تشهد التجارة بين تركيا وروسيا تعثراً جرّاء العقوبات الغربية، ما يضرب خط إمداد رئيسياً لموسكو وهو الخط الذي تقول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أنه يغذي حرب روسيا في أوكرانيا.

أشار كوتلو كاراويل أوغلو" رئيس رابطة مصدّري الآلات" التي تضم 22 ألف عضو، إلى أن الشركات المصدرة للآلات، التي استفادت أكثر من غيرها من شحنات تركيا المتزايدة إلى روسيا في عام 2023، قد تشهد تراجعاً في المبيعات هناك بنحو مليار دولار هذا العام بسبب قوائم العقوبات "الغامضة" التي تتوسع بسرعة، والحملة ضد المواد التي قد تُستخدم لأغراض عسكرية.

يمثل ذلك أخباراً سيئة بالنسبة إلى الشركات التركية ولمساعي الحكومة لخفض عجز الحساب الجاري. لكنها تُشير إلى أن العقوبات الأميركية والأوروبية على روسيا أصبحت فعالة بشكل متزايد، حتى في الولايات القضائية الأجنبية مثل تركيا، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، حاولت الحفاظ على علاقاتها الاقتصادية مع موسكو على الرغم من الحرب القائمة.

تراجعت الصادرات التركية إلى روسيا بنسبة 33.7% خلال الربع الأول على أساس سنوي، بحسب بيانات أولية نشرتها وزارة التجارة التركية اليوم الخميس،.

تدقيق متزايد

ارتفع حجم التجارة التركية-الروسية بعد غزو أوكرانيا في فبراير 2022. وأثار ذلك انتقادات واسعة وعقوبات فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لاحقاً سعياً إلى وقف تدفق المنتجات مثل الآلات الصناعية وقطع الغيار التي زعمت أنها قد تساعد الجيش الروسي.
 

يشير الاتحاد الأوروبي إلى أن تركيا والإمارات العربية المتحدة والصين من بين الدول التي تتحايل على قيوده التي فرضها على تجارة التكنولوجيا الخاضعة للعقوبات مع روسيا، حسبما ذكرت بلومبرغ في فبراير.

يأتي تراجع الصادرات إلى روسيا هذا العام في الوقت الذي تحاول أنقرة تعزيز علاقتها مع واشنطن، بما في ذلك التدقيق المتزايد في المعاملات المصرفية المرتبطة بروسيا والتي تشمل تركيا. كما شددت الصين إجراءات العناية الواجبة على صلات عملاء البنوك بروسيا، في أعقاب تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات ثانوية في ديسمبر.
 

يتعين على الشركات في جميع أنحاء العالم التعامل مع عدد مترامي الأطراف من العقوبات المفروضة على روسيا. وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها قد أعلنوا عن مجموع عقوبات تُقدر بنحو 18 ألف عقوبة حتى فبراير، ارتفاعاً من نحو 2600 قبل الغزو، وفقاً لـ"كاتسيليوم" (Castellum.ai)، وهي قاعدة بيانات عالمية لتتبع العقوبات.

و"هناك تدقيق متزايد من قبل الجهات المنظمة، خاصة في قطاعات المعادن والتعدين والبناء والفضاء والتصنيع في روسيا"، وفقاً لمال قاله تان البيرق، محامي العقوبات وضوابط التصدير في "ريد سميث" والذي سلط الضوء على مكونات مثل أجزاء الماكينة والرقائق الإلكترونية ولوحات الدوائر. وقال: "معظم هذه المواد لها استخدامات مدنية وعسكرية" و"يمكن استخدامها في الغسالة كما في دبابة مقاتلة".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العقوبات المفروضة على روسيا روسيا الصين تجارة التكنولوجيا الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

وول ستريت جورنال: كيف تحدت إيران الولايات المتحدة لتصبح قوة دولية؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

