بوابة الوفد:
2025-03-19@21:49:40 GMT

تاريخ إسرائيل فى التعتيم

تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT

تجاوزت إسرائيل خطوطاً متعددة فى غضون يومين فقط. وبمعايير الصراع الذى أودى بحياة ما يقرب من 33 ألف فلسطينى، معظمهم من النساء والأطفال، وخلق مجاعة من صنع الإنسان بالكامل فى غزة، قتلت قوات الدفاع الإسرائيلية سبعة من عمال الإغاثة الأجانب، من بينهم مواطن أمريكي/ كندى مزدوج، وثلاثة بريطانيين، بالإضافة إلى أعضاء الفريق من بولندا وأستراليا، وسائقهم الفلسطيني، أثناء محاولتهم تلبية جزء من الحاجة الماسة.

 
مستشفى الشفاء الرئيسى فى غزة، أصبح فى حالة خراب بعد غارة للجيش الإسرائيلى استمرت أسبوعين. وتقول إسرائيل إنه لم يقتل أى مدنى هناك؛ منظمة الصحة العالمية لا توافق على ذلك. كما قتلت قائد الحرس الثورى محمد رضا زاهدى ونائبه فى بعثة دبلوماسية إيرانية فى سوريا ــ الأمر الذى أدى إلى إحياء المخاوف من اندلاع حريق إقليمى أوسع نطاقا، وإرساء سابقة خطيرة فى استهداف المبانى الدبلوماسية.
ورغم أن خطاب حلفاء إسرائيل أصبح أكثر تشدداً ببطء، وتغير موقفهم الدبلوماسي، فإن استطلاعات الرأى تشير إلى أن المزاج العام يتحرك بسرعة أكبر. 
وعلى نحو غير عادي، اعترف بنيامين نتنياهو بمسئولية الجيش الإسرائيلي، فى حين وصفها بأنها «غير مقصودة» وأضاف: «هذا يحدث فى زمن الحرب». إن موت الأبرياء يتكرر فى هذه الحرب مراراً وتكراراً. لا يمكن شطب الموت بهذا الحجم على أنه سلسلة من الحوادث المؤسفة. إنه خيار فى صراع يتجاوز بكثير أى محاولة معقولة لملاحقة المسئولين عن الهجوم المروع الذى شنته حماس فى 7 أكتوبر.
إن مطالبة إسرائيل بالتحقيق فى هذه الوفيات، كما فعلت المملكة المتحدة، أمر سخيف بالنظر إلى تاريخ إسرائيل فى التعتيم فى مثل هذه الحالات وتجنب المساءلة.. ومن غير المريح أن نتحدث عن الأرواح الأجنبية التى فقدت فى حين أن آلاف القتلى الفلسطينيين لم يتلقوا سوى قدر ضئيل من التدقيق، ولكن تدمير نظام الإغاثة يقتل أعداداً أكبر بكثير.. وعادت سفن المساعدات أدراجها فى أعقاب الهجوم. وتريد إسرائيل تفكيك وكالة الإغاثة الفلسطينية الأونروا، وهى الكيان الوحيد القادر على الاستجابة على نطاق واسع.
وعلى الجبهة الدولية، يبدو أن إسرائيل راهنت على أن إيران و«محور المقاومة» التابع لها أضعف من أن يجازفا بمواجهة أوسع نطاقا، نظرا لمعاييرتها حتى الآن. لكن طهران ستسعى إلى إعادة فرض الردع، وقد تعهد المرشد الأعلى آية الله خامنئى بالفعل بالانتقام.
وفى مواجهة تزايد عدم الشعبية فى الداخل، ومع انضمام عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى عائلات الرهائن، يرى نتنياهو أن أفضل أمل له فى البقاء هو الحرب إلى الأبد. ويتردد حلفاء إسرائيل بشكل متزايد فى الدفاع عن أفعاله، لكنهم لن يوقفوها أيضًا. والسؤال الآن ما الذى يتطلبه الأمر لتحويل رثاء الولايات المتحدة إلى عمل؟ ومنع جو بايدن من إعطاء الضوء الأخضر لصفقة بقيمة 18 مليار دولار لشراء طائرات مقاتلة من طراز F-15؟ أين الخطوط الآن؟ ما الذى سيتطلبه حلفاء إسرائيل لكى يقولوا: لا، ويظهروا أنهم يقصدون ذلك؟

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى محمود إسرائيل تجاوزت إسرائيل

إقرأ أيضاً:

