بعد انتقال البرلمان المصرى إلى مقره الجديد بالعاصمة الإدارية سيظل مبناه الحالى فى قلب القاهرة قيمة تاريخية ومعمارية شامخة ورمزا لقيم كافح من أجلها الشعب المصرى سنين طويلة.
فقد شهد هذا المبنى الذى يضم مجلس النواب والشيوخ أحداثا مهمة فى تاريخ مصر الحديث ومسيرة العمل الوطنى بها، منذ افتتاحه فى عام 1924 ليستقبل أول برلمان مصرى حديث بعد صدور دستور 1923.
وهذا المبنى شاهد حى على وقائع أكثر من مائة عام من الحياة السياسية والنيابية فى مصر. ويحمل المبنى قيمة فنية ومعمارية عامة، فقد شيد على طراز جمع بين الأساليب المعمارية الأوروبية فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وبين التأثيرات الإسلامية فى العمارة والفنون.
مع مطلع عام 1924 كان الزعيم سعد زغلول ملء السمع والبصر.. زعيم الأمة وقائدها السياسى. خاض أول معركة انتخابية تمحضت عن كفاح الشعب المصرى وصدور دستور 1923. تتبعت الأمة بلهفة إجراءات التمهيد للانتخابات، وتألفت اللجان الشعبية فى مختلف المدن والقرى، وكان اهتمام الناس عظيما إن دل على شىء فإنما يدل على ارتقاء النضج السياسى فى البلاد.
بدأت المعركة الانتخابية فى أبريل 1923، واستمرت إلى 12 يناير 1924، تميزت بظهور الأحزاب لأول مرة، فكانت معركة طويلة، حامية الوطيس، ونال فيها الوفد 90٪ من مقاعد النواب، وفشل فى الانتخابات أشهر خصوم سعد، وسقط رئيس الوزراء يحيى إبراهيم باشا، إلا أن سقوطه يعد شهادة ناطقة بنزاهته ومحافظته على حرية الانتخابات وعدم تدخل الحكومة فى ظل الدستور الجديد واكتساح حزب الوفد وزعيمه، شكل سعد زغلول وزارته الوحيدة، التى سميت وزارة الشعب واستمرت عشرة أشهر من 28 يناير 1924 حتى 24 نوفمبر.
كان افتتاح البرلمان يوما مشهودا فى تاريخ مصر الحديث، فلأول مرة منذ الاحتلال عام 1882 اجتمع نواب البلاد وشيوخها المنتخبون انتخاباً حرا فى برلمان تتمثل فيه سلطة الأمة.. حيث كانت قد جرت انتخابات مجلس الشيوخ يوم 23 فبراير 1924، وفاز فيها أيضا الوفد فى معظم الدوائر. وقد أعاد افتتاح البرلمان إلى الأذهان حفل افتتاح مجلس النواب الأول الذى اجتمع عام 1881 فى عهد الثورة العرابية، وكان أول مجلس نيابى كامل السلطة شهدته مصر الحديثة، ثم عصفت به يد الاحتلال فألغى عام 1883، وظلت البلاد بلا دستور 40 عاما إلى أن ظهرت به سنة 1923.
ووقع حادث مروع عصف بالحياة الدستورية والوزارة معا، كما عصف بحقوق البلاد وبوحدة مصر والسودان، هذا الحادث هو مقتل السير لى ستاك باشا، سردار الجيش المصرى وحاكم السودان العام فى 19 نوفمبر 1924، ارتجت البلاد لهذا الحادث المروع، وتوقع الناس له عواقب خطيرة، إذ كان هدفه شخصية من أكبر شخصيات إنجلترا السياسية والعسكرية فى مصر والسودان. وثارت الحكومة البريطانية، وأخذت تهدد البلاد وحكومتها، وتحمل حملة شديدة على سعد زغلول واتهمته بتهييج الشعور بريطانيا، وحملته ووزارته مسئولية الحادث، وعرض سعد زغلول على الملك استقالته من الوزارة فى 23 نوفمبر 1924.
وكتب محمد حسنين باشا رئيس تحرير جريدة السياسة، لسان حال الأحرار الدستوريين فى كتابه «مذكرات فى السياسة المصرية»، واصفا استقبال الأحرار الدستوريين للهزيمة فى الانتخابات البرلمانية.. كان سعد زغلول بطل مصر بلا منازع.
