تجاوزت إسرائيل خطوطاً متعددة فى غضون يومين فقط. وبمعايير الصراع الذى أودى بحياة ما يقرب من 33 ألف فلسطينى، معظمهم من النساء والأطفال، وخلق مجاعة من صنع الإنسان بالكامل فى غزة، قتلت قوات الدفاع الإسرائيلية سبعة من عمال الإغاثة الأجانب، من بينهم مواطن أمريكي/ كندى مزدوج، وثلاثة بريطانيين، بالإضافة إلى أعضاء الفريق من بولندا وأستراليا، وسائقهم الفلسطيني، أثناء محاولتهم تلبية جزء من الحاجة الماسة.
مستشفى الشفاء الرئيسى فى غزة، أصبح فى حالة خراب بعد غارة للجيش الإسرائيلى استمرت أسبوعين. وتقول إسرائيل إنه لم يقتل أى مدنى هناك؛ منظمة الصحة العالمية لا توافق على ذلك. كما قتلت قائد الحرس الثورى محمد رضا زاهدى ونائبه فى بعثة دبلوماسية إيرانية فى سوريا ــ الأمر الذى أدى إلى إحياء المخاوف من اندلاع حريق إقليمى أوسع نطاقا، وإرساء سابقة خطيرة فى استهداف المبانى الدبلوماسية.
ورغم أن خطاب حلفاء إسرائيل أصبح أكثر تشدداً ببطء، وتغير موقفهم الدبلوماسي، فإن استطلاعات الرأى تشير إلى أن المزاج العام يتحرك بسرعة أكبر.
وعلى نحو غير عادي، اعترف بنيامين نتنياهو بمسئولية الجيش الإسرائيلي، فى حين وصفها بأنها «غير مقصودة» وأضاف: «هذا يحدث فى زمن الحرب». إن موت الأبرياء يتكرر فى هذه الحرب مراراً وتكراراً. لا يمكن شطب الموت بهذا الحجم على أنه سلسلة من الحوادث المؤسفة. إنه خيار فى صراع يتجاوز بكثير أى محاولة معقولة لملاحقة المسئولين عن الهجوم المروع الذى شنته حماس فى 7 أكتوبر.
إن مطالبة إسرائيل بالتحقيق فى هذه الوفيات، كما فعلت المملكة المتحدة، أمر سخيف بالنظر إلى تاريخ إسرائيل فى التعتيم فى مثل هذه الحالات وتجنب المساءلة.. ومن غير المريح أن نتحدث عن الأرواح الأجنبية التى فقدت فى حين أن آلاف القتلى الفلسطينيين لم يتلقوا سوى قدر ضئيل من التدقيق، ولكن تدمير نظام الإغاثة يقتل أعداداً أكبر بكثير.. وعادت سفن المساعدات أدراجها فى أعقاب الهجوم. وتريد إسرائيل تفكيك وكالة الإغاثة الفلسطينية الأونروا، وهى الكيان الوحيد القادر على الاستجابة على نطاق واسع.
وعلى الجبهة الدولية، يبدو أن إسرائيل راهنت على أن إيران و«محور المقاومة» التابع لها أضعف من أن يجازفا بمواجهة أوسع نطاقا، نظرا لمعاييرتها حتى الآن. لكن طهران ستسعى إلى إعادة فرض الردع، وقد تعهد المرشد الأعلى آية الله خامنئى بالفعل بالانتقام.
وفى مواجهة تزايد عدم الشعبية فى الداخل، ومع انضمام عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى عائلات الرهائن، يرى نتنياهو أن أفضل أمل له فى البقاء هو الحرب إلى الأبد. ويتردد حلفاء إسرائيل بشكل متزايد فى الدفاع عن أفعاله، لكنهم لن يوقفوها أيضًا. والسؤال الآن ما الذى يتطلبه الأمر لتحويل رثاء الولايات المتحدة إلى عمل؟ ومنع جو بايدن من إعطاء الضوء الأخضر لصفقة بقيمة 18 مليار دولار لشراء طائرات مقاتلة من طراز F-15؟ أين الخطوط الآن؟ ما الذى سيتطلبه حلفاء إسرائيل لكى يقولوا: لا، ويظهروا أنهم يقصدون ذلك؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د مصطفى محمود إسرائيل تجاوزت إسرائيل
إقرأ أيضاً:
إيطاليا تعلن الحرب على السمنة.. 4.2 مليون يورو لتوفير العلاج الفوري
تخطط إيطاليا لإنشاء صندوق عام بملايين اليوروهات لمكافحة السمنة، في خطوة يصفها الخبراء بأنها بداية صغيرة لكنها تحمل أهمية في مواجهة مشكلة صحية تؤثر على حوالي 6 ملايين شخص في البلاد.
اعلانومن المتوقع أن يقر البرلمان الإيطالي قانون الموازنة لعام 2025، الذي يتضمن تخصيص 4.2 مليون يورو لتمويل جهود مكافحة السمنة بإشراف وزارة الصحة وتوزيعها على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وتبلغ نسبة السمنة في إيطاليا 11.4٪، وهي أقل من متوسط الاتحاد الأوروبي البالغ 16٪، إلا أن ارتفاع معدلات الخمول البدني، خاصة بين المراهقين، وزيادة السمنة بين الأطفال يثير القلق بشأن تحولها إلى أزمة صحية عامة في المستقبل. ووفقًا لتقرير صادر عن المفوضية الأوروبية عام 2023، يبدو أن إيطاليا تواجه تحديًا متزايدًا يتطلب تدخلات سريعة. ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أن السمنة لم تلقَ اهتمامًا كافيًا في السياسات الصحية الإيطالية، وهو ما أكده الدكتور باولو سبراشيا، رئيس وحدة الطب الداخلي ومركز السمنة في مستشفى جامعة روما تور فيرجاتا.
