بوابة الوفد:
2025-02-22@20:30:53 GMT

تغيير السياسة لا الوزارة

تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT

لم أكن وحدى من خرج بهذا الانطباع بعد الاستماع إلى خطاب الرئيس السيسى عقب أدائه اليمين الدستورية الثلاثاء الماضى لفترة رئاسية جديدة. كثيرون غيرى لاحظوا أن الرئيس لم يكن سعيدا، وتخلى عن عادته فى الخروج على النص المكتوب، ومداعبة مستمعيه ومحاولة الاشتباك مع مخاوفهم وقلقهم وآمالهم. عن نفسى لاحظت دموعا فى عينيه وهو ينهى خطابه، فإذا لم تكن، فالعتب يكون على النظر.

بعيدا عن التحليلات التى انطلقت لكى تفسر الحالة، وليس ما جاء بالخطاب، وعن الخيال الخصب الذى رافق تلك التحليلات وحجم المخاوف التى أثارتها ومدى التمنيات التى تضحدها، فإن أوضحها تفسير، ولا يحتاج إلى أية تخمينات، أن الأعباء التى يحملها رئيس الجمهورية تنوء بحملها الجبال، والضغوط التى فُرضت عليه، والتحديات التى تواجه البلاد داخليا وإقليميا ودوليا ربما تكون غير مسبوقة، وقد لا يكون المعروف والمعلن منها هو الحقيقة الكاملة، ولكن المؤكد أن ما هو معلن يكفى ويزيد لكى يكون مدلول كلمة السعادة وكل مترادفاتها غائبا عن تلك اللحظات.
فى التاريخ المصرى، الذى أعود إليه كثيرا فى تلك اللحظات شديدة البأس والظلمة والسواد بحثا عن العون والعبر، أن سعد زغلول الذى قاد ثورة 1919 التى استهدفت تحقيق الاستقلال الوطنى، وإرساء قواعد الحياة النيابية والدستورية وربط بينهما كهدف رئيسى للثورة، لم يكن مفكرا سياسيا، لكنه كما وصفه المستشار «طارق البشرى «فى كتابه «شخصيات تاريخية» رجل دولة، يعبر عن سياساته من خلال المواقف العملية والقضايا الجزئية، وهو يتخذ المواقف السياسية وفقًا للوقائع التى تحيط به، وهو يتصلب فى المطالبة بها، لأنه يستلهم صلابته من صلابة الحركة الشعبية ومدى ثقتها فى احتضانه لمطالبها، والتعبير عن أهدافها، ولهذا أصبح زعيما لها. لم يفرض «سعد زغلول» زعامته على الثورة وعلى الشعب، ولكن الأخيرهو من اختار بمحض إرادته سعدا زعيما لثورته.
لم يستكن «سعد زغلول «لتلك الثقة، لكنه عززها بما اكتسبه من تجارب وبما يحمله من مؤهلات حين انفتح على الحركة الشعبية واستوعب تطلعاتها وأشواقها للحرية وللاستقلال الوطنى والعدل الاجتماعى، وهى نفس الأهداف التى صاغتها التيارات الوطنية والديمقراطية المختلفة ،وبات بحكمته يبلورها ويعبر عنها تعبيرا واضحا لا لبس فيه، فى خطبه ومفاوضاته مع حكومات الاحتلال البريطانى، وفى رده وتفنيده لحجج معارضيه، وسعيه لوضع تلك الأهداف موضع التنفيذ حين تولى رئاسة الوزراة بعد أن نجحت بزعامته الثورة.
لكل هذه الأسباب ولغيرها ،منحه الشعب الثقة فى أول وزارة يشكلها بعد قيام الثورة ،حين حاز حزب الوفد على 90% من مقاعد البرلمان.وكان ذلك ترجمة لما وصفه به طارق البشرى «لا يتراخى تراخيا تسبقه به الجماهير، أوإحدى كتلها الواسعة. ولا «يقفز بعيدا بما يقطع أواصر ارتباطه بها. لهذا لم يكن قبول الجماهير بزعامته ومحبتها له، سوى تعبيرعن الاختيار الحر، لم تفرضه عليها ضغوط إدارية أو نفوذ مادى.
استدعى تلك الخبرة التاريخية ومصر تدخل خلال السنوات الست القادمة بقيادة الرئيس السيسى مرحلة حساسة وصعبة تتطلب كما قال الرئيس فى خطابه مشاركة وتماسك الكتلة الوطنية ، لكى تتجاوز مصر العقبات التى تعترض تنفيذ برنامجه الرئاسى.لكن المؤكد أن ذلك لن يكون ممكنا مع استمرار السياسات القائمة التى قادت لأزمات اقتصادية واجتماعية طاحنة أفقدت الماطنين الثقة فى الحاضر والمستقبل. فهل يمكن أن تتماسك الكتلة الوطنية والمواطن لا يستطيع أن يوازن بين دخله واحتياجات الحياة المعيشية التى تتدهور يوما بعد آخر بفعل انهيار قيمة العملة الوطنية ؟ أليس مما يدعو إلى الدهشة أن ندعو للتماسك الوطنى والحبس الاحتياطى دون سقف مازال مستمرا، ويخضع لظروف الملاءمة السياسية، أكثر مما يخضع لحكم القانون ؟وكيف يمكن أن يسود التماسك الوطنى وكل فرد فى المجتمع يعلم علم التجربة والمعاينة أن مجريات حياته واحتياجات أبنائه ،لا تمضى بيسر ولاتمر دون خليط هائل من الرشوة والفساد وانعدام الضمائر والذمم فى أوساط بعض من ينيط بهم القانون تنفيذه؟ كيف يحافظ المجتمع على تماسكه وأجهزة أعلامه لا هم لها سوى تبرير سياسات لا تعبر عن أهله ومواطنيه، وبعضها كفيل بتعريض البلاد لحروب طائفية واجتماعية ؟
الشعب ينتظر لكى يعلى من مبادئ التماسك الوطنى تغيير السياسات لا تغير الوزارات.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ثورة 1919 على فكرة أمينة النقاش الرئيس السيسي أدائه اليمين الدستورية