وانتقل الأمر من النظر إلى سعد على أنه زعيم سياسى له رأيه الذى يناقش إلى أنه نبى الوطنية المرسل من قبل السماء، والذى يجب أن تنحنى له الجباه، فقد أصبحت كلمة سعد وحياً وقد وجب تنفيذ أمره أيا كان.. وهذا ما أدى بالشيخ الغاياتى إلى أن يقول يوما فى خطاب ألقاه: «إذا رشّح الوفد حجرا وجب انتخابه».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن محمود غلاب العاصمة الإدارية البرلمان المصري الشعب المصرى مجلس النواب والشيوخ سعد زغلول
إقرأ أيضاً:
بالتزكية.. المهندس أسامة الشاهد رئيسًا حزب الحركة الوطنية خلفا للواء رؤوف السيد
وردت أنباء قوية عن فوز المهندس أسامة الشاهد برئاسة حزب الحركة الوطنية، للدورة 2024/2029 بالتزكية، وذلك خلفا للواء الراحل رؤوف السيد.
وفاز الشاهد بالانتخابات عن طريق التزكية بعد أن اصبح المرشح الوحيد الذى تمكن من استكمال أوراق ترشحه وحصل على تزكية ما يقرب 70% من المؤتمر العام للحزب.
ويشغل المهندس أسامة الشاهد منصب عضو الهيئة العليا للحزب من تاريخ إنشائه عام 2012، كما شغل منصب الأمين العام لمحافظة الجيزة، وعضوًا بالأمانة العامة للحزب، والنائب الأول لرئيس الحزب من عام 2018 حتى تاريخه.
كما يشغل منصب رئيس الغرفة التجارية بالجيزة، وعضو مجلس إدارة الاتحاد العام للغرف التجارية، وعضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية، وعضو مجلس إدارة البحوث المدنية والإنشائية بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وعضو مجلس إدارة الجمعية المصرية العلمية للإدارة، وعضو الغرفة التجارية الألمانية.
وكان قد تقدم بطلب الترشح على رئاسة الحزب كلا من المهندس اسامة الشاهد والنائب هاني العسال عضو مجلس الشيوخ، والمستشار أسامة سعد مساعد رئيس الحزب الاسبق.
كما يشترط في التقدم للترشح علي رئاسة الحزب الحصول على 20% تزكيات من تعداد المؤتمر العام للحزب كحد أدني ولم يقوم كلا المرشحين النائب هاني العسال والمستشار اسامه سعد باستكمال اوراق ترشحهما حتي موعد غلق باب الترشح .
كما انتهت الفترة الزمنية للطعون مساء يوم الخميس ٢٠٢٤/١١/٢١ وتقدم المرشح اسامه سعد بطعن الي اللجنة يوم الخميس ١١/٢١ وبفحص الطعن المقدم تم قبوله شكلا ورفضه موضوعا حيث أن كافة البيانات الواردة بالطعن غير مدعمة بأى مستندات، وبذلك تم إعلان المهندس أسامة الشاهد رئيسا للحزب بالتزكية.اعتبارا من يوم مساء الجمعه ٢٠٢٤/١١/٢٢
طبقا لنص الماده رقم ٤١ الفقره السادسه من اللائحه الداخليه للحزب والتي تنص علي انه في حاله اذا لم يتقدم للترشح لمنصب رئيس الحزب سوي مرشح واحد يعلن فوزه بالتزكية بشرط ان تتوافر فيه شروط الترشح هذا وقد تم تسليم محاضر اجتماعات لجنه الاشراف علي الانتخابات والتي تتضمن فوز المرشح المهندس اسامه الشاهد بالتزكية الي لجنه شئون الاحزاب السياسيه
ومن المقرر عقد المؤتمر العام لحزب الحركة الوطنية يوم 7 ديسمبر المقبل بفندق سفير للاحتفال بفوز المهندس / اسامه الشاهد برئاسة الحزب أمام المؤتمر العام، وتكريم اللواء الراحل رؤوف السيد الرئيس السابق للحزب، وتكريم السيده رضوي مصطفي عضو الهيئه العليا علي جهودها في بناء الحزب والتوافق على الاستراتيجيات وخطط العمل خلال الفترة المقبلة.وتعديل بعض بنود لائحه النظام الاساسي للحزب