خبير تغذية يوضح سبب تناول الإيطاليين 23.5 كغ معكرونة سنوياً بمعدل سمنة 10% فقطوقد شهدت السنوات الأخيرة بعض التحركات لإدراج السمنة كأولوية، حيث أقر البرلمان في عام 2019 اقتراحًا للاعتراف بالسمنة كمرض مزمن، داعيًا الحكومة إلى تنفيذ برامج شاملة للوقاية منها وإدارتها. كما أضيفت السمنة في الصيف الماضي إلى خطة الأمراض المزمنة الوطنية، التي تهدف إلى تحسين جودة وتنسيق الرعاية الطبية للحالات الصحية المزمنة، وهو ما يراه الدكتور سبراشيا خطوة إيجابية تمهد الطريق نحو توفير موارد أكبر لمكافحة السمنة.
ورغم هذا التقدم، لا تزال هناك انتقادات بشأن حجم التمويل المخصص، إذ وصف البروفيسور فرانشيسكو باولوشي، أستاذ اقتصاد وسياسات الصحة، الخطوة بأنها "رمزية أكثر من كونها عملية"، مشيرًا إلى أن المبلغ المقترح لا يرقى لمستوى التحديات الحقيقية. ومع ذلك، أعرب النائب روبرتو بيلا، الذي قدم أحد التعديلات لإنشاء الصندوق، عن أمله في أن تكون هذه البداية تمهيدًا لسياسات أوسع لضمان الوصول إلى الرعاية الغذائية والعلاجات الجراحية والأدوية اللازمة.
معدل السمنة في دول العالموتظل التكلفة الاقتصادية للسمنة عاملاً حاسمًا في النقاش، حيث كشفت دراسة أجريت عام 2024 أن النفقات الصحية مدى الحياة للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة تصل إلى نحو 44 ألف يورو، مقارنة بـ28 ألف يورو للأشخاص الذين يتمتعون بوزن صحي. ومع ذلك، فإن التمويل الحالي لا يغطي الأدوية المضادة للسمنة، رغم تزايد إنفاق إيطاليا على هذه الأدوية بنسبة 52.3٪ العام الماضي وارتفاع استهلاكها بنسبة 75.9٪، وفقًا للهيئة الوطنية لتنظيم الأدوية.
Relatedعلى طريق معالجة السمنة.. "فايزر" تطلق دواء جديدًا بمؤشرات إيجابية مرتفعةدراسة: هل يؤدي إيقاف تناول أدوية علاج السمنة لعودة الوزن المفقود؟دراسة: عقار "ويغوفي" لعلاج السمنة يساعد على الوقاية من أمراض القلبويعتقد الدكتور سبراشيا أن هذه الأدوية ينبغي أن تكون متاحة فقط للمرضى الذين يعانون من حالات خطيرة أو أولئك المعرضين لمضاعفات صحية جسيمة نتيجة السمنة، مشيرًا إلى أن انتشار المشكلة يجعل توفير العلاج لكل المرضى أمرًا غير ممكن ضمن الإمكانيات الحالية. ومن جانب آخر، يرى البروفيسور باولوشي أن هناك حاجة ماسة لإصلاح شامل للنظام الصحي الإيطالي لضمان تقديم حلول أكثر شمولية لمشكلة السمنة وغيرها من الأمراض المزمنة، محذرًا من أن الفشل في التعامل مع هذه التحديات سيزيد من الضغط على النظام الصحي الذي يعاني بالفعل في مختلف أنحاء البلاد.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هل تجد صعوبة في الحفاظ على وزنك؟ "ذاكرة" السمنة لدى الخلايا الدهنية قد تكون السبب في ذلك بشرى لمرضى السمنة الصغار.. دواء دنماركي جاهز للاستخدام من عمر 6 سنوات لا تحارب السمنة فقط.. أدوية إنقاص الوزن قد تحدّ من مخاطر الإصابة بفشل القلب تمويلسمنة مفرطةإيطاليارعاية صحيةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next إسرائيل تتوغل جنوبا في العمق السوري.. فما هو "حوض اليرموك" ولماذا يمثل هدفًا استراتيجيًا لتل أبيب؟ يعرض الآن Next عاجل. القيادة المركزية الأمريكية تعلن عن تصفية "أبو يوسف" زعيم داعش في سوريا يعرض الآن Next آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل يعرض الآن Next فرحة رحيل الأسد ينغّصها الخوف والقلق مما هو آت.. توجس في أوساط الطائفة العلوية من حكام دمشق الجدد يعرض الآن Next فزاعة الاعتقال تلاحق نتنياهو.. رئيس وزراء إسرائيل يتغيب عن مراسم ذكرى الهولوكوست في بولندا اعلانالاكثر قراءة غارات إسرائيلية على اليمن تقتل 9.. والحوثيون يعلنون استهداف أهداف حساسة في تل أبيب وأبو عبيدة يُبارك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.. هل تعلم أن للأسد 348 اسمًا؟ بوتين: لم ألتق بشار الأسد بعد قدومه إلى روسيا وما حصل في سوريا ليس هزيمة لنا السينما كما لم تعرفها من قبل.. متفرجون يخلعون ملابسهم لمتابعة فيلم في إسبانيا مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومهيئة تحرير الشام سوريابشار الأسدضحاياعيد الميلادإسرائيلروسياأبو محمد الجولاني الحرب في سوريابنيامين نتنياهوقصفجريمةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024