إقرأ أيضاً:

رمضان والعيد.. التحالف الوطني يوزع 11 مليون وجبة و4.5 مليون كرتونة

يستعد التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى حالياً لإطلاق المرحلة الثانية من حملة «إيد واحدة» خلال شهر رمضان، والتى تهدف إلى توفير المواد الغذائية والخدمات الأساسية للأسر المستحقة، وذلك من خلال فرق ولجان متخصصة تعمل على رصد الاحتياجات وضمان وصول الدعم لمستحقيه، ويشمل مخطط التحالف الوصول إلى ما يزيد على 5 ملايين أسرة، مع تنوع تقديم الخدمات من حيث الدعم المادى والغذائى، والاحتياجات اليومية الأخرى، ليصل الدعم إلى أعلى معدلاته مع حلول شهر رمضان المعظم، مع تقديم وجبات الإفطار والسحور وصولاً إلى أصغر القرى وأبعد المناطق، بالتنسيق اللازم والضرورى والمستمر بين مؤسسات التحالف المختلفة

«متولي»: تقديم مساعدات إنسانية ومادية إلى 35 ألفا.. وتوفير لحوم الأضاحي لـ2 مليون أسرة

وقال حاتم متولى، نائب رئيس الأمانة الفنية للتحالف، إن مُستهدفات التحالف الوطنى لموسم شهر رمضان الكريم، تلبية احتياجات المواطنين، وتحقيق التكافل الاجتماعى، وتعزيز مظلة الحماية المجتمعية خلال الشهر المعظم، مُشيراً إلى أن خطة التحالف خلال شهر رمضان تتضمن تحقيق التكافل الاجتماعى عبر تقديم 11 مليون وجبة إفطار وسحور لضمان حصول الأسر المستحقة على وجبات غذائية متكاملة طوال الشهر الكريم، بالإضافة إلى توزيع أكثر من 4.5 مليون كرتونة مواد غذائية، تحتوى على السلع الأساسية اللازمة لإعداد الوجبات اليومية بسهولة. 

