القدس المحتلة- أدى نحو 120 ألف مصل صلاة الجمعة الرابعة والأخيرة من شهر رمضان في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة رغم القيود الإسرائيلية، وهو رقم أقل من الأرقام المعتادة في سنوات سابقة والتي كانت تصل إلى 200 ألف مصل.

وحيا خطيب الجمعة مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين المصلين "الزاحفين إلى المسجد الأقصى المبارك".

وقال "هنيئا لكم يا أبناء بيت المقدس وأكناف بيت المقدس من أرض فلسطين الحبيبة الطيبة المباركة وأنتم تؤكدون بزحفكم هذا نحو قدسكم وأقصاكم بأنكم أنتم حراسه الأوفياء وسدنته الأمناء".

وتابع قائلا "وأنتم من تعمرونه في كل الظروف وفي جميع الأحوال والأوقات رغم شدة العدوان وقسوة العالم لا بل تآمر هذا العالم وتواطؤه على كل ما يرتكب من جرائم بحق أبناء شعبنا الصابر المرابط".

وأشاد حسين "بصمود ورباط الشعب الفلسطيني في غزة حيث الشهادة والجوع" داعيا إياهم إلى الصبر لأن "الله يبتلي المؤمن" مضيفا "أنتم جديرون بأن تكونوا أهل هذه الديار المباركة وأن تحققوا وصية حببينا المصطفى لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك".

وشدد على أن "المسجد الأقصى للمسلمين وحدهم، لا يشاركهم فيه أحد" مضيفا أن "كل ما ينشر في سائل الإعلام المعادية من خطط تستهدف المسجد الأقصى المبارك فاشلة، لن تفت في عزيمتكم ولن تضعف رباطكم".

لا تنسوا الأقصى

من جهته دعا خطيب المسجد الشيخ عكرمة صبري إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى لإحياء ليلة القدر، كما دعا المسلمين إلى عدم نسيان المسجد الأقصى.

وجرت العادة أن يحيي الفلسطينيون ليلة 27 رمضان باعتبارها ليلة القدر، بالصلاة والدعاء وقيام الليلة من صلاة العشاء وحتى أذان الفجر.

وأضاف صبري في حديثه للجزيرة نت من داخل المسجد الأقصى: "نحث ونشجع المسلمين على إحياء ليلة 27 من شهر رمضان".

 

وتوجه بالنداء من رحاب الأقصى للمسلمين قائلا: "لا تنسوا الأقصى، الأقصى أمانة في أعناقنا جميعا طوال العام وليس في رمضان فقط".

إلى ذلك انتشرت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية في شوارع المدينة منذ صباح اليوم، وأغلقت العديد من الشوارع في محيط البلدة القديمة.

تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع عشرات الآلاف من سكان الضفة الغربية من الوصول للقدس وأداء الصلاة في #المسجد_الأقصى منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وفي ظل إجراءات معقدة جدا للحيلولة دون الحصول على تصريح دخول، التقطت هذه الصور صباح اليوم عند حاجز 300، الفاصل بين بيت لحم و #القدس،… pic.twitter.com/Qr8HbX2BWq

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) April 5, 2024

وكان الآلاف من المصلين بدأوا بالتوافد إلى المسجد الأقصى منذ مساء الأربعاء، حيث اعتكفوا بالمسجد.

وتتصادف الجمعة الأخيرة من شهر رمضان مع ليلة القدر التي يحييها الفلسطينيون مساء الـ26 من شهر رمضان، وهي الليلة الوحيدة من كل أيام السنة التي تفتح فيها أبواب المسجد الأقصى على مدار الساعة.

اعتقالات وتنكيل

و قالت محافظة القدس إن قوات الاحتلال اعتدت على عدد من المصلين على أبواب المسجد الأقصى. ونشرت على صفحتها بموقع فيسبوك مقاطع فيديو لاعتقال فلسطينيين اثنين والتنكيل بهما على بابي الأسباط والسلسة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى.

فيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية، اعتقال 11 فلسطينيا في محيط المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة قبيل وبعد صلاة الجمعة، بحسب بيانات متزامنة.

والخميس، أعلنت الشرطة الإسرائيلية في تصريح مكتوب أن 3600 من عناصرها سينتشرون في المدينة من الخميس وحتى الجمعة.

وفرض الجيش الإسرائيلي، قيودا على وصول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى مدينة القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى.

وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي نشر أعدادا كبيرة من قواته على المعابر المؤدية إلى مدينة القدس، ودقق في هويات الفلسطينيين، ورفض دخول بعضهم.

وتسمح السلطات الإسرائيلية فقط للفلسطينيين الذكور فوق سن 55 عاما والإناث فوق سن 50 عاما من سكان الضفة الغربية بدخول القدس أيام الجمعة شريطة الحصول أيضا على تصاريح إسرائيلية.

وتفرض السلطات الإسرائيلية عليهم مغادرة القدس قبل موعد صلاة المغرب، وهو ما سيمنعهم الليلة من إحياء ليلة القدر بالمسجد.

أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز على المصلين فجر اليوم الجمعة في #المسجد_الأقصى، بواسطة طائرة مسيرة، وذلك بعد انتهاء صلاة الفجر وهتاف المصلين للتضامن مع غزة.

كما اعتقلت قوات الاحتلال عدة شبان من ساحات الأقصى، وعلى أبوابه أيضا فور خروج المصلين من المسجد. pic.twitter.com/62JWU88O0V

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) April 5, 2024

قنابل غاز وحالات اختناق

وفجر الجمعة، أطلقت الشرطة الإسرائيلية قنابل الغاز المدمع على المصلين في باحات المسجد الأقصى بالقدس بعد وقت قصير من أدائهم صلاة الفجر اليوم الجمعة، وسط اعتداءات عليهم واعتقال بعضهم.

وقال مراسل الجزيرة إن طائرة مسيّرة إسرائيلية أطلقت قنابل الغاز المدمع على جموع من المصلين في المسجد الأقصى، مؤكدا اعتقال الشرطة عددا منهم، وإصابة عشرات المصلين -بينهم أطفال وكبار سن- بالاختناق نتيجة استنشاق الغاز المدمع.

وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس قالت إن نحو 65 ألف فلسطيني أدوا صلاة الفجر بالمسجد الأقصى رغم عراقيل الاحتلال.

من جانبها، قالت وسائل إعلام محلية إن شرطة الاحتلال اعتدت على المصلين في المسجد الأقصى بعد ترديدهم هتافات داعمة للمقاومة الفلسطينية بعد صلاة الفجر.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت 8 فلسطينيين على خلفية ما سمتها "هتافات تحريضية وداعمة للإرهاب" عقب صلاة الفجر في المسجد الأقصى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الشرطة الإسرائیلیة فی المسجد الأقصى من شهر رمضان لیلة القدر صلاة الفجر

إقرأ أيضاً:

