بوابة الوفد:
2024-09-19@18:23:17 GMT

سعد زغلول نبى الوطنية!

تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT

بعد انتقال البرلمان المصرى إلى مقره الجديد بالعاصمة الإدارية سيظل مبناه الحالى فى قلب القاهرة قيمة تاريخية ومعمارية شامخة ورمزا لقيم كافح من أجلها الشعب المصرى سنين طويلة.

فقد شهد هذا المبنى الذى يضم مجلس النواب والشيوخ أحداثا مهمة فى تاريخ مصر الحديث ومسيرة العمل الوطنى بها، منذ افتتاحه فى عام 1924 ليستقبل أول برلمان مصرى حديث بعد صدور دستور 1923.

. وعقدت بداخل هذا المبنى الجلسة الأولى لمجلسى الشيوخ والنواب فى يوم السبت 15 مارس 1924.

وهذا المبنى شاهد حى على وقائع أكثر من مائة عام من الحياة السياسية والنيابية فى مصر. ويحمل المبنى قيمة فنية ومعمارية عامة، فقد شيد على طراز جمع بين الأساليب المعمارية الأوروبية فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وبين التأثيرات الإسلامية فى العمارة والفنون.

مع مطلع عام 1924 كان الزعيم سعد زغلول ملء السمع والبصر.. زعيم الأمة وقائدها السياسى. خاض أول معركة انتخابية تمحضت عن كفاح الشعب المصرى وصدور دستور 1923. تتبعت الأمة بلهفة إجراءات التمهيد للانتخابات، وتألفت اللجان الشعبية فى مختلف المدن والقرى، وكان اهتمام الناس عظيما إن دل على شىء فإنما يدل على ارتقاء النضج السياسى فى البلاد.

بدأت المعركة الانتخابية فى أبريل 1923، واستمرت إلى 12 يناير 1924، تميزت بظهور الأحزاب لأول مرة، فكانت معركة طويلة، حامية الوطيس، ونال فيها الوفد 90٪ من مقاعد النواب، وفشل فى الانتخابات أشهر خصوم سعد، وسقط رئيس الوزراء يحيى إبراهيم باشا، إلا أن سقوطه يعد شهادة ناطقة بنزاهته ومحافظته على حرية الانتخابات وعدم تدخل الحكومة فى ظل الدستور الجديد واكتساح حزب الوفد وزعيمه، شكل سعد زغلول وزارته الوحيدة، التى سميت وزارة الشعب واستمرت عشرة أشهر من 28 يناير 1924 حتى 24 نوفمبر.

كان افتتاح البرلمان يوما مشهودا فى تاريخ مصر الحديث، فلأول مرة منذ الاحتلال عام 1882 اجتمع نواب البلاد وشيوخها المنتخبون انتخاباً حرا فى برلمان تتمثل فيه سلطة الأمة.. حيث كانت قد جرت انتخابات مجلس الشيوخ يوم 23 فبراير 1924، وفاز فيها أيضا الوفد فى معظم الدوائر. وقد أعاد افتتاح البرلمان إلى الأذهان حفل افتتاح مجلس النواب الأول الذى اجتمع عام 1881 فى عهد الثورة العرابية، وكان أول مجلس نيابى كامل السلطة شهدته مصر الحديثة، ثم عصفت به يد الاحتلال فألغى عام 1883، وظلت البلاد بلا دستور 40 عاما إلى أن ظهرت به سنة 1923.

ووقع حادث مروع عصف بالحياة الدستورية والوزارة معا، كما عصف بحقوق البلاد وبوحدة مصر والسودان، هذا الحادث هو مقتل السير لى ستاك باشا، سردار الجيش المصرى وحاكم السودان العام فى 19 نوفمبر 1924، ارتجت البلاد لهذا الحادث المروع، وتوقع الناس له عواقب خطيرة، إذ كان هدفه شخصية من أكبر شخصيات إنجلترا السياسية والعسكرية فى مصر والسودان. وثارت الحكومة البريطانية، وأخذت تهدد البلاد وحكومتها، وتحمل حملة شديدة على سعد زغلول واتهمته بتهييج الشعور بريطانيا، وحملته ووزارته مسئولية الحادث، وعرض سعد زغلول على الملك استقالته من الوزارة فى 23 نوفمبر 1924.

