سوريون يحيون ذكرى مجزرة خان شيخون.. جرائم الكيميائي بدون حساب
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
أحيا السوريون في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري الذكرى السابعة للمجزرة التي نفذها الأخير بغاز السارين في مدينة خان شيخون في ريف إدلب، وهي المجزرة التي أودت بحياة قرابة 100 ضحية من بينهم أطفال ونساء في 4 نيسان/أبريل 2017، في هجوم يعد ثاني أكبر هجوم كيميائي شهدته سوريا، بعد مجزرة غوطة دمشق في آب/أغسطس 2013.
وانتقد الائتلاف السوري في بيان تسلمته "عربي21" ما وصفه بـ"التراخي الدولي" في التعامل مع النظام السوري على الرغم من إثبات منظمة حظر الأسلحة الكيماوية مسؤوليته عن استخدام السلاح الكيميائي ضد أهداف مدنية في سوريا.
وأضاف البيان أن التراخي شجع النظام على الاستمرار في النهج الوحشي في تعامله مع المدنيين، ومكنه من خلق العراقيل أمام أي مساعٍ متعلقة بالحل السياسي، وأعطاه الضوء الأخضر لتكرار جرائمه بمختلف أنواع الأسلحة، بما فيها السلاح الكيماوي الذي استخدمه 181 مرة بحق الشعب السوري بعد أن صادق على اتفاقية حظر استخدام وتصنيع الأسلحة الكيماوية في أيلول/ سبتمبر 2013.
وشدد الائتلاف على أن هذه الجرائم "لا يمكن أن تسقط بالتقادم"، داعياً المجتمع الدولي إلى إنصاف الضحايا السوريين الذين انتظروا العدالة الدولية لسنوات طويلة ولم يجدوا ما يخلق لهم أملاً في إنصافهم ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وتقديمهم إلى العدالة.
جرائم موثقة أممياً
في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، كانت "آلية التحقيق المشتركة" بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد أصدرت تقريراً يؤكد مسؤولية النظام عن قصف خان شيخون بغاز السارين.
وبعد الهجوم، وجهت الولايات المتحدة ضربات صاروخية ضد مطار الشعيرات التابع للنظام في ريف حمص الشرقي، رداً على هجوم بالغاز السام على خان شيخون، التي تمكن النظام من استعادة السيطرة عليها أخيراً.
وفي هذا الجانب، أكد مدير "مركز توثيق الإنتهاكات الكيميائية في سوريا" نضال شيخاني، أنه جرى توثيق الهجوم بالتشارك مع "بعثة تقصي الحقائق" و"آلية التحقيق المشتركة" المكلفة من مجلس الأمن الدولي، لافتاً إلى إشارة "آلية التحقيق المشتركة" إلى مسؤولية القوات الجوية التابعة للنظام السوري في مطار حماة العسكري عن استخدام غاز السارين على مدينة خان شيخون كما على مدينة اللطامنة بريف حماة.
وأضاف لـ"عربي21" أن "المركز استطاع برفقة الآليات الدولية من جمع ما يكفي من أدلة لمحاكمة النظام السوري على جرائمه بالأسلحة الكيميائية، ويعد جمع هذه الادلة وإدراجها في تقارير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية هو أمر قيم للغاية حيث سيتم اعتماد تلك الادلة من قبل الجهات المختصة بالتقاضي في حال تم إنشاء محكمة خاصة في سوريا تخص استخدام الأسلحة الكيميائية".
وأكد شيخاني على أهمية التزام الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، بأهمية المساءلة وعدم الإفلات من العقاب.
جرائم بدون محاسبة
ولم يتمكن مجلس الأمن من اتخاذ قرار بخصوص إحالة ملف سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية، بسبب حق النقض "الفيتو" الروسي، وهو ما أدى إلى عدم توفر جسد قضائي يضمن محاكمة المتورطين.
وفي هذا الإطار، أرجع مدير "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" المحامي فضل عبد الغني غياب المحاسبة عن هذا الهجوم وغيره من الهجمات الكيميائية في سوريا إلى "التقاعس الدولي بمحاسبة النظام السوري"، وقال لـ"عربي21": إن "المجتمع الدولي لم يلتزم بتعهداته، والضغط الدولي اقتصر فقط على إجبار النظام على المصادقة على اتفاقية حظر استخدام الأسلحة الكيميائية بعد مجزرة الغوطة في العام 2013، وبعد ذلك أغفل الملف، علماً أن النظام استخدم السلاح الكيميائي 182 مرة بعد توقيع الاتفاقية".