ولا يقتصر الدعم على الجانب الغذائى فقط، بل يمتد ليشمل مساعدات إنسانية ومادية تصل إلى 35 ألف أسرة، بهدف تلبية احتياجاتهم المتنوعة، وتحقيق الاستقرار المعيشى لهم، حيث أشار «متولى» إلى أن التحالف يعمل أيضاً على تقديم خدمات طبية ومجتمعية متنوعة، لضمان توفير رعاية صحية للأسر المستحقة، فى ظل تعاون وثيق مع المؤسسات الحكومية والمجتمع المدنى، أما خلال عيد الأضحى المبارك، فقد وضع التحالف خطة لدعم الأسر الأكثر احتياجاً، تشمل توزيع لحوم الأضاحى الطازجة لأكثر من 2 مليون أسرة، إلى جانب ذلك، يحرص التحالف على إدخال البهجة على الأطفال فى المناطق والقرى النائية، من خلال توزيع الهدايا والعيديات وتنظيم فعاليات ترفيهية لهم، كما سيتم توفير وجبات غذائية جاهزة للأسر الفقيرة وكبار السن، لضمان حصولهم على وجبات متكاملة خلال أيام العيد، كما يتضمن البرنامج تقديم دعم مادى استثنائى لنحو 25 ألف أسرة، لمساعدتهم فى تلبية احتياجاتهم الأساسية خلال هذه المناسبة المهمة.

وفى السياق نفسه، أطلقت مؤسسة «حياة كريمة»، عضو التحالف الوطنى، مبادرة «تحدى الخير»، لتوفير مليون وجبة إفطار خلال شهر رمضان المبارك، بمشاركة واسعة من الشخصيات العامة والمتطوعين، بمشاركة سفير العمل التطوعى، أيمن مصطفى، من خلال التبرع بـ50 وجبة إفطار للأسر المستحقة، كما رشّح ثلاثة من أصدقائه للمشاركة فى الحملة، هم: الإعلامى رامى رضوان، وهشام عاشور، وإسلام فوزى. ودعت مؤسسة حياة كريمة الجميع للمشاركة فى هذه المبادرة الإنسانية، التى تهدف إلى تحقيق التكافل الاجتماعى ونشر الخير فى الشهر الفضيل.

كما أطلقت مؤسسة «مصر الخير»، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، حملة «إفطار صائم» للعام الـ13 على التوالى، بهدف الوصول إلى الأسر الأكثر احتياجاً فى جميع المحافظات خلال شهر رمضان المبارك، وأكدت أهمية تضافر الجهود بين كافة مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى، من أجل توفير الدعم اللازم للأسر الأكثر احتياجاً خلال شهر رمضان، والتخفيف عن كاهلهم، وتُعد حملة «إفطار صائم» مبادرةً تجسد قيم التكافل الاجتماعى والتراحم التى يتحلى بها الشعب المصرى، وتسعى إلى إدخال البهجة والسرور على قلوب الأسر المحتاجة خلال الشهر الكريم، كما يؤكد التحالف الوطنى بذل كل الجهود الممكنة، لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه فى جميع أنحاء الجمهورية.

مقالات مشابهة

  • الرئيس النمساوي يكلف رئيس حزب "الشعب" بتشكيل الحكومة الجديدة
  • الرئيس التونسي: آن أوان تغيير قانون البنك المركزي
  • وفد صيني يلتقي الرئيس السوري وتحفظات على رفع العقوبات
  • النائب علاء عابد يكتب: الرئيس السيسي.. الشعب معك وخلفك
  • رمضان والعيد.. التحالف الوطني يوزع 11 مليون وجبة و4.5 مليون كرتونة
  • الرشايدة -مراجعة مبارك مبروك سليم
  • الرئيس الفلسطيني: الاحتلال يهدف إلى تقويض حل الدولتين وإضعاف السلطة الوطنية
  • الرئيس الفلسطيني: الاحتلال يسعى لتقويض حل الدولتين وإضعاف السلطة الوطنية
  • الرئيس الفلسطيني يقدم رؤية بلاده لمواجهة التحديات خلال القمة العربية
  • تفاصيل لقاء "النخالة" مع الرئيس الإيراني