بايدن وترامب .. نقاط ضعف خلف «انتصارات سهلة»
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
سرايا - إقبال منخفض نسبيا بالانتخابات التمهيدية الأمريكية في الولايات المتأرجحة، كان كفيلا بكشف نقاط ضعف تحالفات جو بايدن ودونالد ترامب.
ويقول تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الانتخابات التمهيدية الأخيرة في ولايات كونيتيكت، ونيويورك، ورود آيلاند، وويسكونسن، تقدم لمحة دقيقة عن الديناميكيات التي تشكل المشهد الانتخابي.
وبحسب الصحيفة، فقد خسر ترامب جزءا كبيرا من الناخبين الجمهوريين لصالح السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، رغم انسحابها من السباق الانتخابي قبل نحو شهر، ما يدل على وجود انقسام ملحوظ داخل صفوف الحزب الجمهوري.
في المقابل، طغى امتناع عدد من الناخبين الأساسيين في الحزب الديمقراطي عن التصويت لصالح بايدن، احتجاجا على سياسته إزاء الحرب في غزة، على الانتصارات السهلة التي حققها بالانتخابات التمهيدية.
ولايات تكشف الوضع
وفي ولايات مثل رود آيلاند، صوّت 15% بـ"غير ملتزم"، فيما بلغت النسبة في كونيتيكت 12%، وفي ويسكونسن 8%، ما يشير إلى استياء واسع من النهج الذي يتبعه الرئيس حيال الأزمة في غزة.
واختيار غير ملتزم يعني أن الناخب يمارس تصويتا حزبيا، لكنه غير ملتزم تجاه المرشحين في الاقتراع.
وفي ولاية ويسكونسن تحديدا، التي تمكن بايدن من الفوز بها بهامش ضيق في انتخابات 2020، يثير تصويت عدد كبير من الناخبين الديمقراطيين بغير ملتزم مخاوف حقيقية بشأن عودته للبيت الأبيض.
وأكد النائب الديمقراطي عن ولاية ويسكونسن، مارك بوكان، احترام قرار ناخبيه الذين اختاروا التصويت بغير ملتزم في الانتخابات التمهيدية، بسبب عدم رضاهم عن طريقة تعامل الرئيس بايدن مع الحرب في غزة.
ورغم تصويته لصالح الرئيس، يؤكد بوكان تفهمه للتصويت الاحتجاجي للناخبين وامتناعه عن انتقاد أفعالهم، مضيفا أنه نقل هذا إلى البيت الأبيض وللحملة.
علامات قلق
وقد كان هناك اهتمام أكبر بنقاط ضعف بايدن في ميشيغان، بسبب غزة مقارنة بولاية ويسكونسن، نتيجة للعدد الكبير من السكان العرب الأمريكيين بالولاية الأولى.
ورغم محاولة حملة بايدن التقليل من تأثير هذه الأصوات، وقوله إن انخفاض نسبة إقبال الناخبين وأسباب غامضة ومجهولة تقف وراء التصويت بغير ملتزم، إلا أن هناك علامات على القلق.
والقلق يأتي لا سيما في ظل محاولة منظمي حملة "التخلّي عن بايدن"، التي تهدف إلى هزيمة الرئيس احتجاجا على دعمه لحرب إسرائيل في غزة، استغلال الاستياء والسخط الواسعين في ويسكونسن، لحرمانه من الولاية التي يعتبرونها محورية لفوزه بالفترة الرئاسية الثانية.
وفي ضربة للديمقراطيين، أقرَّ الناخبون في ويسكونسون إجراءً لحظر التمويل الخاص لإدارة الانتخابات، لينضموا إلى أكثر من 20 ولاية أنهت أو حدّت من هذه الممارسة، بعد أن أنفق مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ وزوجته 350 مليون دولار لمساعدة الحكومات المحلية في إجراء الانتخابات خلال فيروس كورونا.
الشريان المالي لترامب
وتطرقت الصحيفة إلى الدعم المالي الكبير الذي قدمه الملياردير دون هانكي إلى ترامب، وذلك بنشر سندات بقيمة 175 مليون دولار، إضافة إلى كونه مساهما رئيسا في بنك أكسوس، الذي أقرض في عام 2022 شركات تابعة لترامب مبلغ 225 مليون دولار، بعد نأي المقرضين عنه بسبب هجوم الكابيتول.
