شهداء وجرحى في غارات وقصف مدفعي على غزة .. وحقوق الإنسان يدعو لمحاسبة إسرائيل
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
غزة جنيف "وكالات": واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم شن غاراته الجوية وقصفه المدفعي، في اليوم الـ 182 من العدوان على غزة، على مناطق متفرقة من القطاع، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأنَّ قصفًا مدفعيًّا إسرائيليًّا استُهدف وسط وغرب مدينة خان يونس، وشرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
جرائم محتملة
جنيف 5 أبريل نيسان (رويترز) - تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارا اليوم الجمعة يدعو إلى محاسبة إسرائيل على احتمال ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، فيما وصفته إسرائيل بأنه "نص مشوه".
وصوتت 28 دولة لصالح القرار، وامتنعت 13 دولة عن التصويت، وصوتت ضده ست دول من بينها الولايات المتحدة وألمانيا. ودفعت الموافقة على القرار العديد من الممثلين بالمجلس إلى الهتاف والتصفيق.
وشدد القرار على "ضرورة ضمان المساءلة عن جميع انتهاكات القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان لوضع حد للإفلات من العقاب".
كما عبر عن "قلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والخروقات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية محتملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
واتهمت ميراف إيلون شاهار، مندوبة إسرائيل الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف، المجلس بأنه "تخلى لفترة طويلة عن الشعب الإسرائيلي ودافع لوقت طويل عن حماس".
وقالت قبل التصويت "وفقا للقرار المعروض عليكم اليوم، ليس لإسرائيل الحق في حماية شعبها، في حين أن لحماس كل الحق في قتل وتعذيب الإسرائيليين الأبرياء".
وتابعت "التصويت بنعم هو تصويت لصالح حماس".
ورحب السفير الفلسطيني إبراهيم خريشي بالتصويت لكنه اشتكى من أن بعض الدول الأوروبية لم تؤيده.
وقال خريشي للمجلس "هناك دعوات للمحاسبة في جميع أنحاء العالم، لكن الموقف يتغير عندما نتحدث عن إسرائيل".
وتعهدت الولايات المتحدة بالتصويت ضد القرار لأنه لا يتضمن إدانة محددة لحماس بسبب هجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول، ولا "أي إشارة إلى الطبيعة الإرهابية لتلك الأفعال".
لكنها قالت إن حليفتها إسرائيل لم تبذل جهدا كافيا للحد من إلحاق الضرر بالمدنيين.
وقالت ميشيل تيلور المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى المجلس "حثت الولايات المتحدة إسرائيل مرارا على منع التضارب بين العمليات العسكرية ضد حماس والعمليات الإنسانية، من أجل تجنب وقوع ضحايا في صفوف المدنيين وضمان أن يتمكن العاملون في المجال الإنساني من أداء مهمتهم الأساسية بأمان".
وتابعت "هذا لم يحدث، وخلال ستة أشهر فقط، قُتل في هذا الصراع عدد من العاملين في المجال الإنساني يفوق نظيره في أي حرب في العصر الحديث".
وأيد المجلس في قرارات لاحقة حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وندد ببناء إسرائيل مستوطنات في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية وفي هضبة الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967. وقال إنها تهدد بشكل كبير قيام دولة فلسطينية تتمتع بمقومات البقاء إلى جانب إسرائيل.
والمجلس، الذي يجتمع عدة مرات في السنة، هو الجهة الدولية الوحيدة التي تهدف لحماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، ويمكنه زيادة التدقيق في سجلات الدول في مجال حقوق الإنسان والسماح بإجراء تحقيقات.
جريمة حرب
قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الجمعة إن الهجمات ضد العاملين في تقديم المساعدات الإنسانية قد يشكل جريمة حرب، وذلك بعد الغارة المميتة التي شنتها إسرائيل على موظفي إغاثة بقطاع غزة.