عبيدات لـ"صفا": الاحتلال يسعى لإحداث "نقلة نوعية" في تهويد الأقصى

القدس المحتلة - خاص صفا حذر الناشط المقدسي راسم عبيدات، من حجم الاقتحامات التي يُخطط المستوطنون لتنفيذها في المسجد الأقصى خلال الأعياد اليهودية القادمة، في ظل الدعم الحكومي لهذه الاقتحامات، ومساندة الجماعات المتطرفة في ترويجها لاعلانات محرضة ضد المسجد. وقال عبيدات، في حديث خاص لوكالة "صفا"، يوم الثلاثاء: "إننا سنجد أنفسنا خلال الأعياد اليهودية القادمة أمام طوفان من اقتحامات المستوطنين لساحات الأقصى". وأضاف "ربما يُسعون لأن يكون لهم مكانًا في المسجد الأقصى، وبالتالي فرض وقائع جديدة تخرج المسجد من قدسيته الاسلامية عبر سياسة الاحلال الديني، واستغلال كل المناسبات والأعياد اليهودية من أجل تكريس واقع جديد في المسجد". ولفت إلى أن ذلك يأتي في ظل حالة الموات العربي والاسلامي التي نشهدها، واقتصار المواقف العربية والاسلامية على بيانات شجب خجولة لا ترقى إلى حجم المخاطر المحيطة والمحدقة بالمسجد. وأكد عبيدات أن هناك مخاطر جدية وحقيقية على المسجد الأقصى، باتت تنذر بتغيير الواقع الديني والتاريخي والقانوني، ليس فقط في إطار التقسيم الزماني والمكاني. وقال: إن "ما يسعى إليه بن غفير والمتطرفين هو إحداث نقلة نوعية في وضع المسجد الأقصى، باخراجه من قدسيته الإسلامية الخالصة إلى القدسية المشتركة الاسلامية اليهودية عبر سياسة الاحلال الديني". وأشار إلى أن بن غفير تحدث بشكل واضح بأنه يسعى إلى إقامة كنيس يهودي في الأقصى، كما خخصص الوزير عمحاي الياهو ما يزيد عن 2 مليون شيكل من ميزانية وزارته، لأجل تنفيذ جولات تلمودية وتوراتية في ساحاته تشرح عنه كمكان مقدس يهودي، وتسرد الرواية التلمودية اليهودية التاريخية الخالية من النقيض، بمعنى خالية من الرواية العربية الاسلامية الفلسطينية حول المسجد. وأضاف "لم يكتفوا بذلك بل شاهدنا جماعات الهيكل تنشر مقاطع فيديوهات تظهر المسجد الأقصى وهو يحترق، وكتبوا تعليق تحته "ترونه في الأيام القريبة، ما يدلل على أن هناك أهداف سيتم تنفيذها من قبل تلك الجماعات بحق المسجد". وشدد عبيدات على أن المسجد الأقصى يمر بحالة من الخطر الجدي والحقيقي ليس على صعيد الاقتحامات، وزيادة عدد المقتحمين. وذكر أن عدد المقتحمين للمسجد بلغ منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي نحو 48 ألف مستوطن، وأن المسجد سيشهد المزيد من الاقتحامات في الأعياد اليهودية القادمة. وأوضح أن حكومة الاحتلال تشن حربًا في الضفة الغربية للحسم العسكري والأمني، كما في مدينة القدس، وتحديدًا بالمسجد الأقصى لأجل الحسم الديني العقائدي لوضع المسجد". وتابع "يعتبرون الأقصى هو النقيض للمشروع الصهيوني، ولا عملية تصالحية بشأن وضعه، بمعنى أنهم يريدون السيادة والسيطرة عليه بشكل كامل، في ظل حالة العجز والانهيار العربي الرسمي، والأوضاع التي تعيشها سواء القدس والضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني". وأشار إلى أنه لا توجد اليوم الكتلة البشرية التي كانت موجودة أيام معركتي البوابات الإلكترونية، ومصلى باب الرحمة، في ظل منع الاحتلال دخول أهالي الضفة للمدينة، وفرضه قيودًا مشددة على دخول أهالي القدس والداخل. وأردف "لذلك هناك خشية حقيقية من فرضهم وقائع جديدة في المسجد الأقصى، لنزع قدسيته الاسلامية الخالصة".

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يغلق 4 أبواب في الأقصى ويحدد عدد المصلين
  • الاحتلال يغلق 5 من أبواب المسجد الأقصى
  • عبيدات لـ"صفا": الاحتلال يسعى لإحداث "نقلة نوعية" في تهويد الأقصى
  • عبيدات لـ"صفا": الاحتلال يسعى لإحداث نقلة نوعية في وضع الأقصى
  • القدس في سبتمبر.. شهداء ومعتقلون وآلاف المستوطنين يقتحمون الأقصى
  • 149مستوطنًا يقتحمون باحات الأقصى
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى
  • مستوطنون يقتحمون الأقصى ويؤدون "السجود الملحمي"
  • 195 مستوطنًا يقتحمون الأقصى وسط إجراءات مشددة
  • عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى وسط إجراءات مشددة