الوطن:
2025-02-02@12:07:37 GMT

مصطفى الكيلاني يكتب.. رحلة في عالم «جودر» الساحر

تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT

مصطفى الكيلاني يكتب.. رحلة في عالم «جودر» الساحر

شهدت الدراما المصرية والعربية فى السنوات الأخيرة طفرةً ملحوظةً فى الجودة والإنتاج، ولعل مسلسل «جودر» خير دليلٍ على ذلك. فمنذ اللحظة الأولى لعرضه، استطاع المسلسل أن يخطف الأنظار ويأسر القلوب، حاصداً إعجاب النقاد والمشاهدين على حد سواء. فما الذى ميّز «جودر» عن غيره من المسلسلات، وما العناصر التى ساهمت فى نجاحه الباهر؟

أول ما يلفت الانتباه فى «جودر» هو القصة المشوقة التى صاغها السيناريست أنور عبدالمغيث ببراعةٍ فائقة.

فالمسلسل يأخذنا فى رحلةٍ عبر الزمن، لنشهد صراعاً بين الخير والشر، وحبكةً دراميةً محكمةً لا تخلو من التشويق والإثارة. وقد نجح السيناريست فى خلق شخصياتٍ متعددة الأبعاد، لكل منها دوافعها وأهدافها، مما أضفى على القصة مزيداً من العمق والتشويق، مع خلق شكل جديد فى الحكى، يناسب القصة الأصلية، مع إضافات عصرية، مع تقديم المحتوى الأصلى لألف ليلة وليلة، والتى تعتمد معظم قصصها على غيرة وخيانة الأقربين.

وقد ساهم أداء الممثلين المتميز فى إضفاء الحياة على الشخصيات، فجاءت كل شخصيةٍ نابضةً بالحياة ومؤثرةً فى المشاهد. فقد استطاع كل ممثلٍ أن يتقمص دوره ببراعةٍ وأن ينقل مشاعر الشخصية وأحاسيسها إلى المشاهدين. حتى فى الأدوار الصغيرة، فلم تجد شخصية ثانوية ضعيفة، وقدم ياسر جلال الشخصيتين الرئيسيتين، «شهريار وجودر» بتمايز واضح بينهما، مع موهبة وليد فواز وياسر الطوبجى وأداء جيد لكل الممثلين، مع اختيار مواهب جديدة فى الأدوار الصغيرة، فلم نجد حتى فى المجاميع أى هنات.

ولا يمكن الحديث عن تميز «جودر» دون الإشادة بدور المخرج إسلام خيرى الذى استطاع أن يترجم السيناريو إلى مشاهد بصريةٍ ساحرة. فالمسلسل يتميز بإخراجٍ ديناميكى ومبتكر، يجمع بين اللقطات الواسعة والمشاهد القريبة، ويستخدم المؤثرات البصرية بشكلٍ مدروسٍ وفعال. وقد ساهم التصوير السينمائى الرائع فى إبراز جماليات الصورة، ونقل المشاهد إلى عالمٍ ملىءٍ بالسحر والخيال، مع إدارة محكمة للمثلين، واختيار مميز لأماكن التصوير الخارجى فى المغرب.

ولعل أحد أهم عناصر تميز «جودر» هو دقة الجرافيك الذى نفذته شركة «أروما» شريك الإنتاج، وجودة تصميم الديكور الذى صممه أحمد فايز، الذى تولى أيضاً الإشراف الفنى على العمل، استخدم المسلسل أحدث التقنيات فى مجال المؤثرات البصرية، فجاءت المشاهد الخيالية واقعيةً بشكلٍ مذهل. كما تم تصميم الديكورات بعنايةٍ فائقة، لتناسب أجواء المسلسل وتساهم فى نقل المشاهد إلى عالمه الساحر. وقد ساهم هذا الاهتمام بالتفاصيل فى إضفاء مزيدٍ من الواقعية على المسلسل، وجعل المشاهدين ينغمسون فى عالمه الخيالى، وكذلك ساهمت الأزياء التى صممتها منى التونسى لكل شخصية فى صناعة صورة أكثر إبهاراً.

