أحيا السوريون في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري الذكرى السابعة للمجزرة التي نفذها الأخير بغاز السارين في مدينة خان شيخون في ريف إدلب، وهي المجزرة التي أودت بحياة قرابة 100 ضحية من بينهم أطفال ونساء في 4 نيسان/أبريل 2017، في هجوم يعد ثاني أكبر هجوم كيميائي شهدته سوريا، بعد مجزرة غوطة دمشق في آب/أغسطس 2013.



وانتقد الائتلاف السوري في بيان تسلمته "عربي21" ما وصفه بـ"التراخي الدولي" في التعامل مع النظام السوري على الرغم من إثبات منظمة حظر الأسلحة الكيماوية مسؤوليته عن استخدام السلاح الكيميائي ضد أهداف مدنية في سوريا.

وأضاف البيان أن التراخي شجع النظام على الاستمرار في النهج الوحشي في تعامله مع المدنيين، ومكنه من خلق العراقيل أمام أي مساعٍ متعلقة بالحل السياسي، وأعطاه الضوء الأخضر لتكرار جرائمه بمختلف أنواع الأسلحة، بما فيها السلاح الكيماوي الذي استخدمه 181 مرة بحق الشعب السوري بعد أن صادق على اتفاقية حظر استخدام وتصنيع الأسلحة الكيماوية في أيلول/ سبتمبر 2013.

وشدد الائتلاف على أن هذه الجرائم "لا يمكن أن تسقط بالتقادم"، داعياً المجتمع الدولي إلى إنصاف الضحايا السوريين الذين انتظروا العدالة الدولية لسنوات طويلة ولم يجدوا ما يخلق لهم أملاً في إنصافهم ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وتقديمهم إلى العدالة.




جرائم موثقة أممياً

في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، كانت "آلية التحقيق المشتركة" بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد أصدرت تقريراً يؤكد مسؤولية النظام عن قصف خان شيخون بغاز السارين.

وبعد الهجوم، وجهت الولايات المتحدة ضربات صاروخية ضد مطار الشعيرات التابع للنظام في ريف حمص الشرقي، رداً على هجوم بالغاز السام على خان شيخون، التي تمكن النظام من استعادة السيطرة عليها أخيراً.

وفي هذا الجانب، أكد مدير "مركز توثيق الإنتهاكات الكيميائية في سوريا" نضال شيخاني، أنه جرى توثيق الهجوم بالتشارك مع "بعثة تقصي الحقائق" و"آلية التحقيق المشتركة" المكلفة من مجلس الأمن الدولي، لافتاً إلى إشارة "آلية التحقيق المشتركة" إلى مسؤولية القوات الجوية التابعة للنظام السوري في مطار حماة العسكري عن استخدام غاز السارين على مدينة خان شيخون كما على مدينة اللطامنة بريف حماة.

وأضاف لـ"عربي21" أن "المركز استطاع برفقة الآليات الدولية من جمع ما يكفي من أدلة لمحاكمة النظام السوري على جرائمه بالأسلحة الكيميائية، ويعد جمع هذه الادلة وإدراجها في تقارير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية هو أمر قيم للغاية حيث سيتم اعتماد تلك الادلة من قبل الجهات المختصة بالتقاضي في حال تم إنشاء محكمة خاصة في سوريا تخص استخدام الأسلحة الكيميائية".

وأكد شيخاني على أهمية التزام الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، بأهمية المساءلة وعدم الإفلات من العقاب.


جرائم بدون محاسبة
ولم يتمكن مجلس الأمن من اتخاذ قرار بخصوص إحالة ملف سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية، بسبب حق النقض "الفيتو" الروسي، وهو ما أدى إلى عدم توفر جسد قضائي يضمن محاكمة المتورطين.

وفي هذا الإطار، أرجع مدير "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" المحامي فضل عبد الغني غياب المحاسبة عن هذا الهجوم وغيره من الهجمات الكيميائية في سوريا إلى "التقاعس الدولي بمحاسبة النظام السوري"، وقال لـ"عربي21": إن "المجتمع الدولي لم يلتزم بتعهداته، والضغط الدولي اقتصر فقط على إجبار النظام على المصادقة على اتفاقية حظر استخدام الأسلحة الكيميائية بعد مجزرة الغوطة في العام 2013، وبعد ذلك أغفل الملف، علماً أن النظام استخدم السلاح الكيميائي 182 مرة بعد توقيع الاتفاقية".

واعتبر أن "من المفروض أن تواجه الهجمات بعمل جاد عسكري ضد النظام، أو على الأقل أن يتم رفع دعاوى في محكمة العدل الدولية ضده، بسبب انتهاكه الاتفاقية التي صادق عليها، لكن لم يحدث شيء، بالتالي هناك تخاذل دولي".

بدوره، يعبر المحامي السوري أحمد الموسى عن أسفه لغياب المحاسبة عن جرائم الكيميائي في سوريا، ويقول لـ"عربي21": "نشهد حالة من الانقسام الدولي وخاصة في مجلس الأمن، رغم أن الوكالة الدولية لحظر استخدام السلاح الكيميائي أكدت استخدام النظام لهذه الأسلحة المحرمة دولياً في إدلب".

ولفت الموسى إلى القرار الدولي رقم 2118/2013 الذي تنص الفقرة 20 منه على فرض تدابير تحت الفصل السابع، في حال عدم الامتثال له، مستدركاً: "لكن القرارات الدولية، إذا لم تتوفر إرادة بتطبيقها، فهي عديمة القيمة والتأثير".


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سوريا الكيماوية سوريا الكيماوي الأسد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسلحة الکیمیائیة النظام السوری حظر الأسلحة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

التحالف الدولي يستهدف مسؤولا أمنيا سابقا بتنظيم حراس الدين في سوريا (شاهد)

استهدفت طائرة مسيّرة تابعة للتحالف الدولي، سيارة بالقرب من مدينة الدانا في ريف محافظة إدلب شمال غرب سوريا.

