صحيفة الاتحاد:
2025-01-11@11:31:54 GMT

الكون يواصل توسّعه بوتيرة سريعة.. ولكن

تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT

يواصل الكون توسّعه بوتيرة سريعة، على ما بيّنت النتائج الأولى للأداة "ديسي" DESI التي توفر قياساً هو الأكثر دقة حتى الآن... لكنّ هذا التوسع ربما يحدث بسرعة أقل مما كانت عليه قبل بضعة مليارات من السنين.
ورُكّبت أداة التحليل الطيفي للطاقة المظلمة (DESI) على تلسكوب مخصص يقع على قمة مرصد "كيت بيك" الأميركي (في ولاية أريزونا)، لمراقبة المجرات ما يجعل من الممكن احتساب بُعدِها، وبالتالي عمر الكون عندما أومضت هذه المجرة ضوءها.


وفي حديث صحفي، يقول أرنو دي ماتيا من هيئة الطاقة الذرية التي تشارك في قيادة مجموعة تفسير البيانات الكونية، "قمنا بقياس موقع المجرات في الفضاء وفي الزمن، لأنه كلما كانت بعيدة عدنا بالزمن إلى الوراء، نحو كون ناشئ".
في عام واحد، رسمت أداة "ديسي"، التي تشكل تعاوناً دولياً يضم 70 مؤسسة بقيادة مختبر "بيركلي" الأميركي، خريطة لستة ملايين من مصادر الضوء والمجرات والكوازارات، على مدار الـ11 مليار سنة الأخيرة من تاريخ الكون (أي 13,8 مليار سنة).
وأعلنت النتائج، أمس الخميس، ضمن مؤتمرين في سويسرا والولايات المتحدة، قبل نشر سلسلة من المقالات العلمية في مجلة "جورنال أوف كوسمولودجي أند أستروبارتيكل فيزيكس".
تتمثل مهمة "ديسي" الرئيسية في المساعدة على فهم طبيعة الطاقة المظلمة، وهو عنصر نظري بقدر ما هو غامض، ويُعتقد أنه مسؤول عن تسارع توسّع الكون، وفي هذه الحالة التباعد المتزايد والسريع بين مجموعات المجرات، كما لو أن المسافة بينها تستمر في الازدياد.
في النموذج الكوني المعياري، يتألّف الكون المرئي من مادة باريونية أي عادية بنسبة 5%، ومادة مظلمة باردة بـ25% وطاقة مظلمة بنسبة 70%.
ومن المعروف، منذ قرن، أن الكون يتوسع منذ نشأته. وأخيراً، لاحظ العلماء أن هذا التوسع تسارع بشكل ملحوظ بعد حوالى ستة مليارات سنة من الانفجار الكبير.
وفي المكان الذي تعمل فيه المادتان (الباريونية والمظلمة) على إبطاء هذا التوسع، تعمل الطاقة المظلمة على تسريعه. ومن الواضح أنّ تأثير المادة المظلمة هو المسيطر، حسب هذا النموذج المسمى "لامدا- سي دي ام".
سلوك غير عادي
ونقل بيان لمختبر "بيركلي" التابع لوزارة الطاقة الأميركية عن مدير التعاون في "ديسي" مايكل ليفي "حتى الآن، نرى توافقاً أساسيا مع أفضل نموذج للكون لدينا، لكننا نلاحظ أيضا بعض الاختلافات المثيرة للاهتمام، والتي يمكن أن تشير إلى أن هذه الطاقة المظلمة تطورت بمرور الزمن".
يقول أرنو دي ماتيا إن "بيانات ديسي تظهر أن ثابت لامدا الكوني لن يكون ثابتا بالفعل"، إذ سيكون للطاقة المظلمة "سلوك ديناميكي" بحسب الفترات المعنيّة.
ويقول عالم الفيزياء كريستوف ييش إن تسارع توسع الكون كان "أكبر في السابق، قبل 6 مليارات سنة، لتنخفض بعدها سرعة التمدد في المرحلة الأخيرة".
يتعيّن تأكيد الفرضية القائلة بأنّ ثمة تغييراً في الطاقة المظلمة مع مرور الوقت، من خلال بيانات إضافية من "ديسي" ومن أدوات أخرى كتلسكوب "إقليدس" الفضائي الأوروبي.
وإذا تم تأكيد هذا التباطؤ، "يتعين بعد ذلك التكيف مع السلوك غير العادي للطاقة المظلمة، من خلال استبدال الثابت الكوني بمجال قوة مرتبط بجسيم ما، لا يزال يتعيّن تحديده، من شأنه تغيير ثابت الطاقة المظلمة، أو عن طريق تعديل معادلات النسبية العامة، لتتصرف بشكل مختلف قليلاً على نطاق المجسمات الكبيرة"، حسب دي ماتيا.
ويقول "لم نصل إلى هناك بعد"، مشيراً إلى أن تاريخ العلم لا يخلو من حالات "نشهد فيها انحرافات من هذا النوع توقفت مع مرور الوقت".
وبعد أكثر من قرن على طرحها، لا تزال نظرية النسبية العامة للفيزيائي ألبرت أينشتاين قائمة على نحو جيّد.

