بوابة الوفد:
2025-04-30@08:53:31 GMT

تغيير السياسة لا الوزارة

تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT

لم أكن وحدى من خرج بهذا الانطباع بعد الاستماع إلى خطاب الرئيس السيسى عقب أدائه اليمين الدستورية الثلاثاء الماضى لفترة رئاسية جديدة. كثيرون غيرى لاحظوا أن الرئيس لم يكن سعيدا، وتخلى عن عادته فى الخروج على النص المكتوب، ومداعبة مستمعيه ومحاولة الاشتباك مع مخاوفهم وقلقهم وآمالهم. عن نفسى لاحظت دموعا فى عينيه وهو ينهى خطابه، فإذا لم تكن، فالعتب يكون على النظر.

بعيدا عن التحليلات التى انطلقت لكى تفسر الحالة، وليس ما جاء بالخطاب، وعن الخيال الخصب الذى رافق تلك التحليلات وحجم المخاوف التى أثارتها ومدى التمنيات التى تضحدها، فإن أوضحها تفسير، ولا يحتاج إلى أية تخمينات، أن الأعباء التى يحملها رئيس الجمهورية تنوء بحملها الجبال، والضغوط التى فُرضت عليه، والتحديات التى تواجه البلاد داخليا وإقليميا ودوليا ربما تكون غير مسبوقة، وقد لا يكون المعروف والمعلن منها هو الحقيقة الكاملة، ولكن المؤكد أن ما هو معلن يكفى ويزيد لكى يكون مدلول كلمة السعادة وكل مترادفاتها غائبا عن تلك اللحظات.
فى التاريخ المصرى، الذى أعود إليه كثيرا فى تلك اللحظات شديدة البأس والظلمة والسواد بحثا عن العون والعبر، أن سعد زغلول الذى قاد ثورة 1919 التى استهدفت تحقيق الاستقلال الوطنى، وإرساء قواعد الحياة النيابية والدستورية وربط بينهما كهدف رئيسى للثورة، لم يكن مفكرا سياسيا، لكنه كما وصفه المستشار «طارق البشرى «فى كتابه «شخصيات تاريخية» رجل دولة، يعبر عن سياساته من خلال المواقف العملية والقضايا الجزئية، وهو يتخذ المواقف السياسية وفقًا للوقائع التى تحيط به، وهو يتصلب فى المطالبة بها، لأنه يستلهم صلابته من صلابة الحركة الشعبية ومدى ثقتها فى احتضانه لمطالبها، والتعبير عن أهدافها، ولهذا أصبح زعيما لها. لم يفرض «سعد زغلول» زعامته على الثورة وعلى الشعب، ولكن الأخيرهو من اختار بمحض إرادته سعدا زعيما لثورته.
لم يستكن «سعد زغلول «لتلك الثقة، لكنه عززها بما اكتسبه من تجارب وبما يحمله من مؤهلات حين انفتح على الحركة الشعبية واستوعب تطلعاتها وأشواقها للحرية وللاستقلال الوطنى والعدل الاجتماعى، وهى نفس الأهداف التى صاغتها التيارات الوطنية والديمقراطية المختلفة ،وبات بحكمته يبلورها ويعبر عنها تعبيرا واضحا لا لبس فيه، فى خطبه ومفاوضاته مع حكومات الاحتلال البريطانى، وفى رده وتفنيده لحجج معارضيه، وسعيه لوضع تلك الأهداف موضع التنفيذ حين تولى رئاسة الوزراة بعد أن نجحت بزعامته الثورة.
لكل هذه الأسباب ولغيرها ،منحه الشعب الثقة فى أول وزارة يشكلها بعد قيام الثورة ،حين حاز حزب الوفد على 90% من مقاعد البرلمان.وكان ذلك ترجمة لما وصفه به طارق البشرى «لا يتراخى تراخيا تسبقه به الجماهير، أوإحدى كتلها الواسعة. ولا «يقفز بعيدا بما يقطع أواصر ارتباطه بها. لهذا لم يكن قبول الجماهير بزعامته ومحبتها له، سوى تعبيرعن الاختيار الحر، لم تفرضه عليها ضغوط إدارية أو نفوذ مادى.
استدعى تلك الخبرة التاريخية ومصر تدخل خلال السنوات الست القادمة بقيادة الرئيس السيسى مرحلة حساسة وصعبة تتطلب كما قال الرئيس فى خطابه مشاركة وتماسك الكتلة الوطنية ، لكى تتجاوز مصر العقبات التى تعترض تنفيذ برنامجه الرئاسى.لكن المؤكد أن ذلك لن يكون ممكنا مع استمرار السياسات القائمة التى قادت لأزمات اقتصادية واجتماعية طاحنة أفقدت الماطنين الثقة فى الحاضر والمستقبل. فهل يمكن أن تتماسك الكتلة الوطنية والمواطن لا يستطيع أن يوازن بين دخله واحتياجات الحياة المعيشية التى تتدهور يوما بعد آخر بفعل انهيار قيمة العملة الوطنية ؟ أليس مما يدعو إلى الدهشة أن ندعو للتماسك الوطنى والحبس الاحتياطى دون سقف مازال مستمرا، ويخضع لظروف الملاءمة السياسية، أكثر مما يخضع لحكم القانون ؟وكيف يمكن أن يسود التماسك الوطنى وكل فرد فى المجتمع يعلم علم التجربة والمعاينة أن مجريات حياته واحتياجات أبنائه ،لا تمضى بيسر ولاتمر دون خليط هائل من الرشوة والفساد وانعدام الضمائر والذمم فى أوساط بعض من ينيط بهم القانون تنفيذه؟ كيف يحافظ المجتمع على تماسكه وأجهزة أعلامه لا هم لها سوى تبرير سياسات لا تعبر عن أهله ومواطنيه، وبعضها كفيل بتعريض البلاد لحروب طائفية واجتماعية ؟
الشعب ينتظر لكى يعلى من مبادئ التماسك الوطنى تغيير السياسات لا تغير الوزارات.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ثورة 1919 على فكرة أمينة النقاش الرئيس السيسي أدائه اليمين الدستورية

