قال الداعية الإسلامي الدكتور عبد الرحمن الحرمي، إن ما نحتاجه دائما هو اليقين بأن الله هو الرزاق، وتكفل بخلق الأرزاق وخلق المرزوقين وتكفل بتقسيمها وإيصالها، مضيفا أنه ما نقص مال من صدقة، وكل واحد تحت ظل صدقته.

وأوضح الحرمي -في الحلقة الـ26 من "برنامج الشريعة والحياة في رمضان"- أن النبي محمدا ﷺ يعرف النفس الأمارة بالسوء، مؤكدا أن الأمة تحتاج زيادة في دائرة اليقين بأن ما عند الله لا يؤتى إلا بطاعته "فأرزاق الله مكتوبة ومحسومة" مستدلا بآية "وفي السماء رزقكم وما توعدون".

وأكد أن رمضان شهر عظيم يكشف النفس التي يصعب عليها القيام والصوم، إذ يأتي ليفضحها ويرغمها على الطاعات، مبينا أن رسالة الإسلام رسخت مكارم الأخلاق ومنها البذل والعطاء والسخاء التي كان يتصف بها العربي.

ونبه إلى ضرورة المبادرة بإخراج الصدقة فورا في حال النية "وإلا سيأتي إبليس بجنود التسويف والتأجيل"، مضيفا أن المال عزيز على النفس ولا يأتي بشكل سهل.

ويؤكد أنه عندما يعطي الغني المال للفقير فإنه بذلك يزيل الحسد والغل من قلوب الفقراء، ويحظى بدعاء بالسعادة وراحة البال، كاشفا أن أول أمنية من أمنيات الدار الآخرة هي الإنفاق.

صور الإنفاق

وأكد الحرمي أن هوان الدنيا يسهل على المرء في العطاء، مبينا أن صور الإنفاق والبذل لا حصر لها "فالصدقة دليل وبرهان على الإيمان"، وأضاف "المؤمن لا يخاف من الصدقة إذا كان يؤمن بما عند الله، والله أكرم مما تظن فإذا أعطاك أغناك، وإذا أغناك أدهشك وأكرمك".

وبذل الوقت والجهد والعلم والمعرفة دون الخشية أن ينافسه آخرون من صور الإنفاق -وفق الحرمي-، "فالشحيح أيضا بالكلمة كمن رأى إنجازا أمامه وخجل أن يمدحه"، مؤكدا أنه يمكن الوصول إلى الله عز وجل ودار كرامته من خلال خادمك، أو موظف بسيط تعرض لظلم، أو فك دين.

وحول انحسار دور الوقف في المجتمعات المسلمة، قال الحرمي، إن الإنسان إذا علم فوائد الشيء أحبه فإذا أحبه أبدع فيه، مؤكدا أن الصحابة علموا في مسألة الوقف فائدة كبيرة، "وهي أن سفر الآخرة طويل ويحتاج إلى زاد طويل والعمر لا يفي بذلك".

وشدد على أهمية كفالة اليتيم، معتبرا الكريم "قريبا من الناس والجنة وبعيدا عن النار"، كما أكد أن ثبات المال وزيادته مرتبط بالشكر "فالزيادة تعني ضمنا حفظ النعمة".

إشكاليات اليوم

وحول إشكاليات اليوم، أشار الداعية الإسلامي، إلى أن من يعيش في عالم الغنى أصبح لديه ثقافة "الكماليات ضروريات" إذ بات غير قادر على تلبية احتياجاته التي يعتقد أنها ضرورية، ولهذا أصبح لديه خلل في نمط تفكيره وبات حائلا أمام البذل والعطاء.

وأضاف أن الإنسان عندما يبحث عن العلامات التجارية يدخل في دائرة الديون، مبينا أن شريحة الوسط بدأت تقلد الأغنياء، "لذلك أصبح هم الناس اليوم ماذا يأكلون ويشربون وأين يسافرون".

وبين أن الإشكالية في الوقت الحالي تكمن في أن الغني بشحه أصبح ينفق كإنفاق الفقير، في حين انسحب الأخير من الساحة، مشددا على أن الفقير يتوجب عليه أن يعطي ما يستطيع ولو شيئا قليلا فيما يجب على الغني أن يبذل ماله ليس كغيره.