وذكر المتحدث باسم المكتب جيريمي لورانس "مهاجمة الأشخاص المشاركين في المساعدات الإنسانية أو المواد المستخدمة في ذلك قد يشكل جريمة حرب... وكما قال المفوض السامي مرارا، يجب وضع حد للإفلات من العقاب".
وقُتل سبعة موظفين من ورلد سنترال كيتشن، التي تقدم مساعدات غذائية في مناطق الأزمات والصراعات، عندما تعرضت قافلتهم للقصف مساء يوم الاثنين بعد وقت قصير من إشرافهم على تفريغ مئة طن من المواد الغذائية التي دخلت القطاع عن طريق البحر.
وقال لورانس "الضربات الجوية الإسرائيلية التي قتلت العاملين في ورلد سنترال كيتشن توضح الظروف المروعة التي يعمل فيها موظفي الإغاثة الإنسانية في غزة".
وأضاف "يطالب القانون الدولي جميع الأطراف باحترام وحماية موظفي الإغاثة الإنسانية وضمان سلامتهم وأمنهم وحرية حركتهم".
وقال إن تعليق المنظمات غير الحكومية في أعقاب الواقعة تسليم المساعدات وتوزيعها، ومن بينها ورلد سنترال كيتشن، زاد من "الخطر المحدق بالفعل بحدوث المزيد من الوفيات بسبب المجاعة والمرض وعلى نطاق أوسع".
وقالت إسرائيل الخميس إنها ستعدل أساليبها في حرب غزة بعد واقعة القتل التي اعترف الجيش الإسرائيلي بأنها خطأ جسيم.
وأعربت منظمة أطباء بلا حدود الطبية الخيرية الخميس عن رفضها ادعاء إسرائيل بأن الضربة الجوية التي أودت بحياة سبعة من موظفي الإغاثة في غزة كانت "حادثا مؤسفا"، قائلة إن العديد من العاملين في المجال الإنساني تعرضوا للهجوم من قبل.
عزلة متزايدة
- بعد مرور ستة أشهر على الحرب في غزة لخص مقتل مجموعة من موظفي الإغاثة في غارة جوية إسرائيلية أبعاد الأزمة الإنسانية المؤلمة وغياب سبيل واضح للخروج من صراع ترك إسرائيل في عزلة متزايدة.
وأثار الهجوم الذي وقع ليل الاثنين وأدى إلى مقتل سبعة موظفين في منظمة ورلد سنترال كيتشن الخيرية، بينهم ستة أجانب، غضب حتى أقرب حلفاء إسرائيل، مما زاد من الضغوط الرامية إلى إنهاء القتال.
واعترف الجيش الإسرائيلي بأن قواته نفذت الهجوم عن طريق الخطأ، واعتذر عن موت الموظفين السبعة "بطريقة غير مقصودة"، وكان من بينهم مواطنون من بريطانيا وأستراليا وبولندا، ومواطن أمريكي كندي وفلسطيني.
ولم يفلح الاعتذار الإسرائيلي في احتواء الانزعاج المتزايد في الخارج حيث انقلب الرأي العام حتى في الدول الصديقة مثل بريطانيا وألمانيا وأستراليا على الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، التي بدأت بعد هجوم قادته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يتعرض لضغوط متزايدة من أنصاره لإنهاء الحرب، إنه غاضب من الهجوم على القافلة. وطالب البيت الأبيض إسرائيل أمس الخميس بعد اتصال هاتفي بين بايدن ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو باتخاذ "خطوات ملموسة وقابلة للقياس للحد من الأضرار التي تلحق بالمدنيين"، وقال إن الدعم الأمريكي فيما يتعلق بغزة سيتحدد في ضوء تقييم الإجراءات الفورية التي ستتخذها إسرائيل.
نفاذ المساعدات
وافقت الحكومة الإسرائيلية في وقت متأخر الخميس على إعادة فتح معبر إيريز المؤدي إلى شمال قطاع غزة والاستخدام المؤقت لميناء أسدود في جنوب إسرائيل وزيادة المساعدات القادمة من الأردن من خلال معبر كرم أبو سالم.
