رغم كل ما صاحب الجرائم الإسرائيلية من مهازل.. عربية ودولية وانسانية.. إلا أنها كشفت عن مدى ضعف الحكومات العربية وتبعيتها.. وعجز المجتمع الدولى عن التصدى للعدوان.. وقلة حيلة الأمم المتحدة فى غوث المستضعفين.. فضلا عن تطبيق القانون الدولى ووقف جرائم الإبادة الجماعية.. إلا أن المكسب الحقيقى كان فى فضح الاحتلال.
فلم تكن القضية الفلسطينية يوما أكثر وضوحا فى أذهان مواطنى الغرب من اليوم.. ويكفى هنا الإشارة إلى المظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطينى فى أغلب دول العالم.. خاصة تلك المؤيدة للاحتلال.. والتى لم نر لها مثيلًا فى أى من العواصم العربية.. وفى المقابل لم تكن صورة دولة الاحتلال أكثر وضوحا فى أعين مؤيديها وأسرى دعايتها من اليوم.. وهذه هى النقطة الأهم والأكثر قلقا الآن لداعمى الاحتلال.. بعد شعورهم بانهيار عشرات السنين من الدعاية الكاذبة فى بضعة أيام.. فأصبح ملايين الشباب من مواطنيهم المتعاطفين مع الحق الفلسطينى همهم.. ولا شك أنه هناك من يخطط الآن لحملة أكاذيب جديدة لإنقاذ سمعة الاحتلال وخرافاته البالية.
جاءت الأحداث فى تسلسل عجيب.. استهدف فضح الوجه القبيح للاحتلال وأعوانه.. ففى البداية كان قتل المدنيين والأطفال.. وقتل الصحفيين واستهداف وسائل الاعلام لإرهابها ومنعها من نقل الحقيقة.. والغريب أن هذه الجرائم وجدت فى الغرب من يبررها.. فتمددت الاعتداءات إلى المستشفيات ومعسكرات النازحين ودور العبادة.. لتجد أيضا من يملك من الوقاحة ما يبررها ويدافع عنها.. ثم جاء الدور على عربات الإسعاف والمنظمات الإنسانية.. ووكالة غوث اللاجئين «أونروا».. وهو ما أغرى الغطرسة الإسرائيلية بتوجيه الإهانات والسباب الممجوج للمنظمات الدولية.. من محكمة العدل الدولية للأمم المتحدة وأخيرًا اتهام إحدى منظماتها بالإرهاب واستهداف عمالها.. ثم يجيء استهداف جيش الاحتلال للعاملين بمنظمة «المطبخ المركزى العالمي».. ليؤكد أنه ليس هناك خطأ عملياتي.. لأن ما حدث هو المعتاد والطبيعى لجنود إسرائيل.. فهؤلاء لا توقفهم شارة صحفية أو علامة لمنظمة دولية.. هؤلاء لايميزون بين طفل رضيع ومقاتل يحمل سلاحا.. وماحدث هو الطبيعى لأنظمة إطلاق نيران برمجت على استهداف عربات الإسعاف والمستشفيات.
ومع كل الهزائم الدبلوماسية والإعلامية المتلاحقة للاحتلال.. حان الوقت لانضمام دولة فلسطين إلى هيئة الأمم المتحدة.. وان تنهى وضعها الدولى كمراقب بالأمم المتحدة منذ 2012 لتصبح دولة ذات حقوق كاملة ووضع قانونى كامل.. فإن كان المعتدى وأعوانه يتحدثون اليوم عن وضع غزة فى اليوم التالى للجرائم.. فعلى الفلسطينيين.. أن يعلنوا أنهم لن يقبلوا بالعودة لوضع الدولة منقوصة السيادة.. وإن كان الأمر يمر عبر التصويت فى مجلس الأمن.. فليكن إما نصرا دبلوماسيا جديدا.. أو اسقاطًا لآخر ورقة توت عن المعترضين.. وبالطبع مثل ذلك التحرك سيحتاج إلى حشد ومساندة دبلوماسية.. وإن كان الظن أن تقوده دول غير عربية.. فلا مانع من مشاركة العرب فى ذلك الجهد الدبلوماسي.. فليس من الضرورى أن تمتد سلسلة الخزلان والخنوع من الفعل إلى ساحة الكلام التى لا يجيدون غيرها.. فإن كان هناك من يبرر للمتخاذلين.. بأنهم لن يسيروا خلف «حماس» وأهدافها الغامضة.. ومن يبرر بـ»حماس» وعلاقاتها المريبة.. فآخر ورقة توت لهؤلاء أيضا.. أن ذلك التحرك من أجل دولة فلسطين وليس غزة وحدها.. ودعم منظمة التحرير والحكومة الفلسطينية وليس حماس.
