بوابة الوفد:
2025-02-06@17:46:25 GMT

ظاهرة العنوسة.. ومجتمعنا المصرى المعاصر (1)

تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT

بداية لعله من المفيد أن نكتب عن هذا الموضوع لأنه يمس وترا حساساً فى مجتمعنا، هذا الوتر هو تأسيس الأسر التى بدورها تؤسس لمجتمع صالح فاعل يؤثر على بناء مجتمع قيمى خلقى متزن يساعد مساعدة فعالة فى نهضة البلد الذى يسعى كل مخلص محب لها لإحداث تنمية مستدامة فما بالنا بالأسرة التى هى روح المجتمع ووقوده.
ومن هذا المنطلق لابد أن نتحدث عن هذا الموضوع محاولين قدر استطاعتنا الوقوف على الداء وتشخيصه، للوصول إلى دواء ناجح له، فليس هناك داء إلا وله دواء.


فما أسباب زيادة نسب العنوسة بين الفتيات، والعزوبية بين الشباب، لعل من الأسباب المهمة.
- المغالاة فى المهور، فعندما يتقدم شاب لخطبة فتاة تجد الجميع جميع أهل الفتاة القريب والبعيد يريد أن يجامل، ويجلسون مع الفتى هو وأهله راصين له قائمة طلبات، من شقة فى المكان الفلانى، وشبكة بآلاف الجنيهات، وفرش بالشىء الفلاني، وقائمة بآلاف الجنيهات قد تصل فى الصعيد إلى المليون جنيه، لماذا؟! لأنها ابنتى وأنا من أنا، أنت من يا عمنا، أنت عبد فقير إلى الله، هل أنت أفضل من رسول الله صل الله عليه وسلم، لا، كبر وعناد بنت فلان ليست أفضل من ابنتى، ما هذه المقارنات الباطلة، الناس ظروف وكل أدرى بأوضاعه، والأسوأ من ذلك لن يتم زفاف إلا فى القاعة الفلانية، والمغنى الفلانى والراقصة الفلانية وإلا سيتوقف عقد الزواج، لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
والنتيجة الحتمية ستفشل المفاوضات والاتفاقات، لماذا؟! لأنه شاب صغير فى مقتبل عمره، يريد أن يعف نفسه بالزواج من فتاة ارتضاها لنفسه قبلها قلبه وتعانقت روحاهما فلماذا نكسر خاطرهما بتحميلهما ما لا يطيقان هى تريده زوجا لها وهو كذلك لانسجام أرواحهما، لكن لهذه المغالاة الفجة يحدث ما لا يحمد عقباه، فلا تلوموا إلا أنفسكم، ماذا سيفعلان سيطرقان الأبواب الخلفية سيقعان فى براثن الرذيلة، سيسلكان طريق الزواج العرفى.
أو سيحدث فرقة وافتراق بينهما وقد تصاب الفتاة بالمرض النفسى نتيجة للاكتئاب، وقد يصاب الفتى بضيق يجعله يكره الحياة ويصب وابلا من اللعنات على واقعه وعلى ظروفه وعلى مجتمعه، وقد يؤدى به الأمر إلى أمرين، إما أن يقدم على الانتحار إذا لم يكن ذا دين قويم، أو يهجر البلد ويسافر دون عودة.
أو يحجمان عن الزواج نهائيا، وهذا سبب رئيس لزيادة نسب العنوسة.
- ثم سبب آخر قد يكون مقوما رئيسا من مقومات العنوسة، اهتمام الطرفين بالشكل وإغفال الجوهر، هى أريده «مهند» ذا العيون الزرقاء، أريده مودرن يلبس على الموضة، (اتيكيت)، أريده من شباب الراب والجاز، والموسيقى بمعنى أوضح أريده شاب (فرفوش) بلغة العصر صاحب قصات شعر معينة وفى يده ورقبته سلاسل، ونسيت الآنسة بنت الناس الطيبين نسيت أصلها وأصل أهلها الناس الطيبين.
وكذلك الأمر بالنسبة للشاب، يريدها ذات شعر أصفر وعيون خضراء، وتلبس بالشكل الفلانى وتأكل كذا وتشرب كذا، ونسى أو تناسى أن من مقومات الزواج الناجح التوافق النفسى والتواؤم الروحى بما يحقق كيمياء سعادة تضمن حياة سعيدة، ما بالنا بالمظهر، نجعل معولنا الجوهر الداخلى لا الخارج، القلب والروح لا الشكل وجمال المنظر.
فالجمال يفنى ويزول أما جمال الروح فيظل هو كما هو.
والنتيجة كلاهما يريد عروسة وعريسا "تفصيل"، حتى الترزى سيعجز عن التفصيل والنتيجة عنوسة وعزوبية للجنسين.
وللحديث بقية

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

أسرار أم كلثوم.. لا يعرفها أحد!