غزة وطوفان الأقصى

وفيما يخص العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أكد الداعية الإسلامي، أن هناك جيلا قادما على "طوفان الأقصى" أضاف للأمة مفاهيم وأوقف أخرى كانت تتسرب إليها، مشيدا بتبني أطفال الإسلام قيم المقاطعة.

وحول معاناة الغزيين، قال الحرمي، "عار على أمة المليار أن يروا ويشاهدوا أطفال غزة ونساءها ورجالها وكأننا ننتظر أن يركعوا"، قبل أن يستدرك بالقول إن "أهل غزة يركعون مرة واحدة لله عز وجل في صلواتهم"، مطالبا المسلمين بمواصلة مشاهدة جرائم الاحتلال في غزة حتى لا ينسوا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

أحمد أيوب: وسام أبوعلي أصبح مفتاح حلول الأهلي.. ويجب استمرار يحيى عطية الله

أكد أحمد أيوب، المدرب العام السابق للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، أن جمهور القلعة الحمراء هو رقم واحد وصانع نجومية اللاعبين.

خيري رمضان يهاجم جمهور الأهلي بسبب الهتاف ضد اللاعبين (فيديو)


وقال أيوب، في تصريحات عبر برنامج “بوكس تو بوكس” الذي يذاع على قناة  "etc":" الجمهور رقم واحد وهو صانع نجومية اللاعبين وأقوي شئ في المنظومة وهي السند الحقيقي ومن تمنح الحافظ".
وتابع:" مثلما نحب تشجيع الجماهير، لازم نقدر غضبها، ومينفعيش يكون هناك فجوة بين الجماهير واللاعبين، والأهلي قوي بلاعبيه وجمهوره".
وأكمل:" الأهلي يعاني من مشاكل داخلية وخارجية رغم الفوز الكبير، وهو ما انعكس على أداء الفريق، والتشكيل في بداية المباراة كان خاطئ، والاعتماد على 3 لاعبين في وسط الملعب بأدوار دفاعية، وشباب بلوزداد يمتلك ظهير أيسر مميز، كان يجب على كولر الدفع بأكرم توفيق بدلا من خالد عبدالفتاح من بداية المباراة".


وواصل:" أداء الأهلي جعلنا نشعر أن شباب بلوزداد فريق كبير وهو فريق عادي جدًا، وتوقيت هدف وسام أبوعلي الأول مهم جدًا، والتغييرات جلعت هناك كثافة هجومية في الشوط الثاني، بجانب رغبة اللاعبين في تحقيق الفوز".
واستكمل:" وسام أصبح مفتاح حل أزمات الأهلي وهو هداف ويقود الأهلي للمكسب ولو حافظ على مستواه هيكون في مكان تاني، وإمام عاشور، لاعب كبير ويحتاج إلى التركزي في الملعب، وأنا غير مقتنع بأداء أشرف داري، ولم ارة منه شئ مميز حتى الآن".
وأكمل:" يحيى عطية الله لاعب جيد وعنده ثبات في أداءه وهو ضعيف في النواحي الهجومية ولكن حالة الفرقة هي من تفرض عليه ذلك، وأنا أدعم استمراره، وتشعر أنه يلعب في الأهلي منذ فترة، وطريقة لعب الأهلي اختلفت عن السابق وهو ما يجعلنا لا نرى أدوار هجومية للاعب المغربي".

مقالات مشابهة

  • في لقاء موسع بالحديدة.. علماء اليمن يؤكدون على أهمية الجهاد والثبات أمام أعداء الله
  • علماء اليمن يؤكدون على أهمية الجهاد والثبات أمام أعداء الله
  • لقاء موسع للعلماء في الحديدة بعنوان “مسؤولية علماء اليمن في مواجهة العدوان”
  • لقاء للعلماء في الحديدة يدعو الأمة إلى مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي
  • خلال عام 2024.. زيادة عدد المصانع التي تم تشغيلها بالمنطقة الصناعية بالبغدادي في الأقصر إلى 24 مصنعًا
  • ما هي البركة في الرزق مالا كان أو أولاد؟.. احذر هذه الخرافة
  • زيادة حادة في تهديدات الويب دارك.. العملات المشفرة وقواعد البيانات بدائرة الخطر
  • أحمد أيوب: وسام أبوعلي أصبح مفتاح حلول الأهلي.. ويجب استمرار يحيى عطية الله
  • أيهما أفضل العمرة أم الإنفاق على الفقراء والمحتاجين ؟.. الإفتاء تجيب
  • الأمة وأهداف قوى الهيمنة والاستعمار