سلطت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية اليوم الأحد الضوء على كيفية تحدي إيران الولايات المتحدة والعقوبات الدولية لتصبح قوة دولية تؤثر على الساحة العالمية.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها إن الفائز في الإنتخابات الرئاسية الإيرانية سوف يرث خلافا داخليا واقتصادا متضرر من العقوبات، ولكنه سيرث أيضا نقطة قوة خاصة بعدما أصبحت طهران لها تأثير أكبر على الساحة الدولية مما كانت عليه منذ عقود.
وذكرت الصحيفة إن إيران، تحت قيادة المرشد الأعلى علي خامنئي، أحبطت عقودا من الضغوط الأمريكية وخرجت من سنوات من العزلة إلى حد كبير عبر التحالف مع روسيا والصين، والتخلي عن التكامل مع الغرب والدخول في شراكة مع قوتين رئيسيتين في الوقت الذي يكثفان فيه المواجهة مع واشنطن. 
وأشارت إلى أن الاقتصاد الإيراني لايزال يعاني من العقوبات الأمريكية، لكن مبيعات النفط إلى الصين وصفقات الأسلحة مع روسيا قدمت شريان حياة مالي ودبلوماسي كما أن إيران استغلت بشكل فعال عقودًا من الأخطاء الأمريكية في الشرق الأوسط والتقلبات الكبيرة في سياسة البيت الأبيض تجاه المنطقة بين إدارة وأخرى.
واليوم، تشكل طهران تهديدًا أكبر لحلفاء الولايات المتحدة ومصالحها في الشرق الأوسط أكثر من أي وقت مضى منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979، حسبما أكدت الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن البصمة العسكرية الإيرانية تصل إلى نطاق أوسع وأعمق من أي وقت مضى حيث قصفت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران منشآت في أماكن عديدة كما شنت إيران بنفسها أول هجوم عسكري مباشر من أراضيها على إسرائيل في أبريل الماضي.
ونوهت الصحيفة بأن العقبات الإيرانية مثل تقديمها الطائرات بدون طيار لروسيا، والتهديد من الميليشيات المدعومة منها، وتوسعها الأخير في برنامجها النووي، ستظل قضايا ملحة بغض النظر عمن سيفوز في الجولة الثانية من الانتخابات الإيرانية المقررة يوم الجمعة المقبلة أو الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل.
ونقلت الصحيفة عن سوزان مالوني، مديرة برنامج السياسة الخارجية في معهد بروكينجز، والتي قدمت المشورة للإدارات الديمقراطية والجمهورية بشأن السياسة تجاه إيران القول: "في كثير من النواحي، أصبحت إيران أقوى وأكثر نفوذا وأكثر خطورة وأكثر تهديدا مما كانت عليه قبل 45 عاما".
ورأت الصحيفة أن خيارات السياسة الخارجية الإيرانية جاءت بتكلفة كبيرة في الداخل حيث يتخلف اقتصادها كثيرًا عن النمو ومستويات المعيشة كما فقد النظام الكثير من الدعم الشعبي الذي أوصله إلى السلطة، مع اندلاع احتجاجات عديدة أدت إلى حملات قمع وحشية.
وقال إريك بروير، المدير السابق لمجلس الأمن القومي لمكافحة انتشار الأسلحة النووية: "لقد فقد النظام شرعيته، ولا أعتقد أن لديهم حلًا جيدًا لهذه المشكلة، ففي كل مرة كان لدى خامنئي خيار تشديد قبضته أكثر".
وتابعت الصحيفة أن قوة إيران المتنامية تمثل فشلًا للغرب، فمنذ أن تولى جيمي كارتر منصب الرئيس، كان إيجاد استراتيجية فعّالة لاحتواء إيران بمثابة الحوت الأبيض الكبير لصناع السياسة الخارجية في الغرب.
ولم تعد العقوبات، الأداة السياسية التي يستخدمها الغرب، فعالة في عزل طهران دوليا حيث يقول محللون إن إيران ردت بتعميق المحور مع روسيا والصين، مما زاد من تعقيد الدبلوماسية مع طهران، وخارج الشرق الأوسط، ساعدت صناعة الطائرات بدون طيار في إيران في حرب روسيا في أوكرانيا.
ولأكثر من عقدين من الزمن، كانت السياسة الغربية في التعامل مع إيران متأرجحة، لقد قام الرؤساء الأمريكيون مرارا وتكرارا بتغيير التوازن بين الدبلوماسية والقوة والتواصل ومحاولة العزلة.
ومثال على ذلك كما أوضحت الصحيفة إنه عندما غزت الولايات المتحدة أفغانستان في عام 2001، سعت واشنطن إلى إيران وحصلت على مساعدة عسكرية واستخباراتية للمساعدة في الإطاحة بنظام طالبان. وبعد أشهر، وصف الرئيس الأمريكي بوش إيران بأنها جزء من "محور الشر"، إلى جانب العراق وكوريا الشمالية - وهو ما اعتبره الإيرانيون بمثابة إهانة تهديدية.
ومن ناحية أخرى، اتبعت إيران لعقود من الزمن استراتيجية متسقة طويلة الأجل، والتي تسميها "الدفاع الأمامي"، لردع هجمات الأعداء في حين تعمل على بناء شبكة من الميليشيات الموالية.
كما ساهمت السياسة الأمريكية في بعض الأحيان، عن غير قصد، في تعزيز قوة إيران حيث أدت الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين عام 2003 إلى إزالة عدو لدود من حدود إيران كما أدى فشل واشنطن في تحقيق الاستقرار في عراق ما بعد الحرب إلى تعزيز نفوذ طهران.
ووفقا للصحيفة، لا تزال إيران بعيدة عن تحقيق هدفها المتمثل في إخراج الولايات المتحدة من المنطقة التي تستضيف الآلاف من القوات الأمريكية ومجموعة من التحالفات مع كل من إسرائيل والدول العربية. ولا تزال واشنطن هي وسيط القوة الأبرز في الشرق الأوسط لكن في روسيا والصين، أصبح لدى إيران الآن حليفان من الوزن الثقيل لديهما أيضًا طموحات في صد النفوذ الأمريكي في جميع أنحاء العالم.
 

مقالات مشابهة

  • رغم العقوبات.. استئناف الحوار الأميركي الفنزويلي
  • روسيا تلمح إلى إمكان رفع العقوبات عن طالبان
  • نيبينزيا يعطي تلميحا بإمكانية رفع العقوبات عن طالبان
  • روسيا تلمح إلى إمكان رفع  العقوبات عن طالبان
  • تلميح روسي إلى إمكان رفع العقوبات عن طالبان
  • وول ستريت جورنال: كيف تحدت إيران الولايات المتحدة لتصبح قوة دولية؟
  • الولايات المتحدة تحاول استخدام علاقات أنقرة مع باكو ضد موسكو وطهران
  • كينيدي جونيور: العقوبات الأمريكية عززت الاقتصاد الروسي
  • الاتحاد الأوروبي يضم بيلاروس إلى بعض العقوبات المفروضة على روسيا
  • واشنطن تبحث عن حروب