واعتبر أن "من المفروض أن تواجه الهجمات بعمل جاد عسكري ضد النظام، أو على الأقل أن يتم رفع دعاوى في محكمة العدل الدولية ضده، بسبب انتهاكه الاتفاقية التي صادق عليها، لكن لم يحدث شيء، بالتالي هناك تخاذل دولي".
بدوره، يعبر المحامي السوري أحمد الموسى عن أسفه لغياب المحاسبة عن جرائم الكيميائي في سوريا، ويقول لـ"عربي21": "نشهد حالة من الانقسام الدولي وخاصة في مجلس الأمن، رغم أن الوكالة الدولية لحظر استخدام السلاح الكيميائي أكدت استخدام النظام لهذه الأسلحة المحرمة دولياً في إدلب".
ولفت الموسى إلى القرار الدولي رقم 2118/2013 الذي تنص الفقرة 20 منه على فرض تدابير تحت الفصل السابع، في حال عدم الامتثال له، مستدركاً: "لكن القرارات الدولية، إذا لم تتوفر إرادة بتطبيقها، فهي عديمة القيمة والتأثير".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سوريا الكيماوية سوريا الكيماوي الأسد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسلحة الکیمیائیة النظام السوری حظر الأسلحة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
من القمع إلى الحرية.. تحولات الإعلام السوري بعد سقوط النظام
بغداد اليوم - متابعة
في انقلاب مفاجئ للمشهد الإعلامي السوري، وجدت وسائل الإعلام الرسمية نفسها عاجزة عن مواكبة التطورات المتسارعة التي أعقبت تغيير السلطة في دمشق.
بعد عقود من القمع والتضييق على الحريات، وخاصة حرية الإعلام والتعبير، والتي فرضها نظام البعث وعائلة الأسد، وجدت هذه الوسائل نفسها أمام تحدٍ جديد: كيف تغطي حدثًا أطاح بالنظام الذي خدمت مصالحه طويلًا؟
في البداية، بدا وكأن الإعلام الرسمي قد توقف عن العمل، وصمتت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن النشر، وتوقف التلفزيون الرسمي عن بث الأخبار الحية، مكتفياً ببث مواد أرشيفية قديمة، لكن سرعان ما تغير الحال، فبعد ساعات من الارتباك، ظهرت على شاشة التلفزيون شعارات الثورة، وأعلن مذيع عن سقوط النظام وإطلاق سراح المعتقلين.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد سارعت وسائل الإعلام الرسمية إلى تغيير هويتها بصورة كاملة، فبدلت وكالة سانا شعارها القديم بشعار جديد يحمل ألوان الثورة، واستأنفت نشر الأخبار لكن هذه المرة بنبرة جديدة تعكس التغيير الذي طرأ على البلاد، كما قام العديد من الإعلاميين الذين عملوا في النظام السابق بحذف كل ما من شأنه أن يربطهم به، وحاولوا الظهور بمظهر جديد.
هذا التحول السريع في الإعلام السوري يعكس عمق التغيير الذي حدث في البلاد، ويدل على رغبة القوى الجديدة في طي صفحة الماضي وبدء صفحة جديدة. إلا أن العديد من المراقبين يتساءلون عن مدى صدقية هذا التغيير، وهل سيتمكن الإعلام السوري من استعادة مصداقيته بعد سنوات من الكذب والتضليل.
وتحتل سوريا بحسب منظمة مراسلون بلا حدود المرتبة ما قبل الأخيرة في تصنيفها لحرية الصحافة لعام 2024.
ونشرت وزارة الإعلام في 13 ديسمبر (كانون الأول) بياناً أثار قلق صحافيين كانوا يعملون تحت مظلة النظام، أكدت فيه عزمها على محاسبة جميع الإعلاميين الحربيين الذين كانوا جزءاً من آلة الحرب والدعاية لنظام الأسد الساقط، وساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في الترويج لجرائمه.
وعاودت منصات ومواقع محلية النشر عبر منصاتها المختلفة تدريجياً، وبعضها لا يزال يتحضر ويستعد للانطلاقة مرة أخرى مثل قناة سما الخاصة التي كانت ممولة من رجل الأعمال السوري والنائب في البرلمان محمّد حمشو.
المصدر: وكالات