وكتب محمد حسنين باشا رئيس تحرير جريدة السياسة، لسان حال الأحرار الدستوريين فى كتابه «مذكرات فى السياسة المصرية»، واصفا استقبال الأحرار الدستوريين للهزيمة فى الانتخابات البرلمانية.. كان سعد زغلول بطل مصر بلا منازع.

وانتقل الأمر من  النظر إلى سعد على أنه زعيم سياسى له رأيه الذى يناقش إلى أنه نبى الوطنية المرسل من قبل السماء، والذى يجب أن تنحنى له الجباه، فقد أصبحت كلمة سعد وحياً وقد وجب تنفيذ أمره أيا كان.. وهذا ما أدى بالشيخ الغاياتى إلى أن يقول يوما فى خطاب ألقاه: «إذا رشّح الوفد حجرا وجب انتخابه».

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن محمود غلاب العاصمة الإدارية البرلمان المصري الشعب المصرى مجلس النواب والشيوخ سعد زغلول

إقرأ أيضاً:

قطر.. إطلاق الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني 2024 – 2030

تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أطلقت الوكالة الوطنية للأمن السيبراني الثلاثاء الموافق 17 سبتمبر 2024، الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني 2024 – 2030، وذلك بحضور عدد من أصحاب السعادة الوزراء ورؤساء الجهات وكبار المسؤولين.

وتهدف هذه الاستراتيجية إلى المساهمة الفاعلة في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، وتعزيز مكانة دولة قطر لتكون في طليعة الدول الساعية إلى ضمان الاستخدام الآمن للتقنيات الحالية والناشئة.

وخلال كلمته الافتتاحية، أعرب سعادة المهندس عبد الرحمن بن علي الفراهيد المالكي رئيس الوكالة الوطنية للأمن السيبراني عن فخره لتصنيف دولة قطر من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة كدولة نموذجية ورائدة في مجال الأمن السيبراني في الفئة الأعلى بالمؤشر العالمي للأمن السيبراني.

وقال سعادته إن الأمن السيبراني لا يمكن تحقيقه إلا عبر تضافر جهود الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة وأصحاب المصلحة، ومن هنا جاء شعار الاستراتيجية الوطنية الثانية للأمن السيبراني ورؤيتها اللذين يرتكزان على الجهود الموحدة لتعزيز الثقة في الفضاء السيبراني لضمان تقدم وازدهار دولة قطر، والارتقاء بمنظومة الأمن السيبراني في الدولة.

وأضاف سعادته ” لقد حرصنا على تبني هذا النهج في مرحلة إعداد الاستراتيجية حيث قمنا بإشراك العديد من المؤسسات، كما أننا قمنا بالتنسيق المكثف مع فرق العمل المعنية بإعداد الاستراتيجية الوطنية الثالثة، لضمان التكامل والتناغم بين مختلف الجهود الوطنية تحقيقاً لرؤية قطر الوطنية 2030″.

ولفت سعادته إلى أن المبادئ التوجيهية للاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني ترتكز على القيم المتمثلة في: المسؤولية المشتركة، والنهج القائم على إدارة المخاطر، والتركيز على النتائج، وحقوق الأفراد الشخصية، والازدهار الاقتصادي والتنسيق والتعاون، مشيرا إلى أن هذه المبادئ تعد بمثابة القواعد الرئيسية لتحقيق الأمن السيبراني الوطني وتسهم في عملية التوجيه والإرشاد اللازمتين للتنفيذ.

وبين سعادته أن الاستراتيجية الوطنية الثانية للأمن السيبراني تعد بمثابة خارطة طريق لمواجهة التحديات السيبرانية المتجددة، والتركيز على بناء أُسس متينة من التعاون والتكاتف محلياً وإقليمياً ودولياً.

