خبران أثارا انتباهي نشرا يوم الخميس.. وتوقفت أمامهما كثيرا خاصة وأنهما نشرا فى يوم واحد فى جميع المواقع المصرية بمختلف أنواع ملكيتها.. وهو ما أثار لدى أسئلة عديدة خاصة وان الاخبار تتعلق بهيئات تعادى مصر على طول الخط وتشوه صورة ما يحدث على الأرض من إنجازات وأعمال.
فالخبر الأول جاء فيه ان محافظ شمال سيناء استقبل وفدا من منظمة مراقبة حقوق الانسان الامريكية أو «هيومن رايتس ووتش» والوفد وصل الى مصر بالطبع بعد الحصول على الموافقات اللازمة من الجهات المختصة فى مصر.
أما الخبر الثانى الذى توقفت عنده احتفاء المواقع المصرية ببيان ما يسمى علماء اتحاد المسلمين الذى دعا فيها إلى تنظيم مظاهرات ومسيرات فى مختلف انحاء العالم ضد العدوان الإسرائيلى على غزة ودعا «الشعوب العربية والإسلامية والإنسانية، والمؤسسات والهيئات والنقابات والشركات العالمية إلى ممارسة الضغط الدولى على حكوماتهم لوقف الدعم المالى والسياسى والعسكرى لهذا الكيان الغاشم، كما دعا الى رفع قضايا ضد هذه الحكومات فى المحاكم الدولية بتهمة دعم كيان يقوم بالجرائم ضد الإنسانية والمساهمة فى الإبادة الجماعية فى قطاع غزة».
ودعا إلى تنظيم مسيرات واعتصامات سلمية وضخمة أمام السفارات الداعمة لهذا الكيان الغاشم والمحتل فى جميع عواصم العالم، فى جمعة الغضب، وفى كل أيام العيد، للتنديد بدعمهم اللامحدود للقمع والقتل والتطهير العرقي.
والزملاء الذين نشروا البيان واحتفوا به نسوا ان هذا الاتحاد يضم قيادات التنظيم العالمى لجماعة الإخوان الإرهابية وأسسه الدكتور يوسف القرضاوى نكاية فى اتحاد علماء المسلمين الحقيقى الذى يرأسه شيخ الأزهر وحتى الموقعين على البيان سواء رئيسه وأمينه العام هم ألد أعداء الشعب المصرى وليس فقط السلطة لكنهم حرضوا على ارتكاب جرائم الإرهاب ضد المصريين خاصة هذا «الصلابي» فى ليبيا وهو من تعاون مع التنظيمات الإرهابية هناك ويعرقل أى جهود حقيقية لإنهاء الأزمة الليبية،
ولم أسمع أو اطلع من قيادات هذا الاتحاد أى رسالة اعتذار للشعب المصرى على كل الجرائم التى حرضوا على ارتكابها أو مولوها فهو اتحاد إرهابى ومصنف بأنه منظمة إرهابية فهل تم رفع هذه الصفة عنه حتى تحتفى المواقع المصريه بهذا البيان فهم كعادة الاخوان يعشقون المزايدة ويعتقدون انهم من يحركون العالم فرغم نبل القضية وهى القضية الفلسطينية إلا أن المزايدة الإخوانية كالعادة تخرج الى السطح ويفسدون كل شيء حتى يظهروا بمظهر الأبطال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزمة الليبية محافظ شمال سيناء المنظمة الأمريكية الاعمال الارهابية الشركات العالمية الإبادة الجماعية في قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أصوات فكرية تطرح أسئلة الموازنة بين الأصالة والمعاصرة في الفكر العربي
احتضنت جامعة نزوى في قاعة الفراهيدي ضمن فعالياتها في معرض مسقط الدولي للكتاب 2025، جلسةً حوارية فكرية بعنوان "التجديد في الفكر العربي.. سؤال الموازنة"، ناقشت فيها قضايا التجديد، والتراث، والتبعية، والإبداع، والمقدّس في السياق العربي الإسلامي.
وشارك في الجلسة كل من أمينة البلوشية، وسالم الصريدي، وعبدالله الدرعي، وبدر الشعيلي، وأدارتها الدكتورة شفيقة وعيل.
وفي ورقتها، أشارت أمينة البلوشية إلى أن الحديث عن التجديد يستلزم بالضرورة الحديث عن المقدّس، إذ لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر. وبيّنت أن التجديد لا ينبغي أن يكون مجرّد تقليد للغرب أو تفكّكٍ من كل القيم، بل هو مشروع يبدأ من الداخل، من مساءلة الذات وقراءة الواقع بوعي نقدي. وأوضحت، أن حالة التبعية، سواء في الفلسفة أو الأدب أو الفكر، هي نتيجة غياب مشروع فكري جماعي يعيد تشكيل علاقتنا بالتراث والحداثة على حدّ سواء.
