تقرير :السلام أبعد من أي وقت مضى بعد ستة أشهر على الحرب في غزة
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
كيبوتس بئيري (اسرائيل) "أ ف ب": عمّقت المعاناة المتزايدة والموت والدمار خلال ستة أشهر من الحرب في قطاع غزة الهوة بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذين باتوا يشعرون اليوم أن آفاق السلام أبعد من أي وقت مضى.
ويقول المزارع الإسرائيلي ياردن زيماش (38 عاما) إنه كان يشعر الأمان عندما كان يقطف ثمار الأفوكادو مع فلسطينيين في الخامس من أكتوبر، قبل يومين فقط من الهجوم الذي نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل وأتبع بحرب مدمّرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ ذلك اليوم.
لكن منذ اندلاع أعمال العنف الدامية التي أودت بشقيقه في كيبوتس بئيري المدمّر على بعد أربعة كيلومترات من السياج الحدودي مع غزة، بات زيماش يرى في أهالي غزة تهديدا.
ويقول على مقربة من منازل محترقة "ربما بعد سنوات، يصبح السلام ممكنا، لكن ليس في الوقت الحالي".
ويمكن سماع دويّ القصف في قطاع غزة من الكيبوتس.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر، إثر هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل 1170 شخصاً معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس وتشنّ منذ ذلك الحين حملة قصف مكثّف وباشرت هجوما بريا في 27 أكتوبر، ما أدى الى سقوط 33091 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال في قطاع غزة، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وتقول الفلسطينية فداء مصابح (27 عاما) التي دمّر منزلها في شمال غزة بقصف جوي "معاناتنا ازدادت بعد السابع من أكتوبر، بعد 33000 شهيد والدمار والحصار".
وهي تقيم حاليا في منزل مع 27 من أقاربها في رفح في جنوب القطاع، وتخشى هجوما إسرائيليا محتملا على منطقة يتكدس فيها 1,5 مليون شخص غالبيتهم نازحون.
وتضيف "كيف أستطيع أن أتأمل بحلول السلام؟ لم يعد لدينا شيء نخسره".
- "سؤال مروّع" - لم تجر أي محادثات سلام إسرائيلية فلسطينية ذات مغزى منذ سنوات. ويعني ذلك أن أي مفاوضات مستقبلية ستكون على خلفية حمام الدم غير المسبوق هذا، وسيشكّك كل طرف بإنسانية الطرف الآخر.
وتظهر مقاطع فيديو صادمة وروايات ناجين حجم العنف المفرط الذي حصل خلال هجوم السابع من أكتوبر داخل إسرائيل.
وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.
في قطاع غزة، حجم الدمار غير مسبوق، ويُقتل العشرات يوميا، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس التي تسيطر على القطاع، في القصف الإسرائيلي المتواصل الذي سوّى مساحات واسعة من الأبنية بالأرض.
وحذّرت الأمم المتحدة من أن سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة على شفا المجاعة.
ويقول خليل الشقاقي من المركز الفلسطيني للبحوث السياسية إن الجانبين "يحاولان تصوير كلّ ما يحدث في سياق أن الطرف الآخر غير مؤهل ليكون شريكا".
ويتساءل الإسرائيليون والفلسطينيون عمّا إذا كان الطرف الآخر "حقا من البشر. إنه سؤال مروع"، وفق ما يقول دنيس شاربيت، أستاذ العلوم السياسية في جامعة إسرائيل المفتوحة.
ورغم أن الحرب تدور في غزة، تصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة حيث تنفّذ القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية يومية، بينما يتواجه مستوطنون وفلسطينيون، ووصلت العنف الى مستويات غير مسبوقة منذ عقدين.
ويقول طارق علي (47 عاما) الذي يعمل موظفا في محل لبيع الأدوات الكهربائية جنوب رام الله بالضفة الغربية، "ما جرى في غزة في السابع من أكتوبر أبعدَ المسافة لتحقيق سلام بين الشعبين".
ويضيف "صحيح أن وضعنا كان سيئا قبل السابع من أكتوبر، لكن اليوم بات الاسرائيليون من الجيش والمستوطنين يقتلون دون رحمة، سواء في الضفة او غزة، وهذا عمق الكراهية بيننا وبينهم، وبالتالي أبعد إمكانية تحقيق السلام".
- "جدران غير عالية بما يكفي" - وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد دراسات الأمن القومي ومقرّه تل أبيب في مطلع مارس، أن الدعم اليهودي ل"حلّ الدولتين" تراجع إلى مستوى "غير مسبوق" ليبلغ نسبة 35 بالمئة.
ويمثّل هذا الرقم انخفاضا حادا مقارنة بنسبة 49 بالمئة في 2022 أيدوا إقامة دولة فلسطينية.
في المقابل، ارتفعت نسبة تأييد سكان غزة لحلّ الدولتين، وفقاً لاستطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية، من 35 بالمئة في ديسمبر إلى 62 بالمئة في مارس.
ويقول الشقاقي إن "خيار السلام على المستوى الشعبي لا يزال قائما اليوم كما كان في الماضي، وربما سيزداد عندما تنتهي الحرب".
ويقول شاربيت إن نطاق الحرب وقلق المجتمع الدولي وفّرا فرصة جديدة للجانبين لتحقيق السلام، مضيفا "هناك فرصة ضئيلة جدا، لكنها مع ذلك فرصة".
وتقول هيلا فنلون من سكان مستوطنة تنفيت هاسارا القريبة من الحدود الشمالية لغزة إنها تشعر بأن السلام سيكون ممكنا يوما ما.
لكن في مستوطنتها التي لحقت بها أضرار فادحة في اللحظات الأولى للهجوم، يبدو ذلك بعيد المنال.