إقرأ أيضاً:

الرئيس المشاط يعزّي الرئيس الإيراني في ضحايا الانفجار بميناء الشهيد رجائي

الثورة نت/..

بعث فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، برقية عزاء إلى رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران مسعود بزشكيان في ضحايا الحادث المؤلم نتيجة الانفجار في ميناء الشهيد رجائي، في مدينة بندر عباس، جنوب إيران.

وقال فخامة الرئيس في البرقية” باسمي ونيابة عن الشعب اليمني أتقدم إلى فخامة الرئيس مسعود بزشكيان ومن خلاله إلى أسر الشهداء والمصابين، وإلى الشعب الإيراني بخالص العزاء والمواساة إثر هذا الحادث الأليم، والدعاء لجميع المصابين بالشفاء العاجل”.

وأكد “وقوف اليمن إلى جانب الجمهورية الإسلامية في إيران، وثقتنا بأنكم قادرون على تجاوز هذا الحادث الأليم وإعادة بناء ما نتج عنه من أضرار”.

وأضاف الرئيس المشاط” وإننا إذ نشاطركم الألم في هذا المصاب، نسأل الله عز وجل الرحمة للشهداء والشفاء العاجل لجميع المصابين”.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي: وقعنا مع أنجولا عددا من مذكرات التفاهم في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. أحمد موسى عن سوء حالة الطقس: خليكوا في البيت والخروج يكون للضرورة فقط | أخبار التوك شو
  • دنابيع السياسة العربية.. من دنبوع اليمن إلى دنبوع فلسطين
  • الرئيس الشرع يستقبل وفداً للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في قصر الشعب
  • العاصفة الترابية وصلت فين .. ننشر استعدادات الصحة للتعامل مع طقس الغد
  • قرار حصرية السلاح لا رجوع عنه... الرئيس عون: لن يكون سبباً لاضطرابات امنية في البلاد
  • الاعيسر: نأمل من شعبنا الكريم تفهُّم الحيثيات التي أدت إلى تأخر البيان
  • الخارجية: الحرب التي تخوضها ميليشيا الجنجويد بالوكالة عن راعيتها الإقليمية موجهة ضد الشعب السوداني ودولته الوطنية
  • بيان من الوطنية للإعلام بشأن تغيير اسم قنوات النيل إلى موليوود
  • إضاءة على تجربة وتداعيات تغيير العملة السودانية
  • الرئيس المشاط يعزّي الرئيس الإيراني في ضحايا الانفجار بميناء الشهيد رجائي