بعد مطالب صندوق النقد.. هل يتلاشى الدعم الحكومي في مصر عام 2026؟
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
أصبح المصريون على موعد مع إلغاء الدعم الحكومي، الذي تقلص إلى حد كبير منذ عام 2014، في مدة لا تتجاوز عامين ونصف، استجابة لشروط صندوق النقد الدولي وذلك بعد الاتفاق مع مصر الشهر الماضي على زيادة حجم برنامج القرض إلى 8 مليارات دولار بدلا من 3 مليارات دولار.
ورهن صندوق النقد صرف الدفعات التي تقدر بنحو 1.
وقالت رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي إلى مصر، إيفانا فلادكوفا هولار، الاىثنين، إن مصر، التي تعرضت موازنتها لضغوط كبيرة في السنوات الأخيرة، بحاجة إلى استبدال الانفاق الاجتماعي المستهدف بدعم الوقود.
العجز في الموازنة.. ديون أم دعم؟
تتوقع وزارة المالية أن يرتفع العجز الكلي للموازنة خلال العام المالي الجاري إلى نحو 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بنسبة 6% خلال العام المالي الماضي.
ووافقت الحكومة المصرية على مشروع الموازنة العامة للعام المالي الجديد 2024/2025، بعجز تتجاوز قيمته تريليون و 300 مليون جنيه مصري ما يعادل 33.3% من حجم الموازنة البالغة 3.9 تريليون جنيه وإيرادات تبلغ 2.6 تريليون جنيه.
إلى جانب العجز في الموازنة العامة للدولة هناك عجز ضخم في الميزان التجاري، وهو الفارق بين الصادرات والواردات يتراوح بين 37 مليار دولار و40 مليار دولار، إضافة إلى سداد أقساط الديون الخارجية وفوائدها التي تصل إلى 42 مليار دولار في العام الجاري.
ما هو حجم الدعم الحكومي مقارنة بحجم فوائد الديون؟
بالعودة إلى حجم الدعم في الموازنة العامة للدولة بات ينحصر على بندين هما المواد البترولية ويبلغ 154 مليار جنيه (3.2 مليار دولار) بسبب انخفاض الجنيه أمام الدولار بأكثر من 200%، ودعم السلع التموينية والخبز ويبلغ 144 مليار جنيه (3.048 مليار دولار) ويستفيد منه نحو 64 مليون شخص أي نحو ثلثي عدد السكان البالغ نحو 106 ملايين.
ويعيش نحو 60 بالمئة من سكان مصر تحت خط الفقر أو يقتربون منه، وفق وكالة "رويترز"، كما يعاني نحو 60 مليونا من الفقر بحسب تقديرات البنك الدولي
بالتالي فإن حجم الدعم ( الوقود والسلع التموينية) يبلغ 298 مليار جنيه وهو ما يعادل 7.6% من حجم المصروفات في الموازنة، في حين قاربت مدفوعات الفوائد على الدين الحكومي على تريليون جنيه ( الدولار يعادل نحو 48 جنيها) خلال النصف الأول من العام المالي الحالي ما يعادل أكثر من 50% من حجم الموازنة.
"معالجة قضية الفوائد وليس الدعم"
كشف الخبير الاقتصادي، الدكتور محمد رزق، أن "مصر قد وقعت مذكرة إضافية بالفعل تشمل رفع الدعم بشكل كامل لخفض عجز الموازنة كما أقرت مصر بالتزامها بترك سعر الدولار حر فضلاً على توفيره للمستوردين وغيرهم، وفي الحقيقة فإن حجم الدعم المخصص للفقراء لا يساوي شيئا مقارنة بحجم فوائد وأقساط الديون ومعالجتها أولى من معالجة قضية الدعم".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "عام 2026 هو العام الذى تستلم فيه مصر آخر دفعات القرض، حيث قام الصندوق بتقسيم القرض على شرائح من تاريخ أول دفعة إلى عام 2026 يتم الإفراج عن الدفعات بعد إتمام القاهرة التزاماتها ومراجعة الصندوق والتأكد من ذلك ما يعني ضمنيا إلغاء الدعم أو وقف القرض، وبالتالي لا بديل عن التنمية الإبن الشرعي للاستثمار المباشر ولن يأتي الاستثمار المباشر لدولة تحتكر مؤسساتها السوق بل وتضع دبابة وعسكري ببندقية أمام باب كل مشروع وترفض التحكيم الدولي".