ورغم تأكيد هانكي أن مشاركته كانت قرارا تجاريا وليس سياسيا، إلا أن أفعاله لفتت الانتباه، وقد تخضع للمراقبة إذا تم انتخاب ترامب وكان للإجراءات الحكومية تأثيرا على مصالح الأول التجارية.
وإجمالا، فقد لعب دعم هانكي دورا حاسما في مساعدة ترامب في التغلب على الصعوبات المالية والمسؤوليات القانونية المحتملة، ما يسلط الضوء على تقاطع السياسة مع المال والمصالح الشخصية.
الحملة الانتخابية
في غضون ذلك، أشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى وجود مشهد تنافسي في الولايات المتأرجحة، مع تقدم ترامب بالعديد من الولايات الرئيسية.
وبينما يتفوق بايدن بفارق ضئيل على ترامب في ولاية ويسكونسن، فإن الأخير يحافظ على تقدمه في ولايات حاسمة أخرى.
ومع ذلك، فإن هذه القراءات التي تُظهر تقدم ترامب في عديد من الولايات المتأرجحة وتقدم بايدن بفارق ضئيل في ولايات أخرى، قد لا تعكس بدقة النتيجة النهائية للانتخابات.
وهذا طرح يفرض نفسه خصوصا في ظل اختيارات الناخبين التي توصف بأنها عرضة للتغيير بمرور الوقت.
ومع اقتراب موعد الانتخابات وتزايد تفاعل الناخبين مع الحملات الانتخابية، قد تتغير آراؤهم، ما قد يؤدي إلى تغيير المشهد الانتخابي برمته.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الانتخابات التمهیدیة ولایة ویسکونسن فی ولایات فی غزة
إقرأ أيضاً:
محمد فراج: ترامب وإدارة بايدن نهج متشابه تجاه القضية الفلسطينية
صرح المستشار محمد السيد فراج، مستشار التنمية والتخطيط بالأمم المتحدة في سياق الأحداث المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، بأن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ستبدأ من النقطة التي انتهت عندها إدارته السابقة، إلا أن الوقت الحالي تتزايد فيه التحديات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والتي يبدو أنها ستظل في صميم السياسة الأمريكية، سواء تحت إدارة بايدن أو ترامب.
وأشار فراج في تصريحات صحفية، إلى وجود تناقضات كبيرة في التصريحات الصادرة عن المسؤولين في الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة وهذه التناقضات تشير إلى عدم وضوح الرؤية الأمريكية فيما يتعلق بالصراع الدائر في قطاع غزة، ما يعكس فشلاً في بلورة موقف واضح تجاه التطورات الميدانية.
وتابع: "العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تظل قوية، ولكن يبدو أن النقاش حول كيفية التعامل مع حركة حماس والحكم في غزة هو الذي يستنزف الطاقة السياسية للطرفين".
ونوه محمد فراج، بأن مسألة من يحكم قطاع غزة تعتبر هي النقطة المفصلية التي تواجهها الإدارة الأمريكية، حيث تشدد التصريحات على أهمية استمرار الحرب كوسيلة للضغط على حركة حماس. بالتالي، يسعى البيت الأبيض لكسب الوقت لحين بلورة خطة لاستئناف الأعمال القتالية، في الوقت الذي تبحث فيه إسرائيل عن صفقة لوقف إطلاق النار.
وأردف أن إسرائيل تسعى لتجزئة الاتفاقيات المحتملة مع حركة حماس، من خلال طرح صفقة ترتكز على الإفراج عن المحتجزين. يهدف هذا النهج إلى فصم العلاقة بين حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، مما يسهل على إسرائيل بحث صورة "اليوم التالي" للحرب. إذ ترغب إسرائيل في الاستفادة من وضعها العسكري لتأكيد موقفها الاستراتيجي في المنطقة، دون أن تُلزم نفسها بعلاقة مباشرة مع حماس.
واختتم مستشار التنمية والتخطيط بالأمم المتحدة، بالتأكيد على أن الرؤية الأمريكية تشير إلى أن العملية السياسية قد تمر بفترة من الضبابية، إذ يمكن أن يؤدي الانقسام بين الفصائل الفلسطينية إلى تعقيد الأمور، قائلا: "اتضاح موقف الإدارة الأمريكية تحت أي من الإدارتين يمثل تحدياً كبيراً، حيث تظل القضية الفلسطينية حاضرة في قلب الصراع الإقليمي، مما يتطلب مواقف عملية وواضحة للتعامل معها".