واضطر معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى ترك منازلهم بعد تدمير واسع للقطاع ويعتمدون حاليا على المساعدات من أجل البقاء وتتفاقم معاناتهم في شهر رمضان.
وقالت أم ناصر دحمان (33 عاما) التي تعيش حاليا مع أسرتها المكونة من خمسة أفراد في مخيم بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث نزح أكثر من نصف السكان، إن أسرتها كان لديها بعض الأمل قبل شهر رمضان، لكن هذا الأمل تلاشى عشية اليوم الأول لرمضان.
وأضافت في حديثها لرويترز عبر أحد تطبيقات التراسل أن الأسرة كانت تعيش في وضع جيد قبل الحرب، لكنها أصبحت تعتمد على المساعدات المحدودة المتوفرة وعلى الأقارب.
وبدأت عزلة إسرائيل الدبلوماسية قبل استهداف قافلة ورلد سنترال كيتشن، إذ دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة عدة مرات إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
وتتعرض إسرائيل أيضا لضغوط شديدة من أجل زيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث تقول جماعات إغاثة أن حدوث مجاعة أصبح وشيكا.
وتقول إسرائيل إن قواتها قتلت الآلاف من مسلحي حماس ودمرت معظم وحداتها القتالية، لكن بعد أشهر من الحرب، لا تزال القوات الإسرائيلية تقاتل مجموعات من المسلحين في شمال ووسط غزة، وهي مناطق قيل في المراحل الأولى من الحرب إنها جرى تطهيرها.
ويقاوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حتى الآن ضغوطا لتغيير مسار الحرب، ويصر على أن حماس تشكل تهديدا لوجود إسرائيل ويجب تدميرها حتى تتسنى العودة لسلام دائم.
وقال لوفد من أعضاء الكونجرس الجمهوريين في القدس أمس الخميس مطالبا بمزيد من دعم الميزانية قبل ساعات من مكالمته الهاتفية مع بايدن "النصر في المتناول. إنه قريب جدا، ولا بديل عن النصر".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ورلد سنترال کیتشن موظفی الإغاثة حقوق الإنسان العاملین فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
كيف يدفع الاحتلال الإسرائيلي إلى الفوضى بغزة عبر عصابات النهب المنظم؟
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للصحفيين آدم راسجون وآرون بوكسرمان من القدس بناء على أكثر من 20 مقابلة مع مسؤولين وعمال إغاثة ورجال أعمال وسكان غزة قالا فيه إن العصابات تملأ الفراغ الذي خلفه الاحتلال الإسرائيلي في بعض أجزاء جنوب غزة، وتختطف المساعدات التي يحتاج إليها السكان الفلسطينيون بشدة.
فبينما كان حازم إسليم، سائق شاحنة فلسطيني، يمر عبر أنقاض جنوب غزة الشهر الماضي بشاحنة محملة بالمساعدات نصب له لصوص مسلحون كمينا لقافلة الشاحنات التي كان فيها.
وقال، عبر الهاتف من غزة، إن أحد المسلحين اقتحم شاحنته، وأجبره على القيادة إلى حقل قريب حيث تم تفريغ آلاف الأرطال من الدقيق المخصص للفلسطينيين الجائعين. وبحلول صباح اليوم التالي، كانت العصابة قد جردت كل الإمدادات تقريبا من القافلة التي تضم نحو مئة شاحنة من المساعدات التابعة للأمم المتحدة، والتي تكفي لإطعام عشرات الآلاف من الناس، فيما وصفته الأمم المتحدة بأنه أحد أسوأ حلقات الحرب.
وقال إسليم، 47 عاما، الذي احتجزه اللصوص لمدة 13 ساعة أثناء نهبهم للدقيق: "لقد كان الأمر مرعبا. ولكن الجزء الأسوأ هو أننا لم نتمكن من توصيل الطعام إلى الناس".
