، ولكل منهم أسراره وجانبه غير المرئى.

حرفة السيناريو وتعقيداته يلقيان بظلالهما على نضج الدراما وجاذبيتها، سواء فى عدم توقع ما سيحدث، أو تعرض الشخصيات للاختبارات طوال الوقت، خاصة من المحيط الأقرب لهم، مع عدم التركيز على بطلى الأفيش آسر ياسين وعائشة بن أحمد، ولكن الإخلاص لطرفى الصراع على الجانب الآخر، أحمد خالد صالح وجهاد حسام الدين، والطفل سليم يوسف، جميعهم وأغلب الشخصيات المساعدة تم إدارتهم بشكل جيد ومثير للانتباه.

المسلسل الذى يوجّه تحية خاصة للراحلة أنيسة حسونة ترك البراح للخروج من الاستديوهات بالقاهرة إلى شوارع محافظة الإسماعيلية، وهى ميزة أخرى فى طرق أماكن تصوير جديدة وكسر القالب التقليدى واكتشاف رؤية ثرية، تتماشى مع تميز وغنى شكل العمل الفنى، واهتمامه باللغة البصرية جنباً إلى جنب مع تقابل الأحداث وسرعتها دون الاعتماد فقط على ترك السر الأكبر إلى نهاية كل حلقة لضمان استمرارية المشاهدة.

الطفل المصاب بسرطان الدم ليس الابن البيولوجى للأبوين، موقف مربك للغاية يمكن أن تواجهه أى عائلة اتجاه صغيرهم، هنا تبدأ رحلة البحث عن الحقيقة، وتنكشف أسرار الماضى وخلفيات الأبطال، ودوافعهم مع مرور السنوات.

على الجانب الآخر معركة لا تقل تميزاً، يخوضها شقيق البطل مع زوجته، قرارات أسرية ومهنية متهورة ومندفعة تقود إلى الطلاق ومن ثم وقوف كل منهما أمام مَحكمة المُشاهدين، هل يمكننا أن ندين الزوجة فى محاولاتها الدفاع عن مصالح أبنائها من قرارات زوجها الطائشة، وكيف يعصف تفاوت المستوى الاجتماعى بين طرفى الزواج آجلاً أو عاجلاً، مشاعر ممزوجة بالحيرة والتحدى يتبادلها الطرفان والحكم على صحتها المطلقة من أصعب ما يمكن، عشرات التساؤلات تقفز هنا دون أن نبتعد عن وهج قصة العمل أو يخفت اهتمامنا بها.

ينتصر السيناريو والمخرج لنهى (جهاد حسام الدين) والتى تقدم أفضل أداء لها على الشاشة، كما يخص شخصية ليلى (عائشة بن أحمد) بعديد المشاهد المؤثرة، تحبس دموعها الملتهبة دون صراخ، تتصاعد فيها درجات من الغليان والوهن الداخلى فى أعماقها.

مونتاج المسلسل لم يوفق فى أكثر من قطع حاد لنهاية المشاهد، أحياناً يفسخ علاقتنا ويشتت مشاعرنا نحو ما يحدث، فى مقابل جمل موسيقية صادقة، بعيدة عن الابتزاز العاطفى الرخيص، وأداء متمكن لـ(آسر ياسين) ينقل لوعة الأب وتمزق أفكاره، وتناثر تعبيراته من النقيض إلى النقيض دون أى يلجأ إلى العويل أو المغالاة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدراما السباق الرمضانى بدون سابق إنذار

إقرأ أيضاً:

العفو الدولية تدعو الجزائر للإفراج عن عسكري سابق محكوم بالمؤبد

طالبت منظمات حقوقية دولية، ومنها منظمة العفو الدولية، السلطات الجزائرية بإسقاط التهم الموجهة إلى العسكري الجزائري السابق والناشط في مكافحة الفساد محمد بن حليمة والإفراج عنه فورًا.

وأكدت "العفو الدولية في رسالة بعثت بها إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، على ضرورة احترام حقوق الإنسان الأساسية، بما في ذلك الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي. كما شددت على ضرورة فتح تحقيق مستقل وشفاف في مزاعم التعذيب وسوء المعاملة.