وساهمت حرفية مدير التصوير تيمور تيمور فى جعل الصورة نابضة بالحياة، واستطاع مع المخرج إسلام خيرى والمونتير رحيب العويلى أن يجعلنا نستمتع بصورة لم نجدها مسبقاً فى أى عمل مصرى أو عربى، حيث اعتمد المخرج على صناعة كادرات معبرة تماماً عن مضمون الدراما مع استخدام الإضاءة المناسبة فى كل مشهد ولكل شخصية. موسيقى تتر البداية التى صنعها عزيز الشافعى، والموسيقى التصويرية التى ألَّفها شادى مؤنس فيها مزج عظيم ما بين حالة «ألف ليلة وليلة»، وموسيقى معاصرة، لم نعتدها مسبقاً فى أى تجربة لتقديم الفانتازيا الأشهر فى التاريخ، بل اعتدنا على سماع سيمفونية شهرزاد لكورساكوف فى معظم الأعمال السابقة، والتى أعطانا منها شادى مؤنس لمحة بسيطة فى الحلقة الأولى ولم يستخدمها تالياً.

يمكن القول بأن «جودر» قد نجح فى تقديم تجربةٍ دراميةٍ متكاملةٍ وممتعة، استطاعت أن تأسر قلوب المشاهدين وتنال إعجاب النقاد. فالمسلسل يجمع بين عناصر النجاح كافة، من قصةٍ مشوقة وإخراج متميز وأداء تمثيلى رائعٍ، فضلاً عن الجرافيك والديكورات المبهرة. ولا شك أن «جودر» سيظل علامة فارقة فى تاريخ الدراما المصرية والعربية، وسيُذكر كأحد المسلسلات التى ساهمت فى الارتقاء بالذوق العام وتقديم محتوى درامى عالى الجودة.

«جودر» هو عمل جماعى بامتياز، فقد ساهم فيه العديد من المبدعين المصريين، من كاتب ومخرج وممثلين وفنيين. وقد أبرز هذا العمل الجماعى الإبداع المصرى فى مجال الدراما التليفزيونية، وأثبت أن الدراما المصرية قادرةٌ على منافسة الدراما العالمية.

هو مسلسلٌ استثنائىٌّ بكل المقاييس، ويتفق الجميع على أن «جودر» هو التجربة الدرامية الأبرز فى رمضان 2024، وأنه عمل فنى متكامل يستحق المشاهدة والتقدير.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدراما السباق الرمضانى جودر

إقرأ أيضاً:

أصبحت أفعالكم لا تليق بمقام أم الدنيا

حقًا لقد أصبح المشهد الذى يظهر به الكثيرون من الفنانين الآن عندما يتوجهون لحضور حفلات المهرجانات سواء بالداخل او بالخارج عبثيًا ولا يليق بمقام أم الدنيا الحبيبة هوليوود العرب. وقبلة كل الفنانين العرب وهى من صنعتكم انتم وغيركم، لقد أصبح البعض يتصرف حسبما يتراءى له أوحسب أهوائه دون النظر لاية اعتبارات اخرى او انهم عندما يرتكبون اية افعال سيئة او تصريحات غير لائقة. ألا يعلم هؤلاء أن أى تصرف منهم يسيء إلى المصريين، فقد ترى عندما يقع البعض منهم فى اية زلات يشار اليه بأنه مصرى.

ألم يشاهدوا ما تسجله عدسات المصورين لما يفعلونه سواء فى الفضائيات أو «السوشال ميديا» او ما يدور ويذاع عنهم على القنوات الخارجية، وانتقاد ما تم فعله من بعضهم بصفة عامة فى مهرجانات عديدة وما يرتكبونه من افعال لا تليق بمقام مصر نهائيا، لتصل إلى حد الهزل. ووصل الحال بان تدخلت شرطة البلد المقام بها المهرجان هناك بسبب ما قامت به فنانة مصرية مشهورة وما ظهرت عليه مع مطرب خليجى أثناء المشاركة فى حفل توزيع جوائز هناك، وقبلها بفتح القاف أثناء مصافحته لها بشكل مطول وتبادلهما القبل والأحضانً المثيرة، بينما تواجد فنان كان يتوسطهما ويحاول الفصل بينهما ضاحكًا وهو يقول خلاص «قبلتين كفاية» مما جعل شرطة البلد المقام بها المهرجان ان تتدخل كما أثار مقطع فيديو القبلة هذه الذى تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعى الجدل، وتناقلته جميع وسائل الاعلام المحلية والخارجية بل لاقى انتقادا لاذعا ولا تزال أصداء هذه الأزمة التى تمت فى بالمهرجان الخامس تتصاعد حتى الآن، فهذا المشهد أثار استياء عدد كبير من المتابعين الذين عبروا عن غضبهم من تصرفات الفنانة والفنان العربى، معتبرين أن مثل هذه الأفعال لا تتماشى مع عادات مجتماعاتنا.

