تجلى العذراء .. وفرحة المصريين
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
هى مصر (حلوة الحلوات) اللى مشى على أرضها الطفل يسوع المسيح وتجلت فى سماها العذراء مريم، وبالناس كانت المسرة والسلام، وَاللى جاء فى ذكرها آية تحمل اسمها فى القرآن الكريم «وإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ»..
ويذكرنا قداسة البابا المتنيح شنودة الثالث ( الذى احتفينا بمئوية ميلاده على أرض المحروسة) أن العذراء مريم كانت الحمامة الحسنة التى حملت لأبينا نوح غصنًا من الزيتون رمزًا للسلام، تحمل إليه بشرى الخلاص من مياه الطوفان (تك 8: 11) وبهذا اللقب يبخر الكاهن لأيقونتها وهو خارج من الهيكل وهو يقول «السلام لك أيتها العذراء مريم الحمامة الحسنة « والعذراء تشبه بالحمامة فى بساطتها وطهرها وعمل الروح القدس فيها وتشبه بالحمامة التى حملت بشرى الخلاص بعد الطوفان لأنها حملت بشرى الخلاص بالمسيح.
وهى التى تشبه «السحابة» لارتفاعها من جهة، ولأنه هكذا شبهتها النبوة فى مجيئها إلى مصر «وحى من جهة مصر: هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر ويذوب قلب مصر داخلها « (أش 19: 1) وعبارة سحابة ترمز إلى إرتفاعها وترمز إلى الرب الذى يجئ على السحاب (مت 16: 27)..
وبحسب الكنيسة فى بيان لها، ظهرت السيدة مريم العذراء فوق القبة القبلية للكنيسة، فى مساء يوم الثلاثاء 2 أبريل 1968، وكان أول من شاهد تجليها، هم عمال جراج هيئة النقل العام الموجود بالقرب من الكنيسة، إذ شاهدوا فتاة تقف أعلى القبة فظنوها أنها ترغب فى إنهاء حياتها، فصرخوا محذرين إياها من فعل أى شيء يضرها، بحسب الأنبا غريغوريوس، أسقف عام الدراسات اللاهوتية والثقافية القبطية والبحث العلمى..
وبعد ذلك، قرر العمال إطفاء الكشافات الخاصة بالجراج، لشكهم فى أن يكون الظهور بفعل الكشافات، ووجدوا بعدها، أن النور المنبعث من القبة قد زاد أكثر وأكثر وقد تم قطع الكهرباء عن المنطقة كلها عدة مرات، وفى كل مرة كان النور يشتد حتى غطى المنطقة ..
وبحسب بيان الكنيسة، لم تمضِ سوى ساعات قليلة، حتى عرف نحو 30 مليون مواطن فى الجمهورية العربية المتحدة بالنبأ، وفى الليالى التالية، كان هناك آلاف من المحتشدين أمام الكنيسة طوال الليل فى انتظار تجلى العذراء مريم ..
وفى 4 مايو 1968، أصدر البابا كيرلس السادس بيانًا، اعترفت فيه الكنيسة بظهور العذراء بالزيتون، وبعد نشر هذا البيان فى الصحف المصرية، ازدادت أعداد الزائرين بشكل غير مسبوق حتى بلغت مئات الآلاف من جميع الديانات والطوائف والفئات وأيضًا من جميع البلاد ..
نرى فى أيقونة العذراء الشهيرة أنها وهى تحمل الطفل يسوع، لا تلتفت إليه وإنما تنظر إلى بعيد الى مستقبل الايام وإلى العذابات التى سيراها ابنها الوحيد الذى سيقدم نفسه فدية عن كثيرين , بذلك يرتسم على وجهها صورة الأّم المستقبلية وحزنها يبدو واضحًا على وجهها لأن هذا الابن سيُصلب من أجل خلاص البشر ولكنهم غافلون عن أمر وأهمية هذا الخلاص ..