وينتشر الجوع على نطاق واسع بالقطاع، كما فرض الاحتلال الإسرائيلي قيودا على دخول المساعدات إلى غزة ومنع حركة شاحنات المساعدات بين الشمال والجنوب.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) هذا الشهر إنها لن تسلم المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر الحدودي الرئيسي بين الاحتلال وجنوب غزة، بسبب انهيار القانون والنظام. وتتراكم مئات الشاحنات المحملة بمواد الإغاثة عند المعبر جزئيا لأن جماعات الإغاثة تخشى أن تتعرض للنهب.
وقال جورجيوس بيتروبولوس، وهو مسؤول كبير في الأمم المتحدة ومقره مدينة رفح الجنوبية، إن ما بدأ كمحاولات أصغر حجما للاستيلاء على المساعدات في وقت مبكر من العام ــ غالبا من قِبَل سكان غزة الجائعين ــ أصبح الآن "نهبا منهجيا وتكتيكيا ومسلحا من قِبَل عصابات الجريمة" المنظمة. وأضاف: "هذه مجرد سرقة واضحة".
ويستند هذا التقرير إلى أكثر من عشرين مقابلة مع مسؤولين إسرائيليين ومن الأمم المتحدة، وعمال إغاثة، وسكان غزة، ورجال أعمال فلسطينيين. كما استعرضت صحيفة نيويورك تايمز مذكرات داخلية للأمم المتحدة ناقش فيها المسؤولون عمليات النهب وعواقبها.
تدهور الوضع في غزة بعد أن دخول الاحتلال الإسرائيلي رفح في أيار/ مايو الماضي، سعيا في القضاء على المقاومة في أحد معاقلها الأخيرة٬ واستغلت العصابات المنظمة ـ دون أن يوقفها أحد ـ الفراغ الذي حدث بعد غياب الإدارة المدنية٬ في اعتراض شاحنات المساعدات أثناء توجهها من معبر الحدود الرئيسي إلى جنوب غزة. وتقول منظمات الإغاثة إن هذه العصابات تقوم بسرقة الدقيق والزيت وغير ذلك من السلع وبيعها بأسعار فلكية.
وفي جنوب غزة، ارتفع سعر كيس الدقيق الذي يزن 55 رطلا إلى ما يصل إلى 220 دولارا. وفي شمال غزة، حيث تقل حالات انقطاع المساعدات، قد يكلف نفس الكيس 10 دولارات فقط.
وقد اتهم عمال الإغاثة الدوليون الاحتلال الإسرائيلي بتجاهل المشكلة والسماح للصوص بالتصرف دون عقاب. ولا تسمح الأمم المتحدة للجنود الإسرائيليين بحماية قوافل المساعدات، خوفا من أن يؤدي ذلك إلى المساس بحيادها، وقد دعا مسؤولوها إسرائيل إلى السماح لشرطة غزة، التي تخضع لسلطة حماس، بتأمين قوافلها.
وقد استهدف الاحتلال مرارا وتكرارا شرطة حماس، مما أدى إلى إضعافها بشدة، ويقول السكان إنه نادرا ما يُرى ضباط الشرطة في معظم أنحاء غزة.
وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، سمح الاحتلال لبعض شاحنات المساعدات بالسفر على طول حدود غزة مع مصر، وهو طريق جديد تسيطر عليه بالكامل القوات العسكرية الإسرائيلية. وتمكنت وكالات الأمم المتحدة من تجنب اللصوص وتقديم بعض الإغاثة.
ولكن هذا لم يكن كافيا لمعالجة النقص في المساعدات، كما تقول جماعات الإغاثة والسكان. وقد ساهمت الأسعار المرتفعة للسلع التي يبيعها اللصوص في خلق مشاهد يائسة بين سكان غزة العاديين الذين يكافحون من أجل الحصول على القليل من الطعام المتاح بأسعار معقولة.
في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تجمعت الحشود بالفعل عند مخبز "زادنا" في مدينة دير البلح بوسط غزة قبل ساعات من افتتاحه، على أمل شراء كيس من الخبز يحتوي على عشرين قطعة بسعر دولار واحد تدعمه الأمم المتحدة. وفجأة، اندلعت الفوضى عندما اندفع الناس العاديون في الحشد ــ بعضهم يحمل السكاكين ــ للوصول إلى مقدمة الصف، بحسب ما قاله عبد الحليم عوض، صاحب المخبز.