أخبار ذات صلة «محمد بن راشد للفضاء» يدعو طلاب العلوم والهندسة إلى المشاركة في «كيبو» للبرمجة طلبة الإمارات يشاركون في تطوير روبوت «ناسا» المصدر: آ ف ب

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الكون الفضاء مجرات الطاقة المظلمة

إقرأ أيضاً:

برافو وزير التعليم، ولكن!‏

أعلن وزير التربية والتعليم المصري، محمد عبد اللطيف، عن نظام "البكالوريا المصرية" وهو نظام تعليمي جديد بديل للثانوية العامة، عرضه على مجلس الوزراء خلال اجتماعه الأربعاء 8 يناير 2025.

ومنذ ذلك الحين، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي في مصر تفاعلًا كبيًرا من المستخدمين، للتعليق على النظام المقترح.

يقضي المقترح الجديد بأن تحتسب درجات الطالب في شهادة البكالوريا على أساس الصفين الثاني والثالث الثانوي، ما اعتبره البعض يقلل من الضغط النفسي على الطلاب وأسرهم كما يدخل النظام المقترح تعديلات قوية على التخصصات، فبدلا من الشعبتين العلمية (وتنقسم إلى علمي علوم وعلمي رياضة) والشعبة الأدبية حاليًا، سيكون هناك أربعة تخصصات: الطب وعلوم الحياة، الهندسة وعلوم الحاسب، الآداب والفنون، والأعمال. وسيكون لكل تخصص من التخصصات الأربعة مسار يشمل الكليات التي يتأهل الطالب للالتحاق بها في المرحلة الجامعية.

لا شك أن من مميزات النظام الجديد المطروح أنه بدأ يضع يده بقوة على مصدر مشاكل التعليم المصري، المتمثل بعدم مواكبته للمتغيرات العالمية وسوق العمل الذي سيصبح في قبضة الإدارة الرقمية والذكاء الاصطناعي ومشتقاته، فهي خطوة محمودة ولكن ليست الوحيدة نحو طريق الإصلاح الشامل والمأمول والمطلوب والذي تأخر لعشرات السنوات.

ولكن أطالب السيد وزير التعليم بمزيد من التريث وتوسيع دائرة المشاركة عبر المختصين، ولا مانع من مشاركة دوائر تعليمية خارجية لدول متقدمة في مجال التعليم لمحاولة الوصول إلى أفضل ما يمكن العمل به، وعلي أثر ذلك هناك أسئلة مطروحة يجب البحث عن إجابة لها لكي تكتمل استراتيجية العمل التي يعتمد عليها التعليم المصري.

1 - هل الطالب الذي سيدخل ذلك النظام من العام المقبل تم إعداده وتكوينه علميًا وثقافيًا في مراحل التعليم من الروضة مرورًا بالمرحلة الابتدائية والإعدادية؟، بمعني أخر هل مناهج التعليم في تلك المراحل لها ارتباط علمي بنظام " البكالوريا المقترح"؟.

