ذكريات أهالي المزيونة في رمضان.. صوم وصبرعلى قساوة الصحراء
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
مع نفحات رمضان المباركة، وفي كل مساء على وجبة الفطور، يلتم الشمل على سفرة متنوعة الأطباق، وقد يكون المجتمعون أسرة أو أصدقاء أو مجموعة أقارب، ويتبادل هؤلاء الذكريات حول رمضان قديما، حيث يصومون الشهر الفضيل، ويقضون يومهم في العمل ومتابعة المواشي في أجواء الصحراء ويفطرون بالقليل مما تجود به الصحراء من الطعام.
وحول هذه الذكريات يقول الشيخ محسن بن بليتي زعبنوت: كنا نستقبل رمضان في البوادي، وكان الاتصال والتواصل ضعيفًا وصعبًا جدا بين المدن والقرى والبوادي وحتى بين الأسر حيث تكون المسافة صحاري شاسعة، وكنا نبدأ يومنا في رمضان مع شروق الشمس وإلى غروبها في العمل ومتابعة مواشينا والبحث عن مصادر قوت يومنا، وكذلك النساء يعملن من الصباح الباكر بالعناية بأغنامهن وكنا نرجع إلى خيامنا قبيل غروب الشمس في حالة من التعب والإرهاق الكبيرين، خاصة أن الأجواء في الصحراء معروفة بارتفاع درجات الحرارة في الصيف، وعندما نفطر يكاد لا نجد ما نفطر عليه من الأكل إلا الماء والحليب المخلوط بالماء ويسمى عندنا (شارير) وبعض التمر إذا وجد بعكس ما هو متوفر حاليا في هذا الزمن من الطعام والشراب مما لذ وطاب من سفرة الطعام إلى جانب الخدمات الكثيرة التي كنا نفتقر إليها في ذلك الوقت، كالكهرباء والإنترنت ومياه ومساكن مكيفة ودافئة حيث كان المسكن مكونا من خيام وفي جوف الجبال.
وأضاف محسن زعبنوت: كنا بعد أداء صلاة التراويح نخلد مباشرة إلى النوم من كثرة التعب والعمل طوال النهار استعدادا لبدء يوم آخر من النشاط، ومن العادات التي تكثر في رمضان في وقتنا الحاضر زيارة الأرحام والأقارب وتبادل أطباق الطعام مع الجيران وليالي السمر مع الأقارب والأحبة بعد صلاة التراويح تكثر أعمال الخير، حيث وجود فرق خيرية تعمل خلال هذا الشهر الفضيل للوقوف مع الأسر المعسرة في الولاية إضافة إلى وجود حلقات لتحفيظ القرآن الكريم للصغار.
أما سعيد بن سهيل زعبنوت فقال: قديما كنّا نجلب الماء من أماكن بعيده تبعد حوالي ما يقارب ٦٠ إلى ٧٠ كيلومترا على ظهور الجمال في (قُرَب الماء) المصنوعة من جلد الغنم أو الوعل البري من أماكن بعيدة إلى منطقة حبروت حيث نسكن، وإذا وردنا المورد نجلس إلى المساء إلى أن يبرد الجو ونعود ليلا من المورد على ظهر الجمال، وهذه المسافات في شهر رمضان تقطع مع الصوم إلى حين الإفطار، وكنا نفطر على الماء، وإذا وجد حليب وتمر وشيء من البُر يتم تحضيره للعشاء، وكان في زماننا الوجبة الرئيسية وجبة العشاء فقط، وهي عبارة عن حب من العيش يتم طحنه ومزجه بالحليب إذا توفر ويتم طبخه على الماء ثم نصلي التراويح وأحيانا نسمر لبعض الوقت قبل الخلود للنوم، وفي وقتنا الحاضر لرمضان عادات طيبة، حيث تكثر العبادات والطاعات ويزداد القرب من الله، ويكثر أهل الخير في ولاية المزيونة في الوقوف مع الأسر المتعففة، وتبادل زيارات الأقارب والإفطار الجماعي بين الأقارب والأهل.
وتتذكر نيلة بنت كندورة الحريزية: رمضان في السنوات السابقة قبل سنوات الرخاء التي نعيشها الآن كان له حالة خاصة ومختلفة عما هو عليه اليوم حيث كان العمل يرافقنا منذ الصباح حتى قبيل المغرب، حيث كنا لا ننام بعد صلاة الفجر، بل نبدأ في تفقُّد حال مواشينا، ونقوم برعي الأغنام والعناية بهن، ويستمر الحال إلى قبيل غروب الشمس تقريبا، ثم نعود إلى مساكننا التي هي متواضعة جدا مقارنة بما هو حال اليوم حيث البيوت في فتحات الجبال وأحيانا خيام نستظل بها من حرارة الشمس، ومع أذان المغرب نفطر على ماء وحليب الغنم، وإذا وجدت قهوة وشيء من الخبز والرز، ثم نصلي التراويح ونخلد مباشرة إلى النوم نظرا للتعب طوال اليوم في العمل والمشي، ولقد اختلف كثيرا الحال اليوم حيث المساكن والبيوت الحديثة وخدمات الكهرباء والتكييف والخدمات العامة الكثيرة، وسفرة الطعام وما تضمه مما لذّ وطاب.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
علاقة المحليات الصناعية بزيادة الوزن
أميرة خالد
أكدت دراسة حديثة أن المحليات الصناعية قد تُحدث تأثيرًا غريبًا على الدماغ، حيث تُضلله ليجعل الإنسان يشعر بالجوع بشكل أكبر، مما يؤدي إلى تناول المزيد من الطعام وزيادة الوزن.
وقال الباحثون أن المحليات الصناعية، رغم خلوها من السعرات الحرارية، فإنها تنشط مناطق في الدماغ مسؤولة عن الشعور بالجوع، مما يدفع الأشخاص إلى استهلاك كميات أكبر من الطعام لتعويض النقص في الطاقة.
وأفاد الخبراء، أن هذه النتائج قد تفسر سبب فشل الكثيرين في فقدان الوزن رغم استبدالهم السكر بالمُحليات الصناعية، بل إن بعض الدراسات ربطت بين الاستهلاك المنتظم لهذه المواد وزيادة خطر الإصابة بالسمنة والسكري.
ونصح العلماء بالاعتدال في استخدام المُحليات الصناعية وعدم اعتبارها حلاً سحريًا للتحكم في الوزن، مؤكدين أن النظام الغذائي المتوازن وممارسة الرياضة يظلان الأساس للحفاظ على الصحة.