هل تسرع سياسات ترامب فى نهاية إسرائيل

بسم الله الرحمن الرحيم
(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).
تشير كل الدلائل إلى أن سياسات ترامب التى تدعو الى تهجير سكان غزة لتعميرها وجعلها واحة سياحية فى المنطقة قد جوبهت بموجة من الرفض الشامل سواء من مصر أو الأردن أو كما رشح بالسودان والصومال وأرض الصومال والملاحظ أنها كلها أراض عربية.
كما أن التهديدات الإسرائيلية بتهجير سكانها الى المخيمات الفلسطينية فى الضفة الغربية وغزة مع بدء الحرب فى غزة مرة أخرى بشرط واحد وهو إستعادة الرهائن فى خرق واضح لاتفاقات وقف اطلاق النار قد أزمت الموقف الى نقطة إشعال حرب شاملة مع العرب والمسلمين.
أوردت إحدى المواقع الأمريكية لجنرال أمريكى حول وجود تحركات لأكثر من خمسن فرقة مصرية تتواجد الأن فى منطقة سيناء مما يشير بحسب تكهناته إلى نية حرب مصرية مع إسرائيل متى ما تم تأزيم الموقف الإسرائيلى مع مصر قد ينتج عنها معارك مصيرية تشترك معها بقية الدول المعادية لإسرائيل مثل الأردن وسوريا وحزب الله والحوثيين وتخترق فيها القوات المصرية الحدود الإسرائيلية نتيجة لكثافة النيران وأعداد جنودها الذى يفوق أعداد الجنود الإسرائليين والذى ينتج ذلك من تدمير للمدن الإسرائيلية وهروب سكانها ومن ثم حدوث الهرج والمرج وإنهيار الدولة وإنهاء دولة اسرائيل.
هل ستقف أمريكا مكتوفة الأيدى إزاء هذا السيناريو أو ألا تستعمل إسرائيل سلاحهل النووى لتدمير الدول المهاجمة؟
بالطبع لن تقف أمريكا أو إسرائيل وهى تتفرج بدمار دولة إسرائيل إلا من خلال قوة ردع مكافئة للأسلحة الأمريكية والإسرائيلية فمن تكون تلك الدولة ؟
التكهنات تشير الى مصر أوإيران بمفاجئة العالم فى تعطيل السلاح النووى الاسرائيلى مع تهديد روسى لأمريكا أو من خلال التعاون الذى بدأ الأن بين روسيا وأمريكا قد يعطل دخول أمريكا حربا نووية ضد العرب أو من خلال موقف دولى قوى تسبقه مظاهرات فى أمريكا وأوروبا ضد الحرب والوقوف بشدة ضد محاولات أمريكا للدخول المباشر فى الحرب أو قد تتطور الى حرب عالمية ثالثة لاتبقى ولا تذر.
كيف ستكون نتائج الحرب على العالم العربى والاسلامى وبقيبة دول العالم ؟
يعتبر البعض هذا المقال محض خيال وإيحاءات غير قابلة للتطبيق ولكن ما من أمة أو حضارة وصلت الى غاياتها حتى تبدأ مرحلة الانتكاس والخبوء ومن ثم الى زوال وفى هذا نشير الى إسرائيل ومن ثم تبدأ رحلة الهجرة المعاكسة للاسرائلين الى الشتات مع عودة الفلسطينين الى ديارهم وتخطيط دولى للمنطقة من خلال تفاهمات كالتى تمت بعد الحروب العالمية الأولى والثانية.

alialrayyah@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • إيه لي سبنس.. اكتشف كنز الجورجيانا وأعاد كتابة تاريخ الحرب الأهلية ما القصة؟
  • بالمنطق .. صلاح الدين عووضه .. انطفاء الشعلة !!.. حكايا الشجرة في زمن الحرب
  • هل تسرع سياسات ترامب فى نهاية إسرائيل
  • إسرائيل وخيار القوة
  • تحليل لـCNN: لماذا استأنفت إسرائيل حربها على غزة الآن؟
  • لماذا استأنفت إسرائيل الحرب على غزة؟
  • بث مباشر: مئات الشهداء والجرحى عقب استئناف الحرب على غزة
  • فايننشال تايمز: بعد ترامب على حلفاء واشنطن بآسيا مراجعة سياساتهم الدفاعية
  • وزير الخارجية الأوكراني: تواجد قوة حفظ سلام في أراضينا تدخل مرحلة التنفيذ
  • حماس: الإدارة الأمريكية طرحت إطارا للاتفاق وهذا هو المطلوب الآن