2 - هل سوق العمل معد لاستقبال الحاصلين على شهادة البكالوريا في حال عدم رغبتهم إكمال المرحلة الجامعية؟، أم كان يلزم توسيع الدائرة في ذلك النظام لتشمل بعضًا من التعليم الفني؟.

3 - أهم الأسئلة.. هل هناك معلمين على إعداد وجاهزية لتدريس ذلك النظام الحديث؟ أم كان يستوجب الأمر الكثير من التأني لحين تجهيز ذلك بخطة عمل قصيرة وطويلة المدي تعتمد علي أدوات متنوعة؟.

4-لا تتضمن المرحلة التمهيدية المتمثلة في أول ثانوي البرمجة والحاسب الآلي كمواد أساسية بل جعلها مواد اختيارية، وهنا مربط حصان المشكلة والحل، فكما ذكرنا أن المجتمعات بدأت التحول السريع إلى الرقمنة ومشتقاتها من الذكاء الاصطناعي، فكيف لا تكون مواد تلك الحالة أساسية في نظام البكالوريا؟، كانت هناك إجابة من وزارة التعليم على هذا السؤال بأن السبب أن تلك المواد لا تدرس في المراحل التعليمية السابقة ولا نريد وضع الطالب تحت ضغطها، وهنا نرجع للسؤال رقم ( 1 ) المتمثل في ضرورة ربط المراحل التعليمية كمناهج بالنظام الجديد.

5 - السؤال الأخطر على المدي القريب والبعيد هل تم دراسة اقتراح إضافة مادة الدين كمادة أساسية في ذلك النظام من متخصصين في مجال التعليم والاجتماع؟، أم اكتفينا برغبة المؤسسات الدينية في ذلك؟، وإن تمت إضافة مادة الدين كأساسية فمن يدرس تلك المادة من المعلمين؟ وهل هناك فصول متوفرة للطالب المسلم والمسيحي ليحصل كلا منهما على حصته؟، من سيضع تلك المناهج وعلى أي شاكلة ستكون؟، في حالة تصحيح تلك المادة هل سيحدث نوع من الاندفاع العاطفي من المصححين لمنح الدرجات للطالب؟، هل سيؤدي ذلك إلى مزيد من الانقسام والعنصرية؟، وهل لم يكن الأفضل وجود مادة "وحدة وطنية" بدلًا من ذلك تتضمن الآيات التي تحض على المحبة والرحمة والتسامح بجانب الارتباط بعمق الهوية المصرية؟

6 - على العموم ما أطالب به وزير التعليم المجتهد والشجاع مزيد من التريث وتوسيع دائرة النقاش من علماء التعليم والاجتماع والتاريخ المصري القديم، حتي نصل إلي نظام تعليمي متكامل الخطوات حتي لا تكون تجربة سلبية تؤدي إلي المزيد من الانحدار والتراجع.

اقرأ أيضاًخبير تربوي لـ الأسبوع: نظام البكالوريا غير واضح وبمثابة فرض رأي شخصي

«متحدث التعليم»: نظام البكالوريا بديل الثانوية العامة لا زال قيد الدراسة (فيديو)

بديل الثانوية العامة.. ما هو نظام البكالوريا 2025؟

مقالات مشابهة

  • “العصا الروسية تضرب القوى المظلمة”.. إسقاط 7 مسيرات قاذفة ثقيلة أوكرانية
  • برافو وزير التعليم، ولكن!‏
  • مواد سريعة الاشتعال وضيق الحارات يعيق عمليات إطفاء حريق منازل بمنشأة ناصر
  • نـجـاح يـفـوق التوقعات.. ولـكـن !
  • الشكري: انتقدوا السياسة وممارسيها ولكن لا تقسو على النساء
  • خرافات شائعة عن الكون وجسم الإنسان.. احذرها
  • سوريا.. وعود بتقديم مساعدات نفطية سريعة ووزارة المالية تؤكد: سنشطب أسماء 300 ألف موظف
  • حروب الغرف المظلمة.. ما شكل الصراع الاستخباراتي بين روسيا وأوكرانيا؟
  • التموين تطرح قهوة سريعة الذوبان وبسكويت تومورو على بطاقات الدعم
  • "ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق".. موضوع خطبة الجمعة القادمة