وأفادت مصادر محلية، مساء الجمعة، بأن المستهدف بالغارة الجوية يدعى أبو عمران الشامي، مدير مطعم في المنطقة، حيث لقي مصرعه بصاروخ أطلقه الطيران المسيّر من طراز "MQ9".

وأشارت إلى أن الطائرة المسيّرة استهدفت سيارة من نوع "هونداي- سنتافيه"، مؤكدة أن فرق الدفاع المدني السوري انتشلت جثة شخص واحد من داخل السيارة، دون تحديد هويته بدقة.

 من جانبه، ذكر المرصد العسكري "80" (أبو أمين) عبر منصة "إكس" أن الطيران التابع للتحالف الدولي من نوع "MQ9" نفذ الغارة في ريف إدلب الشمالي، مشيرا إلى أن المعلومات الأولية تشير إلى أن المستهدف هو "طلحة أبو عمران الشامي"، الذي كان يشغل منصب مسؤول الأمن الداخلي في تنظيم "حراس الدين"، الفرع السابق لتنظيم "القاعدة" في سوريا، قبل أن يحل التنظيم نفسه نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي.

الأنباء الأولية تقول أن المستهدف بطيران #التحالف هو طلحة أبو عمران الشامي مسؤول الأمن الداخلي في تنظيم حراس الدين سابقاً وصاحب مطعم الريحان https://t.co/9rqhLUfMRe pic.twitter.com/30Zuih2i0u — المرصد أبو أمين 80 (@Najdat567) February 21, 2025
⚠️تحذير المحتوى ????

وتبين أن المستهدف بقصف طيران التحالف هو القيادي طلحة أبو عمران الشامي مسؤول الأمن الداخلي في تنظيم حراس الدين سابقاً. https://t.co/oMuNWFWBTs pic.twitter.com/2wyW28elvs — رؤى لدراسات الحرب (@Roaastudies) February 21, 2025
وجاءت هذه الغارة بعد عملية مماثلة نفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في 15 شباط/ فبراير الجاري، حيث استهدفت طائرة مسيّرة سيارة بالقرب من بلدة أورم الجوز في ريف إدلب الجنوبي، مما أسفر عن مقتل شخصين مجهولي الهوية واحتراق السيارة بالكامل.


يُذكر أن القيادة المركزية الأمريكية أعلنت في 31 كانون الثاني/ يناير الماضي عن مقتل القيادي البارز في تنظيم "حراس الدين"، محمد صلاح الزبير، في غارة جوية شمال غرب سورية.

وكان التنظيم أعلن عن حلّ نفسه بعد سقوط نظام المخلوع بشار الأسد، مؤكدًا أن مهمته في سورية قد انتهت. وتأسس "حراس الدين" عام 2018 بعد انشقاقه عن "هيئة تحرير الشام"، معلنا تبعيته لتنظيم "القاعدة".

في 18 شباط/ فبراير الجاري، علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الضربة الجوية التي نفذتها القوات الأمريكية، حيث كتب على منصة "تروث": "نفذت القوات الأمريكية غارة جوية دقيقة ضد أحد أعضاء تنظيم (القاعدة) في سوريا نهاية الأسبوع الماضي، حيث كان الزعيم الإرهابي يعمل مع تنظيم (القاعدة) في مختلف أنحاء المنطقة".

وأشاد ترامب بجهود قائد القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، الجنرال مايكل كوريللا، وبالجيش الأمريكي على تنفيذ العملية بنجاح.

الألغام تحصد الأرواح

وفي سياق متصل، قُتل عنصر وأُصيب آخر من فرق الهندسة التابعة لإدارة العمليات العسكرية خلال عملية إزالة الألغام الأرضية في قرية الفطيرة بريف إدلب الجنوبي.


وأكد سكان محليون انتشار الألغام المضادة للأفراد والآليات بشكل مكثف في المنطقة، مشددين على ضرورة إزالتها لحماية المدنيين.

وحذرت منظمة "هانديكاب إنترناشونال" غير الحكومية من أن ما بين 100 ألف إلى 300 ألف من الذخائر غير المنفجرة منتشرة في أنحاء سورية، مما يعرّض 15 مليون سوري، أي ثلثي السكان، للخطر بعد نحو 14 عامًا من النزاع.

ووصفت مسؤولة برنامج سورية لدى المنظمة، دانيلا زيزي، الوضع بأنه "كارثة بكل معنى الكلمة".

مقالات مشابهة

  • تعزيزات عسكرية ولوجستية للتحالف الدولي شمال شرق سوريا
  • استخدام الذكاء الاصطناعي في السياحة الرياضية أبرز توصيات الملتقى الدولي الرابع بجامعة أسوان
  • بعد واقعة حمو بيكا.. كيف واجه القانون جرائم حيازة الأسلحة البيضاء؟
  • التحالف الدولي يستهدف مسؤولا أمنيا سابقا بتنظيم حراس الدين في سوريا (شاهد)
  • العسكرية في سوريا: حكايات رعب وهروب.. وجنون النظام في الساعات الأخيرة
  • رادار «SAR-P» يكشف على عمق 50 متراً تحت الأرض
  • الأمن السوري يقبض على عنصر تابع لفرقة متورطة بإلقاء براميل متفجرة
  • أحمد حسون.. مفتي سوريا في النظام السابق
  • ممنوع للمصابين بنزلات برد .. الصحة تحذر من تناول المضادات الحيوية
  • مجزرة التضامن يوم قتل نظام الأسد فلسطينيين وسوريين بدمشق وردمهم في حفرة