وفي ختام كلمته أكد سعادته على دور الوكالة الوطنية للأمن السيبراني في توفير فضاء سيبراني وطني آمن يعود بالنفع على جميع الأفراد والمؤسسات في دولة قطر ويلبي متطلبات التنمية الوطنية المُستدامة ويحافظ على مكانة دولة قطر في طليعة الدول الرائدة في مجال الأمن السيبراني إقليمياً وعالمياً.

وخلال الحفل، استعرضت المهندسة دانة يوسف العبد الله، مدير شؤون الحوكمة والضمان السيبراني الوطني في الوكالة الوطنية للأمن السيبراني ركائز الاستراتيجية وأهدافها وخطوات تطوير الاستراتيجية والمخاطر والفرص والرؤية، كما قدمت شرحا توضيحيا حول مساهمة الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني 2024 – 2030 في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.

وترتكز الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني 2024 – 2030 على 5 ركائز أساسية أولها الأمن والصمود السيبراني في المنظومة القطرية والتي تهدف إلى تعزيز أمن وصمود البيئة السيبرانية في الدولة مع التركيز على البنية التحتية الوطنية الحيوية بناءً على المخاطر السيبرانية المتطورة والأولويات الوطنية.

أما الركيزة الثانية فهي التشريعات والتنظيمات وإنفاذ القانون من أجل فضاء سيبراني آمن وتهدف لتطوير الأطر القانونية والتنظيمية الوطنية، وإطار الحوكمة والنموذج التشغيلي، فيما تهدف الركيزة الثالثة المتعلقة بالاقتصاد المزدهر والمبتكر والقائم على البيانات إلى دعم القدرات الوطنية للأمن السيبراني من خلال تشجيع البحث والتطوير والابتكار في مجال الأمن السيبراني عبر القطاعين العام والخاص، وتعزيز الاستثمارات من أجل صناعة إلكترونية مزدهرة.

وتمثلت الركيزة الرابعة في الثقافة السيبرانية وتنمية كوادر القوى العاملة، والتي تسعى إلى تطوير القوى العاملة بمؤهلات الأمن السيبراني ودعم نشر ثقافة الأمن السيبراني في المجتمع، فيما تهدف الركيزة الخامسة الخاصة بالتعاون الدولي والشراكات الموثوقة إلى القيام بدور نشط في العلاقات الدولية والدبلوماسية السيبرانية، لتعزيز التعاون على المستويين الإقليمي والدولي من أجل فضاء سيبراني آمن ومرن.

وتتسم الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني 2024 – 2030 بالشمول والصمود والنظرة المستقبلية وقد جاءت لمواكبة ما يشهده العالم من تحوّل رقمي سريع، جعل من الأمن السيبراني أحد أكبر التحديات التي تواجهها الدول في الوقت الراهن، وذلك لما للفضاء الإلكتروني من تأثيرات مباشرة على واقع الأمن الوطني والحياة اليومية للأفراد.

الشرق القطرية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الكتلة الوطنية: الدولة وحدها قادرة على ردع أعداء لبنان
  • “دومة” يشارك بأعمال المؤتمر الثاني عشر لرؤساء البرلمانات الوطنية الافريقية
  • ميقاتي: الوحدة الوطنية أقوى رد على العدوان الإسرائيلي
  • اختتام بطولة روسيا الوطنية لجمال الخيل العربية
  • قطر.. إطلاق الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني 2024 – 2030
  • وزير الصحة يكشف مراحل مبادرة «بداية» الوطنية
  • على مستوى العراق.. الشبكة الوطنية للكهرباء تعلق التشغيل لحين السيطرة على حريق الزعفرانية
  • الجمعية الوطنية الفرنسية توافق على إجراءات عزل إيمانويل ماكرون
  • الوطنية السودانية واستقلال السودان (2 -2)
  • هاشم: القانون الانتخابي يبتعد عن الوطنية