لقد اصبح ما نراه ونسمعه ونشاهده الآن من انتقادات لما يفعله البعض من الفنانين، وما يدور ويفعله البعض منهم يقع فى مصاف الجحود فى حق مصر امام العالم ويساهم فى وأد النهضة الفنية التى صنعها نجوم وأساطين الفن المصرى السابقين عتاولة الفن بجد دون منافس لهم حتى الان، الذين تركوا أرثا فنيا يعيش عليه الجميع فى الداخل والخارج حتى الان، ويتفاخرون به وكأنه من صنعهم وعجبا يجرى ذلك امام الجميع ويذكرون الفنان فقط ويكرمونه دون ان ينسب الفضل لام الدنيا. بل يزدادون فخرا زائفا وكأنهم يعيدون تاريخ فنهم هم غير الموجود فى الوجود اساسا، ونعود لبداية الكلام وهو أن المشهد الفنى اصبح عبثيا، وايضا شاهدنا فى هذا المهرجان الذى اقيم فى احد البلدان ظهور الممثلة العجوز وهى تسير بمفردها ممسكة بمشط الشعر الكبير خارج حقيبة يدها وهى تسير فى الطريق المؤدى للمهرجان وكأنها لتوها خارجة من shower والادهى فستانها الذى اظهرها بإطلالة مثيرة للانتقاد حتى انتقدها احد مقدمى «التوك شو» بأن لكل عمر مقامًا بسبب فستانها المثير للجدل والمكشوف من جنب البطن ليظهر تجاعيد الجلد بسبب عامل العمر الذى تخطى لما بعد الثمانين رغم انها نجمة كبيرة وتاريخها كبير فقد كانت اطلالتها غير لائقة بسنها وببلدها وبتاريخ فنها فلكل مقام مقال ولكل عمر مقام وشكل وهندام وطريقة تناسبه وتجعله يرفع من قدره ويشرف بلده، هذا بخلاف ظهور فنانة كبيرة ايضا فى لقاء متلفز اجرى معها على هامش احد المهرجانات من حديثها تقول ان المصريين لما بيطلعوا يحجوا بيختاروا بلد الحرمين الشريفين ونقول لها عجبا وعجبا فهل تجرى مراسم الحج فى بلد آخر فأى ثقافة هذه.

وهل هذا فكر يليق بالفن وبمصر، بخلاف الممثلة التى اعربت بطريقة جعلتها مثارًا لانتقادها من القنوات الخارجية ومنصات التواصل الاجتماعى ووصفوها بأن استخدامها ليدها بالقفاز على وجهها اشبه بمن يكون فى حلبة قتال كما قالت احنا جينا لاننا مش اقل من اى حد جايين نحقق احلامنا هنا فى الفن واوجه لها سؤالًا اين فنك الآن واين ذكرك لفضل ام الدنيا فى حديثك بخلاف الفنانة صاحبة سجل حافل من الاخطاء اللفظية وصاحبة سيئة جارية. وظهور مطرب ببالطو قطيفة حريمى وعقد حريمى ابيض وحلق ياللهول وعجبى، فإلى متى تظل اخطاؤهم هذه وغيرها التى تثير الجدل حول ما يُعتبر مناسبًا أو غير مناسب فى سلوكيات الفنانين أثناء ظهورهم فى المناسبات العامة. فلك الله يا مصر.

مقالات مشابهة

  • جودر 2 والغاوي.. أحمد بدير يشارك بدورين في دراما رمضان 2025
  • ماذا قال تامر حسني لهنا الزاهد بعد عرض مسلسل إقامة جبرية ؟
  • هنا الزاهد تلجأ لطبيب نفسي لهذا السبب.. فيديو
  • ترامب وحلم السطوة
  • “جودر 2”.. Watch It تشوق الجمهور ببوستر جديد للنجم أحمد بدير
  • محمد صبحي: «فارس يكشف المستور» كناية عن المؤامرات العالمية التى تحاك ضد الأمة
  • مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية
  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • أصبحت أفعالكم لا تليق بمقام أم الدنيا
  • الرئيس المقاول