ضغوط صندوق النقد
وهو ما أكد عليه الخبير الاقتصادي والمحلل المالي بواشنطن، شريف عثمان، قائلا: "بالفعل صندوق النقد الدولي يضغط على مصر من أجل تخفيض الدعم الموجه للوقود والخبز، موازنة العام الحالي تتحدث عن 147 مليار جنيه لدعم الوقود و125 مليار جنيه لدعم الخبز، والصندوق يطلب تخفيض او إلغاء هذا النوع من الدعم وتوجيهه بشكل مباشر إلى الفقراء".
ولكنه قلل من صواب هذا التوجه، مضيفا لـ"عربي21": "في مصر لا نحبذ هذا النوع من الدعم لأنه يسهل الفساد ويساعد عليه، واعتدنا على دعم الوقود والخبر، لكن الصندوق هذه المرة يغط بشدة مع اتساع عجز الموازنة، والفترة الأخيرة شهدت بيع الكثير من الأصول المملوكة للحكومة وبالتالي هذا يعني انخفاض إيرادات الحكومة أي زيادة عجز الموازنة".
ورأى عثمان أن "هناك توجه من قبل الحكومة المصرية نحو خفض دعم الوقود والخبز خلال الفترة المقبلة بدرجة كبيرة تحظى بقبول الصندوق وتحد من عجز الموازنة وتحويله إلى دعم مباشر للفقراء هو أمر أشك في تحققه بالصورة المناسبة".
وأعرب عن تخوفه من أن "ترك الصندوق أمر تعويض محدودي الدخل بعد رفع الدعم للحكومة دون قيود ففي الغالب لن تفعل لهم الحكومة شيء ذو قيمة إلا في حالة خطورة ذلك على النظام أمنياً"، مشيرا إلى أن " سياسات الدولة النقدية والاقتصادية هي التي تسببت في وصول الاقتصاد المصري إلى هذه النقطة الحرجة ولا يمكن التعويل على تغيير تلك السياسات لأنها مبنية على نظرية أمنية للحفاظ على عدم سقوط النظام وهذا هو لب القصيدة".
الأقل أجرا في العالم
في غضون ذلك، كشف مؤسس شركة (فوندر باس) ماكس برامويل عن قائمة الأعلى والأقل أجورا في العالم شملت 96 دولة، وجاءت مصر في المرتبة الثانية بين أقل دول العالم أجرا وفي المرتبة الـ 95 بشكل عام، إذ يبلغ متوسط الأجر الشهري بها نحو 117.85 دولار فقط.
وسجلت فاتورة دعم الوقود في مصر في الحساب الختامي لميزانية 2020-2021 حوالي 18.9 مليار جنيه فقط وكان على وشك الوصول إلى صفر دعم كما في الكهرباء، إلا أن التضخم وانخفاض الجنيه لمستويات تاريخية وارتفاع سعر الدولار قفز بالفاتورة إلى 154 مليار جنيه.
في تموز/ يوليو 2019 أعلنت الحكومة المصرية تحرير أسعار عدد من المنتجات البترولية وبدء تطبيق آلية التسعير التلقائي عليها بحيث يتم مراجعة أسعارها كل 3 أشهر بناءً على تطورات الأسعار العالمية للبترول وسعر صرف الجنيه مقابل الدولار.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصريون صندوق النقد الاقتصادي مصر اقتصاد السيسي صندوق النقد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عجز الموازنة ملیار دولار فی الموازنة صندوق النقد ملیار جنیه دعم الوقود حجم الدعم عام 2026
إقرأ أيضاً:
بقيمة 993 مليون جنيه.. اعتماد الخطة الاستثمارية للفيوم للعام المالي 2025 - 2026
ترأس الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، اجتماع المجلس التنفيذي للمحافظة الذي عُقد بحضور الدكتور محمد التوني نائب المحافظ، وكامل غطاس سكرتير عام المحافظة، لاستعراض ملامح الخطة الاستثمارية للمحافظة للعام المالي 2025 - 2026 التي بلغت قيمتها الإجمالية 992 مليونا و627 ألف جنيه.