ويواجه محمد بن حليمة، العسكري الجزائري السابق والناشط في مكافحة الفساد، عقوبة السجن المؤبد في سجن البليدة العسكري. وجاء الحكم عقب إعادة بن حليمة قسرًا من إسبانيا إلى الجزائر في 24 مارس 2022، في سياق اتهامات وجهتها السلطات الجزائرية له على خلفية نشاطه السلمي وممارسته لحقه في حرية التعبير والتجمع السلمي.

تفاصيل القضية

محمد بن حليمة كان قد فرّ إلى إسبانيا طلبًا للجوء بعد نشره شهادات وملفات تتعلق بفساد مزعوم في صفوف المؤسسة العسكرية الجزائرية. غير أن السلطات الإسبانية قامت بترحيله قسرًا، لتتم محاكمته في الجزائر حيث صدرت بحقه عقوبة السجن المؤبد.

مزاعم التعذيب والمعاملة السيئة

خلال جلسات محاكمته، صرح بن حليمة بتعرضه للتعذيب وسوء المعاملة داخل السجن. شملت الانتهاكات المزعومة العنف الجنسي، الضرب المتكرر، والحبس الانفرادي لفترات طويلة. وأفاد بأنه تعرض للاعتداء الجسدي ست مرات على الأقل منذ مايو 2022، وكان آخرها في 8 ديسمبر 2024.

رغم خطورة هذه الادعاءات، لم تعلن السلطات الجزائرية عن أي تحقيق في مزاعم التعذيب أو الانتهاكات التي تعرض لها بن حليمة. وتأتي هذه التطورات وسط تنديدات واسعة من منظمات حقوق الإنسان التي دعت إلى إلغاء الأحكام الصادرة بحقه وإطلاق سراحه فورًا.

ينبغي على السلطات إلغاء الإدانات والأحكام الصادرة بحق محمد بن حليمة، وإسقاط أي تهم أخرى نابعة من ممارسته لحقوقه الإنسانية وإطلاق سراحه فورًا: https://t.co/mt9WK2PkRL#الحرية_لمحمد_بنحليمة — منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) March 27, 2025

السياق السياسي

تأتي قضية محمد بن حليمة في ظل تصاعد التوترات السياسية في الجزائر، حيث وُجهت اتهامات للسلطات باستخدام القضاء لتكميم الأفواه وقمع النشطاء والمعارضين. وتعكس هذه القضية تحديات أوسع تتعلق بمسألة الحريات العامة وحقوق الإنسان في البلاد.

وأكدت رسالة "العفو الدولية"، أن الحكم بالسجن المؤبد على محمد بن حليمة وتجاهل مزاعم التعذيب يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان. وقالت إنه من الضروري على السلطات الجزائرية ضمان العدالة ووقف جميع أشكال التعذيب والمعاملة السيئة، مع الإفراج الفوري عن بن حليمة إذا كانت التهم الموجهة إليه تستند فقط إلى ممارسته لحقوقه المشروعة.


مقالات مشابهة

  • محمد أبوزيد كروم يكتب: كيف أفشل الجيش المخطط الخبيث!!
  • لوسي تكشف أسرار وكواليس فهد البطل في ضيافة صدى البلد
  • الاحتلال يفرج عن خمسة عمال فلسطينيين اعتقلهم سابقًا في غزة
  • العفو الدولية تدعو الجزائر للإفراج عن عسكري سابق محكوم بالمؤبد
  • ناقد فني: موسم رمضان 2025 يشهد تنوعًا غير مسبوق في الدراما المصرية
  • ناقد فني: موسم رمضان 2024 يشهد تنوعًا غير مسبوق في الدراما المصرية
  • من دون سابق إنذار... وزيرٌ يفاجىء الموظفين: ما بسأل على حدا (فيديو)
  • هل نشب خلاف بين محمد سامي وماجد المصري؟.. الأخير يرد بصور
  • مسلسل حكيم باشا الحلقة 26.. مصطفى شعبان يكتب القصر باسم ابنه
  • مشروع تخرج لطلاب الإعلام يطلق جرس إنذار ضد المراهنات الإلكترونية