وهى «مدينة الله» حيث تتحقق فيها النبوءة التى فى المزمور « أعمال مجيدة قيلت عنك يا مدينة الله « (مز86)..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجمهورية العربية المتحدة الصحف المصرية العذراء مریم
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس يختتم سلسلة طِلبات من القداس الجريجوري في اجتماع الأربعاء
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة السيدة العذراء والقديس البابا كيرلس السادس بأغاخان بشبرا، التابعة لقطاع كنائس شبرا الشمالية.
اجتماع البابا تواضروسوتفقد قداسته طوابق الكنيسة الاثني عشر، ثم التقى كهنة الكنائس الثلاث الموجودة بمنطقة الخلفاوي وأسرهم، وهي كنائس السيدة العذراء ورئيس الملائكة ميخائيل بالخلفاوي، والسيدة العذراء والشهيد مار جرجس بأرض أيوب، والسيدة العذراء والقديس البابا كيرلس السادس بأغاخان، وألقى عليهم كلمة روحية مناسبة.
وتفقد قداسة البابا كذلك معرض دار الكتاب المقدس المقام بالطابق الأرضي بالكنيسة، وأبدى إعجابه بالمنتجات المتنوعة الموجودة في المعرض، وشجع العاملين في الدار.
ثم توجه إلى داخل الكنيسة يتقدمه خورس الشمامسة وهم يرتلون ألحان استقبال الأب البطريرك، بينما علت الزغاريد ترحيبًا بقداسته وسط مشاعر فرحة من قبل شعبها، وصلى صلاة العشية بمشاركة عدد من أحبار الكنيسة ووكيل عام البطريركية بالقاهرة، والآباء كهنة كنائس قطاع شبرا الشمالية.
وعقب العشية ألقى نيافة الأنبا أنجيلوس الأسقف العام لكنائس قطاع شبرا الشمالية كلمة ترحيب بقداسة البابا، أشار خلالها إلى أن زيارة قداسة البابا للكنائس هو نوع من العمران لها من كل النواحي، لافتًا إلى أن كنيسة السيدة العذراء والقديس البابا كيرلس السادس، وُلِدت بالحب، حيث تولت كنيسة العذراء والملاك بالخلفاوي بناءها هي وكنيسة العذراء ومار جرجس بأرض أيوب.
ثم قدم نيافته ومعه كهنة الكنيسة هدية تذكارية لقداسته. رتل بعدها كورال من أبناء الكنائس الثلاثة مجموعة من الترانيم والتسابيح الكنيسة.
وكرم قداسة البابا مجموعة من النواب ونائب محافظ القاهرة، ورؤساء الأحياء وعدد من القيادات التنفيذية والحزبية، إلى جانب تكريم مجموعة من العاملين في دار الكتاب المقدس، وذلك بعد عرض فيلم قصير عن أنشطة الدار.
كما كرم المتفوقين من أبناء الكنيسة من الحاصلين على درجات علمية: الدكتوراه والماچستير والحائزين على ميداليات وبطولات في عدد من الرياضات الذهنية والبدنية.
وألقى القمص بولس فهيم أقدم كهنة الكنيسة كلمة شكر وترحيب بقداسة البابا وشكر كذلك كل من كل له جهد في تأسيس الكنيسة وبناء وتجهيز الكنيسة، تلا الكلمة فيلم تسجيلي عن مراحل بناء الكنيسة.
البابا يستقبل وفدًا من طلبة مدرسة "فيلوباتير" بكندا .. صورالبابا تواضروس يستقبل مجموعتين من أبناء الكنيسة في أمريكا وأسترالياوأشاد قداسته في بداية العظة بما رآه في الكنيسة معبرًا عن سعادته بالجهد المبذول في بنائها وتجهيزها، وقال: "أنا في غاية الفرح أن أزور هذه الكنيسة الجديدة، وبأن تلد كنيسة، كنيسة أخرى، وكنيسة ثالثة في أرض أيوب، وأنتم شعب جميل"، وشكر الضيوف والمسؤولين وفريق الكورال وخورس الشمامسة.