توزيع المبالغ المالية المخصصةوأوضح محافظ الفيوم توزيع المبالغ المالية المخصصة لبنود الخطة لتشمل النقل والطرق والمواصلات، وتحسين البيئة، والتنمية الاقتصادية المحلية، والتنمية الحضرية والريفية، والإدارة المحلية والدعم الفني، وتدعيم الخدمات المحلية والاجتماعية، ونصيب كل مركز من المراكز، والمشروعات المشتركة.
اعتماد الخطة الاستثمارية للمحافظةووافق المجلس التنفيذي، على اعتماد الخطة، كما تم مناقشة معوقات تنفيذ الخطة الاستثمارية للعام المالي الجاري 2024- 2025 والإجراءات التي يتم اتخاذها لحل المعوقات وتفادي تكرارها.
تخدم المشروعات القائمة أكبر كتلة سكنيةوكشف محافظ الفيوم، عن مراعاة الخطة الاستثمارية لعدة اعتبارات، بحيث تخدم المشروعات القائمة، وأكبر كتلة سكنية ممكنة، فضلاً عن الربط بين مراكز المحافظة المختلفة.
كما تم لأول مرة هذا العام، عقد جلسات تشاورية بمجالس المدن بحضور ممثلي الشعب، أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، لمناقشة ملامح الخطة الاستثمارية وتحديد المشروعات المستهدفة بكل مركز من المراكز، مؤكداً أهمية حضور النواب لجلسات المجلس التنفيذي، لمناقشة كافة الخطط والموضوعات المتعلقة بالمحافظة.
مقترح توزيع مقابل الخدمات الجغرافيةكما وافق المجلس التنفيذي، على مقترح تحصيل وتوزيع مقابل تأدية الخدمات الخاصة بنظم المعلومات الجغرافية واستخراج شهادة المتغيرات المكانية بقيمة 1000 جنيه، يتم تحصيلها إليكترونياً.
ووافق المجلس أيضاً على كتاب الإدارة العامة للشئون المالية والإدارية بشأن تحصيل مبلغ 20 جنيهاً عن كل وثيقة مؤمنة تقدم للمواطن مقابل تكلفة شراء وبيع وتحرير شهادات ووثائق مؤمنة" و10 جنيهات تكلفة رسائل نصية إليكترونية.
وتودع المبالغ التي يتم تحصيلها بحساب صندوق الخدمات والتنمية المحلية بديوان عام المحافظة، بعد خصم 15 % منها لحساب الخزانة العامة للدولة.
تكثيف جهود كسح المياه المتجمعةكما شهدت جلسة المجلس التنفيذي، طرح عدد من الأسئلة وإجراء مناقشات مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ والقيادات التنفيذية، حول عدد من الموضوعات الحيوية والمشكلات، مثل الري، والتعليم، والطرق، والصرف الصحي، والمواقف والنقل الجماعي.
ووجه محافظ الفيوم، بتكثيف جهود وحملات كسح المياه الأرضية المتجمعة بالبرك والأراضي الفضاء بعزبة الوابور الجديدة مركز إطسا، وعزبة الصفيح مركز الفيوم، ورفع منسوب الطريق، وتشكيل لجنة هندسية وفنية من الجهات ذات الصلة، لوضع حلول جذرية لهذه المشكلة.
ردم المصرف الملاصق لطريق طاميةكما وجه محافظ الفيوم، بسرعة الدراسة الفنية لمقترح ردم المصرف الملاصق لطريق طامية/ قصر رشوان، وتوسعة الطريق لمنع تكرار وقوع الحوادث.