نمو الوظائف في أميركا فوق التوقعات والبطالة تتراجع
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
أظهر تقرير الوظائف الأميركي اليوم الجمعة ارتفاع عدد الوظائف الجديدة في مارس/آذار الماضي بوتيرة أكبر من المتوقع لينهي الاقتصاد الربع الأول من العام في وضع جيد، مما يشير إلى احتمال تأخير الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) قرار خفض سعر الفائدة هذا العام.
واستحدث -أكبر اقتصاد في العالم- 303 آلاف وظيفة في مارس/آذار الماضي بزيادة تتخطى 50 ألف وظيفة مقارنة بـ270 ألف وظيفة تم استحداثها الشهر السابق، وفق ما أعلنت وزارة العمل.
والزيادة التي تأتي قبل 7 شهور من انتخابات سيتواجه فيها الرئيس جو بايدن والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، هي أعلى بكثير من توقّعات السوق بزيادة قدرها 200 ألف وظيفة، وفق موقع بريفينغ الإلكتروني.
وتراجع معدّل البطالة إلى 3.8% من 3.9% في فبراير/شباط الماضي، مما يوافق التوقّعات، لمواصلة سلسلة معدّل بطالة أدنى من 4%، هي الأطول منذ عقود.
وجاء في بيان للرئيس الأميركي أن "التقرير الصادر اليوم يمثّل علامة فارقة في عودة (تعافي) الولايات المتحدة".
15 مليون وظيفة منذ بداية ولاية بادينوقال بايدن "قبل ثلاث سنوات، ورثت اقتصادا على حافة الهاوية. بالتقرير الصادر اليوم الذي يفيد باستحداث 303 آلاف وظيفة في مارس/آذار الماضي، نكون قد تخطينا عتبة 15 مليون وظيفة تم استحداثها منذ توليت المنصب".
وارتفع معدّل نمو الأجور بنسبة 0.3% على أساس شهري، في حين ارتفع متوسط الدخل في الساعة بنسبة 4.1% عن العام السابق، أما معدّل المشاركة في القوى العاملة فبقي شبه مستقر عند 62.7%.
وكانت الحصة الكبرى من الوظائف التي تم استحداثها للرعاية الصحية والقطاعات الحكومية، وفي شكل أقل لقطاعي الترفيه والضيافة.
وتعكس الأرقام تراجعا طفيفا لمعدّل البطالة عموما، على الرغم من ارتفاعه لدى الأميركيين السود، علما بأن هذا الارتفاع قابله انخفاض لدى ذوي الأصول الآسيوية واللاتينية.
يدور نقاش بين صنّاع القرار في الاحتياطي الفدرالي برئاسة جيروم باول بشأن التوقيت المناسب للشروع في خفض معدّلات الفائدة، في خضم مساع لإعادة التضخم إلى المعدل المستهدف عند 2% من دون إلحاق أضرار بالاقتصاد الأميركي المزدهر.
وقال دان نورث كبير الخبراء الاقتصاديين لشؤون أميركا الشمالية في "أليانز تريد" في تصريح "إنه رقم كبير، ولا جدال بشأنه"، في إشارة إلى استحداث 303 آلاف وظيفة الشهر الماضي.
وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية "نمو كبير في الوظائف، ومعدّلات المشاركة (في القوى العاملة) تعود للارتفاع بشكل حاد، والبطالة تتراجع بشكل طفيف. ماذا الذي يمكن أن يطلبه جيروم باول والاحتياطي الفدرالي أكثر من ذلك؟".
وقالت المفوضة السابقة لمكتب الولايات المتحدة لإحصاءات العمل إيريكا غروشن إن الاقتصاد "قوي"، لكنّها استبعدت أن يكون قد تعافى تماما.
وأضافت غروشن -وهي مستشارة اقتصادية في كلية كورنل للعلاقات الصناعية والعمالية- "بالتأكيد لا يؤشر ذلك إلى أن معدّلات الفائدة مرتفعة جدا".
وتابعت "من شأن هذا الأمر على الأرجح أن يدعم إرجاء أي خفض (للفائدة) لفترة أطول بقليل".
وتراجع معدّل التضخم بشكل حاد العام الماضي، في حين حافظ الاقتصاد وسوق العمل على متانتهما، لكنّه يأخذ منحى تصاعديا منذ بداية العام، مما يدفع بعضا من صنّاع القرار إلى تأخير التوقيت المتوقّع لبدء خفض الفوائد.
من جهته، أعرب نورث عن اعتقاده بأنه "من المرجّح في هذه المرحلة أن يبدأ الاحتياطي الفدرالي بتحريك المعدّلات في يوليو/تموز المقبل"، مضيفا "يبدو من السابق لأوانه (تحريك المعدّلات) في يونيو/حزيران" القادم.
الثبات في بيانات الوظائف مفيد لبايدن الذي يشدد في حملته على أنه أعاد بناء الاقتصاد الأميركي في مرحلة ما بعد الجائحة.
لكن الديمقراطي ما زال يواجه تحديا يتمثّل في ضغوط تضخمية مستمرة يواجهها الأميركيون العاديون وتحفزها أسعار الفائدة المرتفعة.
وإذا بقي التضخّم أعلى من المعدّل المستهدف (2%)، من المرجّح أن تدفع البيانات القوية للنمو والوظائف الاحتياطي الفدرالي إلى إبقاء المعدّلات على حالها لمدة أطول، مما يرفع تكاليف اقتراض المستهلكين والمنتجين.