طلبات من القداس الغريغوريواختتم قداسته سلسلة "طِلبات من القداس الغريغوري"، وقرأ المزمور الثالث والعشرين، وتأمل في طِلبة "ونحن أيضًا المدعوين بنعمتك إلى خدمتك، ونحن غير المستحقين اِقبلنا إليك"، وأوضح أن هذه الطِلبة مقصود بها جميع الخدام وحتى الآباء الكهنة والأساقفة، وتناول كلماتها كالتالي:
- "المدعوين"، هذه دعوة بلا استحقاق.
- "بنعمتك"، هذه نعمة بلا مقابل.
- "إلى خدمتك"، هذه خدمة بلا افتخار.
- "ونحن غير المستحقين اِقبلنا إليك"، وهذا قبول بلا حدود.
وتأمل قداسة البابا في تلك الكلمات، كالتالي:
- "المدعوين":
١- كل الخدام مدعوين للخدمة.
٢- الخدمة هي ترقية لغسل الأرجل.
٣- الله يدعو الضعفاء للخدمة، مثال داود، "مِنْ خَلْفِ الْمُرْضِعَاتِ أَتَى بِهِ، لِيَرْعَى يَعْقُوبَ شَعْبَهُ" (مز ٧٨: ٧١).
٤- عند قبول مسؤولية الخدمة يجب التأكد من أن الله والكنيسة هما أغلى شيء لدى النفس.
٥- عند تلبية الدعوة للخدمة يجب أن نصلي بحرارة ونفكر جيدًا ونطلب المشورة.
٦- عند الدعوة للخدمة نطلب من الله حارس الدعوة وهو "الاتضاع"، لأنه يحفظ النعمة المعطاة.
- "بنعمتك":
١- النعمة عطية مجانية من الله، لذلك يجب الشكر عليها كل يوم.
٢- النعمة تؤهل الخدمة، مثال السيدة العذراء، وبولس الرسول، "لأَنِّي أَصْغَرُ الرُّسُلِ، أَنَا الَّذِي لَسْتُ أَهْلًا لأَنْ أُدْعَى رَسُولًا، لأَنِّي اضْطَهَدْتُ كَنِيسَةَ اللهِ. وَلكِنْ بِنِعْمَةِ اللهِ أَنَا مَا أَنَا، وَنِعْمَتُهُ الْمُعْطَاةُ لِي لَمْ تَكُنْ بَاطِلَةً" (١ كو ١٥: ٩، ١٠).
٣- النعمة تُحوّل الضعف إلى قوة، لذلك نعطي المجد لله، "فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التَّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ" (يو ٢٠: ١٨).
- "إلى خدمتك":
١- الخدمة مجالها متسع جدًّا.
٢- الخدمة تسبقها محبة المسيح في القلب.
٣- الخدمة هي امتياز يمنحه الله، وليست مجالًا للتفاخر أو التظاهر، "لَيْسَ أَنَّنَا كُفَاةٌ مِنْ أَنْفُسِنَا أَنْ نَفْتَكِرَ شَيْئًا كَأَنَّهُ مِنْ أَنْفُسِنَا، بَلْ كِفَايَتُنَا مِنَ اللهِ" (٢ كو ٣: ٥).
٤- الخدمة تكليف وليست تشريف.
٥- الخدمة تضحية وليست مجال للكبرياء، "كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ" (مت ٢٠: ٢٨).
٦- تثبيت النظر على السيد المسيح في الخدمة، "لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئًا وَلاَ السَّاقِي، بَلِ اللهُ الَّذِي يُنْمِي" (١كو ٣: ٧).
- "اِقبلنا إليك":
١- يجب الحذر والانتباه للنفس أثناء الخدمة، "حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا" (١ كو ٩: ٢٧).
٢- ننال القبول بلا حدود من الله عندما ينظر إلى المحبة المقدمة له وللآخرين والمجتمع والنفس.
٣- الثقة في عمل الله تجعلنا ننال القبول لديه.
٤- يقبل الله تعب الخدمة عندما نقدم الآخرين على أنفسنا.
٥- بالاقتراب من الله يوميًّا، بالصلاة والإنجيل والخدمة ننال القبول لديه.