وأثناء الاضطرابات، دوت طلقات نارية. وقال إن امرأتين قتلتا وأصيبت أخريات، وتوفيت امرأة ثالثة في وقت لاحق متأثرة بجراحها. ومع تصاعد الاضطرابات، أغلقت جميع المخابز التي تدعمها الأمم المتحدة في جنوب ووسط غزة أبوابها في الوقت الحالي.
وقال عوض: "اليوم، أصبح حلم المواطن الغزي العادي وطموحه هو الحصول على قطعة خبز. لا أستطيع أن أقول أي شيء أكثر حزنا من ذلك".
يقول أصحاب شركات النقل في غزة وسائقو الشاحنات ومنظمات الإغاثة إن عصابات متعددة شاركت في عمليات النهب مؤخرا. لكن العديد من الأشخاص المشاركين في توصيل المساعدات أطلقوا على ياسر أبو شباب، 35 عاما، اسم الرجل الذي يدير العملية الأكثر تعقيدا.
يقولون إن عصابة أبو شباب تهيمن على جزء كبير من حي النصر في شرق رفح، والذي حولته الحرب إلى أرض قاحلة. ووصفه بيتروبولوس، المسؤول الأممي، بأنه "صاحب النفوذ في شرق رفح".
قال إسليم، سائق الشاحنة الذي تعرض لكمين في رفح، إن اللصوص الذين أسروه أخبروه أن أبو شباب هو رئيسهم. وقال عوض عبيد، وهو نازح من غزة حاول شراء الدقيق من عصابة أبو شباب في رفح، إنه رأى مسلحين يحرسون مستودعات تحتوي على صناديق مسروقة من المساعدات التي تحمل علامة الأمم المتحدة. وقال عابد: "طلبت من أحدهم كيسا من الدقيق لإطعام أطفالي، فرفع مسدسا في وجهي".
ونفى أبو شباب نهب شاحنات المساعدات على نطاق واسع، رغم أنه اعترف بأن رجاله ـ المسلحين ببنادق كلاشينكوف الهجومية ـ قاموا بمداهمة عددا من الشاحنات منذ بداية الحرب.
وقال في مقابلة هاتفية: "نحن نأخذ الشاحنات حتى نتمكن من الأكل، وليس حتى نتمكن من البيع"، مدعيا أنه كان يطعم أسرته وجيرانه. "كل شخص جائع يأخذ المساعدات".
إن سيطرة اللصوص على الإمدادات وارتفاع الأسعار تقوض حماس في المناطق التي لا تزال تسيطر عليها. وفي 25 من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، داهمت قوات الأمن التابعة لحماس الحي الذي يقطنه أبو شباب، فقتلت أكثر من عشرين شخصا، من بينهم شقيقه، حسبما قال أبو شباب.
وأفادت وسائل الإعلام الرسمية التابعة لحماس في ذلك الوقت أن قواتها قتلت عشرين عضوا من "عصابات اللصوص الذين كانوا يسرقون المساعدات".
ومع انتشار عمليات النهب في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل ظاهريا، اقترح سائقو الشاحنات وعمال الإغاثة أن الجيش الإسرائيلي يغض الطرف في الغالب عن هذه العمليات.
وقال بيتروبولوس: "إن القوات الإسرائيلية تتسامح باستمرار مع كميات غير مقبولة من عمليات النهب في المناطق التي تخضع ظاهريا وفعليا لسيطرتها العسكرية".
وفي بعض الأحيان، تنتشر الدبابات الإسرائيلية على طول الطرق الرئيسية التي تسافر عليها شاحنات المساعدات. وقال الوزراء الإسرائيليون إنهم ناقشوا تفويض شركات الأمن الخاصة بحماية قوافل المساعدات الدولية داخل غزة.