هذا الأمر يصعّب المهمة على المستهلكين الساعين لشراء منزل أو لسداد ديون بطاقات ائتمانية، ويزيد الأعباء المالية على الشركات الساعية للاقتراض بهدف الاستثمار في المستقبل.
وقال نورث "ما من رئيس لا يرغب في معدلات فائدة أقل على الدوام"، معربا عن اعتقاده بأن التدابير الاقتصادية وإن كانت في غالبيتها جيدة جدا إلا أنه "من المسلّم به أن التضخّم يبقى أكثر ما يثير المخاوف لدى الناس".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الاحتیاطی الفدرالی
إقرأ أيضاً:
"الصندوق الثقافي" يدعم 120 مشروعًا ويوفر 3500 وظيفة خلال 2024
حقق الصندوق الثقافي خلال عام 2024 إنجازات بارزة انعكست بشكل إيجابي على القطاع الثقافي في المملكة، إذ قدّم دعمًا ماليًا شاملًا لمختلف المشروعات الثقافية وأسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق الاستدامة المالية لهذا القطاع الحيوي.
منذ تأسيسه وحتى عام 2024، بلغ إجمالي الدعم المالي الذي قدمه الصندوق 377 مليون ريال سعودي، وتوزع بين التمويل والمنح والاستثمار، مما مكّن العديد من المشروعات الثقافية من النمو والتطور.
وشمل الدعم أكثر من 120 مشروعًا ثقافيًا في مختلف مناطق المملكة، وأسهم بشكل مباشر في استحداث أكثر من 3,500 فرصة وظيفية جديدة.
هذا إضافة إلى تحقيق أثر اقتصادي واضح من خلال رفع مساهمة القطاع الثقافي بأكثر من مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي.
في إطار تعزيز الاستدامة المالية للقطاع الثقافي، أطلق الصندوق الثقافي في شهر سبتمبر من عام 2024 برنامج "التمويل الثقافي"، الذي يُعد الأول من نوعه في المملكة.
ويستهدف دعم جميع أنشطة سلسلة القيمة في مختلف القطاعات الثقافية، ويوفر حلولًا تمويلية شاملة تعزز من نمو وتوسع المشروعات الثقافية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جهود الصندوق الثقافي السعودي - اليوم
وقد ركز البرنامج على دعم المنشآت متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، وغطى سبعة قطاعات ثقافية رئيسية تشمل المتاحف والتراث والموسيقى والمهرجانات والفعاليات الثقافية وفنون الطهي والأزياء والأفلام.
وخلال الأشهر الأربعة الأولى من إطلاقه، وافق الصندوق على تمويل 22 مشروعًا نوعيًا بقيمة إجمالية بلغت 193 مليون ريال سعودي ضمن التسهيلات الائتمانية المقدمة، مما يعكس مدى تأثير هذا البرنامج في تمكين المشاريع الثقافية وتحقيق استدامتها.
في مجال الاستثمار، تمكن الصندوق الثقافي من تحقيق المستهدف من "صندوق الأفلام السعودي"، الذي تم إطلاقه في عام 2023، حيث بلغ حجمه 375 مليون ريال سعودي بمشاركة عشرة مستثمرين محليين وعالميين، مما يعكس تزايد الاهتمام بصناعة الأفلام السعودية، وتعزيز حضورها على المستوى المحلي والدولي.
ولم يقتصر دعم الصندوق على التمويل والاستثمار فحسب، بل امتد ليشمل تمكين رواد الأعمال والمبدعين من خلال تقديم حلول تطويرية متخصصة استفاد منها أكثر من 1,200 مستفيد.
وقد تضمنت هذه الحلول برنامج "بناء القدرات"، الذي قدم جلسات معرفية وتدريبية استفاد منها أكثر من 500 فرد، كما تم استضافة شخصيات بارزة من مختلف المجالات الثقافية مثل المصمم العالمي برونيلو كوتشينيلي.
بالإضافة إلى ذلك، قدمت "خدمة القسائم" دعمًا لأكثر من 200 مستفيد، حيث ساعدتهم في تغطية تكاليف تأسيس وتشغيل مشاريعهم الثقافية.
فيما أتاحت "خدمة الاستشارات" لأكثر من 500 مستفيد فرصًا للحصول على استشارات متخصصة في الجوانب الإدارية والمالية والفنية، مما ساهم في تطوير مهاراتهم وتعزيز قدراتهم في إدارة مشاريعهم.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أرقام عن الصندوق الثقافي السعودي - اليوم
توقيع اتفاقيات تعاون مع خمس مؤسسات
عزز الصندوق الثقافي خلال عام 2024 شراكاته الاستراتيجية من خلال توقيع اتفاقيات تعاون مع خمس مؤسسات مالية بارزة لدعم خدمات التمويل، إضافة إلى إبرام عدد من الشراكات مع كيانات رائدة في مختلف القطاعات الثقافية.
وذلك بهدف تحقيق مستهدفاته الاستراتيجية، وتقديم خدمات نوعية تساهم في إحداث أثر اقتصادي ملموس وتعزز من قدرة المشاريع الثقافية على النمو والتطور.
تأتي هذه الإنجازات تأكيدًا على التزام الصندوق الثقافي بدعم وتمكين القطاع الثقافي في المملكة، وتعزيز مساهمته في الاقتصاد الوطني من خلال حلول تمويلية واستثمارية متطورة تسهم في بناء قطاع ثقافي مستدام.
كما يتماشى مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للثقافة ورؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز دور الثقافة كمحرك رئيسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وترسيخ مكانة المملكة كمركز ثقافي عالمي مزدهر.