وتقول وهي تقف قرب حواجز اسمنتية تفصل بين غزة ونتفيت هاسارا "في الماضي، كنت أعتقد أن السلام يعني إزالة هذه الجدران".
وتضيف "في السابع من أكتوبر، أثبتوا لنا أن هذه الجدران قد تكون غير عالية بما فيه الكفاية".
بقلم جوشوا ملفين مع عادل الزعنون في قطاع غزة وحسام عز الدين في الضفة الغربية
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: السابع من أکتوبر فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
"أكتوبر في الأدب العربي المعاصر" في مناقشات المؤتمر العام لأدباء مصر بالمنيا
تتوالى فعاليات الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر العام لأدباء مصر "دورة الكاتب الكبير جمال الغيطاني"، والمقامة برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، وتنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، تحت عنوان "أدب الانتصار والأمن الثقافي.. خمسون عاما من العبور"، وتعقد برئاسة الفنان الدكتور أحمد نوار، والأمين العام للمؤتمر الشاعر ياسر خليل.
وشهدت جامعة المنيا، اليوم الاثنين، ثاني الجلسات البحثية للمؤتمر بعنوان "أكتوبر في الأدب العربي المعاصر.. السرد، الشعر، المسرح" أدارها د. عادل درغام.
وتضمنت الجلسة مناقشة بحثين، الأول بعنوان "الحرب طريق السلام" أوضح خلاله د. محمد نصار، القيمة الحقيقية لحرب أكتوبر وكيف غيرت وبصورة جذرية خريطة العلاقات الإقليمية في الشرق الأوسط وإلى الأبد، مشيرا أنها أفرغت نظرية الأمن الإسرائيلي من محتواها، وفندت مفاهيم عسكرية ومعتقدات سياسية روجت لها إسرائيل على مدار ثلاثة عقود، مما ساهم في إعادة ترتيب أولويات قضايا الأمن والتعايش بين شعوب المنطقة المتصارعة.
واستعان نصار خلال المناقشة بنص مسرحية "الحمام على برج أكتوبر"، الذي شرع المؤلف عبد العزيز عبد الظاهر في كتابته تزامنا مع تاريخ الحرب والعبور، وتجلت به ملامح الدعوة للسلام منذ الأسطر الأولى، من خلال وصفه لنشوة النصر والإحساس بالقوة.
وجاء البحث الثاني بعنوان "رواية الحرب بين "الإرث المقدس"، و"الظلال القاتمة".. سرابيوم نموذجًا" أوضح خلاله الروائي محمد عطية قدرة العمل الروائي على تضفير الحالة الإنسانية بحالة الحرب ومفرداتها وأساليبها وظروفها الاستثنائية المؤثرة بلا شك في مسارات الحياة.
وأشار "عطية" أن الرواية اعتمدت على البعد التخييلي النفسي القادر على استنباط الآثار الجلية، من خلال الرموز التي طُرحت لتعبر عن الواقع المرير المشتبك، وتوثق الحرب بالتعبير عنها بصورة صادقة وكأنها ميراث مقدس.
واختتم حديثه موضحا كيف تعددت مستويات السرد في الرواية، فالخطاب السردي الموجه جاء متنوعا عبر ضمائر سردية وذلك للتعبير عن الحالة الإنسانية في ضعفها وقوتها، وكذلك التعريف بآليات الحرب ومفرداتها وبالمكان وتضاريسه.
وفي مداخلة أوضح الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، أن الإنسان له الحق في التعبير عما يشعر به من انتصار أو هزيمة بكل حرية، مشيرا إلى أن المؤتمر هذا العام يتميز بحصانة خاصة ومميزة، ساعدت في استعادة روح النصر الموجودة الآن، والمسرح عليه أن يناقش ويقدم نصر أكتوبر بشكل أوسع في نصوص جذابة، لمواجهة ما تحاول إسرائيل من القيام به من تشويش للتقليل من قيمة النصر.
وأضافت الكاتبة د. هويدا صالح، رئيس تحرير مجلة مصر المحروسة، أن صورة الحرب ما زالت تحتاج إلى توضيح، مؤكدة على ضرورة تعريف ما حدث للشباب والأطفال، ويمكن ذلك من خلال الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة ومواقع والتواصل الاجتماعي، نظرا لدورهما المؤثر في حياة الأجيال الصاعدة.
ثم توالت المداخلات من قبل الحضور، تم خلالها التأكيد على مراعاة الدقة في استخدام المصطلحات في الكتابة الأدبية، وإلقاء الضوء على الأحداث والتجارب والبطولات المتعلقة بالنصر، لأنه ما زال هناك الكثير من الموضوعات التي تحتاج إلى المناقشة لتعزيز قيمة النصر الذي تحقق في حرب أكتوبر بحق.
"المؤتمر العام لأدباء مصر بالمنيا" يقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية وينفذ من خلال الإدارة العامة للثقافة العامة، برئاسة الشاعر عبده الزراع، وإدارة المؤتمرات وأندية الأدب، برئاسة الشاعر وليد فؤاد، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي، برئاسة ضياء مكاوي، وفرع ثقافة المنيا برئاسة رحاب توفيق.
ويشهد المؤتمر طوال فترة إقامته عددا من الجلسات البحثية، والموائد المستديرة، بجانب الأمسيات الشعرية والقصصية ومعارض الكتب والحرف والفنون، وندوات ثقافية، بمشاركة عدد كبير من الأدباء والباحثين والنقاد والإعلاميين ونخبة من الشخصيات العامة بالإضافة إلى ممثلي أندية الأدب والأمانة العامة، وتستمر فعالياته حتى ٢٧ نوڤمبر الحالي.