وأضافت "البلوشية": إن المجتمعات العربية تحتاج إلى "أنسنة الفكر"، أي تحريره من التصورات الجامدة التي تعيق حركته، مشددةً على ضرورة أن يُبنى هذا المشروع من خلال تكامل جماعي لا جهد فردي.
وتابعت أن الخوف من الاقتراب من المقدّسات يمنع التطور، مؤكدةً على ضرورة احترام المقدس دون منعه من أن يكون موضوعًا للنقد والفهم والتفكيك. ودعت إلى تجاوز التبعية والانطلاق من حيث توقف الآخرون لصياغة مشروع نهضوي حقيقي.
أما بدر الشعيلي فقد ناقش في ورقته العلاقة بين السلطة والنصّ، معتبرًا أن كثيرًا من إشكالات الفكر العربي نشأت من تداخل النصوص المقدّسة مع النصوص السلطوية التي أُسبغ عليها قداسة زائفة. وأشار إلى أن السلطة الدينية والسياسية كثيرًا ما وُظفت لحماية مواقف أيديولوجية معينة على حساب حرية التفكير.
وأوضح "الشعيلي" أن الخروج من مأزق الجمود يتطلب قراءة جديدة للنصوص، لا تقتصر على التفسير التقليدي، بل تنفتح على الواقع واحتياجات العصر. وأضاف: إن الفجوة بين الإبداع والفكر لا تزال قائمة، إذ يُنظر إلى المبدعين أحيانًا بريبة إذا ما اقتربوا من قضايا تمسّ التراث أو العقيدة.
وتابع أن المشروع الفكري العربي بحاجة إلى مصالحة بين الفكر والإبداع، حيث لا يمكن لأي نهضة أن تقوم دون احتضان متبادل بينهما. وختم بتأكيده على أن التجديد لا يكون بتبديل العبارات، بل بتفكيك الأسئلة العميقة وطرح أسئلة جديدة تعيد التفكير في مصادر المعرفة وسُبل تلقيها.
وفي ورقته، تناول سالم الصريدي قضية التجديد من زاوية تكامل العلوم، لافتًا إلى أن المفكر العربي في العصور الأولى كان موسوعيًا يجمع بين الفلسفة واللغة والرياضيات وغيرها.
وأشار إلى أن الانفصال بين العلوم أدى إلى تخمة في التفاصيل، بينما التجديد اليوم يقتضي العودة إلى رؤية شاملة تجمع بين العلوم الطبيعية والإنسانية.
وأوضح أن الفكر التجديدي لا يكتمل دون مقاربة الإنسان في أبعاده المختلفة، النفسية والاجتماعية والمكانية، مضيفًا أن المعرفة لا يمكن أن تنمو داخل المختبرات فقط، بل في التفاعل مع الإنسان ومحيطه. وتابع أن المطلوب هو بناء "هارمونية معرفية" تمكّننا من تجاوز التشتت واستعادة المعنى الشامل للمعرفة. مؤكدا على أن النهضة تتطلب عقلًا جامعًا، لا عقلاً مُجزّأً، وأن هذا يستدعي إعادة النظر في طرائق التعليم والتفكير والبحث.
من جانبه، تطرق عبدالله الدرعي في ورقته إلى مفهوم الحرية الفكرية وأهميتها في مسار النهضة والتجديد، مبينًا أن الحرية لا تعني الانفلات من القيم، بل تنطلق من وعي نقدي مسؤول يعيد قراءة التراث والواقع بروح عقلانية. وأشار إلى أن الفكر العربي كثيرًا ما وقع أسير الثنائيات المتضادة، مثل الأصالة والمعاصرة، والمقدس والمدنس، مما أعاق قدرته على إنتاج معرفة متحررة من التبعية الثقافية.
وأوضح أن الحاجة اليوم ليست إلى إعادة إنتاج النصوص، بل إلى تجديد أدوات الفهم والتأويل، معتبرًا أن الخوف من المساس بالموروث يمنع تحرك العقل نحو تأسيس رؤى جديدة أكثر ملاءمة لعصرنا. وأضاف أن تجاوز هذا الخوف يبدأ بإعادة النظر في ما نعدّه "ثوابت"، وتحرير المقدس من التوظيفات الأيديولوجية التي تُعطل التفكير بدعوى الحماية أو التقديس.
وتابع أن كثيرًا من التجارب الفكرية العالمية انطلقت من مساءلة الذات أولًا، مشيرًا إلى أهمية أن ننطلق نحن أيضًا من موقع الوعي الذاتي النقدي، لا من استيراد نماذج جاهزة من الغرب أو غيره. ودعا الدرعي إلى إحياء مشروع فكري عربي إسلامي، يتأسس على الحوار والتكامل، لا على الإقصاء والانغلاق، مشددًا على أن التجديد لا يكون بجهد فردي معزول، بل بمبادرات جماعية تعيد وصل الحاضر بالماضي دون أن تكون رهينة له.