حقيقة قد تخسر فلسطين التصويت فى مجلس الأمن بفيتو.. لكنها ستكسب بالتأكيد فضح الخانعين والتابعين أمام شعوبهم.. ولتبدأ حكومة محمد مصطفى حفل إسقاط الأقنعة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: منظمة التحرير الحكومة الفلسطينية لوجه الله إعلان دولة فلسطين وقف جرائم الإبادة الجماعية القضية الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
برلماني فرنسي لماكرون: لا تنسوا وأنتم تصفقون لفريق يمثّل دولة ترتكب إبادة جماعية أنه لم يعد هناك ملعب في غزة
#سواليف
بينما تمسّكت الحكومة الفرنسية بإقامة المباراة المثيرة للجدل، التي ستقام يوم الخميس على “ستاد دو فرانس” بين المنتخبين الفرنسي والإسرائيلي، وبعد الإعلان عن حضور الرئيس الفرنسي لهذه المباراة، اعتبر النائب البرلماني عن حزب “فرنسا الأبية” اليساري الراديكالي، دافيد غيرو، أنه لن يكون من الطبيعي أو الأخلاقي، أو حتى المعقول، الترحيب بإسرائيل بأذرع مفتوحة في خضم الإبادة الجماعية الجارية في غزة، وذلك في كلمة خلال جلسة في الجمعية الوطنية.
اتهم دافيد غيرو الحكومة الفرنسية “بالتواطؤ” في الإبادة الجماعية المستمرة، في غزة.
كما انتقد النائب البرلماني اليساري وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو على صمته حيال الإهانة التي تعرّضَ لها دركيّان ضمن السلك الدبلوماسي الفرنسي في إسرائيل على يد شرطيين إسرائيليين، هذا الأسبوع، خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى إسرائيل.
مقالات ذات صلة .”مجلس النواب الأردني: بين آمال النزاهة وشكوك الديكور السياسي” 2024/11/13وقال دافيد غيرو: “سيدي وزير الداخلية، أنت الذي عادة ما تكون سريعًا جدًا في الحديث، لقد كنت متحفظًا للغاية عندما تم اعتقال رجال الدرك الفرنسيين من قبل الشرطة الإسرائيلية في فلسطين المحتلة”.
وتوجّه البرلماني اليساري أيضاً بالكلام إلى الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس وزرائه ميشيل بارنييه، الذي كان حاضراً للجلسة البرلمانية، قائلاً لهما: “لا تنسوا يوم الخميس، وأنتم تصفقون للفريق الذي يمثّل دولة ترتكب إبادة جماعية، أنه في غزة لم يعد هناك ملعب لكرة القدم. ومع ذلك، فإن المنتخب الإسرائيلي يطلق النار، ولكن في صدور الأطفال.. لا تنسوا أنه في فلسطين، كما في لبنان، الضربات جوية وتقتل الأبرياء”.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرّرَ حضور هذه المباراة التي ستجمع بين منتخبي فرنسا وإسرائيل يوم الخميس في باريس، وفقاً لمصادر في الرئاسة الفرنسية، وذلك غداة الصدامات التي شهدتها أمستردام، قبل وبعد المباراة التي أقيمت بين نادي أياكس أمستردام الهولندي ونادي ماكابي تل أبيب الإسرائيلي، مساء الخميس، ضمن بطولة اليورباليغ لكرة القدم.
وقالت المصادر إن حضور ماكرون يهدف إلى “توجيه رسالة صداقة وتضامن” بعد الأحداث التي تلت مباراة أياكس ومكابي تل أبيب في أمستردام.
كما دعا النائب البرلماني اليساري وزير الداخلية برونو روتايو إلى إلغاء المباراة، هذا الخميس، بين المنتخبين الفرنسي والإسرائيلي في ملعب “ستاد دو فرانس”.
ولكن أيضاً إلغاء ما وصفه بـ “حفل العار” الذي ستنظمه جمعية “إسرائيل إلى الأبد”، هذا الأربعاء، لجمع الأموال للجيش الإسرائيلي، والذي يفترض أن يحضره وزير المالية الاسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي يدير الضفة الغربية المحتلة ويسرّع الاستيطان، و نفى مراراً وتكراراً وجود الشعب الفلسطيني.
وكان سياسيون فرنسيون ومنظمات غير حكومية فرنسية قد استنكروا إقامة هذا الحفل، ونظمت مظاهرة في ساحة تروكاديرو الباريسية ضد إقامته، بدعوة من حزب “فرنسا الأبية” وتجمع الطوارئ من أجل فلسطين، والاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام.