أنشطة مؤسسة الصالح.. جسر إنساني يربطها ومئات آلاف النازحين والمرضى والطلبة اليمنيين
تاريخ النشر: 5th, April 2024 GMT
منذ بداية الحرب التي اندلعت في اليمن، مدّت مؤسسة الصالح الاجتماعية جسراً إنسانياً مع مئات آلاف اليمنيين من أسر النازحين والمرضى والطلبة داخل وخارج البلاد، تمثّل في سلسلة مشاريع إنسانية عينية ونقدية، عملت جاهدة على ابقائه مستمراً طيلة هذه السنوات، سعياً منها في تخفيف المعاناة التي فاقمت أوضاعهم المعيشية والاقتصادية.
وخلال شهر رمضان الجاري، وزعت مؤسسة الصالح مساعدات عينية ونقدية استهدفت آلاف اليمنيين المرضى والنازحين والطلبة المتواجدين في عدد من محافظات جمهورية مصر العربية.
بالتزامن، نفذت المؤسسة سلسلة أنشطة إنسانية داخل البلاد، استهدفت عشرات الآلاف من الأسر النازحة في مخيمات النزوح والشقق السكنية في محافظات، عدن، مأرب، شبوة، الجوف، لحج، المهرة وغيرها.
المؤسسة استهدفت الأسر النازحة والأشد فقراً في مساع منها لتخفيف معاناتهم المعيشية، ووطأة الفقر التي يعانون منها جراء تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار لأكثر من خمسة أضعاف ما كانت عليه قبل انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية في 21 سبتمبر/ أيلول 2014 واندلاع الحرب.
وشهدت البلاد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وبات أكثر من 20 مليون نسمة بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب تقارير منظمات أممية، جراء الحرب التي تسببت بنزوح أكثر من 4 ملايين يمني داخل البلاد توزعوا في عدد من المحافظات المحررة، علاوة على مئات آلاف آخرين نزحوا إلى خارج البلاد، غالبيتهم في جمهورية مصر.
كما شهدت العملة المحلية انهيارا مستمرا، وارتفاعا موازيا لأسعار المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية، مما زاد الأوضاع المعيشية تفاقما.
وذكر عديد نازحين ممن استهدفتهم أنشطة المؤسسة داخل وخارج البلاد، أن هذه الأنشطة أسهمت كثيراً في تخفيف جزء كبير من معاناتهم خلال شهر رمضان، في وقت كانت معظم أُسر هؤلاء النازحين لم تجد قوت يومها.
النازحون أكدوا أيضاً أن المؤسسة كانت حاضرة منذ بداية الحرب بجانب مئات الآلاف من النازحين، في الوقت الذي تنصلت الجهات الحكومية من مسؤوليتها تجاههم، وباتوا يواجهون مصيرهم بمفردهم.
وعلى امتداد سنوات الحرب، استهدفت مؤسسة الصالح مئات الآلاف داخل وخارج البلاد، في أنشطة إنسانية متنوعة شملت سلالاً غذائية، ومساعدات نقدية، وكسوة العيد وغيرها، إيمانا منها بواجبها الإنساني في مد يد العون لهم.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: مؤسسة الصالح
إقرأ أيضاً:
وسط رايات حزب الله : "عيد حزين" في جنوب لبنان قرب قبور أحباء قضوا في الحرب
عيترون (لبنان) - أحيا سكان في جنوب لبنان الإثنين عيد الفطر بغصّة في قراهم المدمّرة بفعل المواجهة الدامية بين حزب الله واسرائيل، بينما اكتظت مقابر بزوّار جاؤوا يصلّون لأحباء قضوا في الحرب.
في بلدة عيترون الحدودية مع اسرائيل، أحضر الزوار في اليوم الأول من عيد الفطر الذي يحتفل فيه معظم المسلمين الشيعة في لبنان الاثنين، ورودا بألوان زاهية كسرت السواد الذي خيّم على ملابس الحاضرين في مقبرة أنشئت حديثا لدفن أكثر من مئة قتيل من سكان القرية قضوا في غارات إسرائيلية ومنهم مقاتلون من حزب الله.
وزيارة الموتى تقليد في اليوم لاأول من عيد الفطر كل سنة.
ووسط رايات حزب الله التي رفعت بين الحضور، لم تتمالك نسوة متشحات بالسواد أنفسهن وهن يقرأن الفاتحة فوق قبر أب أو شقيق أو زوج. ومن بينهن سهام فتوني التي فقدت ابنها المسعف في الهيئة الصحية الاسلامية التابعة للحزب.
وتقول فتوني وهي تقف قرب قبر ابنها "لقد تحدينا العالم أجمع بوقوفنا هنا الآن في قلب عيترون لنحتفل بعيد الفطر مع شهدائنا الذين مكنتنا دماؤهم من العودة إلى قريتنا".
ومنذ التوصل الى وقف لإطلاق النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر بعد أكثر من سنة على مواجهة دامية، عاد عدد من السكان الى مناطقهم التي كانوا هجروا منها.
ولا ينفك حزب الله وأنصاره يتحدثون عن "نصر"، بينما من الواضح أن الحرب التي قتلت خلالها إسرائيل العديد من قيادات الحزب ودمّرت جزءا كبيرا من ترسانته وبناه التحتية، أضعفت الحزب الى حدّ كبير.
في المكان، جلست طفلة قرب قبر امرأة، حاملة صورة لها محاطة بالزهور وعلى وجهها ملامح حيرة.
ومن بين الصور التي ارتفعت فوق شواهد القبور، صورة رضيعة، وأخرى لشاب بزي عسكري.
وبينما قرأت سيدة صفحات من القرآن الكريم، خرق صوت منشد الصمت ليرثي الموتى، وسط وجوم ساد وجوه الحاضرين الذين انهمرت دموعهم.
ووزّع بعض الحاضرين الحلوى والمأكولات على وافدين من قرى مجاورة.
ويقول المزارع سليم السيد (60 عاما) من قرية عيترون "يختلف العيد هذا العام عن الأعياد في السنوات الماضية(...). تعيش عيترون التي قدّمت اكثر من 120 شهيدا، عدد كبير منهم من النساء والاطفال، عيدا حزينا".
ويتدارك الرجل "لكن إرادة الحياة ستبقى أقوى من الموت".
- حزن "عارم" -
وعلى غرار معظم القرى الحدودية في جنوب لبنان، يسود الدمار عيترون وقد لحق بالمنازل والبنى التحتية وحال دون عودة الغالبية الساحقة من السكان للعيش في قريتهم. إلا أن قلة ممن نجت بيوتهم من الدمار، عادوا، وفتح عدد من المتاجر أبوابه.
وتأخرت عودة سكان عيترون إلى حين الانسحاب النهائي للقوات الإسرائيلية منها في 18 شباط/فبراير.
ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب الجيش الإسرائيلي من كل المناطق التي دخل إليها خلال الحرب. إلا أنه أبقى على وجوده في خمسة مرتفعات استراتيجية تخوّله الإشراف على مساحات واسعة على جانبي الحدود. ويطالب لبنان بانسحابه منها.
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل شنّ غارات على لبنان وتقول إنها تضرب أهدافا عسكرية لحزب الله في جنوب البلاد وشرقها. وتتهم الدولة اللبنانية بعدم تنفيذ قسطها من الاتفاق والقاضي بتفكيك ترسانة حزب الله العسكرية ومنعه من التواجد في المنطقة الحدودية.
وبلغ التصعيد ذروته الجمعة عندما قصفت إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إطلاق صاروخين باتجاهها من جنوب لبنان.
في عيترون أيضا، يقول سائق الأجرة عماد حجازي (55 عاما) "على الرغم من المخاطر الأمنية، فان معظم الناس جاؤوا لتمضية اليوم الأول لعيد الفطر، الى جانب الشهداء الموتى من أبناء القرية".
ويكمل "الحزن كان عارما وكل الناس في حالة تأثر"، مضيفا "فقدت 23 شخصا من أقاربي في غارة إسرائيلية... وشعرت بالخجل من أن أقدّم التهاني بالعيد لعائلتي أو أصدقائي".
Your browser does not support the video tag.