لكل شعب أسطورته.. وأسطورة مصر هى أم كلثوم، لأنها بعد 50 عامًا من رحيلها 1975، وبعد 60 عامًا، تقريبًا، من الغناء الذى بدأته وهى فى الثالثة عشرة من عمرها مع فرقة أبيها المتجولة فى القرى والأرياف كمنشدة للتواشيح الدينية والقصائد عام 1917، ما زالت أم كلثوم حاضرة فى الضمير الشعبى المصرى والعربى أكثر من كل الرؤساء والملوك!

إن كل المطربين والمطربات الذين سبقوا أم كلثوم فى الغناء بأعوام أو بعام واحد.. لا أحد الآن، شعبيًا، يعرف عنهم شيئًا أو يسمعهم، حتى محطات الإذاعة نادرًا ما تذكرهم، ونحتفظ بهم فقط فى كتب التاريخ.. بينما أم كلثوم تبدو وكأنها ما زالت تغنى كل شهر!

وربما لدى أهل العلم من المتخصصين فى علوم الموسيقى والأصوات الإجابة عن السؤال الصعب.. لماذا غناء أم كلثوم ما زال نابضًا بالحياة ومؤثرًا، ويكاد يكون مستمرًا فى السيطرة على الوجدان المصرى والعربى؟.. والسؤال الأهم.. هل أسطورة أم كلثوم صنعتها أم كلثوم وحدها أم صنعها كبار الشعراء والملحنين فى زمانها؟.. وعشرات الأسئلة الأخرى التى تحتاج إلى مؤتمرات وبحوث وهذا ما أتمناه أن يحدث فى احتفاليات وزارة الثقافة بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيل كوكب الشرق!

إن الجانب العلمى فى احتفالية فنية، لأكبر فنان جماهيرى فى تاريخنا يعطى الفرصة لبروز العلماء، وحضور قيمة العلم كضرورة فى أذهان ملايين المستمعين من عشاق أم كلثوم، ويعرفون بطريقة علمية لماذا هم يحبون أم كلثوم.. وإن كل ما ينطبق على أم كلثوم يمكن أن ينطبق على كل شىء فى حياتنا، وإن الطرب والغناء والموسيقى لا تهز المشاعر فقط بل تحرك العقول بالبحث والتفكير!

 وأسطورة أم كلثوم غير كل الأساطير فهى حقيقة وليست خيالًا.. وهذا لا يعنى أنه لا أحد غير أم كلثوم يطربنا، بالعكس فهناك الكثير.. ولكنهم ليسوا فى كل وقت مثل أم كلثوم، ولذلك لا أحد من المطربين والمطربات استطاع أن يحتل نفس القمة والمكانة، سواء قبل رحيلها أو بعده.. ولهذا لا أحد فى زمانها من الفنانين وغيرهم لم ينحنِ لها وقبّل يدها اعترافا بمقامها الرفيع!

وأعتقد أن استمرار الحضور الطاغى لأم كلثوم كل هذه السنوات له أسبابه السياسية والوطنية والاجتماعية من أيام الملك فاروق، ثم الرئيس عبد الناصر، حتى الرئيس السادات.. ولكن لم نعرف الأسباب العلمية وهى أحد الأسرار التى لا يعرفها أحد!

وأعتقد أن أهم سر من الأسرار التى جعلت من أم كلثوم حاضرة فى الضمير الشعبى المصرى والعربى، أكثر من كل الحكام والملوك والرؤساء.. ومن كل الوزراء والسياسيين، أنها كانت تعرف كيف تعبر عن أحوالهم، وتعرف كيف تترجم مشاعرهم وأفكارهم، وكانت معهم وقت الحب والثورة والحرب والنكسة وفرحة الانتصار.. وحتى فى ليلة العيد!

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • ”داون تاون“.. انطلاق أول معرض للتصميم المعاصر في المملكة مايو المقبل
  • معرض للفن الإفريقي المعاصر يحول مراكش إلى وجهة فنية
  • تهجير بلا عودة.. خلطة ترامب المسمومة
  • أسرار أم كلثوم.. لا يعرفها أحد!
  • سيدات الأهلي يفوز علي المصرى بثمانية
  • «بلاغة الحواس في الشعر المعاصر».. ندوة بمعرض الكتاب
  • بلاغة الحواس في الشعر المعاصر .. ندوة بمعرض الكتاب
  • "بلاغة الحواس في الشعر المعاصر".. ندوة بمعرض الكتاب|صور
  • “بينالي الفنون الإسلامية”.. مساحة تفاعلية تجمع التراث بالإبداع المعاصر
  • حفيد أم كلثوم يكشف مفاجأة: خال الملك فاروق كان يريد الزواج منها