أصدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارا يحث إسرائيل على محاسبة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المحتملة المرتكبة في قطاع غزة. ويسلط القرار الضوء على ضرورة ضمان المساءلة عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان لإنهاء الإفلات من العقاب.

يعرب مجلس حقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء التقارير التي تفيد بوقوع انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وانتهاكات للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك جرائم حرب محتملة وجرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفقا للجارديان، يدل التصويت، الذي حظي بموافقة 28 دولة، وامتناع 13 دولة عن التصويت، ومعارضة 6 دول، على خطوة مهمة في العزلة العالمية التي تفرضها إسرائيل على سلوكها في الصراع في غزة، والذي أسفر عن سقوط ما يقدر بنحو 33 ألف ضحية. والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة وألمانيا كانتا من بين الدول الست التي صوتت ضد القرار.

وانتقدت مندوبة إسرائيل الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف، ميراف إيلون شاهار، المجلس، واتهمته بالتخلي عن الشعب الإسرائيلي والانحياز إلى حماس.

ويتزامن القرار مع قرار إسرائيل الانصياع للضغوط الشديدة التي تمارسها الولايات المتحدة وفتح ممرات غذائية جديدة إلى غزة. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب مكالمة هاتفية محورية بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حذر خلالها بايدن من تغييرات محتملة في السياسة الأمريكية تجاه غزة إذا لم تقم إسرائيل بتعديل نهجها في توزيع المساعدات.

وفي غضون ساعات من المكالمة الهاتفية، أعلنت إسرائيل موافقتها على إعادة فتح معبر إيريز إلى شمال غزة والسماح بالاستخدام المؤقت لميناء أشدود في جنوب إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، وافقت إسرائيل على تسهيل زيادة إيصال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم.

ويعكس هذا التحول في السياسة الإسرائيلية استعراضاً نادراً لنفوذ الولايات المتحدة على إسرائيل، مدفوعاً بضغوط محلية ودولية متزايدة. وحذر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، من أنه على الرغم من أن فتح طرق جديدة للمساعدات يعد خطوة إيجابية، إلا أنه قد لا يكون كافيا لمنع المجاعة في غزة.

علاوة على ذلك، حث الرئيس بايدن نتنياهو على تبني نهج أكثر مرونة في المفاوضات المتعلقة بالإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس والسجناء السياسيون الفلسطينيون. كما دعا بايدن إلى وقف فوري لإطلاق النار، مما يمثل خروجا كبيرا عن المواقف الأمريكية السابقة.

رداً على التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي في الهجوم الأخير على قافلة مساعدات تابعة للمطبخ المركزي العالمي، والذي قُتل فيه سبعة من عمال الإغاثة، أكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة ستراقب تصرفات إسرائيل عن كثب. وشدد بلينكن على أهمية المساءلة وأعرب عن تقديره للخطوات الأولية التي اتخذتها إسرائيل مع التأكيد على ضرورة تحقيق نتائج ملموسة.

وتمثل الأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة والضغوط الدولية المتزايدة معضلة معقدة لنتنياهو، الذي تعهد بتحقيق نصر حاسم في الصراع. ومع ذلك، مع عدم رغبة الولايات المتحدة في دعم المزيد من التصعيد العسكري، يواجه نتنياهو تحديات في رسم المسار إلى الأمام.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

مقرمان يتحادث مع نائب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان

أجرى الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، لوناس مقرمان، محادثات ثنائية مع عدد من المسؤولين المشاركين في أشغال الدورة (58) لمجلس حقوق الانسان، المنعقد بجنيف، خلال الفترة الممتدة من 24 إلى 26 فيفري 2025.
وفي هذا الصدد، التقى الأمين العام مع نائبة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، ندى الناشف، حيث جدد الأمين العام بالتزام الجزائر الثابت لتعزيز علاقات التعاون الثنائي مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان، منوها في ذات السياق بقرار الجزائر القاضي بمضاعفة مساهمتها المالية في ميزانية المفوضية لسنة 2025، بهدف دعم جهودها في أداء المهام الموكلة إليها.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: السودان يواجه خطر السقوط في الهاوية
  • الشبكة العربية مُهاجمة الولايات المتحدة: لم تكن وسيطاً نزيهاً ومحايداً
  • سلطان الجمّالي: الولايات المتحدة لم تكن وسيطًا محايدًا بين العرب والاحتلال
  • الأمم المتحدة: خطط الضم وتهجير الفلسطينيين تهدد المنطقة
  • الأمم المتحدة تندد بمقترحات الضم والتهجير القسري في الأراضي الفلسطينية
  • مقرمان يتحادث مع نائب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان
  • الأمم المتحدة: هناك شكوك حقيقية في منظومة العدل الإسرائيلية
  • السلطة تدعو لتحقيق أممي في جرائم إعدام الأسرى بسجون إسرائيل
  • تونس تعرب عن "استغرابها" بعد انتقادات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان  
  • فلسطين تدعو لتحقيق أممي في “جرائم إعدام الأسرى” بسجون إسرائيل